بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 27 يناير 2015

صدور العدد الثاني لسنة 2015 ... من مجلة المرفأ الأخير الألكترونيّة





صدور العدد الثاني لسنة 2015

من مجلة المرفأ الأخير الألكترونيّة











العدد الثاني لسنة 2015 ... القصيدة .... يا ايها المزَّملُ شجوا ..... شعـــــــــــــــــر : مجدي الزبيدي






 العدد الثاني لسنة 2015

القصيدة

  يا ايها المزَّملُ شجوا

شعـــــــــــــــــر : مجدي الزبيدي

 



وَجَعٌ يهمي...حلمٌ يكبَر
يا ايها المزَّملُ شجوا..أوقدْ في دفتر اشعارك نجمة..
فضياؤك اضحى عتمة...
هربتْ من صدرك يا حزناً كلُّ جياد ِالصبر ِ
وافترشتْ مائدةُ الرأس صحونَ الشعر.ِ.
والحزن...آه الحزن امتدَّ تخوما سيَّج بابَ الارض عليك
والعالم حولك ينحدر’..
والارض تدور تدور .......تسَّاقط كرةً من حولك..
مابين الدمعة والجرح...تهوي فأس تغتال بعينيك ضياء الفجر
وجعٌ يهمي ؛ حلمٌ يكبر..
ما بين اليقظة والحلم النازفْ .....تولد أزمنةالغربة..
تحتقن الآهةُ في الحلق..
تسقط في الميدان وحيدا الاّ من ألمك
ما بين الاصداء وصوتك
كانت ريح ٌ تبحث عن تاج مصنوع من هام الشجر
سيدةتبحث عنهاحاشية تسبح في (زبد البحر)
وصرتَ خرافة...
خرافة عمرمطويٍّ تحت وسادة امل مجتر
ينفض رملاً غطّى جبين الجثة
وجع يهمي ..حلم يكبر..جمع حكايا
من راوية فذٍّ كان وكان ..
كان يروي قصصا جذلى
في دارِ جواري السلطان...





العدد الثاني لسنة 2014 .... قراءات ... الشعر طريق للحياة عودة الشعر الى سيرة الأولى قرأه في قصيدة ان شئت ، تعال للشاعر القدير عبد الحميد الزبيدي ... بقلم : ناظم ناصر





 العدد الثاني لسنة 2014

قراءات 

الشعر طريق للحياة عودة الشعر الى سيرة الأولى قرأه في قصيدة ان شئت ، تعال للشاعر القدير عبد الحميد الزبيدي
 
بقلم :  ناظم ناصر





منذ ان اخترع الانسان الكتابة كان يرسم حروفه على الطين فكانت كلماته تمثل ذاتها بما تعنيه معانيها ومثل ما أرد لها كاتبها مانح أيها إحساسه وشعوره فكان يرسم بما يعيه عن حقيقة الأشياء لذا لم يكن يتجرأ على كتابة الشعر إلا من كان شاعر حقيقيا يحمل صفة شاعر فلم تردنا من ذلك السومري المبتكر قصائد او كلمات زائدة عن حاجته فكانت كلماته كما هي حياته حقيقية وبسيطة وعميقة المعاني و تمنحك فسحة من الخيال والتأمل والابتكار فهم بعثوا لنا رسالة من زمنهم لتعلمنا كيف يكون الشعر طريق للحياة وتدوين لما يشعرون به خارج حدود الوصف الزائد و الترهل بالاضافة الى مهمته عن الكشف عن تجارب جديدة فهو الذي رأى كل شيء هكذا تقول ملحمة كلكامش والشاعر عبد الحميد الزبيدي هو حفيد أولئك السومريين وهذه الحضارة العظيمة فهم كتبوا على الطين وهو نحت كلماته في اللغة فأدار دفة المعاني بخبرته الطويلة و وعيه لمهمة الشعر ان يكون بسيطا وعظيم ويماثل الحياة بما تعنيه فكان شاعرا حقيقيا وبسيط كأسلافه
فهو علا وتسمى و بسط جناحيه مع الريح فلا تعرف هل هو يميد بالريح ام الريح تميد به فالأيام والساعات واللحظات تمر عبر زمانه من خلال إبداعه وهو بنقاء ذاته يحوم مع المعنى زمن مضى وأخر يأتي وهو في زمن مطلق يتأمل كالحكيم ما مضى وما بعد القادم
يتودد له أصحابه أحيانا لكن الشاعر لا يخرج من شاعريته فهو لا يتوجس ولا يعرف الخوف وتأويلاته هو يرى الحقيقة بعين الحقيقة فلا جانب مظلم للشمس

تميد بي الريح ،
على أهواء مناسكها
يتودد لي حينا ..
أصحابي ..
فأندبهم ..!
لا لا ..
انا لا أتوجس من شيء..
لأمد الخوف ،
بساطا لي ..
كي أعدو ..!

الشاعر عندما ينسجم مع ذاته وكلماته ومعانيه ويمسك باللحظة ويدرك بوعيه الأشياء وما تعني فيتوهج فكره الصافي فتكون قصيدته براعم للأمل فيمنحاها لكم فخذوا ما شئتم من نثاره وردا وحمائم و جنابد أزهار وسيملي ذكراه غيوما للصيف فهو يحيا الأمل و يؤمن بتباشير الخير
ان شئت تعال وخذ حرفي ..
ان أمسيت ،
برأيك ..
شوكا ..!
او سيفا يتحدى غمده ..!
ان كنتم تبغون براعم شعري ..
فتعالوا ..
سأنثره ، وردا ..وحمائم.. !
و جنابد أزهار..
وحبورا ..
وسأملي ذكراه غيوما ..
للصيف ..!
تبلل بالذكرى ..
أملي ..!

