بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 أبريل 2016

العدد 3و4 لسنة 2016 ... (أغمد حسامك وارتحل ياعنترة) ... للشاعر علاء الأديب



العدد 3و4 لسنة 2016
(أغمد حسامك وارتحل ياعنترة)
  للشاعر علاء الأديب



مجاراة لقصيدة الشاعر المصري (مصطفى الجزّار)
(كفكف دموعك واعتذر ياعنترة)
 
أغمد حسامَك وارتحل ياعنترة
فسياسةُ الأعرابِ باتت سمسرة
القدسُ ماعادت تثيرُ حفيظةً
فيهِم ولا بغداد ُوهْيَ مدمّرة
أغمد حسامك فالخيانةُ جمّةٌ
وربى السجايا في بلادِك مقفرة
الأمرُ للباغين باتَ مسلّما
والحكم (معذرةً) غدا (للقندرة)
ماذا أقولُ وصوتُ حرفيَ خافتٌ
وهل الحروفُ عن البلاءِ معبّرة؟
ماعادَ في الصحراءِ ظلُّ فوارسٍ
أو خيمةُ فيها الشمائل مُشهرة
أرواح من رحلوا هنا بقيت بها
صارت لمن صنعوا المكارم مقبرة
كفكف دموعَك ..ليس ينفعُ نعيّهم
فلقد أتيتَ بليلةٍ متأخرة
قُضيَ العزاءُ وصار قومُك غيرَهم
فادعُ لمن رحلوا لربّك مغفرة
سكنوا قصورَ العهر اهلُك فلتعد
لزمانِ مجدِك وارتحل ياعنترة
عذرا إذا أثقلتُ ياابن زبيبةٍ
هذي هي الأحوال جدّ مؤثرة
باع القبيلةَ أهلُها وتنازلوا
بل ضيّعوا العُقد الفريد وجوهرة
وغدا جناح الذلّ كلَّ جناحِهم
وجميعَ أجنحةِ الإباءِ مكسّرة
لاترتجل فيهم قصيد مروءة
إنّ المروءة اصبحت متحضرّة
لالن تهزّ الشاربَيْنِ فداحة
فالهزّ صار من اختصاص مؤخرة
الخّزي كلُّ الخزيّ بات رداءَنا
والفخرُ صار حكايةً متحجّرة
السادةُ الأبرارُ مات زمانهم
وحكاية ُالشرفِ الرفيعِ محوّرة
النِفطُ ياابن زبيةٍ سببُ البَلا
شرُ المصيبةِ للأنام ِ مقدّرة
كالسيفِ يملكه الجهولُ ..يحزُّه
وبغير عقلٍ يُستَفَزُ ليَنحرَه
طهّر ثيبابك فالزمان مدنس
والأرضُ باتت بالبغاء معفّرة
واغسل يديك من الخنا فكفوفنا
إن صافحتك فلن تكونَ مطهّرة
الله يرحم أمةً بادت هنا..
كانت بتاج الكون أثمنَ جوهرة.



العدد3و4 لسنة 2016 ... الشاعر حسين عبدالله الساعدي طائر العشق الحزين .. بقلم الأستاذ مزهر حبيب .




 العدد3و4 لسنة 2016

الشاعر حسين عبدالله الساعدي طائر العشق الحزين ..

بقلم : الأستاذ مزهر حبيب .

 






ولد الشاعر حسين عبدا لله في منطقة الصالحية وسط بغداد في تموز /1945
والصالحية حي من أحياء بغداد تمتاز بكثافة أشجارها وتحيط بها الخضرة من كل جانب. فتح شاعرنا عينيه على جمالها وصفائها ،والتي تحيط بها طيبة أهلها.
منذ أشهر وانا أتابع ما ينشر عن شاعرنا ألساعدي وكم بحثت عن مصادر استفاد منها لكني لم اعثر الاما نشر على صفحته في" الفيس بوك "وما نشره ولده الأستاذ الشاعر والناقد علاء الأديب.الذي دفعني للكتابة عن هذا الشاعر هو حبي له ولتعريف اغلب الأصدقاء الذين لا يعرفون الساعدي .لما تفرد به من غرابة الهواجس التي تعتريه. لو القينا نظرة سريعة إلى قصائده الشعرية وخواطره نجدها متعددة الجوانب لقد كتب في الغزل والرثاء والانتماء للوطن . فلقد حمل شاعرنا الهم بقلبه هم الوطن والإنسان _الوجود والعدم _الحب والكره .
انه شاعر ينتمي لجيل العمالقة الذي منحونا كل شيء ولم يأخذوا أي شيء
منحونا جهدهم الفكري ،من تجديد وإبداع وأساليب مبتكرة وقدموها لنا هدية بلا مقابل .
الشاعر ألساعدي
********
إن ألساعدي( رحمه الله ) يحمل براءة الطفولة وعاشق مفتون بالحياة والمرأة
والوطن ،كذلك يمتلك حكمة الشيوخ لأنه خبر الحياة فلقد كان داعية ورجل سلام يدعو للمحبة والوئام بين أبناء المجتمع فيقول:_
كُنْ محباً..كن ودوداً ..كن لطيفْ
إن وجه الأرض فضّ ومخيفْ

ومن محبته للسلام ومحبته لجميع الأديان والطوائف كان يشارك الجميع في مواسم الأعياد والأفراح والأحزان فهو يزور الكنيسة ويلقي قصائده بمدح السيد المسيح (ع) في أعياد الميلاد ويقول في احدي قصائده:
أنا في نومي شاهدت يسوع
لامس الجرح فخانتني الدموع
قد تشوقت كثيرا للقاه
وأراه اليوم في نومي أراه
حاملا كل هموم البشرية
حاضرا بالحب في كل قضية
فيصفق له الحضور بفرح غامر ولا عجب في ذلك فهو صديق الكنيسة وصديق القلوب النقية التي لا تعرف الحقد أو الكره...
وكذلك يعشق الحسين ويبكي لذكراه ويتعلق بأسوار ضريحه ويندبه ويهيم به عشقا ويعتبر هذا البكاء تطهيرا للنفس من أدران الدنيا .تعلق قلبه بالأمام الحسين منذ طفولته ، وجد والده يبكي وراح يسأل والده لماذا تبكي يا أبي؟ويجيب الوالد بكل عفوية .. انه الحسين يا ولدي فمنذ تلك اللحظة انغرس حب الحسين في قلبه فيقول :--
فعولٌ فعولٌ فعولٌ فعول
تُحب الحياة كبار العقول
ففيهم تعبر فيهم تقول
وهذا الحسين فماذا أقول
حلمت بأني بباب الحسين
بكيت بعينٍ فرحت بعين
---------------
العاشق
*****
يتضح لنا من خلال قصائده الغزلية الرقيقة قد كان شاعرنا عاشقا من الطراز الأول
ولم لا فهو الذي يمتلك من الوسامة يستطيع بها الدخول إلى قلوب العذارى فهي جواز سفره ويمتلك من الشاعرية ورهافة الحس تؤهلانه إلى الولوج لعالم النساء الساحر فيقول لإحداهن
عيناك مهرجان .... ففيهما تمتزج الألوان
حفل هنا ...حفل ثان
تهت أنا سيدتي في زحمة الألوان
-------
ولم الدهشة ألم أقل انه شاعر مرهف ألأحاسيس والمشاعر الجياشة ويتغزل بأخرى وهي تبعده بدلال بتمنع الأنثى فيقول :-
خرجت من باب حديقتها
من باب الزنبق والزهر
والشمس تغازل مفرقها
وتذوب النسمة بالعطر
ودنوت إليها أنبئها
بهيام الشاعر بالبدر
قالت والحسن بها يغري
دعني يا شاعر في أمري

وعندما يمضي العمر بشاعرنا ويشاهد حب هذه الأيام يترحم على تلك الفترة :-
من الزمن الجميل فيقول
أي حبًّ؟ زَمَنُ الأشواق مات
كان فينا يوم كنا
نحن عشاق الحياة
ويلقي باللائمة على حواء فهي سبب البلوى وهي سبب إفشاء سر الحب المقدس فيقول :-
رغم إن السحر في حواء بلوى
أنا ما أظهرت للحب شكوى
أنا أهوى الحب لكن لست أهوى
أن يذيع الحب سري

بغداد والشاعر
**********
ومن لا يعشق بغداد فهي الحضارة والتاريخ العريق ، أنها ألف ليلة وليلة،إنها الساحرة التي تغري عشاقها وتمنحهم وتبيح لهم
مفاتنها والحب الذي يحلمون به وما أجمل ما يقول شاعرنا ألساعدي في وصف بغداد :-

بغداد في وقت السحر
عروسةٌ نائمةٌ
يلفها القمر

بغداد قبلة العشاق وقبلة أهل العلم والزائرين لها يجدونها عروسة دجلة .بغداد هي الكاظم والشيخ عبد القادر الكيلاني وابي حنيفة النعمان وهي المتنبي وأبي نؤاس . فشاعرنا يغار من كل العشاق الذين يحبون بغداد كغيرته على حبيبته فيقول :-
بغداد يا حبيبتي ....كم شاعر مغوار
يرسم منك لوحة..... ويكثر الأشعار
رديه يا حبيبتي.......فغيرتي من نار
قولي لهم بأنني ..... فارسك المغوار
وانك لن تسمعي..... من غيري الأشعار
يا له من عاشق ,وهنيئا لك بغداد بهذا العاشق وفارس الأحلام الذي قتلته الغيرة انه المفتون بك والهائم بسحرك العجيب فلقد تصور كل فاتنة هي بغداد فيقول
وعشت في شوقي إلى بغداد
أخال كل امرأة بغداد
فأنثر الأشعار في طريقها
وأنثر الأوراد

