بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 أبريل 2018

العدد الثالث لسنة 2018 دراسة موجزة لنص الشاعر والناقد عباس باني ((هل وبقية التكوين)) باسم عبد الكريم الفضلي


 العدد الثالث لسنة 2018

دراسة موجزة لنص الشاعر والناقد عباس باني
 
((هل وبقية التكوين))

باسم عبد الكريم الفضلي 





****************


أرفع كفوف الماء
أناشد غرقي
أرسم دوائر الضوء داخل روح النهر
هنا مرت روحا قبل ألف ظل
هنا تبعثرت أرخبيلات التيه
عند مساء بلا شجر
الماء يتكسر بيدي
حين أرفعه إلى عطش جلجامش الذي عاد توا
ببطاقة الأوكسجين من رئة المجهول
قد غرق بالقطرة الأخيرة من تنفس القمر
فأين أول وجهي أجد وجهك
محفورا
في المدى
في الشجر
في المرايا
في دروب الضوء
في عيون الفراشات
في وجع أصابعي حين تبحث عنك في الفراغ
كأحجية لا يعرف طلاسمها إلا قلبي حين يرتد إليه بريد الشرايين
أنت وجه نهار يتغذى على مطر ذاكرة السماء
حين تأتين
يأتي النهار غاسلا صمت روحي
ويأتي الهواء عابرا قارات الاختناق
ويأتي نبيا جديدا في كفيك
وأتي أنا إلى أنا
لأستطيب من أفلاكك في مسارات روحي
وحين تأتين
أتي أنا أعزلا من جسدي إلا بعض مقاسات على قدر كفك
لأني تكونت من أضلاعك قبل خروج حواء من ضلع آدم
أنت طوفاني دون الجبل المعصوم
فهل أقول الكفر حين أقول أنت المعنى لروحي
فهل أقول الكفر حين أقول أنت المعنى لروحي
هل........؟؟؟؟؟
وهل أنت قمر الله في ليلي ...!!!
.............................
الدراسة
********
ازاحات بداعي الكشف عن عالم برئ، يراه ( من رؤيا ) الشاعر :
(( فأين أول وجهي أجد وجهك
محفورا
في المدى
في الشجر
في المرايا
في دروب الضوء
في عيون الفراشات))
عالم ينشده فيما وراء واقعه الماقبلي الحاضر،كما تؤكده هذه الصور المشفرة ، الحركية
للتدليل على استمرارية حضور تلك الماقبلية :
( أرفع كفوف الماء) :
ارفع / حاضرية زمانية + كفوف الماء / ماضوية مكانية ( الماء ماقبلي الوجود )
= واقع حالي ( الواقع الان ) ماقبلي
( أناشد غرقي) / (أرسم دوائر الضوء داخل روح النهر) :
كذلك بالنسبة لأناشد و ارسم + الغرق ،الضوء والماء ماقبلية= ذات الواقع اعلاه
( هنا مرت روحا قبل ألف ظل ) / ( هنا تبعثرت أرخبيلات التيه ):
هنا/ مكانية حاضرية + مرت،تبعثرت/ماضوية زمانية + قبل/ ظرفية ماضوية= النتيجة اعلاه
(عند مساء بلا شجر) / ( الماء يتكسر بيدي ):
مساء / ظرفية انطفائية ( انطفاء الزمن الحركي للحياة بدلالة رمزيتها ( الشجر ) المنفية
الماء / ماقبلي + يتكسر / حاضرية زمانية + بيدي / ظرفية مكانية حاضرية
جمع التفكيكين السالفين = حاضرية واقعية ماقبلية
(حين أرفعه إلى عطش جلجامش الذي عاد توا ) :
ارفع / حاضرية زمانية
جلجامش / ذاكرة جمعية + عاد / ماضوية زمانية + تواً / ظرفية حاضرية=
ذاكرة حاضرية
باستدعاء حاضرية ( ارفع) = ذاكرة جمعية ( الذاكرة ماقبلية بذاتها ) مؤكدة
( قد غرق بالقطرة الأخيرة من تنفس القمر )
غرق + الاخيرة + القمر/ اشارات متعلقة بجلجامش = سياقية ماقبلية
واقع يحاصر ذات الشاعر باللامعنى ،لاوجود :
( في وجع أصابعي حين تبحث عنك في الفراغ )
فهو واقع خالٍ عارٍ زمكانياً ، من أيِّ اثر لها ( فراغ )، مهما توالى البحث في احشائه
عن صدى او ظل لها ، فما من جدوى غير ألم الخيبة :
فأصابعه ، وهي اشارة الى ( آلية / وسيلة) الاستدلال والتعرف على كنه وماهية المحسوسات
المادية ، قد بلغت من الاعياء والتعب في رحلة بحثها ، حد الـ(وجع) / ازاحة دلالية عن قِدَم و
بحثه الرؤيوي عن ذاته ،التي جسمها ( شيّأها ) مادياً / عنكِ ، لتناسب السياق الدلالي لـ( اصابعي )
، ذات متقاطعة مع ماقبلية واقع آخروي ،لايعي سرّها ،فهي عنده مطلسمة ، :
( كأحجية لا يعرف طلاسمها إلا قلبي )
وسنقف على سر هذا التقاطع بينهما،بالتعرف عن المسكوت عنه في باقي عبارات النص ادناه
التي يرسم فيها الشاعر ملامح ذاته كما يتمناها في عالم رحيقي غارق بالنور والبراءة ،
وساشير باقتضاب الى ذلك المسكوت عنه امام كل عبارة :
( أنت وجه نهار يتغذى على مطر ذاكرة السماء) / الآخر أفول ينهل من جدب ذاكرة المكان/ الواقع
حين تأتين / حين ترحلين
يأتي النهار غاسلا صمت روحي / يحل الليل يعفّر صراخ استلابي
ويأتي الهواء عابرا قارات الاختناق / ويحل الاختناق
ويأتي نبيا جديدا في كفيك / ويحل داعي ضلالةٍ عتيد دونك
وأتي أنا إلى أنا / وارحل انا مني
لأستطيب من أفلاكك في مسارات روحي / لأتجرّع مُّرَّ غربتي
وحين تأتين / حين ترحلين
أتي أنا أعزلا من جسدي إلا بعض مقاسات على قدر كفك / ارحل حاملاً روحي اليك
لأني تكونت من أضلاعك قبل خروج حواء من ضلع آدم / فأنت سر وجودي قبل الوجود
أنت طوفاني دون الجبل المعصوم / الآخر فنائي
استدعاء المسكون عنه ابان بشاعة وجه ( الواقع / الآخروي ) السالب لمعنى ذاته ، المصادر
لرفيفها حرةً في مديات الانعتاق من قيود ماقبليته العتيدة .. المؤطرة بالمقدس بدلالة ( نبياً،
حواء ، آدم ، الطوفان ، الجبل العاصم )
فيطلق صرخته بوجه هذا السجّان الصّدئ الاغلال :
(فهل أقول الكفر حين أقول أنت المعنى لروحي
فهل أقول الكفر حين أقول أنت المعنى لروحي
هل........؟؟؟؟؟
وهل أنت قمر الله في ليلي ...!!!)
معلناً ان ذاته المتحررة من واقعه المنكفئ على الماضي ، هي معناه الحقيقي ، وهي من
تضيء روحه في دامس ليالي غربته الوجودية
والاستفهام هنا / هل اقول ، هل انت : خرج عن معناه الحقيقي الى المجازي ، الاول
لإفادة النفي / ما اقول ، والثاني للاضراب / بل انت ( خلت الجملتان من علامة السؤال ؟ )
اما في ( هل ......... ؟؟؟؟؟) : فحافظ الاستفهام على حقيقة دلالته ، فالاشارة الايقونية
(..... ؟؟؟؟؟) هي دالة رمزية مدلولها اراد الشاعر ان يشرك القارئ في تقديره ،وهو
لايخرج عن كونه تلميحاً ( للآخر) الذي سيعتبر ان الشاعر قد قال كفراً، فهذا الاخر قد نصّب
نفسه ناطقاً بإسم الله ، محتكراً لقدسيته ،وتكرار علامة السؤال / ؟ ،هو بقصد التأكيد على
اعتراض الشاعر على زيف مايدعيه ذلك الآخر
وبهذا تكون عتبة النص ( هل وبقية التكوين ) قد مثلت مفتاحاً دلالياً ساعد على الولوج الآمن
الى بعض منعرجات النص المفصلية وتفكيك اشاراتها :
هل : يفيد نوعَي الاستفهام الحقيقي ( التصديقي حصراً ) والمجازي
بقية التكوين : تشكُّل الوجود / وهو هنا وجود الذات ، والشاعر بسبب ( التزامه الديني ) سبق
مفردة / التكوين ـ بكلمة / بقية ، بمعنى انه يشير الى ان الله هو المكوِّن الاول لكينونته ، وما
ذهب هو الا الى تصوّر / الخلق الشعوري ، لبقية ذلك التكوين / ذاته الحرة
............. تحياتي