كلماته ستحيى مع النسيم مطوية مع الأمل سيحلق بجناحي الحلم مانحا جمال الحرف وأناقة الكلمة وسمو الفكر أين ما يمر تكون كلماته فوق موائد للشعر بطعم ينتظره الجائع كالسلوى فهذا قدر الشاعر و قدر الشعر الذي يعيده عبد الحميد الزبيدي الى سيرته الأولى ضرورة وطريق للحياة
التحليل
قدر الشاعر الحقيقي ان يكون محب للحياة للخير و للجمال ويكون دليلا لهذا الحب بفكره الذي يسري كالنسغ في كلماته وكلما كان الشاعر أكثر فهما للحياة كانت فلسفته وكلماته اتجاهها بسيط فالحياة بسيطة جدا ولا تحتاج الى تعقيد لذا ترى لغة الشاعر حميد الزبيدي سهلة و جميلة و لا يوجد فيها عسر هضم لغوي فهي كالنظر الى زهرة لا تحتاج الى تفسير بقدر ما تحتاج الى الاحساس بجمالها وتنسم شذها
الشاعر يجيد صنعة الأدب فهو يصوغ عباراته بدقة متناهية فمن خلال كلمات بسيط يصنع لك تحفة متناهية الجمال والروعة وهذا هو معنى الشعر الحقيقي
موهبة الشاعر هي ان ينقلك من زمنك الذي تحياه الى زمن القصيدة فتشعر بالكلمات وهي تنبض وتتنفس وتدرك باحساسك وفهمك وذوق العالي معنى ان يكون المرء شاعرا

النص
ان شئت ، تعال

_________________
تميد بي الريح ،
على أهواء مناسكها
يتودد لي حينا ..
أصحابي ..
فأندبهم ..!
لا لا ..
انا لا أتوجس من شيء..
لأمد الخوف ،
بساطا لي ..
كي أعدو ..!
ان شئت تعال وخذ حرفي ..
ان أمسيت ،
برأيك ..
شوكا ..!
او سيفا يتحدى غمده ..!
ان كنتم تبغون براعم شعري ..
فتعالوا ..
سأنثره ، وردا ..وحمائم.. !
وجنابد أزهار..
وحبورا ..
وسأملي ذكراه غيوما ..
للصيف ..!
تبلل بالذكرى ..
أملي ..!
فأنام ،
أتسلى ،
وانشد أشعارا تلهمني ..
أوسمة ..
من تبر ..!!
كهبوب نسيم مغر ..
واطييييير ..اطير ..
عبر مسافات ..
قصوى ..
واحط كزائر ليل ..
فوق موائد للشعر ..!
بطعم ..
ينتظره الجائع ..
سلوى !!




العدد الثاني لسنة 2015 .... القصيدة .... السعادة والحياة .... شعر- فالح الحجية





العدد الثاني لسنة 2015

القصيدة 

السعادة والحياة

شعر- فالح الحجية




الله انشأ خلقه بتفاؤل
ان التفاؤل للحياة جمالها
فتانقت مثل العروسة أرضه
وتسامقت مثل النخيل جبالها
فالحقل ملتفّ الجوانب خضرة
والحق يشدو للامور منالها
والقلب يغفو والسعادة تزدهي
والخير دان والحظوظ جذالها
ا ن غردت بين الجنائن طيرة
وتآلفت بين المروج رئالها
وتعانقت بين السماء سحابة
فعلى الخميلة غيثها وحمالها
اضحت على مر الدهور غزيرة
احلامها بين الرجاء خيالها
والسعد يرفل في ثنايا قدره
والوجه طلق والوفاء خصالها
وتفاءلت سبل المودة وانبرت
تحيّ القلوب العامرات ظلالها
فتعبدت طرق المودة وازدهت
فسعادة ووفادة بد لا لها
كل الفضائل والنفوس تنورت
نور على نور الاله كمالها
ياساكنا وسط القلوب تزيدها
عبقا وفي اثر الرجاء سجالها
يا منبعا للنور يغشى انفسا
عظم الجلالة للعباد ينا لها
قد اكتنفت النفس اشراقا لها
في رقة العطر السحيح نهالها
ودخلت في لب القلوب تريحها
من كل غمّ للهموم زوالها
كل القلوب أخالها مفتونة
بجماله وصفائه وخلالها
في الاس والزهر الشذي خواطر
ومفا خر وأثارة بخصالها
والروح والريحان غرس سبيله
اذ ترتوي منها النفوس زلالها
ياعالما بالنفس في غمراتها
ان النفوس لما تحب تنالها
وأريج عبق الورد يغمرها شذى
فتفوح عطرا والسناء يطالها
هذا الجمال زكية أ فضاله
يوحي الى الفكر السليم جذالها
فالفكر يرنو في الحياة تطلعا
والى السعادة مورد بفعالها
يابسمة الاطفال في عين الرجا
كخميلة غنّاء تحكي دلالها
توحي الى القلب انفراج سريرة
في مطمح النفس الهناء جمالها
والشمس تسدي للحياة سناءها
ألق يفيض بقدرة وجلالها
اذ لا يكون النور في افق الدجى
في عتمة وسط الرجاء سدالها
والخلق تسعى ان تعيش برفعة
وسعادة وهناءة ستنالها
في لحظة والعيش ريّان الشذى
فتهللت سبل الحياة خلالها
والشمس تسطع في النهار بهية
فيزينه اشراقها وزوالها
فالخير يدنو والشذاة تحفّه
من كل جنب والامور تطالها
والبلبل الغريد يصدح ساحرا
ومرددا وسط الجنان نهالها
والنفس تسبح في بحور من ندى
والسعد يغمرها تعيش نضالها
والآي والذكر الحكيم بصائر
اذ ترتوي منها النفوس زلا لها
ياملهما تقوى النفوس تزينها
بجمال خلق والنقاء جذالها
يا أيها الرب الكريم سماحة
كثرت ذنوبي والرجاء مآلها
كثر ت ذنوبي . في رحابك وسعة
يا ذا الجلال بسماحكم لتقالها
اني لأطمح ان اعيش بجنة
فيها المنى كل الرضا احوالها


العدد الثاني لسنة 2015 .... القصة القصيرة .... القُبلة الأولى .... بقلم : وجدان الشاذلي







