بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 10 يوليو 2018

العدد الخامس لسنة 2018 سامحيني ئايلا ترجمة"هوشيار كمال عذاب شعر"كه زال ابراهيم خدر


 العدد الخامس لسنة 2018

سامحيني ئايلا

ترجمة"هوشيار كمال عذاب
 
شعر"كه زال ابراهيم خدر




1
سامحيني ئايلا
قادمة في بلابل الروح
لأزور يديك
قطرة بعد قطرة يفيضان بركة
أتيت لأغني للحياة
ساعتها يضؤق تقطر الحقد بل يزول
2
قادمة
لأقرأ سيف روحك
كونه سرابا ليس في فصله
يرفض رؤيا فجر الشمس
ليجهض حياة مسكينة
وضياء قلبينا جالسا يتفقد
3
أردت أن أجمع كل عطور الإنتظار
أهديه لذاك المكان
ذاك الذي تترك فيه ظلالك صباحا
وتجمعه وقت المساء
4
يعجيك أن تراق الدماءدوما
وسط ثلوج وجع الحياة
التي فيها أنفاسنا ولهيبها
ويملأهاالرماد
لاتجعل ورود الحدائق
فداء مستقبلك
5
سامحيني ئايلا
إذاشيدت من خشب
سلنية وشراعا وسط مرآة الذات
وسط فيض الجمال من هموم القلب
عن حزن البعد عن هم بعدك عني
لأقول لك
لماذا يسمى عندي بالعشق
ولماذا أنت تسميه
ولتعلم إن قاتلت وحاربت
كي أغني لك أغنية بيضاء
بين سواد بؤبؤ عينينك سواد الشعر
ليهدأ القلب
فاعلم هذه أشكال روحي
صامتة بوجه مرآة عمرك
ألملمها لنور الجنة
لتعرف أنت أنا الأنثى
حديقة وسهولا تفيض جمالا
زهرة لليل بنفسي
وقدراً للعطاء

ئايلا "هي إله الحب

العدد الخامس لستة 2018 [ عيّد لوحدكَ ] للشاعر كاظم مجبل الخطيب


العدد الخامس لستة 2018

[ عيّد لوحدكَ ]

للشاعر كاظم مجبل الخطيب

 

أمضيتَ عمركَ تبكي أنتَ من رحلوا
فمن سيبكيكَ لمّا أنتَ ترتحلُ
**
الى متى تطرق الابواب لا خبرٌ
ومن يجيبكَ لو ناديتَ يا أهَلُ
**
أما علمتَ بأهل الدار في سفرٍ
فما وقوفكَ إنْ أيقنتَ لن يصلوا
**
همْ غادروكَ ولم تلحقْ تودّعهمْ
فما قبلتَ وإنْ كذّبتَ ما قبلوا
**
مثل المساكين همْ أبقوكَ منكسراً
لكنّ عمركَ ما أبقوهُ إذ ْ حملوا
**
فيا لصبركَ لو بعضٌ على جبلٍ
لكان قد اشتكى من ثقلهِ الجبلُ
**
أيا غريباً أتاكَ العيد محتفلاً
قل لي بماذا وكيف الآن تحتفلُ
**
عيّدْ لوحدكَ كالمعتاد من زمنٍ
والبسْ من الحزن ما يبقيكَ تحتملُ
**

واشربْ من الهمّ كأساً وهيَ مكرهةٌ
كأنّ بالكأس ما أنقصتَ يكتملُ
**
بلى نسوكَ وعاشوا عمرهمْ رَغدَاً
فأيّ عذرٍ لهمْ تعطي لما فعلوا
**
دنياهمُ جنّةٌ ما كنتَ تدخلها
لكنّ دنياكَ فيها النار تشتعلُ
**
كأنّ للحبّ ديناً أنت تنهجهُ
والناس عندكَ في أديانهمْ جهلوا
**
ما زلتَ تزعمُ أنّ العدل حكمهمُ
إنْ قلتَ حقّاً لماذا فيكَ ما عدلوا
**
سقيتهمْ عذب ماء العين إذ ْ ظمئوا
حتى اذا احتجتَ ممّا عندهمْ بخلوا
**
فيا لجرحكَ إنْ هاجت مواجعهُ
وفي يديهمْ عميق الجرح يندملُ
**
لا يذكرونكَ مهما العيدُ ذكّرهمْ
كيما تصدّق ما أنكرتَ يا رجلُ
**
عيدٌ ومن قبلُ أعيادٌ مررتَ بها
لو كنت في البال عنكَ النجمَ همْ سألوا
**

أقتلْ هواهمْ لكي تحيا بدونهمُ
أليسَ هُمْ للهوى تدريهمُ قتلوا
**
قم واحفر القبر ماذا أنتَ منتظرٌ
إيّاكَ تذكرُ من في قبرهمْ نزلوا
**
زرهمْ كموتى اذا ما اشتقتَ رؤيتهمْ
وإن ْ سُئلتَ فقل أفناهم الأجلُ

العدد الخامس لسنة 2018 ( بركان الغربة ) حيدر محمد خرنوب / العراق


العدد الخامس لسنة 2018

( بركان الغربة )
 
حيدر محمد خرنوب / العراق

 


كن غريباً كدمعةٍ تخشى الهطول
كالنجمةِ الهاربةِ من أحضانِ المساء
لا تُشيِّد جدارًا حول الذكريات
اطلقها و دعها تنضج تلك الزهور
مِنْ أمسِكَ ، لا تضع فوق الذين رحلوا
خَبِّئ احلامكَ عن الخوف
انتزع جلد الهموم
الغارقون في قعر الرحيل قادمون
لعلهم بثيابٍ جديدة
الآهات نغمة المذنبين الفريدة
نصفُ الفراغ حبٌّ للذَّات
وما تبقَّى ، ذاتٌ ، في كوخ الأمنيات
البعض مَنْ زخرفَ الأخطاء
و أسَآلَ فوقها الألوان
ليكون عريس الحكايةِ ونجمها
و نَسِي أنَّ للذِّكرى مخالباً
و لحناً على وتر الدموع
أ أنتَ مَنْ أخفى هُويةِ الأقدار
لِتُنشِئ مالم يُنشِئهُ الليل
ربَّما أُعطي المفردات غير وجهتها
فأنَا الطريق المعبَّد للوصول
و هي كبرياء المسافات
لا تعطي للشَّمس أكثر من ضوئها
فَللقَمَرِ تاريخ من النور
مَرحى بما جاءت به الأيَّام
نبني من الهجرِ الصمود
و فسحة الخَجَلِ
انطوى على نفسهِ الشعور
و ذلك الرَّسم لم يغب طويلا
إنَّها الحدائق تفعل فعلها
فَكُن غريبًا كلَمعةِ البرق
تَموت قَبلَ قُبلَة المَطَر
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حيدر محمد خرنوب / العراق