العدد الثالث لسنة 2018 دراسة موجزة لنص الشاعر والناقد عباس باني ((هل وبقية التكوين))


 العدد الثالث لسنة 2018

دراسة موجزة لنص الشاعر والناقد عباس باني
 
((هل وبقية التكوين))




****************
أرفع كفوف الماء
أناشد غرقي
أرسم دوائر الضوء داخل روح النهر
هنا مرت روحا قبل ألف ظل
هنا تبعثرت أرخبيلات التيه
عند مساء بلا شجر
الماء يتكسر بيدي
حين أرفعه إلى عطش جلجامش الذي عاد توا
ببطاقة الأوكسجين من رئة المجهول
قد غرق بالقطرة الأخيرة من تنفس القمر
فأين أول وجهي أجد وجهك
محفورا
في المدى
في الشجر
في المرايا
في دروب الضوء
في عيون الفراشات
في وجع أصابعي حين تبحث عنك في الفراغ
كأحجية لا يعرف طلاسمها إلا قلبي حين يرتد إليه بريد الشرايين
أنت وجه نهار يتغذى على مطر ذاكرة السماء
حين تأتين
يأتي النهار غاسلا صمت روحي
ويأتي الهواء عابرا قارات الاختناق
ويأتي نبيا جديدا في كفيك
وأتي أنا إلى أنا
لأستطيب من أفلاكك في مسارات روحي
وحين تأتين
أتي أنا أعزلا من جسدي إلا بعض مقاسات على قدر كفك
لأني تكونت من أضلاعك قبل خروج حواء من ضلع آدم
أنت طوفاني دون الجبل المعصوم
فهل أقول الكفر حين أقول أنت المعنى لروحي
فهل أقول الكفر حين أقول أنت المعنى لروحي
هل........؟؟؟؟؟
وهل أنت قمر الله في ليلي ...!!!
.............................
الدراسة
********
ازاحات بداعي الكشف عن عالم برئ، يراه ( من رؤيا ) الشاعر :
(( فأين أول وجهي أجد وجهك
محفورا
في المدى
في الشجر
في المرايا
في دروب الضوء
في عيون الفراشات))
عالم ينشده فيما وراء واقعه الماقبلي الحاضر،كما تؤكده هذه الصور المشفرة ، الحركية
للتدليل على استمرارية حضور تلك الماقبلية :
( أرفع كفوف الماء) :
ارفع / حاضرية زمانية + كفوف الماء / ماضوية مكانية ( الماء ماقبلي الوجود )
= واقع حالي ( الواقع الان ) ماقبلي
( أناشد غرقي) / (أرسم دوائر الضوء داخل روح النهر) :
كذلك بالنسبة لأناشد و ارسم + الغرق ،الضوء والماء ماقبلية= ذات الواقع اعلاه
( هنا مرت روحا قبل ألف ظل ) / ( هنا تبعثرت أرخبيلات التيه ):
هنا/ مكانية حاضرية + مرت،تبعثرت/ماضوية زمانية + قبل/ ظرفية ماضوية= النتيجة اعلاه
(عند مساء بلا شجر) / ( الماء يتكسر بيدي ):
مساء / ظرفية انطفائية ( انطفاء الزمن الحركي للحياة بدلالة رمزيتها ( الشجر ) المنفية
الماء / ماقبلي + يتكسر / حاضرية زمانية + بيدي / ظرفية مكانية حاضرية
جمع التفكيكين السالفين = حاضرية واقعية ماقبلية
(حين أرفعه إلى عطش جلجامش الذي عاد توا ) :
ارفع / حاضرية زمانية
جلجامش / ذاكرة جمعية + عاد / ماضوية زمانية + تواً / ظرفية حاضرية=
ذاكرة حاضرية
باستدعاء حاضرية ( ارفع) = ذاكرة جمعية ( الذاكرة ماقبلية بذاتها ) مؤكدة
( قد غرق بالقطرة الأخيرة من تنفس القمر )
غرق + الاخيرة + القمر/ اشارات متعلقة بجلجامش = سياقية ماقبلية
واقع يحاصر ذات الشاعر باللامعنى ،لاوجود :
( في وجع أصابعي حين تبحث عنك في الفراغ )
فهو واقع خالٍ عارٍ زمكانياً ، من أيِّ اثر لها ( فراغ )، مهما توالى البحث في احشائه
عن صدى او ظل لها ، فما من جدوى غير ألم الخيبة :
فأصابعه ، وهي اشارة الى ( آلية / وسيلة) الاستدلال والتعرف على كنه وماهية المحسوسات
المادية ، قد بلغت من الاعياء والتعب في رحلة بحثها ، حد الـ(وجع) / ازاحة دلالية عن قِدَم و
بحثه الرؤيوي عن ذاته ،التي جسمها ( شيّأها ) مادياً / عنكِ ، لتناسب السياق الدلالي لـ( اصابعي )
، ذات متقاطعة مع ماقبلية واقع آخروي ،لايعي سرّها ،فهي عنده مطلسمة ، :
( كأحجية لا يعرف طلاسمها إلا قلبي )
وسنقف على سر هذا التقاطع بينهما،بالتعرف عن المسكوت عنه في باقي عبارات النص ادناه
التي يرسم فيها الشاعر ملامح ذاته كما يتمناها في عالم رحيقي غارق بالنور والبراءة ،
وساشير باقتضاب الى ذلك المسكوت عنه امام كل عبارة :
( أنت وجه نهار يتغذى على مطر ذاكرة السماء) / الآخر أفول ينهل من جدب ذاكرة المكان/ الواقع
حين تأتين / حين ترحلين
يأتي النهار غاسلا صمت روحي / يحل الليل يعفّر صراخ استلابي
ويأتي الهواء عابرا قارات الاختناق / ويحل الاختناق
ويأتي نبيا جديدا في كفيك / ويحل داعي ضلالةٍ عتيد دونك
وأتي أنا إلى أنا / وارحل انا مني
لأستطيب من أفلاكك في مسارات روحي / لأتجرّع مُّرَّ غربتي
وحين تأتين / حين ترحلين
أتي أنا أعزلا من جسدي إلا بعض مقاسات على قدر كفك / ارحل حاملاً روحي اليك
لأني تكونت من أضلاعك قبل خروج حواء من ضلع آدم / فأنت سر وجودي قبل الوجود
أنت طوفاني دون الجبل المعصوم / الآخر فنائي
استدعاء المسكون عنه ابان بشاعة وجه ( الواقع / الآخروي ) السالب لمعنى ذاته ، المصادر
لرفيفها حرةً في مديات الانعتاق من قيود ماقبليته العتيدة .. المؤطرة بالمقدس بدلالة ( نبياً،
حواء ، آدم ، الطوفان ، الجبل العاصم )
فيطلق صرخته بوجه هذا السجّان الصّدئ الاغلال :
(فهل أقول الكفر حين أقول أنت المعنى لروحي
فهل أقول الكفر حين أقول أنت المعنى لروحي
هل........؟؟؟؟؟
وهل أنت قمر الله في ليلي ...!!!)
معلناً ان ذاته المتحررة من واقعه المنكفئ على الماضي ، هي معناه الحقيقي ، وهي من
تضيء روحه في دامس ليالي غربته الوجودية
والاستفهام هنا / هل اقول ، هل انت : خرج عن معناه الحقيقي الى المجازي ، الاول
لإفادة النفي / ما اقول ، والثاني للاضراب / بل انت ( خلت الجملتان من علامة السؤال ؟ )
اما في ( هل ......... ؟؟؟؟؟) : فحافظ الاستفهام على حقيقة دلالته ، فالاشارة الايقونية
(..... ؟؟؟؟؟) هي دالة رمزية مدلولها اراد الشاعر ان يشرك القارئ في تقديره ،وهو
لايخرج عن كونه تلميحاً ( للآخر) الذي سيعتبر ان الشاعر قد قال كفراً، فهذا الاخر قد نصّب
نفسه ناطقاً بإسم الله ، محتكراً لقدسيته ،وتكرار علامة السؤال / ؟ ،هو بقصد التأكيد على
اعتراض الشاعر على زيف مايدعيه ذلك الآخر
وبهذا تكون عتبة النص ( هل وبقية التكوين ) قد مثلت مفتاحاً دلالياً ساعد على الولوج الآمن
الى بعض منعرجات النص المفصلية وتفكيك اشاراتها :
هل : يفيد نوعَي الاستفهام الحقيقي ( التصديقي حصراً ) والمجازي
بقية التكوين : تشكُّل الوجود / وهو هنا وجود الذات ، والشاعر بسبب ( التزامه الديني ) سبق
مفردة / التكوين ـ بكلمة / بقية ، بمعنى انه يشير الى ان الله هو المكوِّن الاول لكينونته ، وما
ذهب هو الا الى تصوّر / الخلق الشعوري ، لبقية ذلك التكوين / ذاته الحرة
............. تحياتي