 العدد الثاني لسنة 2015

القصة القصيرة

القُبلة الأولى

بقلم  : وجدان الشاذلي










عشية ذلك اليوم ..
كنت منكباً على كتبي ، مغموماً بالمذاكرة لإمتحان مادة الاحياء.
حين فتحت الباب بخفة ، وانسلت إلى داخل الحجرة واغلقته خلفها بهدوء . وجلست في الزاوية الغربية بعيداً عن الباب ..
لم أصدق عيني فيما رأت ..!
(( معقول تكون هي بشحمها ولحمها ،هنا في حجرتي ..!))
* * * * *
أتذكر الأن ؛ كم أحببت مادة العلوم ي الصف التاسع ..
أتذكر كل تلك المشاعر المحمومة التي كانت تستحوذ عليّ في حصتها..
وكيف كنت أبقى مشدوداً بخيط رفيع ، لكل حركة تصدر عنها ، إيماءة، أو إلتفاتة.
كلما جلست على ذلك الكرسي المقابل لمقعدي ..من فرط دهشتي ، كان يخيل إليّ بأنها ستسيح في أية لحظة .. هكذا تبقيني دائماً في وضع الترقب ، كان وضعاً مرهقاً..!
* * * * *
الأن هي هنا في تلك الزاوية من حجرتي ، لأ ، ربما أتوهم...
قلبت الصفحة .. قرأت بضع كلمات ورفعت رأسي ، ألقيت نظرة على تلك الزاوية ، مازالت هناك ..!
ابتسمت لي بغنج ، وهزت رأسها تدعوني للأقتراب منها ..
تحركت نحوها مذهولاً ، فتحت ذراعيها واحتضنتني ..
فاحتواني دفء نهديها ، وأشعل بداخلي الحرائق في غابات السنين ، كل سنين المراهقة .
بدون مقدمات ، وجدت نفسي مبحراً في قبلة حارة طويلة ، أول قبلة أمص فيها شفتيّ امرأة في حياتي.
- وبعدين ؟
- ولاقبلين ، صحوت !







العدد الثاني لسنة 2015 ... القصيدة ..... سماح!!! ..... عبدالناصر النادي






العدد الثاني لسنة 2015

القصيدة

 سماح!!!
 
عبدالناصر النادي

 





مابـــال قلـبـك ياســماحْ
أضـحــى كما عنف الرياح

قـد باع فيّ ومـااشـتـرى
والـوصل أعـيـــــته الجراح

وسنــابل الـشمس التي
قـد أشـرقت عنــد الصباح

وظـننــت أن شعـــــاعهـا
يـمشي إليـك على ارتياح

قــد عــــــاد يبكي شاكـيا
من سيف هجرك ياسماح

مابــــال صـمـتك تــائـــــه
صمت غــريب منـك .. لاح

إني لــــمحـته يــمـتـطي
أمواج عـشق فى اجـتياح

وأراه يقــــصـف زهـــــــرة
صارتْ تــئنّ ومااستــــراح

مـر الـلهيـب عــلى دمـي
ورمــى هـــوانـا بالــــرماح

عـــذرا لأيـــــام الصــــفــا
هدّ العناد خــطى السماح






العدد الثاني لسنة 2015 ... القصيدة ... أنا إن غفوت .... للشاعر : زهير الشيخ تراب







 العدد الثاني لسنة 2015

القصيدة

أنا إن غفوت
 
 للشاعر : زهير الشيخ تراب







أنا إن غفوت فلا توقظوني 
 وقولوا دعوه كذلك نامْ
 
فملء جفوني نعاس شديد 
 ويعلو فؤادي كثيف الغمامْ
 
وحولي سحاب قتيم معمى 
 وآفاق تدنو ظلام ظلامْ
 
فلا عيش يحلو كما أرتجيه 
 ولم ينج قلبي بطيب الكلامْ
 
ولا تستقيم المنى في هوانا 
 وقد غاب عنّا بصيص الوئامْ
 
وساد البرايا سعار وبتنا 
 كما شاء ذئب قطيعاً يسامْ
 
وصرنا بليل نباع ونشرى
 يتيمٌ على متركات اللئامْ
 
وكم كان فينا عظيم مهاب 
 وأضحى رفاتاً فصارت عظامْ
 
وبتنا كما لم نسد في زمان 
 فأين النشامى وأين الكرامْ
 
وأين الأولى علمونا وكانوا 
 لشرق وغرب أكاليلَ هامْ
 
ألا فاعذروني إذا خاب ظني 
فإن الحياة حرامٌ حرامْ
 
لذاك دعوني ولا توقظوني 
 إذا نمت قولوا عليه السلامْ






العدد الثاني لسنة 2015 ... القصيدة ... حَبِيبِي لَسْـتُ أَنْسَــاهُ .... شعر : محمد علي الهاني - تونس





 العدد الثاني لسنة 2015

القصيدة

حَبِيبِي لَسْـتُ أَنْسَــاهُ

شعر : محمد علي الهاني - تونس






حَبَيبِـــي لَسْـــتُ أَنْسَـــاهُ
عَبِيـــرُ الْــورْدِ ذِكَــــــــــرَاهُ

جَمِيـلٌ، أَحْوَرُ الطَّــــــــــرْفِ
رَشِيقُ الْخَطْـــوِ، تيَّــــــاهُ

وَفيٌّ لّــمْ يَخُــــنْ عَهْـــــدًا
رَعَـــى قَلْبِــي بِيُمْنَــــــــاهُ

حَبِيبِـــي مَالِـــكٌ أَمْـــــــرِي
سَبَـى قَلْبِـي و أَضْنَــــــــاهُ

أَنَــا فِــي حُبٍّـــهٍ صَـــــــــبٌّ
فَـــــــــــلاَ أَبْــــــــرانِيَ اللهُ

أَنَــا فِــي حُبٍّـــهٍ عَبْــــــــــدٌ
فَهَــلْ يَرْضَـى بِمَـــــــوْلاَهُ ؟

أَنــا فِـــي قَيْـــــــــدِهِ رَاضٍ
و مَـــا يُرْضِيـــهِ أَرْضَــــــــاهُ

حَبِيبِي غَابَ عَنْ عَيْنِــــــي
و فِــــي عَيْنَيَّ سُكْـــــنَاهُ

مَتَى يَصفُو ، مَتَى يَصفُــو
و تُحْيِينِـــــي تَــحَايَـــــاهُ؟

حَبَيبِـــي لَسْـــتُ أَنْسَـاهُ
عَبِيـــرُ الْــــوَرْدِ ذِكـــــــرَاهُ.