دنيا الشاعر
*********
كانت الدنيا كتابا ....
فانمحت منه السطور
فإذا بالأمس ذكرى ...
وقبور بنيت فوق القبور

يجلس شاعرنا ويتذكر تلك الأيام الخوالي أيام النقاء والصفاء وراحة البال أيام الفتوة والشباب يستذكر كل اللحظات التي عاشها يتساءل أين ذهبت واختفت
وقد يسأل سائل لم تغيرت حياة الشاعر بهذه السرعة انه المرض (السكر) الذي
حل بجسده الرقيق وبدأ هذا المرض يستفحل حتى شعر شاعرنا بنهاية الأجل
وأخذ ينظر إلى حياته الجديدة فيرثي أيامه ويقول :
ها هي الأيام تمضي ....ما بها شيء جديد
إن يومي مثل أمسي ...... مثل تاريخي البعيد
أنا لا اذكر يومــــــــــا ....... كان لي يوما سعيد
أنا لا اعــــــرف عيدا ......... كان في الأيام عيد
كنت بالأمس حزينا ....... وأنا اليوم شهيد

بدأ ينظر لنفسه نظرة جديدة ،يحدق في مرآة روحه فيعتريه الحزن وتتفجر بداخله الآلام فيسخر من قدره ويقول :
ليس هذا شكلي
ليس هذا أنا.... وليس هذا اسمي
تزوجت ولم أتزوج .... أنجبت ولم أنجب
أحببت ألف مرة .... ولم أعثر عليها بعد
أنا لا شيء أحيانا ...وأنا كل شيء في أكثر الأحيان
أنا الحزن في قلب الأحزان
بكيت كثيرا بلا دموع .... وفرحت كثيرا
ولم أضحك يوما ..مت ألف مرة
ولكن روحي لم تمت يوما
ويستمر شاعرنا باستذكار آلامه فتبدأ الرحلة مع الألم رحلة النهاية .
يتألم شاعرنا ألساعدي ويتألم من حوله فيبكون لأنهم لا يستطيعون عمل شيء لمساعدة وإنقاذ والدهم الحبيب ويصرخ شاعرنا صرخة بوجه الألم فيقول

لا سامح الله الألم ..... يسكن في أصابع القدم
فالسكر الملعون ....... الماكـــــــــــــــــــر المأفون
قد جاء في الخفاء ...... من عالم الشقــــــــاء
وحط في القدم .......... النـــــــــــــــــار والألم
يا قمر السماء ........... هذا هــــــــــو الجزاء
جزاء كل طيب ............. شيء من البلاء
فنحن في امتحان

ويشتد المرض وتشتد الهموم ويتخيل الذين مروا في حياته والذين رحلوا . أخذ
يسترجع ما قدمه لحياة الآخرة وها هي الأيام تجري مسرعة لا تتوقف عقارب الساعة الزمن فيستل ورقة من أوراقه المتناثرة ويدون عليها أوجاعه وبرغم الوضع الصحي الذي لا يساعده على الوقوف نجده يدعو للحب

بعد أيام سنمضي
بعد أيام شهور أو سنين
كلنا للحق يوما سوف نمضي عائدين
فلماذا نزرع الشوك بدرب الغابرين
كلنا لله نمضي راجعين فلماذا لا نلين
ونصب الحب صبا في قلوب الآخرين
فيكتب وصيته وهو بكامل وعيه فوصيته بمشاعر حزينة لا يكتبها إلا متصوف زاهد في الحياة وفي الدنيا فيكتبها بلغة شعرية حزينة تجعل قارئها تتساقط الدموع من عينيه

الوصية
****

عند موتي لا تقيموا الفاتحة
لا بكاء لا صراخا لا دموعا جارحة
إن يوم الموت يوم الأنعتاق
وخروج الروح منه الانطلاق
فرحة الأعراس للطير المسافر
نحن لا نقبر في ترب المقابر
فافرحوا لي واخلعوا ثوب السواد
لا تكونوا يوم عرسي في حداد
والبسوا أحلى الثياب الزاهية
أنا لا أرضى بعينٍ باكية
نلتقي الخالق في يوم الرحيل
ولقاء الرب حلو وجميل
إن هذه الوصية لحن جنائزي مهيب يا لروحه الطاهرة العذبة النقية الصافية صفاء دجلة والفرات إن أي إنسان في مثل حالته لا يستطيع أن يفكر إلا في نفسه وشاعرنا يشعر بالآخرين ويحثهم إلى المضي في حياتهم وبحذرهم الركون إلى الأحزان وعندما عرف انه يعيش الساعات الأخيرة من حياته
عد العدة للرحيل لنقرأ ما يقول
أنا أعددت شراعي للرحيل
أنا أمضيت هنا وقتا طويل
فأرفع المرساة يا موتي الجميل
فبقائي بات أمرا مستحيل

فلقد انتقل إلى رحمة الله فحر يوم 2011/4/19 في مستشفى الكاظمية ببغداد وكان معه ولده الشاعر علاء الأديب الذي شارك والده لحظات النزاع الأخيرة .بعد أن سمع آخر تغريدة لبلابل الصباح من شباك غرفته بالمستشفى وآخر أذان فجر في حياته.
ودعه الأصدقاء والأحباب بدموع ساخنة ودع الدنيا بقلب أبيض

للشاعر ديوان صدر عن دار الكتب والوثائق العراقية بالرقم 1477 لسنة 2014
تحت عنوان (السفر النفيس) وقد جمع الديوان ولداه الشاعر والناقد علاء الأديب والمحامي احمد حسين.


العدد3و4 لسنة 2016 أكتب التاريخ بالأحمر القاني للشاعرة عفاف السمعلي




العدد3و4 لسنة 2016

أكتب التاريخ بالأحمر القاني

للشاعرة عفاف السمعلي



 

أتساءل في غربتي...
لمّا تأخّرت الأمنيات..؟؟؟
شفتاي تشقّقتا.
من فرط النّداء..
والإجابات أكلها
الصّقيع والعناء..
فماتت في العتمة..
دون كفن أو رجاء..
وقفت على قمة أحزاني..
أروي بدمعي
قلوبا جافية
بلهاء...
فيصرخ الاستفهام منّي..!!
غاضبا وصور الكبرياء.!!!
اقرعوا الطّبول..!!
وصفّقوا حتّى الذّهول..
وتراقصوا كالمومسات
وسط الجحور
خلف ستائر البغي
والفجور
فلم يعد للنّهار حظّ
اليوم تحوّلت قصائدي
مجزرة للكلام
فاضحك ملء شدقيك
اضحك زمن الانحطاط
وبتر القيم..
اضحك فقد ضاعت
ليالي الانتظار
مع وجع الأرض
وعاد للقلب السّقم
اشرب نبيذك النّجس
علك تنسى دكّ الفرسان
علّك تنسى نحيب الحبيبة
المغتصبة أمام عينيك

أيا قراد الخيل...
ترنّحوا
فاليوم افتضّت
بكارة الرّجولة
اجلدوا جسدي..
سادتي.
سيّداتي..
فالزّمن زمنكم..
وجواز السّفر
أشرتم عليه بكلّ اللّغات..
لست شمشون الجبّار..
بل امرأة
امرأة تقبل الرّغيف
القادم من عرق االجباه
وتأسف حدّ الموت..
للكلاب الجائعة
الرّابضة على ضفّتي
دجلة والفرات
تتملّل كما الرّعد
المختنق أنفاسي
أه يا صحاري الموت...
الرّبيع لم يأت
والورود ماتت
خلف الأسوار..
وجنائز الصّمت
تنبئك
عن موتي
لحظة اغتصاب العرش
وهتك عذريّة المدينة
والكلّ ينتظر معجزة من السّماء..

بعد أن استوطن الصدأ أفكاركم
جلست دموعي تنعاني
وتعفّنت الجراح
فكيف يا قلب؟؟؟
كيف؟؟
ترتضي الجبن من هؤلاء

كيف يا سيّدتي؟؟
تشاركين الطريق مخاضه
وأنت مازلت
تبحثين عن نصفك الآخر
في فناجين القهوة
والورق وضرب الرّمل ونزق العرّافين
كيف أنقذك وأنت تزغردين لجيش الاحتلال؟؟
وترتدين ثوب العبوديّة
فتتجمّلين وتتعطّرين
وتنتظرين دورك كلّ مساء
أمام حجرة كزانوفا العربيّ..
أه يا سيّدتي
يقتلني السّؤال؟؟
فأين أنت من نضالات النّساء؟؟
من حكمة علّيسة
وشموخ الخنساء
فاضت على وجه الأرض
دروبي
فقضمت أصابعي
ولعنتك ولعنت نفسي
فانتقي لك طريقا
لا ترتاده الشّمس
لكنّني لغير طريقك سأمضي

يقولون جسد المرأة أروع ما يكون..
وجنّة على الأرض لا تزول..
صلّي إذن صلاة الاستسقاء
ولتمطري أيّتها السّماء نساء
كي يهبّ العرب
ببنادقهم وقنّاصاتهم
إلى وليمة الصّيد الجماعيّة
هذا اللّيل يمضي وسديم الزّمان..
لكنّ الوداع كان بدائيّا
أيا حنّبعل
امنحني صلابتك
كي أثقب الخارطة
وأطرد الصراصير منها
أريد أن أحطّم رأسي!!!!
علّي أرتاح..
علّي أنسى عنترة وصهيل خيله وصليل سيفه
علّي أنسى أنفة المتنبّي
ورفعة المعرّي
علّقت قلبي في ساحة التّعذيب
فنهشه التّاريخ الأصمّ
أيا صلاح الدّين..
تمهّل..
هل شاهدت ما آلت إليه القنوات؟؟؟؟
مزاد علنيّ
باعوا طارق الأندلسيّ
باعوا عقبة القيروانيّ
باعوك تحت اسم الأمن الدوليّ
باعوك بكأس شمبانيا
ونهود أجنبيّة رخيصة
كبّلوا خالدا..
وافتكّوا سيفه المسلول
سرقوا مهد عيسى
وعرّوا مريم في البثّ المباشر
فاطمة الزّهراء تبحث عن عليّ
والحسن والحسين
فصفعوها
ونحّوا وشاحها
وسلبوا من أحضانها نسخة القرآن الأصليّه