العدد الخامس لسنة 2018 لك همس الياسمين للشاعر زهير شيخ تراب

العدد الخامس لسنة 2018

لك همس الياسمين

للشاعر زهير شيخ تراب
 

هل ينضب النبع إذما مده الودق
لا يجمع الشعرَ لا حبرٌ ولا ورقُ
 
ان القوافي اذاما رحت انسجها
طوعا تكدس في أعطافها الألق
 
اني لألجأ للاشعار تؤنسني
فيها دواء أذا ما انتابني الأرق
 
وحدي أرتّها همسا فتفضحني
نجوى البلابل تردادا بها نزق
 
في أذن من رقدت تغدوا فتذكرني
ياللحروف أذا ما ساقها سبق
 
كرمى لعينك نفح من خمائلها
من ياسمين لها يستخلص العبق
 
تلك القصائد ما قيلت بفاتنة
من قبلُ. مَن نظموا شعرا ومَن عشقوا
 
زهير سيخ تراب

العدد الخامس لسنة 2018 وارِجالااااااااااااااهْ للشاعر معروف عمّار


العدد الخامس لسنة 2018

وارِجالااااااااااااااهْ
 
 للشاعر معروف عمّار





تـَعَــدَّدَتِ الـمـسـائـلُ والقَضايا
ومـا لِـلـحَــلِّ قــد خَلـُصَتْ نَوايا

كـــلامٌ فـي كــلامٍ فـي كــلامٍ
وقــد حَـشَـدَ الـعدوُّ لنا السَّرايا


نُـقَـعْْـقِعُ في الهواءِ بدون طَحْنٍ
فـتَـضْـحَـكُ مِن حمـاقتنا الرَّحايا


ويَـقْــذِفُ غَـيـرَهم بالجهلِّ قَوْمٌ
وهُـمْ مِن كُـلِّ مَـعـرفَــةٍ عَـرايـا


شـبـابٌ راح يـصـطـحبُ التَّمَنِّي
وقــد أسَـرَتْ خـيــالَـهم الحَكايا


تُـراقِـصُــهُ الـقُـــدودُ إذا تَـثَـنَّـتْ
وتَـخْـلُـبُــهُ -إذا بـَـدَتِ- الـثَّـنـايـا


لـهــم شَـرَفٌ لِـهَـيْـبَـتِهِ أضاعوا
فـأمْـسَـوْا بـعــد مَرْكَبهم مَطايا


فـأمـرُ الـقــاصـــراتِ إلـى وَلِـيٍّ
وتَـلْــزَمُ غَـرْزَ سـيــدِهـا الرَّعايا


وتـَنْـظُـرُ في الـوجـوهِ إلى رجالٍ
وتـخـجـلُ مِن فِـعــالِـهمُ الصَّبايا


على نُصُبِ القِنانِ هُـمُ سُكارَى
وقــد أُخِــذَتْ حَـرائِـرُهـم سَبايا


سَـمِـيـنُ اللَّحـْـمِ تَـنْهَشُهُ كِلابٌ
وتـَنْـشَـغِـلُ الـضَّـيـاغِـمُ بالحَوايا


إذا وَشَـمَ الـصَّـغــارُ وجــوهَ قومٍ
فَـنــاجـِعَــةُ الـدَّواءِ هي المَنـايا

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
معروف عمار

العدد الخامس لسنة2018 بعني وطناً للشاعرة نهى عاصم


العدد الخامس لسنة2018 

بعني وطناً

للشاعرة نهى عاصم 




العيد فرحة!
هو كذلك
لكم ربما
ولكن ليس
لنا ..
فأنا ابنة فلسطين
العراق، سوريا
اليمن ، ليبيا
هجرت بلادي
نسيت شكل أبي
وعشش الحزن
بقلوبنا ..
كيف لي
أن أفرح ؟
كيف لي أن
ألعب ببالونا
مثل أولادكم
وأمي تبكي
ليلاً نهاراً
وتزرع الحنين
وتسقيه دمعاً
في دارناً..
كيف لي
أن أعود طفلة
سعيدة
بعدما صرت
عجوزاً بعمر
جدتي
ومساحة حزني
كمساحة أوطاننا ..
بعني وطناً
يا بائع البالونات
يعم السلام فيه
يعيد أبي إلينا
يعيد الفرح
والأمان
يعيد الزيتون
والرمان
يعيد المجد
لكم ولنا ..
بعني وطناً
بأحلامي البريئات
بآمالي العريضات
بذكرياتي الحزينات
بعني وطناً
نعود إليه
فترتفع ثانية
رؤوسنا ..

العدد الخامس لسنة 2018 سيدة المدار الأروع للشاعرة يسرى هزاع


العدد الخامس لسنة 2018

سيدة المدار الأروع

للشاعرة يسرى هزاع


في خافقي أنت الهوى كوني معي
بل رجفةٌ في القلب ِتخلبُ مسمعي

أنت الخواطر سحرها..ورفيفها
ميسي على أوتار عودي واسجعي

إني عزفتكِ للوجود قصيدةً
وسكبتُ لحني في وريدك فاسمعي

إني اجتبيتك نبضةً لقصيدتي
بوحي بسرك واصمدي لا تجزعي

دون النساء قد اصطفيتك نجمة
أخفيتها خوف النوى في أضلعي

يا واحة الإلهام صمتك قاتلي
وهواك في كل الشرائع منبعي

حطي على غصن الفؤاد حمامةً
بل نجمةً ليلا تهدهد مخدعي

ينساب من شفة القوافي ضوؤها
دُرَاً على نحرِ الجمالِ الأرفَعِ

ياشمس حلمي في سماء سعادتي 
لاتذبحيني بالفراق الموجِعِ

سبعون أغنية أنا أنشدتها
لعيون سيدة المدار الأروع

العدد الخامس لسنة 2018 انكسارات الرجاء بقلم : رسول الحلو


العدد الخامس لسنة 2018

انكسارات الرجاء

بقلم : رسول الحلو





ينبعثُ الليل من فج عميق يثير بسكونه وارتيابه الخلجات تغويها اسراره الدفينة فتسترشد اقاصي التيه وتعوم في بحِار متمردة الامواج، مجذوذة يدُ النجاة وسحيقة ارض الخلاص، وهي في تردادها المؤلم لاتسكن فوارتها لتستجلي الغواش ولايطاوعها اعتياد القرائن في استسلامها لمسيرة الافلاك، يسرُّها اول الغبش وتباشير الاشراق لينفلق النهار عن صخب جديد تذوب فيه قليلاً حِدة المكابدات فما إن تذعن الشمس لسطوة الافق وتخرج النجوم من جحورها المظلمة فتنكفأ الخلجات الى مظانها الاول كمن يطارد السراب في سرابيل البوادي فلا تؤب إلا بانكسارات الرجاء.
رسول مهدي الحلو.
العراق
٢٠١٨/٦/٢٦

العدد الخامس لسنة 2018 (( العبيد يشترون القيود )) للشاعر عبد الجبار الفيّاض


العدد الخامس لسنة 2018
 
(( العبيد يشترون القيود ))