العدد الثاني لسنة 2015 .... القصيدة .... وجه من مفكرة الحب .... للشاعر : خلف دلف الحديثي






 العدد الثاني لسنة 2015

القصيدة 

وجه من مفكرة الحب

للشاعر : خلف دلف الحديثي


 ‏وجهٌ من مفكرةِ الحبِّ

وجهُ ببغداد في روحي قد احتفلا

وخاطرُ الصمتِ من نهرِ الهوى نهلا
  
أضفى على شفتي رشّاتِ قُبلتَه
 
ولم يجئني انكسارُ الموج فارتحلا
  
أدرْتُ كأس الطلا في كف سنبلتي
 
وعودُ شعري بما قد صاغه ثملا
  
رمى فأيقظني في عينه حُلماً
 
رشقُ النواعير في روحي وما جفلا
  
فراقص النهر في رؤياه أجنحتي
 
فاعشوشب الوجد عند النخل واحتفلا
  
أخشى على الضوء أن تبتل ومضته
 
بماء عيني إذا ما ودّع الطللا
  
فألف سهم تمرأى في خواصرنا
 
وعند حدِّ عروق الشهقةِ امتثلا
  
روحي سماء فكوني أنت نجمتها
 
وحلقي في روابي همسنا حجلا
  
وقربي لغة الأنفاس ترضعني
 
بوح الحديث بجمر اللهفة اشتعلا
  
ونثري عبق النوار في طرقي
 
حتى يرفَّ نهار الحب مكتملا
  
وكي تشم رؤى المنفى روائحها
 
ليرجع الوعد من منفاه مرتحلا
  
ويحشد الغيث في الصحراء غيمته
 
على خطوط الربى للنهر كي يصلا
  
فالشعر ألبسها فستان ليلتها
 
ووشحتها عصافير الضحى الخجلا
  
والورد يحمل آياتي لينثرها
 
بباب قلبك لا يرضى به بدلا
  
تعثر العطر لما مرّ في طرقي
 
وراح يسبر في أمواجها سبلا
  
حبا إليك يريق الطل من قدحي
 
ويكسر اللحن في الأوتار مرتجلا
  
فما استعرت سوى خطوي ودست على
 
جمر الشجون ففاضت في دمي عللا
  
حملته في ضلوع الصدر أغنية
 
هذا الغرام الذي قد أيقظ  الأملا
  
أسير وحدي ودربي ليس يعرفني
 
إلا خيال به جاز الرمال إلى
  
فعاشرتنا ذئاب الريح وابتكرت
 
موت العبير على قداسها ابتهلا
  
يا وحشة الروح أنياب تمزقنا
 
والصوت محتبس يستعجل الأجلا
  
فما تزال محطات تودعنا
 
وما يزال بنا الإنسان مبتذلا
  
بالأمس كف حبيبي ودعت وطنا
 
وودعتنا بلا وعد بها احتفلا
  
فالجرح بالصدر أضلاعي تلملمه
 
مستسلم لدمي حتى امْتلا خللا
  
غيمي دخان فمذ راودت ضحكته
 
ألقى بروضِ السنا فانسل مشتعلا
  
حتى إذا وصلت كفّاه بوصلتي
 
وهامست وخزة اللاشيء من غفلا
  
صاحت دماك بباب الدار وانتثرت
 
ومخرز الموت لما صحت قد جفلا
  
هربت مني لقعر الجب يلبسني
 
ناي الحنين وبي عقد الندى اكتملا
  
فسامرتني بأحلامي صنوبرة
 
والقلب عما جرى قد بات منشغلا
  
أرنو لعينيك توْقاً كم أمدّ يدي
 
لأقطفَ الزهر مبلولا ومغتسلا
  
فموعدي اخضرّ في قداسنا لغة
 
من البيان وجاءت ترتمي حللا
  
فكلما غردت في غصن ذاكرتي
 
أنثى يصيح فؤادي يا فتاة (هلا)
  