أحمل وجعي
على مرّ السّنين
وجرحي لم تشفه الضّمائد
والتّعاويذ
والأعشاب الطبيّة
ها هي اللاّءات تتعبّد
فيا أيّها الشّريف العفيف
حطّم بقايا عجزك
ووقّع معاهدة التّحدّي
وقّع معاهدة التّحدّي!!!!
واحرق ذكورتك
إن كانت تشكّل نقطة ضعفك..
وتحرّر
تحرّر
امتزجت الفصول
وتاهت رائحة
الإكليل والصّنوبر والزّعتر
ارمي أعراف القبيلة
فوّهة بركانك اتّقدت
والخيول الأصلية
تنتظر عواء المدائن
وطلقة على رماد الموقد
الموت واحد
والرّبّ واحد
اليوم نكتب التّاريخ
بالأحمر القاني
اليوم نعلن التّمرّد على الأبجديّة
فارو الأرض
من دمك كي تتطهّر
سنابل القمح وغابات الزّيتون
وأشجار الكروم
ومواكب الآمال
السّعيدة
تفتح أكمام الزّهور
وتلك الدّروب البعيدة
آتية لا محالة

24-7-2010

ديوان ربيع العمرالصادر بالمغرب

 

العدد3و4 لسنة 2016 ... مهلا ً فديتُك ! .... د. مصطفى مهدي حسين



العدد3و4 لسنة 2016

مهلا ً فديتُك !

د. مصطفى مهدي حسين




 

مهلاً فَدَيتُكَ إنّ العُمرَ يرتحل ُ ..............ماذا اقول اذا ما جاءني الاجلُ
هل ثمَّ من أمل نبقى به زمناً....... ان حَمْحَمَ الموتُ لا لنْ ينفعَ الامل ُ
حب ٌقضيتُ به الايامَ طوعَ يدي .... اسمو به صُعُدا مالبدر ُ ؟ ما زحل ُ ؟
إن القصارَ ليالي الحب ّ يا امرأة ً ........... ان الطوالَ ليال النأي يا رجلُ
دنيا تُجَمُّعنا لكن تفرقُّنا ............... أخلاقها.. ! فسلى أخبار من رحلوا
المرُّ ذائقُها و البينُ ديدَنُها ............... و اللينُ ملمسُها و القادمُ الاجلُ
مهلاً فَدَيْتُكَ كمْ من جنةٍ قَحلت .....ما أكثر الناس من ولوا و من قحلوا
ذاقوا حلاوتَها ، عاشوا غضارتها ...........لكن شاطئها ذا الكالح الضحلُ
خلي سعادتنا ذكرى لآتية ................. فيها السعادةُ احلامٌ و مبتهل ُ
حلَّ البياضُ مكانَ الليلِ يمسحُهُ ..... كم قبلنا اممٌ شاختْ و كم كهلوا
أمشي خُطاي خطىً في غير موضعها .. هذا الذي عمره كالريح ينتقل ُ ؟
تُغضي الرياحُ خجولات ٍ لعاصفتي . أمشي المسافات ِ لا نَصْبٌ و لامللُ
كالفارس ِالمُتكي و المَجدُ سانِدُهُ ........ عالٍ شراعيَ و الامال تشتعلُ
من كلّ مُنسَرح ٍ بالشَعْر هاتفني ........ و الشِعرُ حاورُه والحُبُّ و الغزلُ
ما إن تطئْ قدمي درباً تعانقُه ............. إلا وأجملَ ما ألقى و ما أصلُ
مِنْ كل فاتنة ٍ بالخمر ِ عانقها ..... كأسُ الجمال هوىً و الوردُ و العسلُ
هيمانةٍ طلعت ْكالشمس ِ مشرقة ٍ ..فالكونُ في جَذَل ٍو الخلق قد ذُهلوا
هذا انا قلقي لو كنت عالمة ً .......... طوعي جمال سما لا مثله مثلُ
مشتغرقٌ أبدا في عالم ٍ حَسَن ٍ ........ هذا الجمال فلا عيٌّ و لا خجلُ
الكأسُ املؤها بالحب مترعةٌ.............. و الكاس تعقبها لا بخلُ أو مللُ
هذي المعابدُ تحْوني فاقصدها ........ لا خفتُ طارقةً او خانني الجملُ
مُلْكي عرائسُها كُلاً و لستُ انا ........... إلا مجامرُها بالشوق تشتعلُ
ان جاءنا الموتُ لا خوفٌ فيقلقني ..... فالخالقُ المُرتجي يعفو فلا وجلُ
لكنني أملاً في الصَفْحِ أسأله ............ فالعفو آملُهُ و المُتَقى العَمِل ُ
.................................
25-3-2016..


العدد 3و 4 لسنة 2016 ... (القاضي الفاضل ) ... بقلم د فالح الكيلاني




العدد 3و 4 لسنة 2016

(القاضي الفاضل )

بقلم د فالح الكيلاني








مجير الدين او محي الدين أبو علي عبد الرحيم بن القاضي الأشرف بهاء الدين أبي المجد علي بن القاضي السعيد أبي محمد الحسن بن الحسين بن أحمد بن الفرج بن أحمد اللخمي البيساني العسقلاني .
ولد القاضى الفاضل بمدينة (عسقلان) سنة \529 هـجرية - 1135 ميلادية وفي رواية اخرى ولد ببيسان وهي مدينة صغيرة تابعة الى عسقلان تقع في شمال مدينة غزة من فلسطين .
حظي باهتمام والده الذي الذي كان قاضيا في عسقلان فأراد له ان ينشأ مع مجموعة من كبار العلماء فتكون له همة عالية في تحصيل العلوم الفقهية والادبية فارسله الى مصر على عادة أرباب الدواوين في ذلك العصر فنزل الاسكندرية ثم الى القاهرة ولاشك ان القاضي الفاضل وجد ضالته في البيئة المصرية لرغبته الشديدة في توسيع مدارك ولده في علوم الفقه والحديث فكان الولد يحضر مجالس كبار شيوخ هذه العلوم وبعد استكمال تعليمه وتفقهه في العلم والادب والثقافة .حقق ما تمناه ابوه فعمل في ديوان المكاتبات الفاطمي فتتلمذ على يد كبار كتاب هذا الديوان أمثال ابي الفتح محمود بن اسماعيل الفهري الذي لقب بذي البلاغتين لامتلاكه الموهبة البلاغية في النثر وفي نظمه للشعر وقد وصف القاضي الفاضل قصائده بأنها محكمة النسيج فنال القاضي الفاضل اعجاب الموفق بن الخلال كاتب الديوان الفاطمي الذي وصفه العماد الكاتب :
( له قوة على الترسل يكتب كما يشاء)
فتأثر به القاضي الفاضل وأفاد من علمه ولازمه إلى ان طعن في السن. ومن شعره :