العدد الثالث لسنة 2018 استيقاظ مبكر عبد العزيز الحيدر



العدد الثالث لسنة 2018

استيقاظ مبكر

عبد العزيز الحيدر




 
يستفيق ألحمام على وقع تفتح البراعم
يقطر ألنحل عسلا
تستطير النسمة ...
ترفع أطراف الثوب الحرير
000
يقرأ ألحمام أغنية خضراء....
يفتح الشباك ذراعيه
يصفق الشجر
يتمطى الخشب النعسان
000
يلقي اللبلاب المتصاعد تحية الصباح
على الجدار المقشر أللون
000
أصوات الأكواب والملاعق
أغنية امتلاء الإبريق
تتصاعد من المطبخ
000
بعد دقائق يصدر البخار نشيده
يدغدغ آذان الصغار
يتقلبون في رغوة اللذة الأخيرة للأحلام
قبل أن يعج المنزل بزوار الصباح
000
ينطلق النحل
ويصرخ السمك في الشبكة

الاثنين، 2 أبريل 2018

العدد الثالث لسنة 2018 وليد الكعبة للشاعر حسن عيسى


 العدد الثالث لسنة 2018

وليد الكعبة

للشاعر حسن عيسى 



سالَ دَمْعي وَنَالَ مِنّي الرُّكُونُ
وَتَداعَتْ شَكائِمٌ وَحُصُونُ
 
كَمْ وَكَمْ أَغْراكَ الهَوى في كَمِينٍ
لٍَمْ يَفُزْ حِينَهَا الهَوى وَالكَمِينُ
 
مَا إِنْشِغالُ النُّفُوسِ إِلاّ سَبيلٌ
فَتَكُونُ الغاياتُ حَيْثُ يَكُونُ
 
فَشروعٌ على الطَّرِيقِ إِنْتِهَاجٌ
أَحُطَامٌ أَۤمِ المَجِيدُ قَرِينُ
 
لَمْ يَكُنْ نَهْجي في العَلاءِ خَتيلاً
أَوْ مُريباً تَسْعى إِلَيْهِ الظّنونُ
 
إِنَّما الدَّربُ كُلُّهُ مِنْ بَياضٍ
وَبنورِ الصَّباحِ عَزَّ الظَّنِينُ
 
وَالَّتي أَسَّرَتْ فُؤَادَ مَنِيعٍ
هِيَ جِنْسٌ مِنَ المِلوكِ مَصونُ
 
لَبَسَتْ تاجَ حُسْنِها بِسَلامٍ
قَد أَتى طَوْعاً وَالطَّبِيعُ أَمِينُ
 
لا قُصوراً في ما تُهِيبُ جَمالاً
وَلَها حُسْنُ وَجهِها وَشُؤونُ
 
وَلَها لَفتَةُ الرَّشا لَوْ تَلَوَّتْ
تَسْتَبيحُ العُقولَ مِنها الرَّزينُ
 
مِنْ لَطيفِ النَّزيقِ عَنْ حَرَكاتٍ
لَطُفَتْ كُلُّها وَما قَد يَهونُ
 
شَمَلَ الُّلطفَ-ما أَرى- سَكَناتٍ
فَأَتى بالبَهَاء ذاكَ السُّكونُ
 
لا كَلامٌ بحَضرَةِ الحُبِّ حَتّى
تَسْتَنيرُ الخِطابَ منّأ العيونُ
 
ما لِٗجَفْني لا يُطبِقُ الرَّمْشَ عَنها
أَلِجَذْبٍ تَصِيدُ مِنهُ الجُفونُ
 
بَدًّلَتْ صُحبَةَ الزَّمانَ بِعَيْشٍ
كانَ لِلْحُبِّ قُربَةًٌ وَفُتونُ
 
كُنْتُ قَبلاً أَخافُ كُلَّ مَساسٍ
صارَ خِلِّي مِنَ المسَاسِ الجنونُ
 
تِلكَ حالُ الَّذينَ بالعِسْقِ أَمسوا
لَيسوا إِلاّ مَصارِعٌ أَو طُعونُ
 
يَكْفي أَنَّ العَشيقَ مِنْ غَيرِ قَلْبٍ
واهِباً كُلَّ ما حَواهُ الضَّنِينُ
 
وَجِناسُ الوِدادِ كانَ عَديداً
وَلِكُلِّ الصِّنوفِ بانَتْ فُنونُ
 
وَوِدادي إِلى الوَصِيِّ تَناهى
ذَروَةَ الحُبِّ في الفُؤَادِ قَطينُ
 
ما يَقولُ المُحِبُّ عَنكَ جلاءً؟
وَجَميعُ الصِّفاتِ مِنكَ تُزينُ
 
كٗيفَ يَخفي النِّقابُ قُرصَ شَمسٍ
وَبها يَنجَلي الفَضا وَيَبينُ
 
يا وَليداً في كَعبَةِ اللهِ بِدءاً
وَخِتاماً على السِّجودِ سَكينُ
 
زادَها اللهُ رِفعَةً بانشِقاقٍ
صَدَّّعَتْ بابَها وَهَلَّ المَعِينُ 

 مُشْرِقٌ جٍَوفُها بنورِ عَليٍّ
قَد أَضاءَ الشِّعابَ نورٌ مُبينُ
 
في مُجِيرٍ يَحمي الحِمى بِسَلامٍ
هْوَ لِلْجودِ هالَةٌ وجَبينُ
 
شُرِّفَتْ إِنَّها نأَتْ بِمَكانٍ
قِبلَةٌ النَّاسِ في الرِّضاءِ يقينُ
 
لكِنِ المَولِدُ الشَّريفُ مَزيدٌ
لِشَريفِ المَكانِ مِنْهُ مَكِينُ
 
أَيُّها الهادي والإِمَامُ ملاذاً
يا قَسيمَ الجِنانِ جاءَ المَدينُ
 
قالَها سيّدُ الورى بِصَريحٍ
لِقَبيلٍ أَنتَ الكَقبلُ الضَّمينُ
 
كانَ مَثواكَ في الغَريِّ عَلاءً
بعَنانِ الزَّمانِ جازَ الدَّفِينُ
 
وَلوادي السَّلامِ عَطفُ اشْتياقٍ
أَبَداً يَسجِرُ الدُّعاءَ الحَنِينُ

العدد الثالث لسنة 2018 أرصفة الكرستال نيسان سليم رأفت


 العدد الثالث لسنة 2018

أرصفة الكرستال

نيسان سليم رأفت




غربة شوارع
وآثار على أرصفة كرستال
كنت أعلم بأن العالم
مربك ومرتبك
أودعني في جوف غور لا يسبر
ولفظني كما يلفظ البحر الغريق
لهذا ٠٠٠
لم أكتب الشعر بالقوافي
ولا باللفظ المنمق
جعلته حرا مثل أي روح
ضجت بصخبها
أتعكز به على كل جرح مدمى
ومن عويل القلوب النازفة
من نبضها المنزوع
حتى أدثره بأخر خيط من سراب الأمل التائه
في ردهات أزمنته العتيقة