 للشاعر عبد الجبار الفيّاض





مرايا مشروخة
لا تعكسُ ما شَوّهَ وجهَ الأرض . . .
أُحتقِنتْ أثداءُ السّماء
فما بغيرِها يندى جَدْب . . .
الفضاءُ يصغُرُ بعينِ طيرٍ في مهبِّ ريح . . .
ضيّقةٌ هنا مساحةُ الغُفران
ليسَ كما عندَ عزيزِ مُقتدر !
لا تسعُ ما طاردتْهُ لعنةُ الفَراعنة . . .
كلُّ شئٍ
يسدُّهُ دمُ الشّرايينِ المقطوعة
ألَمُ اختناقِ الطّين
زفرةُ مصدورٍ تخترقُ صمتَ القبور . . .
لاتَ حينَ إصبعٍ يُعَضّ . . .
يتمنى قابيلُ لو استبدلَ رأسَهُ برأسِ غُراب !
. . . . .
قالَ واعظٌ
سَرقَ نعتاً فَضفاضاً من عَصرٍ غابر . . .
أيُّها المَلأ :
لا تجعلوا بينَهُ وبينَكم ومضةَ ريْبٍ
ما عندَهُ مُحصّنٌ بتعويذاتٍ لا يمرقُ منها إبليسُ عارياً . . .
ماءُ البحرِ براحةِ طفل . . .
الرّيحُ بالوناتُ عيدٍ ملوّنة . . .
لا يغلبُهُ بروتوغوراس في الوقوفِ على رأسِ إبرة . . .
يَجرُّ الزّمنَ بشعرةِ معاوية . . .
ليسَ هُبلُ وحدُهُ يطوفُ العُريُ حولَه !
. . . . .
لكم ألاّ تكسروا نَعَمَاً بوجهِ هذا الرّجل
فقدْ اتبعَ الغيمُ خُطاه . . .
ألا تروْنَ في جبهتهِ الأنهارَ
حقولَ القمْح
كُلَّ ما تحملُهُ إشجارٌ من ثمار ؟
تحتَ قدميهِ ما غصّتْ بهِ سفائنُ سُندباد . . .
للأرقامِ وجوهٌ شاحبةٌ يَعرفُها
وأُخرى
يلعقُ ماعونَها خرّاص أجوف . . .
ذاك ما علّمَهُ سيدُهُ الذي لم يَرَهُ إلآ عصا !
لا يسألُ الحمارُ عَمَنْ يمتطيه . . .
. . . . .
عاصفةُ الفنجان
انتهتْ . . .
شرِبَ الغرباءُ القهوة
زبداً حيثُ لا نفعَ لفم . . .
فقدتِ الشّمسُ قرصَها بمستنقعٍ الأقزام المحروسِ بهم . . .
القمرُ بثوبِ محاقِهِ المسروق . . .
موجٌ في صحراءٍ عقيم
السّفنُ الورقيّة
تعودُ محمّلةً بعصفٍ مأكول . . .
دعاءٌ مبتور
ما خرجَ من شرخِ باب
لطّخوا كلَّ الجُدرانِ بالحنّاء . . .
إنّهم يرقّعونَ الماءَ بقِطَعٍ من فلّين !
. . . . .
النّومُ
أرخصَ القيود . . .
لا شأنَ لكم بجماجمِكم
فهي أعشاشٌ لبيضٍ فاسد . . .
اعرضوا حناجرَكم للبيْع
فهذا موسمُ الثُغاء . . .
فُتاتُ الكلماتِ السّاقطة
وجباتٌ لا تُكلّفُ عملةً سوى الإنحناء . . .
لِيعْلُ رؤسَكم غبارُ رقصةِ أرجلٍ
تعلّمتْ فنَّ التّصفيقِ المستورَدِ أيضاً . . .
اغسلوا ثيابَكم بماءِ حزيران
فمازالتْ بقعُ النّكسةٍ تتقارَبُ لتكونَ لونَ حِداد !
. . . . .
الأشباحُ لاتحرثُ الأرضَ اليَباب
ما وراءَ ما وراء ؟
وأيٌّ
ماذا لو أبصرَ أوديبُ طيبةَ من جَديد ؟
لقيَ المعرّيُ أباه ؟
جيءَ بناقةِ صالح ؟
ما تجنيهِ عيونُ الانتظار ؟
وأمامَها راياتُ السَفَهِ المَطليِّ بسخامِ الإلتواء . . .
لم تنتهِ بعدُ مسرحيّةُ التّابعِ والمتبوع . . .
لا قميصَ يردُّ بَصراً . . .
عصا تشقُّ بحراً . . .
لا زيتَ في مصباحِ علاءِ الدّين . . .
هل يفورُ التّنورُ من جديد ؟
أبوابُ الجّبالِ مُغلقة !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
عشاء سومري / حزيران / 2018

العدد الخامس لسنة 2018 موسوعة شعراء العربية..المجلد التاسع - الجزء الثاني شعراء العصرالحديث ( الشاعر يوسف عز الدين السامرائي ) بقلم د فالح الكيلاني


العدد الخامس لسنة  2018

موسوعة شعراء العربية..المجلد التاسع - الجزء الثاني
 
شعراء العصرالحديث

( الشاعر يوسف عز الدين السامرائي )

بقلم د فالح الكيلاني




هو يوسف بن عزالدين بن السيد أحمد بن عبد الرزاق السامرائي البعقوبي كان ابوه ضابطا في الجيش العثماني، وشارك في معارك الجيش في الاناضول وقفقاسيا وغيرها من الحروب التي خاضتها الدولة العثمانية ضد اعدائها وفي الحرب العالمية الاولى حتى اذا انتهت الحرب التي استمرت اربع سنوات عام \1918 بهزيمة الدولة العثمانية، عاد والده مع من عاد من الضباط العراقيين والعرب إلى بلادهم.
عُرف ابوه بالكرم والاباء والاخلاق الحميدة، وكان يطلق عليه لقب (السيد ) لانه من عائلة كانت تسكن مدينة سامراء،وكان لها سدانة الروضتين ( علي الهادي والحسن العسكري) و يرجع نسبه الى الامام (علي بن ابي طالب )رضي الله عنه وارضاه . الا ان والده انتقل من مدينة (سامراء ) بعد نشوب معركة دامية شرسة بين عائلته واقاربه لم تنتهي الا بعد تجهيز داود باشا والي بغداد حملة عسكرية لفض النزاع بينهم وحقن دماء الاخوة وابناء العمومة ومعاقبة المسيئين فتفرقت الاسرة في انحاء شتى من العراق والدول المجاورة وحتى البلاد البعيدة مثل مدينة (راجات) في الهند، وسكن آخرون منهم ( إيران ) وكان نصيب والده السكن في مدينة ( بعقوبة ).
ولد الشاعر يوسف عز الدين في مدينة ( بعقوبة ) مركز محافظة ديالى سنة \ 1922ميلادية .