كوني مداخن نار بين أوردتي
 
حتى أريك اللظى بالقلب ما عملا
  
فرات روحك ترويني جداوله
 
وغير هذا الهوى للقلب ما وصلا
  
سأدخلنّكَ في محراب ذاكرتي
 
ومن حياتي سألغي اللات أو هبلا
  
لا شيء لاشيء إلا أنت تسكنني
 
لولا هواك لما هذا الوجود حلا
  
***

  
من ديوان (أنا وأنت ولا)‏


وجهٌ من مفكرةِ الحبِّ


وجهُ ببغداد في روحي قد احتفلا
وخاطرُ الصمتِ من نهرِ الهوى نهلا
أضفى على شفتي رشّاتِ قُبلتَه
ولم يجئني انكسارُ الموج فارتحلا
أدرْتُ كأس الطلا في كف سنبلتي
وعودُ شعري بما قد صاغه ثملا
رمى فأيقظني في عينه حُلماً
رشقُ النواعير في روحي وما جفلا
فراقص النهر في رؤياه أجنحتي
فاعشوشب الوجد عند النخل واحتفلا
أخشى على الضوء أن تبتل ومضته
بماء عيني إذا ما ودّع الطللا
فألف سهم تمرأى في خواصرنا
وعند حدِّ عروق الشهقةِ امتثلا
روحي سماء فكوني أنت نجمتها
وحلقي في روابي همسنا حجلا
وقربي لغة الأنفاس ترضعني
بوح الحديث بجمر اللهفة اشتعلا
ونثري عبق النوار في طرقي
حتى يرفَّ نهار الحب مكتملا
وكي تشم رؤى المنفى روائحها
ليرجع الوعد من منفاه مرتحلا
ويحشد الغيث في الصحراء غيمته
على خطوط الربى للنهر كي يصلا
فالشعر ألبسها فستان ليلتها
ووشحتها عصافير الضحى الخجلا
والورد يحمل آياتي لينثرها
بباب قلبك لا يرضى به بدلا
تعثر العطر لما مرّ في طرقي
وراح يسبر في أمواجها سبلا
حبا إليك يريق الطل من قدحي
ويكسر اللحن في الأوتار مرتجلا
فما استعرت سوى خطوي ودست على
جمر الشجون ففاضت في دمي عللا
حملته في ضلوع الصدر أغنية
هذا الغرام الذي قد أيقظ الأملا
أسير وحدي ودربي ليس يعرفني
إلا خيال به جاز الرمال إلى
فعاشرتنا ذئاب الريح وابتكرت
موت العبير على قداسها ابتهلا
يا وحشة الروح أنياب تمزقنا
والصوت محتبس يستعجل الأجلا
فما تزال محطات تودعنا
وما يزال بنا الإنسان مبتذلا
بالأمس كف حبيبي ودعت وطنا
وودعتنا بلا وعد بها احتفلا
فالجرح بالصدر أضلاعي تلملمه
مستسلم لدمي حتى امْتلا خللا
غيمي دخان فمذ راودت ضحكته
ألقى بروضِ السنا فانسل مشتعلا
حتى إذا وصلت كفّاه بوصلتي
وهامست وخزة اللاشيء من غفلا
صاحت دماك بباب الدار وانتثرت
ومخرز الموت لما صحت قد جفلا
هربت مني لقعر الجب يلبسني
ناي الحنين وبي عقد الندى اكتملا
فسامرتني بأحلامي صنوبرة
والقلب عما جرى قد بات منشغلا
أرنو لعينيك توْقاً كم أمدّ يدي
لأقطفَ الزهر مبلولا ومغتسلا
فموعدي اخضرّ في قداسنا لغة
من البيان وجاءت ترتمي حللا
فكلما غردت في غصن ذاكرتي
أنثى يصيح فؤادي يا فتاة (هلا)
كوني مداخن نار بين أوردتي
حتى أريك اللظى بالقلب ما عملا
فرات روحك ترويني جداوله
وغير هذا الهوى للقلب ما وصلا
سأدخلنّكَ في محراب ذاكرتي
ومن حياتي سألغي اللات أو هبلا
لا شيء لاشيء إلا أنت تسكنني
لولا هواك لما هذا الوجود حلا
***

من ديوان (أنا وأنت ولا)





العدد الثاني لسنة 2015 .... القصة القصيرة .... محطمة .... بقلم : وعد شكوة







 العدد الثاني لسنة 2015

القصة القصيرة 

محطمة

بقلم : وعد شكوة





محطّة
عتمةٌ شتويّةٌ تغطّي الكونَ ثلثي اليوم. يشدّ أزرَ عباءة الضّبابِ الكثيف. يساندُهما اِنقطاعُ التّيّارِ الكهربائيّ ليشكّلوا معاً مثلثَ علقمٍ يبتلعُ زفراتِ أصحابِ السّيّاراتِ المصطفّين رتلاً طويلاً بانتظارِ الحصولِ على الوقود.
وحدَهُ صبيُّ القهوةِ يتنقّلُ بخفّّةٍ: يطرقُ على زجاجِ نافذةِ المختبئ في سيّارتِهِ وابتسامةُ ودٍّ تزيّنُ وجهَهُ الأسمر: ألا تريدُ فنجانَ قهوةٍ؟ إنّهُ يُشعرُكَ بالدّفء.
ويندفعُ بنشاطٍ نحوَ مجموعةٍ تتهامس ُوهي تحلّلُ وضعَ البلادِ، تتهم وتبرّئُ من غيرِ أن تسمحَ للصغيرِ بسماعِ كلامها. يُبادرُهم بطلبِهِ المغري: هل تشربون القهوةَ؟
تصطادُ عيناهُ اللامعتان ذاك الواقفَ في البردِ يعاتب الدّنيا على قسوةِ أبنائها، ويبثُّ لوعتَهُ في لفافةِ تبغِهِ، فيسألُهُ باهتمامٍ: ألا تُزيلُ مرارةَ التّبغِ بفنجانِ قهوةٍ. دورُكَ بعيدٌ.
ويقفزُ بخفّةٍ إلى ركنهِ القصيّ في زاوية المحطّةِ حيثُ ركّزَ وعاءَ الفحمِ يستعينُ بهِ على تسخين القهوةِ المنتظرة في العبوات علّها تلذّ لزبائنِ الملل فيبيعُ و يشترون، ويعودُ بمشترياتِهِ الصّغيرة للمنتظرين في الصّقيع.
بلا إنذارٍ علا أزيزُ الرّصاصِ لا يعرفُ المُهاجِمُ مَنْ خصمُهُ، ولا يعرفُ المُدافِعُ عدوَّهُ. حلّتْ رجفةُ الخوفِ محلّ رعشةِ البردِ. علا صوتٌ ساخر: هجومٌ عابرٌ ولا خسائرَ بشريّة. وقهقه الخائفونَ عسى أن تعيدَ أصواتُهُم شيئاً من طمأنينةٍ اشتاقوا إليها. وطفقَ كلّ منهم يجرّ قدميهِ المتثاقلتين تحت وطأة خيبته فقد أعلن صاحب المحطّة عن نفاذ كمّية الوقود. سار الطفل بين المتدافعين والدّم يسيل من رأسِهِ. صاحَ أحدُهم: لنأخَذهُ إلى المشفى. تبسّم الطفل مغالباً ألمه: بسيطة يا عمّ! جرحي السابق نزفَ كثيراً، وأبي ظلّ ليومين تسيل دماؤه وأمي تمسحه بالأغطية قبل ان يأخذوه وسيعود كما تروي جدّتي.
- اقترب رجلٌ آخر : المشفى قريب يا ولد!
- لمْ أبعْ كلّ القهوةَ يا خال! أحضرت الدواءَ لأمّي لكنّ النقودَ المتبقيّة لا تكفي ثمن الخبز للجوعى في الغرفة.
تنهّد أصحابُ الجيوبِ الخاوية، و ارتاح ذوو الضّمائرِ الغائبة. وغادروا مسرعين.
خلت المحطّة وهجع الحارسُ المرهق بانتظار الصباح ليستفيق على صرخة شقّت الضباب، وفرّت هررٌ كانت تلعقُ الدّمَ المتجمّد على الأرض على وجه صبيّ يحتضنُ وعاءَ القهوةِ... العبوات... ويداهُ تمسكان بالفناجين، وعلى شفتيه تلوح ابتسامةُ الفرح. وأمّه الثّكلى ذاهلة أمام جسد كانت روحه راية أملهم.