يقال ٠٠٠
العمرِ واحد
هكذا أرثي أعوامي
أكتب نفسي بأسماء كثيرة
وأن أستبدلت الروح
فوجه الأيام لن يكتبني
يسبقني بصري إلى اللا شيء
تأخذني المنعطفات
بين علو وانحدار
أواصل الصعود كأني أصافح الغيم
يلف البياض تكويني
السماء والثلج ..والوجوه دماؤها صماء
تتعثرني الشوارع
مثل قطة
هنا وهناك
فوق تلك التلة
قرب نافذة
تحت قنطرة انتظار
أتلاطم بين خطاهم
لا أحد ينتبه لي
سوى إثاري المنغرزة على أرصفة الكرستال
لا وجهة لي
سعي بلا ملامح
أشبه بالوطن الذي
فشلت أن أكون ضمن حدوده

العدد الثلث لسنة 2018 حمرة نونيم إياد الخياط


العدد الثلث لسنة 2018

حمرة نونيم 


إياد الخياط



 
------
ثوري كالضباب على السماء اقتلي وسيمها ليعلو مدى الكبرياء فوق خاتمها ، ثوري لانك جميلة على قيثارة من رماد ، نونيم اطيعيني ربما اتلو شغفك مترددا ان اهوى جوعك و حرمانك على مقادير القبلة السمراء ، ما هذه الحمرة التي تضعينها على شفتك مقسمة الى الوان الطيف السبعة ، لكنها جميلة في باطني لكن الظاهر ينافق على الباطن بقهقهته البيضاء مقصوف بالسواد ، لو كنت يائسة فاحبيني كالشمع في مصباح مستعار من الجني القدير يا بلاسم لا اعرف محيطك اين متجه لانه خالي من القوانين المحدودة ، اصرفي عني غيابك ناوليني خدك لاقبله او اشوهه لان الجمال يقتلني يحعلني اغار كثيرا ، اتعلمين اني لا اتكلم عنك كثيرا ، يا غاليتي عشقت لبوة في مقهى الاسود تصارعنا حتى خسرت جسدي ، يا جذابتي عشقت فرسا على سفينة الاحصنة بارزتهم لكن حذوتهم ثقبت جسدي بالتوالي ، يا قديستي عشقت حرباء بين الافاعي بارزتهم فشل جسدي كثيرا ، يا مومسي اتخذتك مثالا للرطوبة لانهم نسفوني باعجوبة في قاموسي عشقت زوجات حيواناتي لكن الذي كنت أمله ان اعشق قبيحة حتى ؟ بارزتهم لكن المباراة أجلت ، جاء الوقت ثم أجلت ، مرت 70 عاما ثم أجلت مرت قرونا ثم أجلت ، دفنوني في قبر لا غطاء عليه ، هناك في قلب الملائكة عشقت حوريات عين كثيرة لكنهم رمتني الى الجهنم بعد توسلي أليهن ، ضعي مسافة يا حوريتي كنت انسانا الان حورية عين وحيدة لي ـ اتخذي لقبي على اسمك ، تزوجي بي سأعطيك ما تشتهيه من العنب و البرتقال و القبلات المخفية على قارورة سمراء لكن للأسف انت مجرد صورة مرسومة على صدري ، مهما كنت مومسا او ما زلت مومسا قابل بك حتى لو كنت صورة ، بعد الموت ظليت في الاعراف منتظرا ان اسرق رائحة النار لان الجنة غير مقسومة لي ، هيا ناديني ، توسطي لهم بان اتعفن محترفا ، ادفعي لهم رشوة او تعييننا او منصبا او اغري جسدك لهم لاتمكن من عبور زاوية مل عقلي منها ، اختاريني لاني مشتاق ان اتعفن محترقا بجسدك ، ارمي عيونك السوداء في معصمي لأتوسل لهم بان يحرقوني ، يا نونيم ناديهم ليلتقوا بي لأطربهم لحنا على جلسة شراب ربما يحتسون معي حجارة ملفوقة مني لينزعجوا و يثوروا و يرموني بجسدك لتعاقبيني على افعالي ، ربما وجهك في جسدي موجود لان الحياة مثلما قال افلاطون سابقا ، نونيم اسمك قد يكون في عقلي راقيا لانك بلا أسم ، ربما كان سعيدة او سميرة او جميلة او سعاد او صفاء او لطيفة ، هناك في عقلي قصائد كثيرة لك اولها لقباني زيديني عشقا زيديني يا احلى نوبات جنوني و عندي ثانية لملك الضليل قفا نبك من ذكرى حبيب و منزلي بسقط اللوى بيت الدخول فحومل و ثالثة للجواهري حييت سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا ام البساتين . هناك كثيرة في عقلي لكن يكفي ان تحشريني في نفق تحتها او فوقها فرائحتك بعيدة جدا تنسدل من النار الى الاعراف ، اتعرفين ان الصولجان محبوس سحره و ساحره يكذب على كوكبي كلما زاد هم الناس ألما زادهم ألما ، يا لبتني املك سحرا حقا لابني فندقا لي و لك . حين ولدت حتى كبرت هناك نملا يطلب سكرا بلا تعب الى كلب يعمل كثيرة لأجل معيشته هذا النمل سبب في بعدنا بسبب معاناته المقنعة قام يدجل بيننا و قام بتكسير عظامنا امام الملأ لانهم نمل يبقون نمل ، في العصر الجاهلي رسمت حبيبة منهم في قدمي اليسرى و ما بعده رسمن حبيية اخرى في قدمي اليمني و في الأموي رسمت اخرى في يدي اليسري و العباسي اخرى في يدي اليمني و المغولي اخرى على ظهري و العثماني اخرى على صدري و الصفوي اخرى داخل شعر رأسي ، في الحرب العالمية الاولى تقطعت اطرافي كلها ثم مررت خلال الحرب الثانية تناثرت حملتني ارواحها المرسومة رسمت على صدري نونيم ، لولا تمزقي و لولا تناثري و لولا احتراقي لكن معي في السراء و الضراء الى الأبد ، حروب ال 2000 الماضية اعطتني ذرات ثم خطفتها بسرعة قصوى ، ماذا اقول لحبيباتي انكن نونيم ، ما معنى نونيم ؟ كيف اختفت اسماءهن ، بنت الجاهلية حبيبة تسألني في المنام : اين صورتي و بنت بعدها ( سلمى تجرني منها و تسألني : اين صورتي ، و بنت الاموية ( بيداء ) تسألني نفس السؤال و بنت العباسية ( قمر ) اين صورتي ، و بنت المغولية ( سريتا ) اين صورتي و بنت العثمانية ( هازال ) اين صورتي و بنت الصفوية ( سميراش ) اين صورتي ، انوح اليهن لكن خيالا يغلق فمي باستمرار كلما اريد ان انوح يفتحه و يخفض صوتي الى الصمت ، انه خيال يتحكم بي يا حبيباتي يجعلني مكتوما لا اعطي اي قرار ، الحرب سيئة جعلتني معاقا اقدامي و يداي مختفية و راسي و ظهري و صدري صارا اسودا من شدة الحرق ، انتظر ان تحرقني تلك النار امامي