فلي بعد اوطانى سكون إلى الفلا
وبالوحش انسي إذ من الانس وحشتي

وابعدنى عن اربعي بعد اربع
شبابى وعقلي وارتياحي وصحتي

وزهدنى وصل الغوانى إذ بدا
تبلج صبح الشيب في جنح لمتي
ويقول القاضي الفاضل متحدثا عن نفسه :
(أرسلني والدي وكان إذ ذاك قاضياً بثغر عسقلان إلى الديار المصرية في أيام الحافظ ـ وهو أحد خلفائها ـ وأمرني بالمسير إلى ديوان المكاتبات، وكان الذي يرأس به في تلك الأيام رجلاً يقال له ابن الخلال، فلما حضرت الديوان ومثلت بين يديه وعرّفته من أنا وما طلبي رحب وسها ثم قال:
ما الذي أعددت لفن الكتابة من الآلات،
- فقلت: ليس عندي شيء سوى أني أحفظ القرآن وكتاب الحماسة،
- فقال: في هذا بلاغ، ثم أمرني بملازمته)
الا ان ان القاضي ظل يراعي حق الصحبة والتعليم لهذا الرجل طيلة حياته فكان يجري عليه كل ما يحتاج ثم اصبح نائباً عنه في ديوان المكاتبات الفاطمي، ثم اصبح كاتباً لديوان الانشاء في مدينة الإسكندرية.
وكان من أفضل القرارات التي أصدرها العادل بن رزيك حسب قول عمارة اليمني قراره باعاة القاضي الفاضل الى الاسكندية و قد أشاد بهذا القرار في قوله :
(ومن محاسن ايامه وما يؤرخ عنها تسيير القاضي الفاضل واستخدامه في الاسكندرية ).
وقد برع القاضي الفاضل في منصبه الجديد وأثبت كفاءة في عمله كاتباً لديوان الجيش ونال استحسان مرؤوسيه، فتولى رئاسة ديوان المكاتبات الفاطمي بعد وفاة شيخه الموفق بن الخلال وتمكن من إقامة علاقات وثيقة مع كبار رجال الدولة في مصر وخاصة مع الأيوبيين . ولما سافر الى العراق والشام يقول متشوقا لنيل مصر:
بالله ، قل للنـيل عني إنـني
لم أشفِ من ماء الفرات غليلاً
وسلِ الفؤاد، فإنه لي شـاهد
إن كان جفني بالدموع بخيلاً
ياقلبُ، كم خلَّفتَ ثمَّ بثـينةً!
وأعيذ صبرك أن يكون جميلاً
إن مساهمة القاضي الفاضل في تغيير الاوضاع السياسية في مصر كانت من القضايا الخطيرة في حياته السياسية والعلمية لأنها فتحت له آفاقاً جديدة بل أصبحت منزلته عالية ومكانته رفيعة وأصبح الرجل الثاني في الدولة الايوبية في زمن صلاح الدين الايوبي بحيث تمكن منه غاية التمكن وكان صلاح الدين قد اعتمد عليه في ادارة دولته بحيث اصبح لا يصدر أمراً إلاّ عن مشورته يقول يمدحه :
الحسنُ جادَ علي الأحبابِ فازدادُوا
لكنَّ أحبابَنا في الحُسنِ ما جادوا
فيهـنَّ من شبِـه الغِزلانِ أربعـة
نفـرٌ وطيـبٌ وأحداقٌ وأجيـادُ
يديـُرالملكَ في عثمـان أربعةٌ
حزمٌ، وعزمٌ، وأفكارٌ، وأجيادُ
يثني عليـه مـن الأوقاتِ أربعةٌ
يـومٌ، وشهرٌ، وأعوامٌ، وآبادُ
تنـدي بجودِك عامُ المحلِ أربعةٌ
أفقٌ، وأرضٌ، وأنفاسٌ، وأكبادُ
وبقي هكذا الى أن توفي صلاح الدين، فحزن عليه الفاضل ولم يطق الوزارة بعده، وظل زمناً وجيزاً وزيراً لابنه الأفضل ثم استعفى وعاد إلى القاهرة وعكف على العلم والأدب وان هذا القول دليل يرجح عقلية القاضي الفاضل ونجاحه في المساهمة في قيادة الدولة الايوبية.
وقد كا ن له دور مهم في إثراء الحركة الثقافية في بلاد الشام ومصر والجزيرة اذ كان واسع الإطلاع غني المعرفة على مستوى رفيع من الثقافة والأدب والتمسك بعروة الدين، وكان مجلسه ملتقى العلماء والفقهاء والخطباء والأدباء والشعراء حافلاً بالبحث والتحقيق والمناظرات في مختلف انواع العلوم وفيهم يقول :
نسجُوا من الليلِ الشعـورَا وجلَوا مـن الصبحِ البُـدورا
ولووا من القضبـانِ والكـ ـثبِ الروادِفَ والخُصـورَا
إن قلت : يحكـونَ النجومَ صدقـتَ يحكوهـنَّ نُـورَا
ومتي سمعت بنجـمِ أفـقٍ ليـَل يألـفُ أن يغــورَا
وكان شديد الميل إلى تلك النخب العلمية التي كانت تقصده ملتمسة منه العون والمساعدة حتى قيل ان المساعدات المالية بلغت قيمتها في عصر صلاح الدين ثلاثمائة ألف دينار شهرياً خصصت للعلماء على شكل رواتب شهرية وإقطاعات. ويقول في الرزق :
وَهَب أَنَّ هَذا البابَ لِلرِزقِ قِبلَةٌ
فَها أَنا قَد وَلَّيتُهُ دونَكُم ظَهري
وَدونَكَ مِن هَذي الفَرائِدِ ما جَرى
عَلى الصَحوِ مِنّي يَجري عَلى الشُكرِ
وَوَاللَهِ ما وُفِّقتَ في السِترِ مُسبَلاً
إِذا كانَ لَم يُسبَل عَلى مَن وَرا السِترِ
إِلَيكَ فَإِنّي قَد غَنَيتُ عَنِ الغِنى
إِباءً وَإِنّي قَد تَغانَيتُ بِالفَقرِ
وَقَضَّيتُ أَوقاتي على ما انقضت به
وَصارَت وَرائي وَالسَلامُ عَلى الدَهرِ
وَقُلنا الأَماني البيضُ يُدرِكُ بَعضُها
أَلَيسَ المَنايا السودُ خاتِمَةَ العَمرِ
و قام بتشييد مدرسة في القاهرة وأفتتح التدريس فيها سنة 580هـجرية / 1184ميلادية وضم إليها مكتبة زاخرة، قيل أنها حوت ثلاثين ألف مجلد وقيل مائة ألف مجلد .
توفي القاضي الفاضل سنة\ 596هـجرية – 1200 ميلادية بالقاهرة ودفن بسفح جبل المقطم ب ظاهر القرافة بالقاهرة.