العدد الثاني لسنة 2015 .... النص النثري المفتوح .... ( الرملُ ...... يملأُ خزانةَ أمواج اللقاء) .... بقلم : كريم عبد الله.





 العدد الثاني لسنة 2015

النص النثري المفتوح

( الرملُ ...... يملأُ خزانةَ أمواج اللقاء)

بقلم : كريم عبد الله.




 





الرملُ ...... يملأُ خزانةَ أمواج اللقاء
كلّ يومٍ تفيضُ عيوني بذكراكِ ../ لا يشيخُ الفؤاد وأنتِ تسبحينَ بالأوردة ../ تمنحينني دفءَ سنينٍ جفَّ فيها الوَفَر
تُصفّفينَ تصاويركَ في فجرٍ متهدّلٍ ../ تُضيءُ قناديلكِ ما هوَ موحشٌ في تدفقِ الأيام ../ كلّما تغنينَ في مجاهيلي تتلفتُ نصوصي .....................
تُراودني أطيافكِ في عقرِ حرائقي ../ ترشُّينَ وَسَني الخشنَ بــ عطرِ سنابلكِ ../ وتنشرينَ وجهيَ الذاهلَ على حبلِ الأنتظار
هذا الليلُ يبحثُ عنْ أنامل تمشطُ صبرهُ الداكن ../ أزرار الصدرِ غبراءَ متعبةٌ حُبلى مهجورة ../ ترمّلتْ بعدكِ محابرٌ ترتوي مِنْ عينيكِ
أُجلِسُ وجوهَ مَنْ عرفتهنَّ متّكئاتٌ على قمصاني ../ أيّهنَّ تتوهّجُ فوقَ طاولةِ مراكبي الثملة ../ وأنتِ تجوبينَ شوارعَ الروحِ تجمعينَ فُتاتَ كهولتي .... ؟
مَنْ يجلوَ صدأَ المرايا في مفاصلِ الوهن ../ إذا تقوّسَ سقفُ الأحلامِ الطاعنَ بالآهاتِ ../ ويملأُ خزانةَ أمواج اللقاء رملُ النسيان ... ؟ !
على تقاسيمِ رست تتثآءبُ الكلماتُ بنهرِ العطش ../ تهربُ مِنْ رصاصةٍ تغتالُ ألوانَ فراشةٍ ناعسةٍ ../ وخيالكِ رويداً رويداً يزحفُ على حافةِ سريرِ الوحشةِ.






الاثنين، 26 يناير 2015

العدد الثاني لسنة 2015 ... مقال العدد ... في رحاب القصة الومضة ... دراسة تحليلية.






العدد الثاني لسنة 2015

مقال  العدد

في رحاب القصة الومضة
 
دراسة تحليلية.

 