العدد الثالث لسنة 2018 قنديلُ الأزلْ د. عامر العيساوي



العدد الثالث لسنة 2018

قنديلُ الأزلْ 

د. عامر العيساوي



..................
.
كُلَّما ودَّعتُ ليلي بالقُبَلْ
....أشرَقَتْ شمْسٌ وبانتْ في المُقَلْ
ضَحِكَتْ والزهرُ أضحى باسمآ
........فرشفتُ الصُبْحَ عِطْرَآ لا يُمَلْ
كنتُ مأخوذآ وكانتْ ريشَتي
........تُبْدِعُ الألوانَ من سحرِ الغَزَلْ
شَفَتاها من عناقيدِ اللُّمى
.......وخدودُ الوردِ أحلى من عَسَلْ
وابتساماتِ الأقاحي ضوَأَتْ
......حينَ شفَّ الحبُّ في ليلِ القُبَلْ
فتركْتُ خلْفَ ظهري ما توارى
..............ورَميتُ كُلَّ ورد ٍقَدْ ذَبَلْ
فتَناهَتْ حينَ فرَّتْ أدمُعي
......وتركْتُ الظلَّ يبكي من خَجَلْ
هوَ ذا صمتي أنينٌ جاثِمٌ
.............وبقايا من زمانٍ قد أَفَلْ
سَرَقَ الرمشُ حروفي خلْسَةً
.......وفمي المقتولُ لم ينْطُقْ زَلَلْ
كانَ قلبي من بياضٍ في الدُجى
.........وسراجُ الروحِ قنديلُ الأزَلْ
مرَّتِ الغيماتُ فوقي لم تَسَلْ
..عن رِمالِ الروحِ في صيفِ الطَلَلْ
عن كَليمٍ لم يُبارِحْ مُهجَتي
........غرَّدَ الأشجان من فوقِ الأثَلْ
عن زوايا في إنتظارٍ مُوحشٍ
..........وبقايا من حضورٍ قد رَحَلْ
وهوانا فوقَ ظنٍّ قد نأى
.......وجثى في مُهْجَةٍ دونَ وَجَلٌ
لن يفيقَ الصبحُ في ليلِ الكرى
....أو يجفُّ الهمْسُ في ظلِّ الأسلْ
قُلْتُها ليسَ لأني ظاميءٌ
......وعيونُ الشمسِ تسقيني الأمَلْ
وشفاهي في المدى ممتدةٌ
.........صرخَةٌ للنورِ في ليلِ المُقَلْ
بل دعاني مُقْفِرٌ في صوتهِ
............وشَريدٌ لم يُخامرْهُ خَطَلْ
جفَّ وقتي في مكاني ذابِلآ
...........فتمنيتُ هطولآ في طَلَلْ
دورةُ الأيامِ كسلى والخُطى
.........مثلَ أنّاتِ الكناري في بَلَلْ
وجهتي لونَ المدى في صحْوَةٍ
..........تتوالى في رِحابٍ من أزلْ
أنتِ يانوارةَ الروحِ تعالَي
......واملأي الروحَ نهارآ من أَمَلْ
.
...............................
شعر : د.عامر العيساوي

العدد الثالث لسنة 2018 السُّفن التائِهة جمال العامري


العدد الثالث لسنة 2018

السُّفن التائِهة
 
جمال العامري





هُنا حيث النّهارُ مُلغّم بالضّجيج
شُخوصٍ مَزْجَةَ الأطوارِ
وحُبٍّ فقير يُحدِّقُ في قسماتي الضّامِرة
أمشي حذوِ نفسي
على مركبِ الليل المهموم
بخيلاء تُخالجني الرّهبة
تتناوشني وحشة المكان ،
أشقُّ عنان السماء
خائفاً من غُموضِ النّهارِ
وسطوة الجبابِرة ،
تسعة أعوام معروقة ،
سُلِخَتْ من عُمري
شيّعتني خارِج اسوار الزّمن
لم ألقَ فيها سِوى الألم ،
الأمل توارى ،
والغَبَشْ تكظّى خلف الغيوم ،
الليل مُعتكِر ،ومُعفّر بالسّواد
والقمر في السماء
يُهدي السُّفنِ التائهة ،
الخريف هو الآخر لم يزل
جاثِماً فوق صدرِ الرّبيع
يغتال مواريث الطّبيعة
ينحت الغيداء بأنيابِه الباتِرة ،
المسامات تُدغدِغ أشرعتي المُتأرجِحة
دمعي ينوب عن الأنواء
ممزوجاً بندى الورد
يرسم في وجنتيّ خريطة الوجد ،
ونجمة الصّبح كالبلادِ حائرة ،
الغيثُ عمّ كل البلاد
إلا بلادي لم تزل
عِند تخوم البراري
تُغيم في الشتاء
يضرِمُها الرّدى والعواصف
والأقاحي جاذِرَةْ
الأشجار السّامِقة تعرّتْ
وذوَتْ أوراقها الوارِفةِ
تحت سقعَ الصّقيع
وذُبِلتْ أزهارها الفاغِية
أرهقني التُّجوال في مِعراج الدُّروبِ
التائهة خلف جِدار العُمر البائس
أمضي في الغِيم
أُسبحُ كالأعمى
الذي يغزو الهواء بيديه
نحو مُستقبلٍ مجهول
غير آبه لعواء الذّئاب
والليالي القاتِرة
المسافات تنأى
وتأنى الإقتراب
يرتمي الأسى في حضني الأجَشْ
وفيه تستريح عبراتي
من بُؤس الرثاثةِ عابِرة
هؤلاء الكادِحين ،
يفترشون الأرض ،
ويلتحفون السماء
يتأوهون من وطئة الزمن الجديب
سقطوا على حافة الطّريق
لم يشفع لهم الموت
من اكمال تاريخهم ،
المُبلّل بالمعانآةِ ، والمجاعة ،
مُستسلِمين لتداعيات البرابِرة
………………..جمال العامري 05 / 05 /2015م

العدد الثالث لسنة 2018 طلل للشاعر معروف عمار


العدد الثالث لسنة 2018

طلل
 
للشاعر معروف عمار




طَلَلٌ بأرض العاشقين قَدِيمُ
كم كان يُقعِدُ في الهوَى ويُقِيمُ
...
لم تَبقَ إلا الذكرياتُ هنا وقد
جَفَّتْ كؤوسُ هَوًى وراحَ نَدِيمُ
...
لمّا مَرَرتُ عليه هاج بخافقِي
وَلَهٌ تَقادَمَ عهدُهُ مَكتومُ
...
فإذا الأمانِيُّ السوالفُ قد بَدَتْ
كالطيرِ تَخفِقُ في المَدَى وتَحُومُ
...
أزكت لظى التحنان بعد خبوته
فإذا الرماد المستكين جحيم
...
فعجبتُ ! كَيفَ - وفي الرُّفاتِ مَشاعِرِي
رَدَّتْ لأعظُمِها الحياةَ رُسُومُ ؟!
...
فَنَنُ الهوَى يهتزُّ بَعدَ سُكُونِهِ
ما هَبَّ للذكرَى عليه نَسِيمُ
...
جَلَّ الذي يُحيِي العِظامَ بأمرِه
ويُعِيدُ فيها الروحَ وهي رَمِيمُ
...
فطفقتُ أبحثُ في مُخَيِّلةِ الكَرَى
عَلِّي أُعاقِرُ طَيفَها فأهِيمُ
...
وأذوبُ في فَلَكِ الرُّؤَى ويَضُمُّنِي
بين المَجَرَّةِ والغُيومِ سَدِيمُ
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
معروف عمار

العدد الثالث لسنة 2018 لا وطنْ ! محمد الرفاعي



العدد الثالث لسنة 2018

لا وطنْ !

محمد الرفاعي



--------------
ورُوحي لمْ تَعُدْ خمْراً
ولا كأْساً لهُ شَرِبوا
وقَلْبي في لَواعِجهِ
ضَجيجٌ صَمْتُهُ عَجَبُ

وبي لَحْنٌ بِلا وَتَرٍ
وأنْغامٌ لَها طَرِبُوا

وأحْلامي مُسافِرةٌ
يُداعِبُ طَيْفَها تَعَبُ

أنا رُوحٌ بِلا جَسَدٍ
وغَيْثٌ مالَهُ سُحُبُ

وبي نَهَمٌ إلى فَجْرٍ
يُعانِقُ شَرْقَهُ غَرْبُ

أنا وطَنٌ بِلا وطَنٍ
وحَقِّي اليَومَ يُغتَصَبُ

غَرِيبٌ باتَ يَسْكنُهُ
لَقِيطٌ مالَهُ نَسَبُ

هُنا كانتْ حِكاياتي
هُنا ألْهُو وأنْتَحِبُ

ألَا أوَّاهُ ياعُمْراً
على الأوْجاعِ يَنْكبُّ

سَئِمْتُ اللّيْلَ أعْياني
سُكُونٌ كُلُّهُ شَغَبُ

وأيَّامٌ عَقيماتٌ
يُضِيءُ نَهارَها لَهَبُ

وداري لمْ تعُدْ سَكَناً
على جُدرانِها كَتبُوا

بِرَسْمِ البيْعِ مَنْ يشْري
دِياراً أهلُها عَرَبُ

محمّد الرّفاعي
23/3/2015

العدد الثالث لسنة 2018 ( الليل المفقود ) حيدر محمد خرنوب / العراق



العدد الثالث لسنة  2018

( الليل المفقود )
 