اتم يوسف عز الدين دراسته الابتدائية والمتوسطة متنقلا بين المقدادية وبعقوبة . ثم انتقل الى (بغداد ) للدراسة في دار المعلمين الابتدائية وتخرج منها معلما .ثم انتقل الى ( مصر) سنة\ 1946 للدراسة في كلية الاداب بجامعة ( الاسكندرية ) فحاز على شهادة الليسانس بشرف اوالماجستير بشرف. ثم عاد الى (بغداد) فعين مدرسا في المدارس الثانوية في تشرين الاول عام\ 1951 ثم حصل على اجازة دراسية فانتقل الى ( لندن ) ودرس فيها . وتتلمذ على يد المستشرق (الفرد كيوم ) ونال الدكتوراه في الاداب عام\ 1957.
بدأ يوسف عزالدين حياته العملية والثقافية حيث عين معلما في مدرسة قرية ( امام عسكر) احدى قرى ناحية ( بلدروز ) التابعة لمحافظة ديالى والتي تبعد عن مركز الناحية عشرة كيلومترات ثم انتقل الى بغداد ليكون مدرسا بين الأربعينيات والخمسينيات ثم اصبح استاذا في جامعة بغداد بين الاعوام (1957 - 1978)، ثم انتقل الى دول الخليج ليكون عميدا للدراسات العليا في جامعات الإمارات والرياض والطائف خلال السنوات (1979- 2001).

وقد عمل مدرسا ومحاضرا ايضا في معهد الدراسات العليا في الجامعة العربية خلال ستينيات القرن الماضي . وبذلك يكون قد أمضى زهاء سبعة عقود في مجال التربية والتعليم والثقافة.
ساهم الاستاذ يوسف عزالدين في بناء صروح ثقافية وأدبية إلى جانب عمله التعليمي والجامعي، منها:
انشاء المكتبة العامة في مركز مدينة (بعقوبة) خلال عمله في التعليم الابتدائي؛
ساهم في انشاء جمعية الكتّاب والمؤلفين العراقيين
ساهم في انشاء مجلة ( الكتاب) – تلك المجلة التي كانت تصدر عن جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين
انشاء مجلة الأقلام الثقافية التي ضمت إلى اصدارات وزارة الثقافة العراقية
اشرف على ادارة وتنظيم أعمال المجمع العلمي العراقي خلال فترة الستينيات والسبعينيات حيث كان سكرتيرا للمجمع العلمي العراقي ثم أمينا عاما له من بعده وبقي امينا عاما للمجمع العلمي العراقي حتى مغادرته العراق سنة \ 1978 .

وهذا ما يؤكد دوره الفاعل في تطورحركة الثقافة العراقية خلال فترة وجوده في العراق بما في ذلك مشاركته الفاعلة في المهرجانات والندوات والمؤتمرات الثقافية والفعاليات الثقافية والعلمية عربيا وعالميا. وقد تعرفت عليه في سنة \1966 عندما كان رئيسا لجمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين فكان يرسل لي نسخا من مجلة الكتاب كل عدد في حينه ولازلت احتفظ ببعض الاعداد التي ارسلها لي في مكتبتي الخاصة .
كان عضوا عاملا في مجمع اللغة العربية في القاهرة لم ينقطع عن الحضور الفاعل لدورة من دوراته حتى مرضه الأخير. ورغم انشغالاته وتراكم أعبائه الصحية والعائلية يحرص على اعداد عدد من البحوث سنويا للمشاركة في جلسات مجمع اللغة العربية وكان يتمتع بمحبة وتقدير أعضاء المجمع والمجتمع الثقافي المصري والصحافة المصرية. وكانت له مواقف وآراء واضحة في موضوعات الساعة كالحداثة وتجديد اللغة العربية، والمفردات الدخيلة في اللغة العربية على صعيد الاعلام والشارع. وإلى جانب عمله في المجمع العلمي العراقي او ما تسمى ( دار الحكمة ) ودوره في مجمع اللغة العربية في القاهرة، فقد كان عضوا في مجامع اللغة والترجمة في دمشق والقاهرة ودلهي وجمعيات الأدب المقارن في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة وغيرها.
شغف يوسف عزالدين بالشعر منذ نعومة أظفاره وكان ينشر شعره في الصحافة الأهلية منذ الثلاثينيات بأسماء مستعارة، منها (سمير الريف)، كما كان يعدّ رسائل ثقافية عن أخبار النشاطات الأدبية في مدينته ( بعقوبة ) ويرسلها الى الصحف والمجلات في بغداد. وتهيمن العاطفة الوجدانية والإنسانية في شعره المبكر خلال عمله ( معلما) في قرية (أمام عسكر) التابعة لناحية ( بلدروز ) في ديالى كتب مسرحية شعرية بعنوان (الفلاح) شخص فيها معاناة ومكابدات الفلاحين في المجتمع العراقي وما تتعرض له من جور اجتماعي واقتصادي على أيدي الاقطاع، كما كتب مسرحية أخرى عن المرأة، وهي تكشف اهتماماته الاجتماعية وتأثره بالأفكار الاشتراكية في وقت مبكر حيث تعد من آثار الكتب والاصدارات التي كان يتبادلها مع زميله (يوسف عبد المسيح ثروت) . ومعظم شعره وكتاباته في هذه الفترة قد تعرضت للضياع، سواء منها المنشور في الصحافة بأسماء مستعارة، أو ما دفن تحت الأرض وتلف في أعقاب الاحتلال الثاني للعراق عقب حركة مايس \1941 الوطنية. ومن شعره في هذه الفترة يقول:
ليته جاء بكورا ومع الفجر الحبيب
وأنا فوق سرير الفل من نسج حبيبي
مخمليِّ الدفء ما أجمله دفء القلوب!!
ونوافيريَ جذلى بين كأس وحبيب
كنت قارورة أشواقٍ وإلهام وطيب
كنت للحب مروجا عطرت كل الدروب
وفي عام 1942 التحق يوسف عزالدين بجامعة (الإسكندرية) بمصر للحصول على ليسانس الآداب ثم إجازة الماجستير. وهنا في (مصر) تبدأ مرحلة جديدة في حياته الأدبية والثقافية. وفي عام 1950 اصدر مجموعته الشعرية الأولى بعنوان (في ضمير الزمن) ثم اصدر مجموعته الثانية بعنوان ( ألحان ) عام \1953 ومعظمها كان من شعره الذي نظمه في مصر.
يوسف عز الدين أديب ومفكر عربي وعلم من أعلام العراق والعرب المحدثين . انجب من زوجته السيدة خيرية رشيد الصابري اربعة اولاد : الدكتور ( اسل ) طبيب جراح واستاذ جامعي والدكتور( موئل) استاذ في الشريعة قي جامعة ويلز وقطر والدكتور( سعد ) خبير في الجيولوجيا و( ندى ) محاضرة في الادارة. وقد توفيت زوجته خيرية رشيد الصابري بتاريخ 21 نيسان 2001 .
وفي سيرته الشعرية نلاحظ مراحل عديدة في حياته :
ا ولها مرحلة ما قبل عام\ 1941 (ومعظم شعره غير مجموع)
،لكنه في سنواته الأخيرة حاول أن يجدد مسودة مسرحياته الشعرية المبكرة (الفلاح) و( ثلاث عذارى) لاعادة النظر فيها ونشرها.