خلَّف تراثاً كبيراً من الأدب لكن لم يحفظ منه إلاّ القليل المتناثر في بطون كتب الأدب . واشتهر بنثره وترسله وبشعره لكن شعره لم يرق إلى مستوى نثره، وكان ـ أيضاً ـ ناقداً في مجالس صلاح الدين الايوبي يناقش الشعراء فيقرضهم، وقد تطرق كذلك إلى فن المقامة ولكنه لم يوفق . ومن شعره يقول :
نالَتِ الأَملاكُ مُلكاً بِحَظِّها
فَقَد نِلتُمُ ما نِلتُمُ بِمَساعِ
وَهَذا عِيانُ المَجدِ فيكُم فَما الَّذي
يَزيدُكُمُ مُدّاحُكُم بِسَماعِ
دَفَعتَ الأَذى عَنّا وَمَتَّعتَ بِالمُنى
وَما كانَتِ الدُنيا لَنا بِمَتاع
وَوَاللَهِ ما كُلِّفتُ في المَدحِ كُلفَةً
وَهَل هُوَ إِلا الصِدقُ وَهوَ طِباعي
يمتاز نتاج القاضي الفاضل الادبي بخصائص تجعله علماً بارزاً في فن الكتابة طاوعته الألوان البديعية فبرع فيها كما برع في استخدام البديع والسجع والجناس والمقابلة، وحسن تصريف الألفاظ، فجمع بين التلوين الصوتي والتلوين التشخيصي من خلال الاستعارات والتشبيهات التي يرشح بعضها بعضاً و كذلك تفنن في اقتباسه للآيات القرآنية عن طريق التضمين أو الإشارة أو التلميح .
قال عنه ابن حجة وقد عاصره :
( ولعمري إن الإنشاء الذي صدر في الأيام الأموية والأيام العباسية نسي وألغي بإنشاء الفاضل وما اخترعه من النكت الأدبية والمعاني المخترعة والأنواع البديعة).
اختم بهذه القصيدة من شعره :
لِعَينَيهِ عَلى العُشّاقِ إِمرَهْ وَلَيسَ لَهُم إِذا ما جارَ نُصرَهْ
فَأَمّا الهَجرُ مِنهُ فَهوَ إِلفٌ وأَمّا الوَصلُ مِنهُ فَهوَ نَدرَهْ
إِذا ما سَرَّهُ قَتلي فَأَهلاً بِما قَد ساءَني إِن كانَ سَرَّهْ
تَلِفتُ بِشَعرِهِ وَسَمِعتُ غَيري يَقولُ سَلِمتُ مِن تَلَفي بِشَعرَه
لَقَد خَدَعَتكَ أَلحاظٌ مِراضٌ وَتَمَّمَ بِالفُتورِ عَلَيكَ سِحرَه
فَيا حَذِرَ البَصيرَةِ كَيفَ حَتّى وَقَعتَ كَما رَأَيتُ وُقوعَ غِرَّه
فَإِنَّ الحَربَ تَزرَعُها بِلَفظٍ وَإِنَّ الحُبّ َ تَجنيهِ بِنَظرَه
وَبَعدُ فَإِنَّ قَلبي في يَدَيهِ فَإِن هُوَ ضاعَ مِنهُ أَذاعَ سِرَّه
وَأَعظَمُ حَسرَةٍ أَنّي بِدائي أَموتُ وَفي فُؤادي مِنهُ حَسرَه
لَقَد جَمَعَ الإِلَهُ لِناظِرَيهِ بِنَضرَةِ خَدِّهِ ماءً وَخُضرَه
وَحُمرَتُهُ بِماءِ العَينِ تُذكَى وَما جَفَّت بِها لِلشِعر ِ زَهرَه
وَعِندي أَنَّهُ لَبَنٌ وَخَمرٌ وَقالَ حَسودُهُ ماءٌ وَجَمرَه
وَإِبريقُ المُدامِ بِريقٍ فيهِ وَلَم أَشرَب فَكَيفَ وَجَدتُ سُكرَه
حَكى الإِبريقَ في عُنُقٍ وَريقٍ وَقَد حَلّى الحَبابُ الدُرُّ ثَغرَه
يُرَوِّعُ قُرطَهُ مِن بُعدِ مَهوىً فَإِن يُرعَدْ فَقَد أَبدَيتُ عُذرَه
وَلَولا جودُهُ ما كانَ ظُلماً يُغَلِّظُ رِدفَهُ وَيُرِقُّ خَصرَه
وَلَولا بُخلُهُ ما كانَ نَظمي لَهُ شَفَتانِ تَستَلِمانِ ثَغرَه
وَأَعجَبُ مِن ذُبولِهِما ظَماءً وَقَد مَنَعا الوَرى مِن وِردِ خَمرَه
بِحُمرَةِ خَدِّهِ لِلشَعرِ خُضرَه وَقَد زانَ البَياضَ سَوادُ طُرَّه
فَيا شَمساً تَبَدَّت لي عِشاءً وَيا قَمَراً وَلَيسَ يغيبُ بُكرَه
قَد اِستَخدَمتَ في الأَفكارِ سِرّي وَما أَطلَقَت لي بِالوَصلِ أُجرَه
وَقَد ضَمِنَ اِغتِرامي عَنكَ صَبري وَكَم مِن ضامِنٍ يُبلى بِكَسرَه
وَلَم أَرَهُ عَلى الأَيّامِ إِلا عَقَدتُ مَحَبَّةً وَحَلَلتُ صُرَّه
وَلا عاتَبتُهُ إِلا ثَناهُ عَلَيَّ الغَيظُ وَهوَ عَليَّ شَفرَه
وَلا اِستَمطَرتُ سُحبَ العَينِ إِلا بَقيتُ بِأَدمُعي في الشَمسِ عُصرَه
بَكَيتُ عَلَيكَ يا مَولايَ حَتّى صُرِعتُ وَلَيسَ في عَينَيَّ قَطرَه
وَكَم زَمَنٍ نُواصِلُهُ وَكُنّا نَقولُ لِذاكَ كَيفَ قَطَعتَ عِشرَه
صَبَبتُ عَلَيهِ لَمّا زادَ دَمعي فَأَنكَرَهُ فَقُلتُ الماءُ نَثرَه
وَخَوَّفَني مِنَ الأَوزارِ فيهِ وَمَن لِمُحِبِّهِ لَو نالَ وِزرَه
وَحَلَّمَني هَواهُ فَصِرتُ فيهِ أُسامِحُ كُلَّ مَن لَحِقَتهُ ضَجرَه
بَدا بَدَراً جَلاهُ لَيلُ شَعرٍ وَقَد أَهدى لَهُ الشَفَقَ المَزَرَّه
وَجُملَةُ ما أُريدُ بِأَن يَراني مَكانَ الخَيطِ مِنهُ وَهوَ إِبرَه
وَقُلتُ لَهُ لَقَد أَحرَقتَ جَسمي وَأَنتَ بهِ فَكَيفَ سَكَنتَ سِرَّه
فَلَو قَبَّلتَني وَقَبِلتَ مِنّي فَقالَ أَخافُ بَعدَ الحَجِّ عُمرَه
تَمَيدَنَ خَدُّهُ لِخُيولِ لَثمي وَصَولَجَ صُدغَهُ وَالخالُ أُكرَه
إِذا عايَنتُهُ وَبَدا رَقيبي فَيا لَكَ حُمرَةً نُسِخَت بِصُفرَه
أَراني كُنتُ في وَطَنِ التَصابي وَأَشعارُ المَشيبِ دَليلُ سَفرَه
وَما أَخصَبتَ يا نَورَ الأَقاحي وَإِن أَجدَبتَني إلا لِمَطرَه
وَيَنهَرُني نَهارُ الشَيبِ زَجراً وَلَيلُ شَبيبَتي قَد كانَ سُترَه
وَإِن رابَتكَ أَقوالي فَإِنّي حَمَلتُ وَقارَهُ وَحَمَلتُ وِقرَه
وَلَيسَ يُجَوِّزُ الأَيّامَ إِلّا ال تَخَيُّرُ وَالتَخيُّلُ لِلمَسَرَّه
وَخِلٌّ لا يُخِلُّ بِشَرطِ وُدٍّ وَلا يُبدي لَعَينِكَ وَجهَ عِذرَه
وَبَعضُ الحِلمِ في الأَوقاتِ جَهلٌ وَيُعجِبُني الحَليمُ وَلَو بِمَرَّه
وَكَم قَد سَرَّ في سَمعي مَلامٌ أَخَذتُ لُبابَهُ وَتَرَكتُ قِشرَه
وَما في الأَرضِ أَشعُرُ مِن أَديبٍ يَقولُ الشِعرَ في البُخَلاءِ سُخرَه
يَروقُنيَ الكَريمُ وَلَو بِفلسٍ وَلا أَهوى البَخيلَ وَلَو بِبَدرَه
وَشِعرٍ ما حَسِبتُ أَخَفَّ روحاً وَأَثقَبَ زُهرَةً وَأَغَضَّ زَهرَه
جَلاهُ عَلَيَّ في أَثوابِ لَيلي فَأَبصَرَ مِنهُ لَيلُ الهَمِّ فَجرَه
وَفَجَّرَتِ البَلاغَةُ مِنهُ بَحراً أَرَدتُ عُبورَهُ فَخَشيتُ عَبرَه
إِذا غَرِقَ اِمرُؤُ في سيفِ بَحرٍ فَلا تَذكُر عَلى شَفَتَيكَ قَعرَه
أَلَذُّ مِنَ الرِضا مِن بَعدِ سُخطٍ وَأَعذَبُ مِن وِصالٍ بَعدَ هَجرَه
قَليلُ اللَفظِ لَكِن في المَعاني إِذا حَصَّلتَها بِالنَقد ِ كَثرَه
وَيُؤنِسُ ثُمَّ يُؤيِسُ مِثلَ بَحرٍ تَراهُ فَيَستَهينُ الغَمرُ غَمرَه
وَفي شِعرِ الوَرى غُرٌّ وَدُهمٌ وَهَذا كُلُّ بَيتٍ مِنهُ غُرَّه
قَوافٍ شارِداتٌ طالِعاتٌ لِإِمرَةِ قادِرٍ لَم تَعصِ أَمرَه
وَجِئتَ بِها عَلى قَدرٍ فَجاءَت تُرينا مِنكَ في التَقديرِ قُدرَه
وَلَيسَ كَمَن يُغيرُ عَلى المَعاني فَإِن ظَهَرَ اِدَّعى بِالنَقدِ غِرَّه
رَقيقُ الطَبعِ مُرهَفُهُ فَأَمّا خَواطِرُهُ فَمِثلُ السَيفِ خَطرَه
جَزاكَ اللَهُ خَيراً عَن صَديقٍ بِتَخفيفِ الأَسى أَثقَلتَ ظَهرَه
عَرائِسُ يَجتَليها وَجهُ نَقدي فَتَنقُدُ مِن صَفاءِ الوُدِّ مَهرَه
لَئِن سَهُلَت لَقَد صَعُبَت وَأَضحَت كَرَوضٍ دونَهُ الطُرُقاتُ وَعرَه
فَلا تَعتَدَّ كُلَّ النَظمِ شِعراً فَتَحسَبَ كُلَّ سَودا مِنهُ تَمرَه
تَعِلَّةُ حاضِرٍ وَنَشيدُ سَفرٍ وَمَرشَفُ ناهِلٍ وَأَنيسُ قَفرَه
تُخَفِّضُ فَترَةَ الأَفكارِ عَنّي وَكَم دَبَّت لَها بِالسُكرِ فَترَه
فَخُذها بِنتَ لَيلَتِها اِرتِجالاً وَلَكِن أَصبَحَت شَمطاءَ سُحرَه
لَئِن طالَت لَقَد طابَت وَراقَت عَلى نَظَرِ الخواطِرِ حُسنَ نَظرَه
وَسارَت أَو غَدَت لِلنَجمِ نَجماً فَطَيَّرَها وَأَوقَعَ ثَمَّ نَسرَه
تُعَرِّفُني إِلَيهِ وَلا أَراهُ وَتَعقِدُ لي مِنَ الفُضَلاءِ أُسرَه
عَقائِلُ سَنَّ شَرعُ الشِعرِ أَنّي أبٌ مَن شاءَ كُنتُ بِهِنَّ صِهرَه
مَلَكتُ قِيادَها بِيَمينِ فِكري وَقَد عُتِقَت لِوَجهِ المَجدِ حُرَّه
أَطالَ اللَهُ عُمرَكَ في سُعودٍ تَجُرُّ ذُيولَها فَوقَ المَجَرَّه

امير البيان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى بلدروز




العدد3و4 لسنة 2016 ... شمسُ اشتياقي ...للشاعر علي الدليمي




العدد3و4 لسنة 2016

شمسُ اشتياقي
للشاعر علي الدليمي


أشرقت شمسُ إشتياقي
من جديد
وبها أحلى سنينَ العُمرِ
زهوا أستعيد
كيف يأتي كلَ هذ الدفء
مابين ذراعيكِ وقد كان جليد
كيف أمست نظرةً منكِ
كأسيافٍ بها قدّ وريد
نظرةٌ مرّت بقلبي
فارتوى حبا وقد كان وحيد
إنحنت دقاتهُ بالحبِ عشقا
وأتتكِ مثلُ أفواجِ ألعبيد
وحدُكِ من تملكُ ألقلب
إذا ماجفّت ألاشواق
فضتي بالمزيد
لستُ أدري أيُ تيهٍ يعتريني
ماألذي منكِ أريد
من جنونٍ أو دلالٍ
في أسى ألطبعُ ألعنيد
يا صدى صوتي ألذي
أحلى أغاني ألحب
في همسٍ أعيد
فامسحي دمعا ليبقى
هاجسُ ألحزنِ بعيد


العدد 3و4 لسنة 2016 ... تَــتَــــوقُ الْــحَــنَــايَــا لِــعِـــزِّ الْـــوَطَــنْ ... للشاعر عارف عاصي