حيدر محمد خرنوب / العراق



،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كَأنَّ اليَّومَ بِلا مساءٍ
بِلا مَدِينَةِ وَهمٍ
بِلا أَفكَارٍ
تَأخُذُنَا الى الهَاويَةِ
ابتَدِعُ مَرفَأً لِي كَيفَ ذلك ؟
أَنَا للنُّجُومِ رَفِيقُ دَربٍ مُعَتَّق
مُذ اختَفَى عن اليَاسَمِين عِطرُهُ
مُذ لَعَنَت الآلهة انكِيدُو
فَيَا سَمَاءُ كَفكِفي رِداءَكِ
لِنُبصِرَ الوَهمَ الجميل
هذا السرابُ لِي
و مَا غَابَ عن الأبصَارِ لَستُ بحَاجَتِه
مَشَيتُ ثَلَاثِينَ و نَيفٍ فَوقَ القَمَرِ
لَمْ يَبقَ إلَّا رُؤيَاي
أتَسَكَّعُ مَعَها خَلفَ الجُّنُون
و نِصفُ قَدَحِ الأحلَامِ
يُرَاقُ افتِرَاءً وطغيَانا
قُلْ قَولَك و لا تَخشَى المَطَر
و اختَبِئ بَعدَها لَو شِئت
بَينَ صُخُورِ الذِّكرَيَاتِ الوَقِحَة
أو بَينَ أفخَاذِ فَنَاجِين القَهوَة
يَمُرَّ السِّربُ و الأيَّام كَبَعضِها
و الخَوفُ أشهَى ما نَأكُل
مَتَى يُحَلِّقُ الليلُ العَاطِفيّ
يَنشرُ مَوجَاتَهُ الدَافِئة
لِمَا فَسَدَ مِن القُلُوب
صَبرَاً أيُّها المَنفِيّ
لَنْ تَنَالَ الأفق البعيد
مَا دُمتَ حَيَّا
فَمُتْ كما مَاتَ الحَنِين
و مُتْ كأورَاقِ الخَرِيف
يا أيُّها الليلُ
أمَّا أَنَا فالعَيشُ لِي
هَاتِفاً مُنَادِيا
أَنَا مَنْ ظِلّهُ الفَرَاشَات
و لَيسَ تَثملُنِي الرِّوَاية
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

الأحد، 1 أبريل 2018

العدد الثالث لسنة 2018 الشعر وغزارة الثقافة والادب بقلم د. فالح الكـــيلا ني


العدد الثالث لسنة 2018

الشعر وغزارة الثقافة والادب
بقلم د. فالح الكـــيلا ني






بدأت بوادر النهضة الفنية في الشعر العربي الحديث في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، حيث بدات كشذرات خافتة لدى بعض الشعراء ا و ضئيلة الشأن وكأنها أصوات هامشية كما عند الشاعر ناصيف اليازجي الذي يقول :
دَعْ يومَ أمسِ وخُذْ في شأنِ يومِ غَدِ
واعدِدْ لِنفسِك فيهِ أفضَلَ العُدَدِ

واقنَعْ بِما قَسَمَ اللهُ الكريمُ ولا
تَبسُطْ يَديَـكَ لنَيلِ الرِّزقِ من أحَدِ

وولده ابراهيم اليازجي في قصيدته الوطنية الرائعة ومطلعها :
.
تَنَبَّهُـوا وَاسْتَفِيقُـوا أيُّهَا العَـرَبُ
فقد طَمَى الخَطْبُ حَتَّى غَاصَتِ الرُّكَبُ
.
فِيمَ التَّعَلُّـلُ بِالآمَـال تَخْدَعُـكُم
وَأَنْتُـمُ بَيْنَ رَاحَاتِ القََنَـا سُـــــلـبُ
.
اللهُ أَكْبَـرُ مَا هَـذَا المَنَـامُ فَقَـدْ
شَكَاكُمُ المَهْدُ وَاشْتَاقَتْـكُمُ التُّـرَبُ
.
ثم أخذ عود القصيدة يقوى ويشتد على ايد ي الشاعر محمود سامي البارودي ومن شعره رائعته و مطلعها :
.
أبابلَ رأي العين أم هذه مصـر ُ
فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ

وغيره من شعراء ذلك الزمن فجاءت مندفعة بجد نحو الرقي والاكتمال حتى اذا اكتملت خلال القرن العشرين ا ضحت متبلورة في اتجاهات شعرية مختلفة في نهضة ادبية شعرية قد حددت مذاهب الشعر العربي الحديث و تفوقاته ورصدت اتجاهاته - راجع موسوعتي (شعراء العربية )في مجلدها الثامن ( شعراء النهضة العربية ) - مستفيدة من التراث العالمي وخاصة الفكر الاوربي آخذةً منه ما يوائم القيم والتقاليد العربية الأصيلة سائرة في سمتها الاصيل نحو الافضل ودائرة في محورها و بالوقت نفسه ربما رافضة في بعضها مفهوم القصيدة الشعرية كعملية تأليف أو تنظيم كنظم القواعد او نظريات علمية بل فاتحة آفاقاً شعرية جديدة غير مسبوقة في تاريخ الشعر العربي مثل الشعر الحر الذي رسم الشعر وفق اوزان معينة هي نصف بحور اوزان عمود الشعر – و بما يسمى ب (ا لسطر الشعري) بشعر التفعيلة (الشعرالحر)او بالشعر الحديث او المعاصر التي أثبتت في نهايات القرن العشرين وبدايات هذا القرن حضورا متميزا في الساحة الشعرية العربية على الرغم من شدة المعارضة – من اصحاب عمود الشعر او الشعر التقليدي ( التقييدي ) ا و الذين شكّلوا دافعاً قويّاً لاستهداف التغيير والحط من قيمته ومكانته - غير عابهين بهم او غير مستمعين لهم - للتطور الزمني الرافض لهذه الحالة والسائر في مسيرة متقدمة نحو المستقبل بنزعاته وارهاصاته .ومن الشعرالحر تنشد الشاعرة نازك الملائكة :
.
أقبل الليل عليها فأفاقت مقلتاها

ومضت تستقبل الوادي بألحان أساها
ليت آفاقك تدري ما تغني شفتاها
آه ياليل وياليتك تدري ما منها
جنها الليل فأغرتها الدياجي والسكون
وتصباها جمال الصمت والصمت فتون
فنضت برد نهار لفّ مسراه الحنين
وسرت طيفاً حزيناً فإذا الكون حزين
ان الشعر الحديث صمد أمام تيارات الرفض هذه وبدأت هذه المعارضة الرافضة تضعف رويداً رويداً أمام رغبة الأغلبية في حتمية التغيير والتحديث وذلك لان الشعر عالمٌ يختلف كليا عن عالمنا المرئي فهو عالم ملئ بالسحر والجمال والطقوس والرمزية ( المعاصرة ) في بعض الاحيان بعيداً ومتجرداً تماماً من الامور المادية . راجع كتابي - ( الموجز في الشعر العربي )– الرمزية في الشعر المعاصر ج 4 صفحة\732 وما بعدها ).
اما الشعر الجيد فهو الكنز الثمين والوجه الحقيقي للواقع الإنساني ولطالما حلم الإنسان به منذ أقدم العصور بأ ن يكون شاعرا او يولد شاعرا لذا استطيع ان اقول ان الشعر حالة روحية او نفسية تكتنفها العاطفة الحقة و تتأ رجح بين التأمل والالهام والحدس فالانسان الحديث ربما كانت له حالة مركبة من المشاعر الرومانسية والألم الواقعي والرموز السيريالية والقلق الوجودي فهو غيّر الانسان العربي القديم الذي كان هائما في الصحراء ينشد الكلآ والماء ويتغنى بما يجيش في نفسه من مشاعر واحا سيس في حدود امكانيته وظروف طبيعته فالإنسان العربي الحديث ربما تعتريه حالة او مجموعة حالات متناقضة بما تمليه عليه نفسيته والواقع المعاش في الوقت الحاضر وتناقضات المجتمع الانساني المختلفة المحيطة به . يقول الشاعر ادونيس في سطوره الشعرية :
.
خَرَجَ الوردُ منْ حوضِه

لملاقاتها،
كانتِ الشمسُ عُريانةً
في الخريفِ، سِوَى خَيْطِ غيمٍ على خَصْرِها.
هكذا يُولَدُ الحبُّ
في القريةِ التي جئتُ مِنْها
.
والشاعر الحقيقي هو هذا الذي يرخي عنان قصائده لما يعتمل في نفسه بتأثيرات مجتمعية حادثة فتخرج عفوية حصيلة ثقافة انسانية ومشاعر مركبة ومعبرة عن طموحات نفسية الشاعر ومدى تأثيرها في الاخرين و ابداعات خلابة وطموحة . فالقصيدة الحالية تمثل كائنا حيا او هي أشبه بالكائن الحي حيث يمثل شكل القصيدة او بنيتها بجسده . ومضمونها بروحيته فهي تمثل الصدى الذي تنبلج منه اسرار روح الشاعر واراؤه ممتزجة بعواطفه واحاسيه .