اما المرحلة الاخرى المرحلة المصرية تمثل الفترة التي قضاها في مصر من عام (1942- 1953) ومدتها احد عشر عاما فقد جمع شعره فيها واصدره في دواوين مع العلم ان شعره في هذه الفترة منشور في الصحافة المصرية.
اما المرحلة الثالثة فهي المرحلة التي عقبت عودته إلى بغداد حيث تغلب النزعة الاكاديمية البحثية والفكرية على شخصيته الأدبية وتنعكس على شعره وقد جمعها ونشرها في دواوينه (لهاث الحياة) عام / 1960و(من رحلة الحياة)عام / 1969 ، و (همسات حب مطوية) عام (1988).
اما المرحلة الاخيرة فهي مرحلة الغربة وتشمل شعره الذي نظمه خارج العراق في عام\1978 وما بعده وتتوزع بين السعودية ومصر والمملكة المتحدة، ويشيع الحنين والألم ومكابدات الغربة والفراق في شعر هذه الفترة ، ويمكننا اعتبار دواوينه ( لماذا يا بغداد ) و( هكذا يا بغداد )تعبر عنها افضل تعبير. وتمثلت هذه المرحلة بنظمه قصائد مطولة صدرت مستقلة منها: (أوجاع شاعر)عام / 1991و(شرب الملح) عام / 1992، و(النغم الحائر) عام/ 1993، واخيرا(رجع الصدى) عام/ 1994.

توفي الشاعر يوسف عز الدين في بريطانيا في التاسع من شهر نيسان ( ابريل) سنة \ 2013حيث كان مقيما في مقاطعة ( ويلز ) بالمملكة المتحدة عن عمر ناهزاحدي وتسعين سنة في مدينة (كارماذن ) ودفن في مقبرة المسلمين في مدينة ( سوانزي).
اما مؤلفاته فهي كثيرة اهمها مايلي :
ا - دواوينه الشعرية :
1- في ضمير الزمن
2- أ لحـــان
3- لهاث الحياة
4- من رحلة الحياة
5- همسات حبّ مطوية
6- صدى الطائف
7- شرب الملح
8- النغم الحائر
9- أيام ضاعت
10- أوجاع شاعر
11- ليس يدري مصيره
12- رجع الصدى
13- وفاء الحسان مسرحية شعرية
14حنين الهمس
15-هكذا يا بغــداد!
ب- اما في مجال النثر فاشير الى اهمها :
1- قلب على سفر رواية
2- ثلاث عذارى مجموعة قصص قصيرة
3- النورس المهاجر رواية ا
4- إلى الديار الممنوعة (الصين والاتحاد السوفيتي)
5- حلو الذكريات ومرّها ( قصة حياته)
6-الشعر العراقي الحديث واثر التيارات السياسية والاجتماعية
7- بين الحداثة والمحافظة،
8-اثر الادب العربي في مسرى الادب الغربي،
9-الشعر العراقي خصائصه واهدافه في القرن التاسع عشر،
10- خيري الهنداوي حياته وشعره،
11- الرواية في العراق تطورها واثر الفكر فيها،
12- داود باشا ونهاية المماليك في العراق
13- الاشتراكية والقومية واثرهما في الادب الحديث،
14-شعراء العراق في القرن العشرين
،15- في الادب العربي الحديث بحوث ومقالات نقدية،
16- فهمي المدرس من رواد الفكر الحديث.
17-المشاكل الاجتماعية في العراق وتأثيرها في الشعر
18-النساء وتاثيرهن في الحياة والشعر العراقي
19-الشعر والمجتمع العراقي
20-الشعر الحديث في العراق
21- وعادت الذكرى بغرائبها وطرائفه

نظم الشعر بكل فنونه واغراضه وكتب القصص والبحوث الادبية.
وقال عن نفسه انه تأثر بشعراء وادباء كثيرين، منهم الجاحظ وابن هانئ الاندلسي والمتنبي والرصافي والصافي النجفي والشبيبي وشوقي والبارودي.

وقال عن نفسه ايضا :
( انا احب الناس، وما دخل قلبي بغض لأحد منهم لايماني بان الحب يغير كثيرا من النفوس الخيرة التي غيرتها المصاعب).

ترك وطنه الذي احبه وخدمه اكثر عمره وغنى له اجمل الالحان واعذبها وسكن الغربة فتجرع كأس المرارة والأسى، يقول :
قلت: لا تذهبي حبيبة روحي
ودعينا نحسو الكؤوس سويا
ودعيني أشكوك آلام قلبي
وحياتي وكل شيء لديا
كل أفراح صبوتي وهناها
وشبابي وما غدا مخفيا
قلت: أنت الحياة تسفح عطرا
وتغنت بكل لحن حبيبِ
فدعيني أُذيب أسرار روحي
بلحوني وبالرفيق الطروب
كيف خلّفتني وأفسدت دنياي
وحلمي وزدت في تعذيبي
كيف خلَّفتني وحيداً
أداري بعدك المرَّ حائرا ولهانا

قال عنه خضر عباس الصالحي:
( ان الدكتور يوسف عز الدين شاعر استوحى موضوعاته من صلب البيئة التي عاش فيها، وعكس تجارب الحياة في شعره، ذلك الشعر المفعم باصالة الفن من حيث مضمونه، وصوره الجمالية وتدفق حرارة الحياة في شرايينه. تسمو فيه الافكار الخيرة والمعاني السامية والاحاسيس الجميلة)
وقال عنه الدكتور داود سلوم:
( ان اسلوب يوسف عز الدين يتميز بقوته وشدة الفاظه وتركيبه مما يترك اثرا في نفس القارئ. انه خال من روح الطراوة التي تسود اثار العصر. لكنه لا يلوم الشاعر اخذا في الحساب المستمر الادب العربي القديم واتصاله الدائم بالمكتبة العربية بحكم عمله وواجب الدراسة) .