العدد 3و4 لسنة 2016
 
تَــتَــــوقُ الْــحَــنَــايَــا لِــعِـــزِّ الْـــوَطَــنْ

للشاعر عارف عاصي



 
شَـآَمٌ يَــئِــنُّ و يَــبْــكِــي الْـــيَــمَـنْ
و مِــصْـرٌ عَـلَـى رَاحَـتَــيْـهَا الْـحَــزَنْ
وَ بِـالْقَـيْرَوَانِ يَــعِــيــثُ الْـبُــغَـــاةُ
و فِي أَرْضِ لِـيـبْـيَا يَصِيحُ الْكَــفَـــــنْ
وَ بِالدِّجْـلَـتَـيْـنِ امِّـحَــاءُ الصَّـــبَاحِ
وَ بِـالْـقُــدْسِ جُــرْحٌ عَــلاهُ الــزَّمَـــنْ
وَفِـي مَــيْـــنَـمَارِ اشْـتِعَالُ اللَّظَــى
وَ مَـاذَا عَــلَـيْــنَــا عَــشِقْــنَــا الْوَسَــنْ
بَــكَــيْـــنَــا لأَنْــدَلُــسٍ غُـــــــدْوَةً
وَ عِــنْــدَ الْـمَــسَـاءِ سَـلَــوْنَـــا بِــــدَنْ
أَتُسْــبَـىَ الـنِّــسَـاءُ وَ لا مُــنْــقِـذٌ
فَــوَاهَــاً لِـعِــــرْضٍ إِذَا مَـا امْــــتُـهِنْ
دِمَـانَــا تُــرُاقُ وَ مَـا خَــالِــــــدٌ
و مُــعْــتَـــصِـمٌ بِـالْـهَــوَىَ قَــدْ فُـتِــنْ
وَ صِـرْنَـا حَلالاً لِـمَنْ يَـشْـتَهِـي
فَـــــيَـا لِلْـعُـــرُوبَــة مِـنْ مُــمْــتَــحَـنْ
تَــتَـارٌ غُــزَاةٌ عَــلَـى أَرْضِـنَـا
وَ مِـنَّـا وَ فِـــيــــنَــا تَـنَـامَىَ الْخَـــوَنْ
فَــيَـــاوَيْـــلَنَا قَدْ صَنَعْنَا الدُّمَى
رَكَــعْــنَـا سَـجَــدْنَـا فَـحَــقَّ الـسَّــنَـنْ
فَـبِــئْــسَ الْحَيَــاةُ حَيَــاةُ الــنِّـعَاجِ
أُعِـــدَّتْ لِــنَــحْــرٍ جَــــزَاءَ الْــوَهَـــنْ
فَـيَا سَـائِـلِـي قِـفْ بِـنَا بُرْهَـةً
فَــكَــمْ صَــائِــــحٍ دُونَ أَدْنَــــى أُذُنْ
فَــمَـن للْـجِـرَاحِ إِذَا أُثْـخَـنَـتْ
وَ مَـنْ لِلْــقُــلُـــوبِ يُـعِـيـدُ الْــسَـكَـنْ
دَهَـانَـا الـزَّمَـانُ فَـيَا وَيْحَـنَا
يَـشِـيـبُ الْــوَلِــيِـدُ لِـهَــــوْلِ الْـفِــتَــنْ
جِـرَاحٌ أَنَاخَتْ عَلَى مِنْكَبِي
فَــلَــوْ فَــوْقَ طَــوْدٍ عَــلاهُ الْـوَهَــنْ
أَتُحْـنَي الْجِـبَـاهُ لَـدَىَ ذُلِّـنَا
فَــيَــا مَـوْتُ زُرْ فَـالْـبَـقَـاءُ الْـعَــفَــنْ
كِلابُ الْوَرَىَ أَطْلَقَتْ نَابَهَا
فَــلاقَــتْ لُـحُــومـاً وَ لا مِـنْ ثَــمَــنْ
فَسَيْفٌ غَمِيدٌ لِعَيْشٍ نَــمَـى
فَـبِـئْـسَ الْـعَـــبِـيـدُ عَـبِـيـدُ الــنَّـــتَــن
وسَهْمِي بِصَدْري ثَـوَىَ ضَاحِكَاً
يَــــدَايَـــا تُــعَــتِّـــقُ فِــــيَّـــا الْـــحَـــزَنْ
بِـرَغْـمِ الـدَّنَـايَـا عَـلَـىَ جُـرْمِـهَـا
تَــتَــــوقُ الْــحَــنَــايَــا لِــعِـــزِّ الْـــوَطَــنْ



العدد 3و4 لسنة 2016 ... (مُناجاةٌ مِنَ الغَمامِ) ... للشاعر تحسين فالح




 العدد 3و4 لسنة 2016

(مُناجاةٌ مِنَ الغَمامِ)
 
للشاعر تحسين فالح
 



مَتى يا صاحِبَ النَّجْوى
أُقبِّلُ زِينَةَ الدُّنْيا
مَتى أرْضُ المُنى تُحيى
أنينَ الفَقَدِ يُلهُمُني
يُمَنِّيني .... يُسايُرُني
يَحِّنُ كُلَّما أنْسى
إلهي....
مَن بهِ أقْوى ..؟
ألَم تَقُلّ لي أنَّكَ الأرحَم ..
فَلا تَيأس وَلا تَهتَمْ
وَلا تَندَمْ ..
وَفي الأحلامِ لا تَحلَمْ ..
ألا تَعلَمْ ..!
أعيشُ بَرْزَخَ الدُّنيا ..
على أغْصانِ أيامي
يَحِطُّ الحزنُ بَل يَهوى ..
عُيوني مِن صَدى الأفراحِ
لَمْ تُروى ..
مَتى دَمْعي يُبَدَّلُ مِلحُهُ حُلوى ..
ألَمْ أَكسِر لَكَ قَلباً
لِكي تَرعى ..
ألمْ تَقُلّ لي أنَّكَ الأقْرَبْ ..
فَلا تَذهَبْ ..
وَغيرَ بابي لا تَرغَبْ..
فَغيرَ القُربِ لا أطْلُبْ
ولا أسْعَى ..
سِوَى العَفوَ مِنَ البَلوَى
وَجُرْحاً مِنِّي إذ يَبْرَى..
فَأنْتَ العِزُّ والسَّلْوَى ..
إلهي ... لا تُأخِذُني بِجَهْلي
عِنْدمَا أَشْقَى.
تحسين فالح

العدد3و4 لسنة 2016 ... رفعت الجلسة ... بقلم : زكيّة المرموق




العدد3و4 لسنة 2016

رفعت الجلسة

بقلم : زكيّة المرموق 




قال وهو يحك أرانب الكلام
بهشاشة الموقف
رفعت الجلسة٠٠٠
والنص لازال يبيض في كف المؤلف٠
سيدتي
لم تكوني أكثر من ديكور
في المشهد
وإن أهداك المخرج وردة
فلستِ الحديقة٠
وإن أهداك إسما وبطاقة هوية
فلست الوطن٠
وإن أهداك أجنحة
فأبدا لست الشرفة٠
وإن أهداك سيدتي خريطة
فلست أكثر من ا تجاه أحادي الصرف
اللون
واللغة
في اللوحة٠
وإن أهداك منجلا
فلن تكوني المزارع٠
النص سرير
والشخوص تتمرن تحت الوسائد
على رفع الستارة٠
كل الفصول خميرة للحكي
كل الفصول لعبة بين الضوء
والظلام
بين الصدى والصوت
حديث رخو بين الخشبة
والجدران٠
كل الفصول فستان ايروتيكي
ينتقل من جسد لآخر
بوخزة فرشاة
تتكرر في السيناريوهات
ولا تكررك في التوقعات٠
وانتِ كأس نبيذ يسيل عطشا
على مائدة نائية ٠٠٠
استراحة كعب وكعب
عالق بين عناقيد اللغة
والايديولوجيات المشلولة
انا أقتحم خلوتي
ولا أجدني
ياصديقي بيكيت
اخلع عني قناع الصورة
ولا تجعلني أرتديني
دون إذن الجواب
والمرجعيات٠
نظارتي هاته لم تعد تسعف الطريق
كي تقرأني٠
أنا أتعثر بي
ولا أتبلل بك
أنا أنحرف عني
أنا حادثة كتابة خرجت عن وعي الراوي
والقارئ
بعيدا عن كل التوازنات٠
أطفو فوقي
فوق الجنة
فوق النار
فوق الموت
فوق الحياة
لا أراك
ولا ألقاني٠٠٠
أنا فقاعة عجينة
تمشي بين الملائكة
والشيطان
فأين أنا منك
وأين أنت مني
وسط كل هذا اللامعنى؟؟؟
زكية المرموق المغرب


العدد3و4 لسنة 2016 ... حلمه الجميل ... بقلم : رفاه زاير جونه



 العدد3و4 لسنة 2016

حلمه الجميل
 
بقلم : رفاه زاير جونه

 



ذبلت عيونه من السهد، أثارت خافقه بنظراتها الحائرة.فتناغم القلبان. والتقى الجريحان.غدت كالنجم في سمائه،جففت دمعه، أينعت حلمه.أخضر وأزهر ربيع عمره المتهالك. كأنها غرست في أرضه سنابل الكون غدت أيامه بيض بعد ان كانت حالكة.استفاقت على شفاهه أسئلة.ترتأى له تسابق قطرات المطر لتداعب الأشجار والأزهار وجميع حدائقه,كأنها زينت بفراشات ذات ألوان زاهية,اختبأت الطيور خوفاً من ألمطر الجبال تنتظر الماء كي يتدفق منها لتروي رياض الارض,الهواء النقي عطر برائحة الورد التي تفوح بتميز. هرولت بقطف الورود. أهدته إياها أتنبهت تلك الغيمة من البكاء ظهرت الشمس,تفتحت الأزهار بنظاره لتشق شفاه الناظرين تبسم رفعوا كفوفهم إلى السماء يحمدون ويشكرون البديع,أيستفاق من حلمه الجميل.