ومن المفيد ان ا بين ان الشاعر الحديث المطبوع شاعر تتمثل فيه غزارة الثقافة في امتدادات عميقة وكأنه وارث الحضارات كلها ومطلع على ثقافات الامم المختلفة . لذا اصبح متمكنا من استخدام مفردات اللغة لتصوير افكاره وارائه وعواطفه وخلجات نفسه دون تاثير من خارج او امر من احد و يرتكز على فلسفة عميقة غنية تحصنه من القول الضحل الفاني اوالركيك الى القول العميق والرصين فهو اذن يمثل فيضا هادرا وتلقائيا للمشاعر النفسية القويَّةِ المنبثقة من اعماقه يَأْخذُ بها مِنْ العاطفة المتأملة المتجددة المنطلقة نحو الافضل متألقة متناغمة تنشد الحياة والانتشاء فيها والحب للانسان المثالي نحو الافضل والاسمى في توليده للافكار والابداعات الشعرية الجميلة ومحاولة خلقها من جديد .
تقول الشاعرة سعاد الصباح :

أنا امرأة لاتشابه أي امرأة
أنا البحر والشمس واللؤلؤة
مزاجي أن أتزوج سيفاً
وأن أتزوج مليون نخلة
وأن أتزوج مليون دجلة
مزاجي أن أتزوج يوماً
صهيل الخيول الجميلة
فكيف اقيم علاقة حب
إذا لم تُعَمّد بماء البطولة
.
اما اؤلا ئك المتشاعرون الذين يكتبون الشعر وما هو بشعر ويقولون انهم شعراء فسيلفظهم الزمن وتضمحل نتاجاتهم السقيمة ولو كثرت لانها بدت سقيمة ثم تتهاوى و تموت على قاعدة البقاء للاقوى وللنتاج الاسمى والشعرالاصلح .


اميرالبيــــــــــــــان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلـــــــد روز
**********************

العدد الثالث لسنة 2018 شعراء معاصرون من بلادي الشاعر ضمد كاظم وسمي تقديم / علاء الأديب




العدد الثالث لسنة  2018

شعراء معاصرون من بلادي

الشاعر ضمد كاظم وسمي

تقديم / علاء الأديب






 الأسم الصريح كما مذكور بالجنسية العراقية للشاعر: ضمد كاظم وسمي

الأسم الأدبي للشاعر: ضمد كاظم الوسمي

 مكان الولادة :المدينة مندلي المحافظة ديالى / العراق

تاريخ الولادة: اليوم رقما ........1... الشهر رقما ....7..... السنة رقما.............1954

 التحصيل الدراسي..بكالوريوس اقتصاد ..وسنة الحصول على الشهادة رقما 1980

عمل الشاعر الحالي: مدير قسم

 الحالة الزوجية للشاعر: متزوج  .. وعدد الأولاد  6

 العنوان الحالي للشاعر: بلد..العراق.. مدينة...بعقوبة...

 تاريخ بداية الشاعر مع الشعر: سنة رقما 1990

 أنواع الشعر الذي ينظمه الشاعر: قصيدة النثر سابقا والشعر العربي العمودي حاليا

 أنواع الفنون الكتابية الأخرى للشاعرغير الشعر.. القصة القصيرة .. النقد الادبي .. المقالة السياسية ..الدراسات الفكرية والفلسفية


 مؤلفات الشاعر وإصداراته الشعريّة: -
أ- أبابيل شوق- ديوان شعر عربي - اصدار مكتب زاكي - بغداد - باب المعظم تموز 2015
ب- كتاب طيف الاصيل - مجموعة شعرية - اصدار عن دار الصداقة للثقافة والنشر الالكتروني 2010
ج -  دوحة الحق - ديوان شعر عربي - مخطوط
د - جرح العراق - ديوان شعر عربي - مخطوط
هه- تعال نغنّي - ديوان شعر عربيمخطوط
و- صدى الربيع (مجموعة شعرية تصدر عن مجلة صدى الفصول - الكتاب الاول 2015 ) شارك فيه مجموعة من الشعراء وقد نشرت لي فيه ثلاث قصائد عمودية .


 مؤلفات الشاعر واصداراته الكتابيّة غير الشعر:
أ- كتاب اسرار المواهب / دراسات في النقد الادبي ، اصدار عن دار نشر كلمة في مصر 2010
ب- كتاب الفكر العربي ..وتحديات الحداثة ، اصدار عن دار نشر كلمة في مصر 2010
ج- كتاب النهضة الاوربية .. وقضية الحرية ، اصدار عن منتديات ليل الغربة 2009
د- كتاب عالم مشمش - مجموعة قصصية ، اصدار عن منتديات ليل الغربة 2009
هه- كتاب نقد السياسة الامريكية - احتلال العراق أنموذجا - اصدار عن منتديات ليل الغربة 2009
و- حرائق الضياع - مجموعة قصصية - مخطوط
ز- المقاربات .. في الدين والفلسفة والفكر والعلم والادب والفن - مخطوط
ح-  كتاب جماليات الادب والفن - مخطوط
ط- كتاب دراسات في الفكر المعاصر - مخطوط


 المدارس الشعرية أو الشعراء الذين تأثر بهم الشاعر في بداياتنه:

مدرسة الشعر العربي الكلاسيكية مع اطلاع لابأس به على مدارس التجديد في الشعر العربي ومدارس الحداثة الغربية ..وتأثر واضح بشعراء العربية قديما وحديثا مثل أصحاب المعلقات والمتنبي والكميت ودعبل الخزاعي وابي تمام والسيد الحميري والفرزدق وابي نؤاس وصفي الدين الحلي وعمر الخيام واحمد شوقي والجواهري والسياب وجورج جرداق وسلامة بولص وغيرهم كثير .



 ثلاث نماذج من أشعار الشاعر



أ- إعترف

إعْتَرِفْ لي يا حَبيبي واعْتَرِفْ
كُلَّ يومٍ أَلْفَ ذَنْبٍ تَقْتَرِفْ

كلَّ يومٍ جاءَني مَنْ يدَّعي
إنّكَ الرّامي سِهاماً في الْهَدَفْ

أنْتَ مَنْ يِزْرَعُ في دَرْبي الْأَذى
ويُزيلُ الْوَرْدَ مِنْ قَدٍّ هَيَفْ

وتُزيدُ الجُرْحَ داءً ودِماً
بعْدَما كُنْتَ الطّبيبَ الْمُحْتَرِفْ

يا حَبيبي لَمْ يَحِنْ جَمْرَ مِنى
وَالْأَضاحي بَينَ يائي والْأَلِفْ


يا حَبيبي لا تَقُلْ حُكْمَ الْقَضا
إِنَّما حُكْمُ الْحَبيبِ الْمُخْتَلِفْ

أَنْتَ حُلْمي رَغْمَ سَقْمي في الْكَرى
لا تَجِسْ نَبْضي فَقَلْبيْ يَرْتَجِفْ

أنْتَ في رَوضِ الْهَوى مُحْتَرِفٌ
وأَنا هاوٍ وَلا لَنْ أحْتَرِفْ

لا تَقُلْ كُلَّ جَميلٍ غَرَّني
لَسْتُ مَجْنوناً وَلا لَسْتَ خَرِفْ

ماسُ خَدَّيكَ يُنادي فاقَتي
أَتُراني جِئْتُ مِنْهُ أسْتَلِفْ

إنْ تَعَلَّلْتَ بِغِرْبانِ النَّوى
فَيَماماتي عَلى النَّهْرِ تَقِفْ

قَدْ أَنارَ الزَّهْرُ أَمْواجَ الْمُنى
وسَقى الشّاطيْ طُيوراً مِنْ شَغَفْ

كَمْ قَطَفْتُ الْوَرْدَ مِنْ ثَغْرٍ جَنيْ
وَمَضَغْتُ الْحُلْوَ مِنْ غُصْنٍ وَرَفْ