قال عنه الدكتور عبد الله العبادي:
( إن ريادة يوسف عز الدين لم تقتصر على الابداع في التأليف والرأي والمنهج، بل تعدتها الى ريادته في المساهمة اللغوية الحديثة في مجامع اللغة )
واختم بحثي بهذه الابيات من قصيدته (شرب الملح ):
ربة الشعر، هل علمت بحب
بين هجر تشنقينه ويقرب؟

والعشيات رخمت صوت وجد
همسات النجوم من كل درب

اترى يوقد الحنين رواء؟
من اتون الجراح ينزف قلبي

ليت شعري، والرمل رمل بلادي
ومياهي بها تساغ لشرب

نزفت من جراحها موج هم
ترتوي من دماء اهلي وصحبي

شرب الملح كل عضو جريح
ايداوي بالملح جرح المحب؟

كم وضعنا من التفرق سما
لدغته اسنان افعى وذنب

شهداء النضال في كل ساح
رويت من دمائهم كل شعب

وتغنت بهم ثغور المعالي
وزهت فيهم الماء بشهب

بدمانا نذود كل شنار،
بشباب ما هاب حمأة حرب

حرقوا ذلة الهوان بعزم،
مهروا في الخلود اصعب

.
اميرالبيــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الكيلاني
العراق- ديالى - بلد روز

العدد الخامس لسنة 2018 الوجع في قصيدة ( وجع العراق ) علاء الأديب قراءة : اياد الخياط


العدد الخامس لسنة 2018

الوجع في قصيدة ( وجع العراق ) علاء الأديب
 
قراءة : اياد الخياط
 




الشاعر حائر من اين يبدأ و الحديث عن العراق يحتاج الى رواية و فصول من الكتب كأنه لا يعرف ان يرسم ملامحه لو انه جمع كل اوجاعه وجع التعبير يتألم من الخيانة انه يعلي صوته ( اه ) قبل ذكر ( العراق ) انه يتوجع متصورا ان قصيدة له تحتاج الى ميزان من التعابير الموجوعة مستدلا ان الحروف لا تستقيم كرر الشاعر ( الوجع ) 4 مرات هذا يدل ان الشاعر يتالم على فراقه
حتى انه سب الدهر لانه يرى البلد مربوطا بالسلاسل و يشبه دموع قلبه بالدماء هذا يدل ان الشاعر يتألم متوجعا انه ضحى بنفسه من اجل ان يلبسه تاج يرفعه الى العلاء و يفتخر به و يعتقد ان هويتة مرتبطة به انه سيقتل فخره لو تلاشى يسب الذي يطمعون به مستشهدا بالبئر ، الشاعر مصاب بعلة لا يعرف من اين يبدأ و يرسم حكايته يظن انه مريض لانه غادر منه يعتذر مرتين على اعتذار كرامته و وجعه
الشاعر كرر ( العراق ) 3 مرات و الوجع ( 4 ) مرات و التضحية لاجله مجازا ( مرتان ) و ( من اين أبدا ) مرتان
هو حائر بين الفخر بالعراق والتضحية لأجله او الوجع منه.

العدد الخامس لسنة 2018 وهج الجغرافيا و التاريخ ..في رواية (مذكرات مجنون في مدن مجنونة) للروائي/ محمد صوالحة بقلم - محمد فتحي المقداد


العدد الخامس لسنة 2018

وهج الجغرافيا و التاريخ ..في رواية (مذكرات مجنون في مدن مجنونة)
 
للروائي/ محمد صوالحة

بقلم - محمد فتحي المقداد




الجغرافيا بوجود الإنسان فيها وعليها؛ ينتج عنهما تاريخ، فالتاريخ نتاج فعل الإنسان في الجغرافيا، فلا تاريخ بدون جغرافيا، والإنسان لايمكن أن يعيش إلّا في حيّز جغرافيّ ضئيل من هذا الكون، ولن تتجلّى ذكرياته الجميلة إلّا إذا اقترنت بالجغرافيا، ومن هنا تولدّت فكرة الأوطان، والتعلّق بهان والذّود عن حياضها، واكتسب المفهوم من الأدبيّات التي لا حصر لها، حتى استحقّ إراقة الدم من أجله، وأن الأرض تُعادل العِرْض الذي يستوجب الدفاع عنه من التدنيس.
من هنا من الممكن أن نتفهّم تبرير (محمد صوالحة) وَلَعهُ بالسّفر والتّرحال إلى أماكن مجنونة، أحبّ أن يكون فيها، ويترك هناك ذكرياته المجنونة.
ولماذا الجنون؟.
جاء الجنون بمفردتيْه وَسْمًا للعنوان، مرّة جاء بصيغة المُذكّر للبطل الرّحالة، وأخرى بصيغة المؤنث للمُدُن، ولعلّني أستشفُّ عبارة جاءت على لسان أبي يونس: (يا بنيّ الطريق طويلة، ولا يلزمنا مجانين، لأنّهم قد يُعطلوننا عن مسيرنا، ويقتلون الوقت بأشياء مجنونة).
وجاء الردّ من الأمّ: (وهل لذّة العيش إلّا للمجانين، ليتنا كلّنا نحمل ما يحمل -ابنها- من جنون، أبدًا لا يضيع منه الوقت إلّا في البحث والتأمّل، ومع ذلك فهو في مدرسته لا يُصنّف مع المُتفوّقين، لا ولا يقترب منهم، همّه الحصول على علامة النّجاح، ليُرضيني ويُرضي أباه "هيك خلقه ربّه، شو نسوّي إحنا").
في هذا المقطع أبان لنا الروائي محمد: أن الجنون ما هو إلّا البحث والتأمل في أشياء بعيدة عن منهاج المدرسة، وهو عنده أحد حالات الإبداع، فما بين العقل الإبداعي والنمطيّ إلّا خيط رهيف أقرب إلى حالة الجنون، وعلى هذا يكون الإبداع في أحد أوجهه جنون، لأنه خروج عن النمطيّ والمألوف لدى عامّة النّاس.
يجوز لنا كقرّاء أن نُصنّف كتاب (مذكرات مجنون في مدن مجنون) على أنّه جزء من أدب التّرحال، وهناك نماذج في الأدب العربي (ابن بطّوطة)، و(ابن جبير)، و(محمد أسد) في كتابه (الطّريق إلى مكة)، وفي روح الكتاب هناك تقنيّة القصّ الروائيّ من حوارات مع البطل والأشخاص الذين التقاهم (ديالوج)، والحوار الداخلي للبطل (مونولوج)، ووقفتُ على فصول الكتاب الرواية مُتنقّلًا ما بين الأردنّ (عمّان والسّلط والبتراء)، ومصر والحجاز(المدينة المنوّرة) ودمشق وبيروت وبغداد، والإمارات العربيّة (الشارقة).
ومن هنا جاء إبداع محمد صوالحة في اكتشافه لهذه المدن المجنونة بخصوصيّة تشتهر تمايزًا كلّ واحدة عن الأخرى، ومجنونة باحتلال ذاكرته على مدار سنواته المتباعدة زمانيّا عنه، ثم عودة الوعي بعد ذلك إلى ذاكرته المُتوقدّة في استحضار كلّ هذا الوصف بمشاهده ومناظره الآسرة، ببساطة مُطلَقَة كما عرفتُ بساطة محمد صوالحة في تعامله التلقائيّ بمحبّة ومودّة.
وفي هذا الصّدد، أشارت الأديبة القاصّة (عنان محروس)، كاتبة مقدّمة الكتاب فهي تميل إلى تصنيفه ضمن كتب أدب الرّحلات: (ونعود لمسمّى أدب الرّحلات، فهو مسمّى واسع، فرغم التباين بين ابن بطّوطة، ماركو بولو، تشارلز داروين، أرنست همنجواي، ونجيب محفوظ، إلّا أن الفكرة التي تجمعهم على فكرة الرحلة نفسها زمانيًّا ومكانيًّا ونفسيًّا).
***