العدد 3و4 لسنة 2016 ... هجرة ... للشاعر : مزهر حبيب





العدد 3و4 لسنة 2016
 
هجرة

للشاعر : مزهر حبيب

 

يرعبني الليل
انهُ الوسادةُ والكآبة
وانتظار الصباح
اننا في مدينة الحائِرينْ
اننا في مدينةِ القتَّلةْ
نخبئُ الرؤوسَ كالنعامْ
نموتُ في كلِّ يوم ٍ مرة
انها مدينة اللصوص
هاجرنا لعواصم العالم
نبحث عن عشٍ آمنْ
مرةً خلف أسوار الوطن
مرةً في مدن الثلجِ
مرةً في مدن البؤس
لكِنّا تساقطنا كالشهبِ المُتعَبَة
من البؤسِ واليأسِ
ثم قال لنا اللآئمونَ
أنتم وحوش الغاب
وأولاد الخطيئةْ
وضيَّعنا طريقَ الرجوع
وَضعنا في بلادٍ غريبةْ
ومتنا في الزَمَنِ الرهيب
بلا وَداعْ

 

الجمعة، 8 أبريل 2016

العدد 3و4 لسنة 2016 ... ((عتبة الحذر)) ... للشاعر علي الحسون


العدد 3و4 لسنة 2016

((عتبة الحذر))
 
للشاعر علي الحسون 




يغزل من السكون خيط
يشنق به النهار
يكبح جماح العاصفة
يذر في عينيها الغبار .
وجه ضاعت ملامحه
مات الغد... أجهض المخاض
السنابل الصفراء
ترتل في محراب الجياع
أنكسر الضوء على عتبة الحذر .
أختفى الظل في عين أعمى
أستفحل الضيق مغرماً
بلهفة الثأر



العدد 3و4 لسنة 2016 ... أنت في ذاكرتي غياب ... بقلم : جميلة الصالح




 العدد 3و4 لسنة 2016

أنت في ذاكرتي غياب
 
بقلم : جميلة الصالح
 
 


ليل يهديني صداقات الظلال
لا تأتي أيها النهار
فيك ... الفراق
دعني أتفيأ ظلال الشمس
هربا من قائضك
جمرها يدفئني
يذيب جليد القمر عن أصابعي
قلمي السجين
يتنكر لطول الغياب
يشتم رائحة الكلمات
يذوب ذاكرة في يدي
لا تتشبه به!!
أأبعد هذا السراب ؟؟
تهديني رجوعا ليس لي ؟؟!
بملامح جديدة
وذاكرة مشوهة
وخطوات لا أعرفها
وظل مكسور
أحدب
عد هناك
فهنا الذاكرة طفلة
دميتها العناد
ترفض هداياك الكهلة
هوووو..لم يعد يشبهك
دعني كما هربت ذات هوو...
طفلة تلهو بظفائرها الكستناء
أرجوحتها بين أكف التوت
تتعفر خطوتها بطهر الطين
ورقص السنابل
وضحكاتها والأقحوان في شفاه النهر
لماض لن يعود....لا يعود
أنت في ذاكرتي غياب
استمتع بذبول عطرها
دعني أتضوع ذاكرة"
ولك مني قصيدة رثاء
بتراء
بلا عنوان


الخميس، 7 أبريل 2016

العدد 3و4 لسنة 2016 ... ليل الغرام ... مؤيد علي حمود



العدد 3و4 لسنة 2016

ليل الغرام 

 مؤيد علي حمود





ليلٌ يُطارِحُني الغرامُ فيلتقي
دمـعٌ بآهٍ في الضلـوعِ تألمي
أسقي جذورَ الحُبِّ في دَلوِ اللقا
أسقيهِ نبعاً مـن زُلالِ الزمـــزَمِ
أرتجُّ في كأسِ المـرارةِ عائماً
أو انتشي في ثغرِها المُتَـبَسِمِ
وأنامـِلٌ كم مـــازَجتها هـامتـي
تهفو كطيفٍ في ربـابٍ مُعــتـمِ
ليتَ الضبابَ متابِعٌ سِربَ القِطا
ليَحيدَ عن دربِ الغرابِ الأدهَمِ
كيفَ النوى عن ذِكرِ فاتنةٍ حوَتْ
صدري وأحضاني وفيها ترتمي
لتعيشَ فيها في لظى بمــودةٍ
في بضعِ قُبلاتٍ بثغري تحتمي
من وترِ آلامي تُلملِــمُ نغمتي
وتُبعثِرُ الأشجانَ عنـــدَ الأنْغُمِ
ياطيفَ روحي إنني أهوى الألم
والعِشقُ والقُبُلاتُ تعلَقُ في فمي
نفسٌ يداعِبُ وجَنتيَّ وجبهتي
كعبيرِ زهرٍ عابقٍ في الميسمِ
كم بتُّ للعينينِ مشتاقٌ وهلْ
أشتاقُ إلّا للهــوى أو أنتمـي
بردُ الشتاءِ مواسمٌ في نرجسي
وجميعُ أيامِ الهوى هيَ موسمي
ينسابُ عِطْرٌ من سنائكِ واللظى
تروي الفؤادَ على اللهيبِ المضرمِ
روّي جذورَ الحُلْمِ في جفنٍ ذوى
لتناشِدَ الأقلامُ حبــــراً من دمي
ياليلُ خـذني في حماكَ فإننـي
أحتاجُ سِحركَ في ضياءِ الأنجُمِ
أرنو إلى البدرينِ كي أهبَ الهوى
فأراني أشتاقُ القيودَ بمعصمي
**********

العدد 3و 4 لسنة 2016 ... ( شذرات الرحيل ) ... للشاعر : كريم علوان زبار



 العدد 3و 4 لسنة 2016

( شذرات الرحيل )
 
للشاعر : كريم علوان زبار




( 1 )
على حين غفلة
إنتزعت من راحتي
فغدوت خواء
ما أستطعت إنتشالها
في حين أرنو الرحيل
الكف تنزف
والقلب ألفى عليلآ
( 2 )
ما بين الحين والآخر
أقف على الأطلال
أكلم الأثر
تحت الصفصافة التي
كانت تظلنا
وندون عليها التأريخ
وعزاء الرحيل
بإزميل الذكريات
( 3 )
العمر ماض كالرياح
ولا إعتراض
قطار سريع
محطات كثيرة
فرص عسيرة المخاض
ورحيل
( 4 )
أجبرت على الرحيل
ولم تنتظر
لا وداع ولا عزاء
وكان الحزن موعدي
...كريم علوان زبار...

العدد 3و4 لسنة 2016 .. ( إطفئيني ) ... شعر : عماد عبد الملك عبد الحميد




العدد 3و4 لسنة 2016

( إطفئيني )

شعر :  عماد عبد الملك عبد الحميد



تنفست
عطرك
كإنه عطر
مطر
في لجة
صيف
ولحظات
عطش
لإحياء
في الحب
ولاخجل
فقبليني
حبيبتي
وإطفئي
حرائقي
كما تخمد
حرائق الشمس
في لحظات
غسق

بغداد /25/03/2016


( Turn me off )
I have breathed
your perfume
lt like a perfume
rain in the abyss
of the summer
and moments of
thirst
No shame in love
and shyness , so
kiss me . darling
and turn my fires off
As the sun fires
are subsided
in the moments
of twilight

  By / Emad Abdul-Malik

الأربعاء، 6 أبريل 2016

العدد 3و4 لسنة 2016 ... لغة العيون ... للشاعر عماد اليونس



العدد 3و4 لسنة 2016

لغة العيون

 للشاعر عماد اليونس



اوَ تسأليني من انا؟
او من اكون؟
انا حضن كلّ الخلق
دفيءُ الارضِ
محورهــا....
ودورتها المصون
فتنهدي وتمنــعي
وترددي ...
لابد من كسر السكون
لابد من حَدثٌٍ
يبركنُ طاقتي
يريك براعتي
لابد من لغة العيون
كفي الظنون
وحدّقي....
هلا عرفت من اكون؟


العدد 3و4 لسنة 2016 ... في الحزن ِ تشبهُني ... بقلم : حميد الساعدي



العدد 3و4 لسنة 2016

في الحزن ِ تشبهُني
 
بقلم : حميد الساعدي
 




أنت َ صوت الأنين ، اندحار المسافات في ومضة ِ الياسمين ، عليك َ ندوب ٌ من القهر ِ في حلة ِ الساهمين ، تطارد ُ وهمك َ في العذب ِ من ماء بئر ٍ أهالوا عليه رماد الفجائع ، تتلو زوابعك المفعمات الأسى ، وتنقر في الدَف ِ صوفيّة العارفين .
تمرَّغت َ في باحة ِ الفقد ِ ، حتى استحالت مواسم َ جرحك َ بعض الهوى ، تشاركني رهبتي في التهام ِ الجنون ، وتمضي لبارقة ِ الشوق ِ تستطعم النَزَق المنحني للِّهاث ِ ، وتسقط ُ من غير بلوى ، ومن غير نجوى تبادلني رعشتي بالحروف ، وتستلب الحرقة الماضية ، تؤجج ُ أيامك َ الساكنات على وقع مَن طار َ مِن هَمّه ِ ليلقى الجناحين في لجةِ العاصفة.
في الحُزن ِ تشبهني ولا شَبَه ٌ سواي.
على مدائنك َ انتهت أوقات لهوي ،
في مواقيت ِ احتضار العشق تنطلق الرسوم ، وتنتهي بذهولها الكلمات بالنقش ِ المُتَيَّم ِ بالحجر .
لا وقت َ يملؤني فأملأني مكانه.