لَو مَحَوتَ اسْمي مِنَ الْقَلْبِ كَفى
باسْمِكَ الْفتّانِ قَلْبي قَدْ هَتَفْ

فَتَناسى مُبْتَدى ذاكَ الْجَفا
وَتَعالَ الْيَومَ نَحْكي في الْغُرَفْ

لِيَضوعَ الْعِطْرُ شوقاً ،فَغَداً
نُكْثِرُ اللَّومَ على مَنْ قَدْعَزَفْ

وَالْتَقَينا بَعْدَ أَعْوامِ النّوى
بَعْدَما الصّبُّ تَهاوى وانْجَرَفْ

وأَعَدْنا في اللِّقا ذِكْرى الصِّبا
وَبَكينا نَحْتَسي كَأْسَ الْأَسَفْ

وَتَبادَلْنا أَحاديثَ الْجَوى
فَتَنادَمْنا وَلكِنْ في السّدَفْ

في بَساتينِ النَّخيلِ الْمُنْتَقى
ما وَجَدْنا غَيرَ شَوكٍ وَسَعَفْ

رَعْدُ صَيفٍ ما سَقى مَزْرَعَتي
أينَ مائي وَسَرابي قَدْ نَشَفْ

يا سَميري عَزَّ غَيثُ الْمُلْتقى
وَانْتهى الطّوفانُ في جُبٍّ خَسَفْ



ب -رحماكَ ربّي
***********

رُحْماكَ ربّي قدْ هَمى الْمطَرُ
بكَتِ السّما فتَبَسّمَ الشّجَرُ

رُحْماكَ يا ربّي أنا وَجِعٌ
قلْبيْ ودمْعُ الْعَينِ ينْهَمِرُ

قَدَرٌ سَقاني غَيثُهُ فَرَحاً
أَمْ حاكَ لي أَكْفانِيَ الْقَدَرُ

عَجَباً لها نَفْسي تُسائِلُنِي
فرِحَتْ متى في أرْضِنا الْبَشَرُ

كيفَ الرِّمالُ تَصيرُ مِنْ مَطَرٍ
خَضْراءَ أو يزْهو بِها الزَّهَرُ

هذي الرِّمالُ على الرُّبى زَحَفَتْ
في كُلِّ سَهْلٍ راقَها وَطَرُ

ذَلَّ الْحِجا فالْقُدْسُ عانِيَةٌ
والْحاكِمُ الْعِبْرِيُّ مَنْ يَزِرُ

وسَقَتْ بِلادَ الرّافِدَينِ دِماً
سالَتْ على الشّاماتِ تَفْتَخِرُ

قدْ أمْطَرَتْ حِمَماً على يَمَنٍ
وتُريدُ أنْ ينْتابَها الْخَوَرُ

صارَتْ لها في مِصْرَ نابِتَةٌ
عجَبا وفيها الْعِلْمُ والْغُرَرُ

نَصَروا الْيهودَ هوىً أَما عَلِموا
لبنانُ صاغَ جَمالَهُ الْقَمَرُ

 هُمْ مِنْ حَضيضِ الْأرْضِ إذْ جُلِبوا
بِالنّاسِ والأعْراضِ قَدْ فَجَروا


قَتْلى وغَرْقى بينَ أَوبِئَةٍ
فتَكَتْ بِنا وَسِوى مَنِ انْتَحَروا

أَعَلِمْتُمُ فالْكلُّ يقْتُلُنا
ألنّفْطُ والصّحْراءُ والْفِكَرُ

والْغرْبُ والْحُكّامُ والزّعَما
والْجَهْلُ والتّكْفيرُ والْحَجَرُ

والسّيفُ والْأقْلامُ والْفُقَها
والْكُفْرُ والْعِبْريُّ والْبَحَرُ

والرّمْلُ والْأمْراضُ شاهِدَةٌ
واللّاعِبونَ بِنا ومَنْ غَدَروا

والْفاسِدونَ  قَوارِضُ الْفُقَرا
والدّاعِشيُّ ومَنْ لَهُ نَبَروا

في الْحَقِّ أنْ لا ينْقَضي عَجَبي
كيفَ اعْتَلَتْ بُلْدانَنا قَطَرُ

 تاللهِ ما هذي مُلوكَ هدىً
بالْكُفْرِ والتّكْفيرِ تنْتَصِرُ




 ج- بغداد  


بغداد والقرطاسُ والقلمُ
بغداد والأمجادُ والعَلَمُ

يازهوةَ الدنيا وهيبتَها
أنْتِ الْهدى والْعِلْمُ والكرَمُ

يا صفحةَ التاريخ ناصعةً
مدادُها تبْرٌ لها وشمُ

بغداد ياستَّ البلادِ بها
شوقاً يهيمُ العرْبُ والعجمُ

يابنتَ بابلَ الحضارةِ مِنْ
آثارِها تسْتلهمُ الأممُ

يا صنْوَ كوفان العروبةِ فيْ
أفيائِها أعلامُها نجموا

للدّينِ تيجانٌ فما جُعِلتْ
إلاّ لبغْدادَ الْعُلا هِمَمُ

بغدادُ يا هذي الدّنا طرُبتْ
مِنْ ألْفِ ليلةٍ لها نَسَمُ

كمْ شهرزادٌ حدّثتْ غبَشاً
وشهْريارُ باحهُ الْكلمُ

بغدادُ يا أمَّ النّهى شمخَتْ
علياءَ في عرْنينها شمَمُ

بغدادُ في عِلْمِ الكلامِ سمَتْ
مأمونُها بالعقلِ يعْتصِمُ

بغدادُ يا وهْجَ القبابِ جَلا
أكفّها   مبسوطةٌ  تسِمُ

*****

بغدادُ يا بغدادُ معْذرةً
فالدَهْرُ غَيْ والْحقّ مُهْتضَمُ

أيا عروسَ الشّرقِ كيفَ جَنَتْ
مسْعورةً تفْتضّكِ الرُّوَمُ

بغدادُ يا جُرْحاً أكابرَهُ
فهذهِ الأعْرابُ تنْتقِمُ

عويلُ كرْبلاءَ يرْمضنيْ
قدْ عادَ يا بغدادُ يرْتسِمُ

يا صيحةَ الْحوراءِ يا لوعةً
تبْكي لها الدّنْيا وتلْتدِمُ

بغدادُ ياهمّاً ينازعنيْ
في روعكِ الأغْرابُ تقْتحِمُ

بغدادُ لا ليلٌ يساكننيْ
ولا ضياءُ الشّمْسِ يبْتسِمُ

*****

ألْهونُ يا بغدادُ يكْلُمُنيْ
للْغيرِ قدْ زلّتْ بِنا قَدَمُ

لكنّما الألْبابَ فاكرَةٌ
في ثورةِ العشْرينَ تنْقسِمُ

قد جاءَنا (فرّقْ تسدْ) أرَباً
فتُنْكَأُ الْجِراحُ والألمُ

منْ قبْلُ منْ أهْليكِ ما عدَلوا
واليومَ بانَ الوِتْرُ ما ظلَموا

يكْفيكِ يا بغدادُ ما نزلَتْ
أرْباضَكِ الثّكْلى بها حِمَمُ

لو جادتِ الْأقدارُ في أمَلٍ
إخْضرّ سهْلٌ واسْتوتْ قِمَمُ

ليساكِ يا بغدادُ من عجَبٍ
لو شئْتِ شاءتْ أقْدرٌ بُهُمُ

لو شئْتِ تهْتزُّ الدّنا كِبَرا
وتُسْلمُ التّتارُ والْأفْرنْجُ تنْهزمُ

*****

آهٍ أيا بغدادُ يا حُلُماً
تصبو على شطآنها الحُلَمُ

واللَيلُ ينْدي شوقَهُ برَدٌ
يعدو الدّجى ويضْحكُ السّدَمُ

والصّبْحُ قدْ جاءتْ به غُرَرٌ
سكينةً للرّوحِ تنْسجمُ

نصْرُ العراقِ في تحرّرهِ
سبّابةٌ تُعْلى بها الهمَمُ

ثوبُ القديمِ باتَ مهْترئاً
رَوْحُ الجديدِ طافَ يسْتلمُ