وعلى اختلاف هذه العنوانات في الكتاب، فإنها تختلف عن بعضها في المؤدّى والمضمون، غير مرتبطة في سردها القصصيّ بل جاءت فصولًا، جمعتها عنوة دفّتيْ الكتاب الرواية، أدّى تصويرًا جميلًا وبثًّا مباشرًا، نقلنا من خلاله من مواقعنا إلى تلك الأماكن بطريقة محبّبة سلسة بسيطة في سردها الحكائيّ.
ليعود بعد سنوات لاسترجاعها على أنغام أوتار الحنين والشوق لها: (ملعون هذا القلب الذي أحبّ السّفر، وعشق التّرحال، ولم يَجْنِ من فوائده إلّا الذكريات).
استهلّ الكاتب روايته بكلمة (ملعونة)، حينما لعن الدنيا والمال والحياة والقلب، وملعونة هي المسافة أيضًا، ثم ينتقل (للآه) .. التي تكرّرت في موقف تأمليّ عجيب فلسفيٍّ:
(آه ما أضيق العمر لولا فسحة الأمل).
(آه ما أبشع الكلمات، لولا إنها تطرّزت بأسماء النساء، وتوشّحت بقصائد الحب والغزل).
(آه ما أقصر أيّام الإنسان في هذه الدنيا، وما أعسر الحال). هذا القلق البشريّ أمام جبروت الحياة القاسي.
***

وجاء الفصل الأول تحت عنوان (في الفِسْطاط)، وهو بيتٌ يُتّخذ من الشَّعْر والوَبَر (خيمة)، وهو مدينة مصر العتيقة، ليعود بذاكرتنا إلى عصر فتح مصر عام 641م، وحصرًا إلى الصحابيّ الجليل (عمربن العاص) قائد الفتح الذي بنى مدينة الفسطاط على مقربة من حصن بابليون على ساحل النيل من طرفه الشرقيّ، وكان الموقع شماليّ القاهرة.
والعنوان بداية تكريس لاستعادة التاريخ.
ولماذا مصر أوّلًا؟.
فقد جاءت الإجابة واضحة من الكاتب، بتساؤلاته القلقة: (لماذا مصر دون غيرها تراودني عن نفسها، فأجدني أهمّ بها، كما همّت بي؟، لماذا هذا العشق لسيّدة التاريخ، وأمّ الحضارات؟).
وجاء لقاء الطريق مع فاطمة المُسافرة على متن الحافلة التي سافر عليها بطل الرواية، تجلس على الكرسيّ المُحاذي له، وجرى بينهما من المجاملات والتودّد، والتلصّص في استراق نظرات مُتعطّشة اشتهاء متعة الجسد، لحظات تجسّس على بعض مفاتن فاطمة، خاصّة وهي ترضع وليدها، ولم نعرف ما إذا تبادلا هما حالة التلصّص بينهما، وشيطانه الداخليّ هو المحرّك الأساسيّ لاعتداء الحوّاس على الحوّاس.
موضوع مهمّ قطع استغراقه في أوهام أحلامه، عندما وصل إلى مدينة السّويْس، وتذكّره العدوان الثلاثيّ، وبطولة وصمود أهلها في التصدّي:
(في هذه المعركة تجلّت النخوة العربيّة، والبطل العربيّ السوريّ جول جمال، الذي قاوم بطائرته إحدى حاملات الطائرات، ليُخبر العالم بأسره: بأنّ الأرض والانتماء لقدسيّتها هي من تجعمنا، وإن اختلفت طوائفنا وانتماءاتنا).
هذا الشعور القوميّ الطّاغي، والذي ما زال وَهَجَهُ في قلوب هذه الأجيال، ويأبى الكاتب على قارئه إلّا أن يُذكّره بهذا العُدوان، وأن إرادة الشّعوب لا تقهر، هكذا هو منطق التّاريخ الذي توشّح به هذا الكتاب.
***

وكان الوصول للقاهرة والالتقاء بعائلة صديقه، الذي كان عمل في الأردن فيما سبق، ٍولعلّ من الصعب الإفصاح عمّا بداخل النّفوس، لكن الكاتب خالف القاعدة: (أيّ شيطان يسكنُني ويثيرني ويجعلني أُعرّي كلّ ما تسقط عليه عيني، التي لم تترك شيئًا إلّا واقتنصته).
وهذا ما جعله يتلصّص على فاطمة أثناء طريق السّفر، وفيما بعد يتكرّر هذا الأمر مع بنات عائلة صديقه، اللّواتي تعاملن معه بتلقائيّة بسيطه مُفرطة في الثّقة، على أنّه أحد أفراد العائلة، أثناء الجلوس على مائدة الطعام، أو احتساء القهوة والشّاي على الشُّرفة المُطلّة على الشارع، وفي جولاتهم في أماكن عامّة من القاهرة؛ بقصد الزيارة أو التسوّق.
وبين الفيّنة والأخرى يعودُ لمنبته الأصيل: (هل لبدويّتي وتربية أمّي أن تنتصر على شيطاني، أم ستكون لشيطاني كلمة الفصل؟، هل سأتّبع وسوسة هذا الملعون الذي يحتلّني، أم سأكون على قدر الكرم الذي عوملتُ به وأكثر وفاء)، صراع الفضيلة والرذيلة صراع الخير والشرّ، مُحتدم في نفس البطل(أبو صخر)، وما ينتابه لا يعدو أن يبقى في مرحلة الوَسوَسة، والعودة به إلى أصوله البدويّة الشمّاء بشموخها وترفّعها عن الكثير من الدنايا:
(أبحث عن نفسي، فأجدها مكبّلة بقيود شيطاني، ودومًا ما تنقذني بدويّتي).
***