العدد 2و3 لسنة 2016 ... لا تحزني ... شعر : رياض الدليمي



العدد 2و3 لسنة 2016

لا تحزني
 
شعر : رياض الدليمي

 



محترفٌ هو
بمخاضِ الضلوعِ
وقطفِ الفاكهةِ
يتناسى أسماءَ الفصول
وتقلبات الريحِ
يطأ كل الأوديةِ
يتسلقُ قامات النخيلِ
يخشى وخزَ الصبّار
يذيبُ الألوانَ بالحليبِ
يرتشفُ بشهقةِ مسحورٍ
أعتادَ مُغادرةَ الجنات والأمكنةِ
الطوفانُ لعبتهُ المُفضلةِ
وجمعُ الأنواعِ نشوةٌ
بعدَ كلّ دمعةِ حزنٍ
وميتةٍ
تطأطئين رأساً رغمكِ
رغم كل السنين الغابرةِ.
يا امرأةً
لا تحزني
انه الوقت
مرسومٌ تحتَ الجفنِ
والعنقِ
يخفي الطلاءُ
تجعيدا وذبولاً وحسرةً
وخمارا يسترُ ألاعيبهُ
ليسَ لديهِ شيء آخر
سوى دورةِ أَرضٍ
سُكرى
وأوقاتِ صلاةٍ
في الصُبحِ والعصرِ
وعتمةِ ليلٍ
منْ يشفعُ للوقتِ
شموسا
أم فصولاً
وجرعاتُ صبرٍ
لم نسمعْ خريفاً يشفعُ
وصيفاً انتهى بسدرةٍ
يا امرأةً لا تحزني
وأنتِ تعشقينَ الربَّ
عصفورةٌ أنتِ
يثملُ فيكِ الوقتُ
وتغارُ شمسٌ
توقضكِ صلاةً
الجناتُ رُسمتْ بتضاريسِ وجدُكِ
أَنهارُ خمرٍ ،
وجناتٌ بلونِ عينيكِ
وأخرى
بلونِ خماركِ
وحمرّةُ خدّكِ
تقهقهُ بغمازتيكِ
وألوانكِ الزهرّيةِ
كأنَّ الملائكةَ
تراقصكِ تارةً
وتدبكُ قدميكِ
ألحاناً فارسيّةً
أَراها بتجاعيدكِ
بقلبكِ الموجوعِ
بنبضكِ المسارعِ
بصوتكِ البح ،
أغاني وتراتيلُ عشقٍ
وإشجانُ نايٍّ
لكِ وحدكِ ،
لا حدودَ لها
ولا حدودً فاصلةً لكِ مع الربِّ
أراكِ
تسقينَ سدراً
بقطافِ سنينكِ
بانتظاراتكِ
بلوعاتكِ
بصبركِ عليَّ
أنا المهزومُ
العاشقُ المفلسُ
المنفلتُ من دورات الشمس ،
أنا الهائمُ
أتفيءُ ببرزخِ العبثِ
وشهواتِ الوقتِ
المتيمُ بانكساراتِ اللحظةِ
وفواجعِ الندمِ


العدد 3و4 لسنة 2016 ... قـــــــــــــــــــــول عـــــــــــــــــــلي قـــــــــــــــــــــــــــــول .. بقلم : نبيل محارب السويركى



العدد 3و4 لسنة 2016

قـــــــــــــــــــــول عـــــــــــــــــــلي قـــــــــــــــــــــــــــــول
 
بقلم :  نبيل محارب السويركى




الــذئــاب . الكــلاب .. الشــراب ... الســحاب .... يقول الشاعر :-
بغيرِكَ راعياً عبثَ الذئابُ .... وغيرَكَ صارماً ثلَمَ الضَّرابُ
يريد عبث الذئاب بغيرك في حال رعيه وسياسته ، وثلم الضراب غيرك في حال قطعه ، أي : إذا كنت أنت الراعي بسوامك ، وإذا كنت أنت الصارم لم يثلمك الضرب ، والمعنى : إذا كنت الحافظ لرعيتك لم يحم حولهم أحد بما يضرهم خوفاً منك .
وتملِكُ أنفَسَ الثقلينَ طُرَّا .... فكيفَ تحوزُ أنفُسَها كِلابُ
يقول أنت ملك الجن والإنس فكيف يكون لبنى كلاب ملك أنفَسهم ؟ ! ثم ذكرَ عذرهم فقال :
ومَا تركوكَ معصيةً وَلكن .... يُعافُ الوِردُ والموتُ الشرابُ
أي : إنما تركوك خوفاً منك لا عصياناً لك ، يريد حين هربوا لما طلبهم
طَلبتهُم على الأمواه حتي .... تَخَوفَ أن تُفتشَهُ السحابُ
أي تتبعت أمواه البادية لطلبهم حتى خاف السحاب أن تفتشه تطلبهم عنده لما كان الماء في السحاب .
ولكم تحياتى / نبيل محارب السويركى



الثلاثاء، 5 أبريل 2016

العدد3و4 لسنة 2016 ... كبرياء ... للشاعر علاء الأديب



العدد3و4 لسنة 2016

 كبرياء

للشاعر علاء الأديب




أنا لست ممن يستظلّ بغيرهِ
هل يستظلّ النخل بالأعشابِ
 
منذ الطفولة رايتي فوق الذرى  
والرأي رأيي والصواب صوابي
 
ما اعتدت يوما أن أُقاد وأقتدي 
فيمن تجاهل رفعتي وإهابي
 
مااعتدت وجها غير وجهيَ مطلقا 
والزيّ زيّي والثياب ُثيابي
 
لم أستعر لغتي ولا كلمي ولا 
قلمي استعار ثقافة الأغرابِ
 
علّمت نفسي أن تكون قناعتي 
دربي وباب الصدق من أبوابي
 
سمِحٌ أنا لكنّ بيْ غضب الدّجى
سلِسٌ يحار الكلّ في إعرابي
 
أمي الحياة ووالدي زمن الأسى
ومعلمي التاريخ في الكتّابِ
 
أدركت قبل شبيبتي درب النهى
فسعيتُ أوصِلُ بالنهى أسبابي
 
فبلغتُ بعضا من طموحِ متيّمٍ
يسعى ليبلغ غاية الإعجابِ
 
ماراق للبعض المريض تألّقي
فرمَوا بأحجار الخنا أبوابي
 
لكنّني قاتلتهم بتجاهلي
وقتلتهم بالطيب والأطيابِ
 
فأخو الدناءة لايحبذّ طيبةً
خيرُ السلاحِ تجاهلُ الأذنابِ







العدد 3و4 لسنة 2016... اعتذار لفلسطين ... للشاعر محمد نجيب بلحاج حسين



 العدد 3و4 لسنة 2016

اعتذار لفلسطين
 
للشاعر محمد نجيب بلحاج حسين

 


الإهداء: إلى أخي باسل محمد البزراوي ، ردا على قصيدته الرائعة"الرّمق الأخير"


تَعالى صراخ النفس من طول دائها
وما من ربيعٍ ينجلي عن شتائها
بِآهٍ تُسيل الدّمع من طول زفرةٍ
وآهٍ سيفنى العُمْرُ قبل انتهائها
يقولون إنّ العشقَ ألعابُ صبيةٍ
و منه اكتساء الروح مثل ردائها
فِلسطينُ إذ يبيضّ شَعْرٌ بمفرقي
يزيد اشتياقي لابتلال بمائها
أنا العاشق الملهوفُ زادتْ صبابتي
مع العمْر عمقا في جذور انتمائها
شكاوى ضحايا العشق في كلّ حِقبةٍ
كقَطرٍ بعرض البحر قرب اصطلائها
تشرّبتُ كأس الحبّ منذ طفولتي
ولم ينفصل عِزّي على كبريائها
وأيقنت أنّي لن أعيدَ كرامتي
سوى بانتصار الحقّ تحت سمائها
غزاني غباءٌ حين صدّقت قادةً
بأنّا سنسعى لانتهاء ابتلائها
وأنّا نُعِدّ الإجتياح بلحظةٍ
ستُعطي لأرض القدس كلّ نقائها
فأسهمت في الإنماء من غير لفتة
وشاركت في التطوير قصد اعتلائها
ولم أدر أنّي كنت رهنَ خيانة
أضاعت يقيني من لئيم افترائها
لقد كنت غِرّا حين صدّقت ثلّةً
من القوم ، باعوا طاهرات دمائها
ولو أنهم يُدعَوْن في ألف قمّةٍ
لما كرّسوا إلاّ مزيد انحنائها
كفانا هراء ، قد شبعنا خيانة
فلستم سوى أعوانهم لاحتسائها
ولستم سوى أذناب غزوٍ لقمعنا
وكي تضمنوا منعا لرفع لوائها
أفيقوا من التنويم ياقوم يعرب
فقد أنفق التّجار صكّ اشترائها
لِنفخ البطون المثقلات خيانة
ورفع المباني أو مزيد امتلائها
حذار من التصديق في كل قولهم
كباش سئمنا من لئيم ثغائها
ولو أخلصوا في البعض من نبراتهم
لما نجّس الأوغاد عطرَ فِنائها
فلسطين يا أرض القداسة إنّني
أعاني حدودا أتقنوا في بنائها
ولا بدّ أنّي قبل فتحك أنثني
على بؤرة الأوغاد قصد انتهائها
شبابي تولّى ، إنّما وهج أحرفي
سيمتد جسرا موغلا في فضائها
إذا لم أوفق في الصلاة بمقدس
حروفي تصلي بامتداد نقائها
سيجتاز شعري في العبور قلاعهم
ويهدي شباب العرب نحو افتدائها
ولن يستكين الحرف إلا بعودة
تضيء سبيل الروح نحو انتشائها
ومهما صنعتم من حدود تمزق
ستلقون في التاريخ هول وبائها
سنبني بدين الله وحدة أمة
لديها من الإيمان كنز صفائها