معنى كلمة ومضة:
1- ومَضَ يَمِض، مِضْ، وَمْضًا ووَمَضَانًا ووميضًا، فهو وامِض وأنار. ومَض البرقُ: لمع لمعانًا خفيفًا وظهر
2- وَميض: مصدر ومَضَ
ضوء ضئيل يسطع فجأة في بعض البلّورات عند تعرُّضها للإشعاع أو الجُسيمات المشعَّة
3- وَمْضَة
جمع وَمَضات ووَمْضات
وَمْضة النُّبوغ: التماعته، ظهوره المفاجئ والعابر، بريق من الضَّوء.
وعلى ما تقدم ندرك أنّ الومضة هي بريق من الضوء الخاطف والعابر.
القصة الومضة:
لم يكن هذا الأسم هو ما يطلق على القصة الومضة التى نعرفها حاليًا بل كان يطلق مع بعض المسميات الأخرى على القصة القصيرة جدا(ق ق ج) ولذلك مازال هناك خلط كبير بين القصة الومضة والقصة القصيرة جدا ليس هذا فحسب، بل أن كثيرًا من الأدباء، مازالوا يخلطون بين القصة القصيرة جدا والقصة الومضة ولا يفرقون بينهما وذلك حيث أن مقومات القصة القصيرة جدا هى نفسها تلك المقومات التى تم وضعها للقصة الومضة وهذة المقومات هى.
1- التكثيف الشديد
2- الإيحاء
3- المفارقة
4- الخاتمة المدهشة
وقد ذُكرت هذة المقومات في دراسة على موقع (ستوب) الألكتروني بعنوان(القصة الومضة:مفهومها، ومقوماتها.) وذلك في 17 سبتمبر 2010 وذلك كي لا يدعي أحد ما أنه هو من وضع مقومات القصة الومضة أو هو من ابتكر هذا الأسم(القصة الومضة).
وسوف نقوم بشرح هذة المقومات لاحقًا.
ومن هنا ندرك جليًا أن القصة الومضة هي البنت الشرعية للقصة القصيرة جدا كما كانت القصة القصيرة جدا هي البنت الشرعية للقصة القصيرة.
ما هي مقومات القصة الومضة التى اشترطها النقاد؟
1- التكثيف
2- الإيحاء
3- المفارقة
4- الخاتمة المدهشة
وسوف أضيف إلى هذة المقومات مقوم خامس وهو العنوان والذي سوف أبدأ به شرح هذة المقومات.
أولأ العنوان:
هو بوابة النص وعتبته والذي يتم من خلاله الولوج إلى جسد النص ومحتوى السرد وليس هذا فحسب بل أعتبره ملكية فكرية للكاتب فهو البوصلة الي توجه القارئ إلى المتن السردي ذلك المتن المكثف جدا وتساعده(القارئ)على المزيد من التأويل والتلقي أي أنه(العنوان) مجموعة من الدلالات والعلامات التي تسبق السرد ولا يكتمل النص إلا به.
ودائما ما يفضل أن يكون العنوان أسمًا وليس فعلا وأن لا يتم تكرار العنوان داخل متن القصة.
ثانيا التكثيف:
ويكون عن طريق الاقتصاد الشديد في الكلمات بشرط أن لا يخل ذلك بمضمون السرد والاكتفاء منها بما يفي بالغرض .
فالقصة الومضة لابد وأن تكون مكثفة جدا خالية من الزوائد والحشو الوصفي واستخدام الكلمات التي تعبر عن الموقف المراد ورصده بمهارة شديدة وإتقان كبير.
ويمكننا القيام بذلك عن طريق استعمال أفعال الحركة القوية( قام- تذكر- لاذ) والتقليل من أفعال الوصل(يبدو_صار) وكذلك عدم إخبار القارئ بكل شئ والإكتفاء بالتلميح والإيحاء.
ومن هنا نستطيع القول أن القصة الومضة هي فن حذف الكلمات والتكثيف الشديد ورصد الموقف المراد بحرفية عالية وإتقان كبير.
ثالثا الإيحاء:
حينما نقوم بإنجاز التكثيف الشديد في استخدام الكلمات للتعبير عن الموقف المراد سوف يصل بنا ذلك حتما إلى لغة نصية براقة ولامعة بالدلالات والإيحاءات وسهلة فى توصيل المعنى الى المتلقي.
فالإيحاء هو جعل المتلقي يعرف ما تريد قوله دون أن تخبره بذلك مباشرة وكلما وضعت المتلقي في خانة المستنتج كلما زاد شغفه بالنص ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق الإيحاء والإبتعاد عن التقريرية والمباشرة.
رابعا المفارقة:
المفارقة عند الفيلسوف الانجليزي مارك سينسبري هي:
خاتمة قد تبدو غير مقبولة، مستمدة من فرضيات قد تبدو مقبولة، من خلال منطق قد يبدو مقبولا.
أما المفارقة في المجال القصصي والسردي هي سريان حدث بصورة عفوية بدلا من حدث آخر مقصود.
والمفارقة عموما تعني قول الشخص نقيض ما يُعنيه لتأكيد المدح أو القدح بصورة عكسية.
والمفارقة في القصة الومضة هي صورة فنية وإبداع قصصي مرادها الخروج على النص مما يعطينا حالة من التشويق والإثارة تتحقق من ثنائية هذة المفارقة.
والمفارقة تحمل في جعبتها أبعادا كثيرة، كالقبول والرفض، والإلتقاء والتضاد، والممكن وغير الممكن، والواقعي والخيالي.
ومن هنا نستطيع القول: أن المفارقة في السرد القصصي هي خلاصة مقارنة بين أمرين أو حالتين من تضاد وإختلاف يقوم بتصويرهما الكاتب سواء كان ذلك مُعلنا أو مستنبطا من النص.
وهذة المفارقات أو الثنائيات هي معطيات لغوية تحمل الإيحاءات والدلالات في المضمون وغالبا هذة الثنائيات تحمل المعنى والمضمون إلى القارئ بصورة إيحائية غالبا ما تكون أروع وأجمل من الصورة المباشرة وهذة هي التقنية السردية التي يبدعها القاص لخلق التشويق والإثارة في نفس المتلقي.
خامسا الخاتمة المدهشة:
وهي تشكل في القصة الومضة الهدف والمراد وذلك بخلاف باقي أجناس القصة الآخرى حيث أن الخاتمة تكون فيها واضحة أو رمزية أو مفتوحة الاحتمالات.
أما في القصة الومضة فالخاتمة فيها ليست من من مفرزات السرد وكذلك قد تكون بعيدة عن المضمون الذي من الممكن أن يفرض خاتمة بعينها.
فالخاتمة في القصة الومضة بمثابة قفزة من داخل النص إلى خارجه وذلك لإحداث الدهشة في وجدان القارئ.
ويجب أن تكون الخاتمة المباغتة والدهشة في القصة الومضة كافية لوجدان القارئ والمتلقي بحيث لا يتساءل ثم ماذا؟ أو ماذا بعد؟.
أي لا تترك الخاتمة القارئ منتظرًا لشئ سوف يأتي بعدها.
ما الفرق بين القصة الومضة والقصة القصيرة جدا؟
للأجابة على هذا السؤال وكي نستشف الفرق بين هذين الجنسين الأدبيين وقد أصبحا قبلة الأدباء مع تسارع إيقاع الحياة والضغوط الحياتية التي حالت بين المهتمين بالأدب والناس بصفة عامة وبين القراءة الطويلة.
سوف نقوم بعمل مقارنة بين نصين أحدهما قصة قصيرة جدا والأخرى قصة ومضة.
القصة القصيرة جدا هي نص (قسوة) الفائز بالمركز الأول في مسابقة نجم العام التي أقامتها مجلة أخبار نجوم الأدب والشعر(الشاعر/خالد بدوي).
قَسْوة
وَقَفتْ سيّارتُها الفَارِهة في إِشارةِ الْمُرُورِ وهِيَ تهدْهدُ قطّها ذَا الفِراءِ الكَثِيف وترْجُوه أنْ يَتنَاول منهَا قِطعة اللحْمِ المُدخّن والقِطُّ يَأبي وَلمْ تلحَظ ما سالَ مِنْ لُعابِ الطفْل الَّذِي يمسَح نَافِذة السَّيَّارَة.
النص للكاتبة الصاعدة/ مروة سعيد علي/ مصر
أما القصة الومضة فهي قصتي(جزاء) الفائزة بالمركز الأول في الرابطة العربية لمسابقات القصة الومضة (د/سماح عبدالحليم)
جَزَاء
صَدَحَت حَنَاجِرهم بنَشِيد الحُرّيَّة؛ صَفَّقت لَهُم المَشَانِق.
أ- نلاحظ في القصة القصيرة جدا والتي أمامكم الأن أن الحدث فيها متصاعدًا ومتطورًا وإشكاليا.
بدأ بسيطا بوقوف السيارة الفارهة في إشارة المرور ثم بدأ يتصاعد ويتطور حيث تهدهد قطها وترجوه أن يتناول قطعة اللحم المدخن والقط يأبى.
أما في قصتي الومضة(جزاء) والتي هي أمامكم الأن نرى أن الحدث فيها جامدا وساكنا كمادة خام لم يتم تصنيعها بعد (صدحت حناجرهم بنشيد الحرية، صفقت لهم المشانق) ليس هناك تطورا أو تصاعدا في الحدث بل هو جامد وساكن
ب- نجد عدد الكلمات في القصة القصيرة جدا قد تجاوز الثماني كلمات بينما في القصة الومضة لم يتجاوز هذا العدد من الكلمات
ج- نجد في القصة القصيرة جدا هناك شخصية محورية وهي صاحبة السيارة وهي من خلال أحداث القصة تبدو عليها معالم الثراء الفاحش وذلك من خلال السيارة الفارهة والقط الذي تهدهده.
ثم تبرز لنا القصة الشخصية الثانية في توظيف الحدث المتنامي وهو القط المدلل والذي يأبى أن يتناول قطعة اللحم المدخن.
ثم تأتي الشخصية الثالثة وهو الطفل الفقير المعدم والذي ألقى به الفقر والعوز الى الشارع حارما إياه من أبسط حقوق الطفل وهي المأوى والرعاية فكان مصيره مسح زجاجات السيارات أثناء توقفها في إشارة المرور مع لعابه الذي يسيل على قطعة اللحم.
أما في قصتي الومضة فالشخصية المحورية كانت واحدة حيث كانت لهؤلاء الغير معروفين والذين صدحت حناجرهم بنشيد الحرية والذين هم بالطبع يفتقدون هذة الحرية.
ما هي القصة الومضة؟
هي كلام منثور يدل على معنى مراد مشروط بالتكثيف والإيحاء ونهاية مباغتة.
فالقصة الومضة لا يهمها الإنشغال بسرد الحدث والأحداث بل جل اهتمامها أن تقوم بغرضها الفني في أن تلمع وتبرق داخل النص وفي عقل ووجدان القارئ.
كيف تكتب قصة ومضة؟
1- القصة الومضة مكونة من ثماني كلمات كحد أقصى وتتكون من فقرتين أو أكثر.
2- يجب أن تشتمل القصة الومضة على ثلاثة عناصر أساسية هي.
أ- العنوان:
ويكتب في سطر منفصل أعلى النص ويكون خاليا من علامات الترقيم وغير مقفول بنقطة.
ب- جسد النص:
ويتكون من الفقرة الأولى وبعدها مباشرة علامة الترقيم دون فاصل بينهما ثم الفقرة الثانية والتي تكون بينها وبين علامة الترقيم فاصل ثم نقطة القفل دون فاصل بينها وبين جسد النص.
ج- لابد أن يشتمل نص القصة الومضة على المقومات الأساسية والتي ذكرناها سابقا وهي التكثيف والمفارقة والإيحاء والخاتمة المدهشة والمباغتة.
بعض القصص الومضة الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى في الرابطة العربية لمسابقات القصة الومضة (د/ سماح عبدالحليم)
مُبدع
أحيا مَنظُومةَ القِيمِ؛ ماتَ علَى الرَّصِيفِ.
(خلف كمال)
نَصِيب
هَوَّى بِهِ المَنْطِقُ؛ أَسْعَفَهُ الحَظُّ.
(علي العكشي)
فنَّان
نصَّبَ تمثالاً للحرية؛ أُعدِمَ في ساحتهِ.
(نديرة جوبراني)
شهيد
احتضنَ الوطنُ جثمانَه، تسلَّقَ الحزبُ اسمه.
(سيد محمد سيد كرم)
شاعِر
أسَر العِشقُ قلبَه؛ اِنطلقتْ تُغرّد قصائده.
(حسن الفياض)
أُمِّي
تصَّحرَ زماني؛ أمطرَ قلبُها رحمةً.
(خلود شعبان)
موظف
اعتقلَ أوراقَ النّاسِ؛ أفرجتْ عنها الرّشوةُ.
(أحمد سعد)
عَميلٌ
سَمِعَ عنْ غلاءِ الوطنِ؛ باعَهُ في المزادِ.
(نشأت عادل)
بار
أكرمَ أُذن والده، طيّب أبناؤه مسامعه.
(أيمن السردي)
مُتحَرِّش
نزعت جسدها من بين يديه؛ مزَّقَ سيرتها.
(سوزان عبدالقادر)
لقيط
أرضعته مع أبنائها؛ زاحمهم في الميراث
(أحمد طرشان)
حرمانٌ
اشترى ألعابًا لابنَتهِ؛ سَبَقها إلى اللَّعبِ بها.
(سميرة إبراهيم)
استغفارٌ
رَطَّبوا بِهِ أَلسِنَتَهُم؛ رُويَتْ صَحْراءُ نفوسِهَمُ.
(د/سعاد السيد)
العَانِسُ
اِسْتَكْبَرَتْ عَلَى الْحُبّ؛ أَذَلَّتْهَا رَغْبَتُها في الْأمُومَةِ.
(حسناء البستاتي)
بعض القصص الومضة الفائزة فى مسابقات مجلة أخبار نجوم الادب والشعر (خالد بدوي).
عَرَبِيٌّ
اسْتَنَدَ إلى ماضيه التَّليد؛ انهارَ جِدارُ حاضِرِه.
(محمد أحمد نبيل)
بَعْثٌ
امْتَزَجَ خَرِيفُهُ بربِيعِهَا؛ وُلِدَ فّصْلٌ خَامِسٌ.
(أسمهان الفالح)
مُكافِحٌ
احدَوْدبَ ظهرُه؛ استقامتْ ذريتُه.
(علي العقابي)
ﺑَﻠَﺎﺑِﻞٌ
ﺗَﻐَﻨَّﻮْﺍ ﺑِﺎﻟْﺤُﺮِّﻳﺔِ؛ ﻋَﺰَﻓﺖْ ﺃَﺭْﻭَﺍﺣُﻬُﻢْ ﺳِﻴﻤْﻔُﻮﻧِﻴﺘَﻬَﺎ
ﺍﻷَﺧِﻴﺮَﺓَ.
(فاطمة عطا).
 
حسن الفياض