في موقف فريد أثناء زيارتهم لمسجد السيّدة زينب في القاهرة، وتساؤلاته عن سبب تسمية المكان باسمها، ويبيّن السبب، والقارئ لا مفرّ له من مجاراة الكاتب والدّخول معه للمسجد المذكور، من خلال متابعته للوصف الجماليّ للمكان، وأبهائه الروحيّة التي تغرّد بها الأرواح.
وينقل الكاتب لنا صورة واضحة لا لبس فيها، بعين الواقع الذي رآه وعاينه: (في إحدى الزوايا للمسجد هناك شبكٌ حديديٌّ فيه ضريح مغطًى بالقماش الأخضر، وشيء يثير الدّهشة والاستغراب، نسوة ورجال يلتّفون حول الشّبك، يتعلّقون به، ينادون أمّ الأيتام ويدعونها. هذه تطلب منه إزالة الغمّة عنها، وهذه تدعوها لتساعدها على الإنجاب، وآخر إليها، وهو يبكي أن تشفي صغيره).
وهنا يحدث نقاشٌ حادٌّ مع المُشرف على هذا المكان، وهو نقاش قديم متجدّد بين مدرستيْن فكريّتيْن إسلاميّتيْن (السلفيّة والصوفيّة)، وكلٌّ له حجّته في هذا الموضوع، ما بين تقديس وتعظيم، وأخرى مناقضة بتحريم وتكفير، ذلك لأنّه شرك ظاهر في الأفعال والأقوال.
وفي فكرة أخرى: (أنا في القاهرة، قاهرة المعزّ لدين الله الفاطميّ، أنا في فسطاط عمرو بن العاص، أنا في أرض الفراعنة، أنا في البلاد التي هاجر منها نبيّ بني إسرائيل - قاتلًا لبلادي-، ليعود إليها نبيًّا ورسولا، على هذه الأرض تلقّفت عا موسى أفاعي السّحرة، وأبطلت كيدهم، هنا ولد موسى عليه السّلام، وهنا تبنّته حتشبسوت، من هنا طرد بني إسرائيل. وهنا تحالفت مصر الفرعونيّة مع مملكة الأنباط العربيّة، هنا لَثَغَ التّاريخ حروفه الأولى وانطلق إلى الدنيا... إلخ).
هذه مصر أمّ الدّنيا، يحقّ لها ما لا يحقّ لغيرها، منها انطلقت الفتوحات والانتصارات، وفي جولاته اللّاحقة في مدينة تجلّت الدنيا بها. وتعود بي الذّاكرة إلى خماسيّة الكاتب (أسامة أنور عكاشة) إلى (ليالي الحلميّة)، المسلسل الرائع الذي تابعه مئات الملايين من العرب، وهم يتشمّمون فيه رائحة أسواق القاهرة، مسجد الحسين، والموسكي، وسور الأزبكيّة، وباب زويلة، وقلعة صلاح الدين، وميدان التحرير، والفراعنة، والعرب، والمماليك، وألبان محمد علي باشا وعهود ذريّته من بعده الملكيّة الخديويّة، والثورة وما استتبعها، القاهرة حكاية الكون أجمع.
وهذا ما أفصحت عنه روايات (نجيب محفوظ)، (بين القصرين، قصر الشوق، والموسكي)، وغيرها التي شرحت الكثير عن دقائق الحياة في شوارع وأزقّة وحواري المدينة النّابضة.
وكما قيل: (مصر هبة النّيل)، فهو الرّوح التي أقامت الحياة على أرض مباركة ذكرها القرآن الكريم: (اهبطوا مصر إن شاء الله آمنين)، وهو متنفّس لأهلها، ومصدر رزق، ومقام يسكنونه على متن طوّافات راسية على شواطئه.
وهنا أتوقّف أمام هذا النّهر العظيم، وأنا أردّد مع (محمد عبد الوهّاب)، قصيدة (النهر الخالد) للشاعر (أحمد حسن إسماعيل)، وتتجلّى القصيدة ببهائها في الخاتمة: ( آه على سرّك الرّهيب، وموجك التّائه الغريب، يا نيل يا ساحر الغيوب).
وللإسكندريّة وبهائها نصيب من مذكّرات الكتاب، وهو يغوص في خصوصيّتها التاريخيّة والحاليّة.
وللمجنون مُبرّر أن يبقى مجنونًا مدى حياته، وهو غارق بجنون هذه المدن النابضة بالحياة، رغم نوائب الدّهر والحروب والنّكبات والنّكسات، ذهب الغزاة والطغاة والخونة والمارقون إلى مزبلة التّاريخ، وبقيت ذكرى همجيّتهم بصورتهم القاتمة السوداء.
وستبقى مصر أصالة العرب بأزهرها، وقبطيّتها الأرثوكسيّة الحريصة على الوحدة الوطنية، كما (الأب شنودة)، و(ميلاد حنّا).

عمّان \ الأردن
21-6-2018

العدد الخامس لسنة 2018 بغداد حية لاتغيب شمسها اوتغرب د. وليد عيسى موسى


العدد الخامس لسنة 2018

بغداد حية لاتغيب شمسها اوتغرب
 
د. وليد عيسى موسى




لكل خلق ضده..
ولا دة ..
هو موته .
كما الابيض له الاسود نقيضه
منذ الازل حتى القيامة هو في دوام
فلا من وجود خالد ولا من مدى متحدد
الا الذي اوجده واوجد كل موجد
فهو الوحيد المطلق
الموجد الذي لاوجود له يوجد.
من قد خلق اكوان سابحة فضى ..
لا من فكاك ..
ناموس لا من حده تجاوز
ولا حد من قد حدد حد له تداخل بغيره وحد حد غيره .
كما شمسنا ؛ ..
لها طاقة في غابر
كان الوجود لها قد تحقق قائم
لها في قدوم موعد ان تخمد
وذي الكواكب مصيرها هي تلقه تواترا
الواحد باثر واحد آخر..
او بغتة لها من سكون موحد .
هو الفناء تشهد لامن خيار بالحتم صمته صائر
ضدان لا من مناص تواجدا تعارضا وتضادد
وذي علة اسس على سر لها كل وجود موجد
ومثاله جنس الانام منه الامين المخلص ؛..
لترابه وضده ..
تجد الخئون الجاحد فضل البلاد على احتضانة مضغة حتى كبر
بكل حضنها من حنان قد حبته ..
ومن امان يكفر .
على ارضها يمضي الحياة رغيدة ..
تابى العليلة نفسه الا ويخدم حاقد على ارضه
وطامع بقلائد شبعاد نصب عينه ..
اجندة يتابط ..
لها منتهى ما قد يكن من حرصة
ان يعمل بما قضت احلام من جنّده
وحدد له من مهام لعرش سومر يهوي فاسه يسقط
يعمد خراب الرافدين عطشا ونضوب كامن ارضه
وجنائن بابلنا التي غدت اطلال اضحت الشاهد على علة في اصله ..
ومنارة الحدباء ابشع فعلة في طبعه المستاسن ..
ودار يونس النبي فجر ..
الابشع نتانة على عنفه المتاصل في نفسه
والموت يحدق اهله ولا شعرة تهتز مما قد بقى من حسه
يحق اليباس بغرس موطنه الخضور
حتى انه قد احضر تابوت يودع موته
يعمد لهدم مبتنى ..
حضارة اضاءت الدنيا منارا هاديا لصلاحها وللخطى مسدد
لما الظلام اطبق على غربه بليل اسود فاحم وكذا شرقه
يعمد سقوط كل معلم يدلل على حجا الرجال التي عمرت ارض يباب .. وجددوا
لتعيش خلق كما اراد لها ربها بكرامة ..
لامن قيود عاقد لها السنا
ولا من حبوسي الراي في غياهب يحشروا ويكددسوا
ولا من يطال تجبرا على حقه .. اويحجر على رايه
افلا يعي ان الحضارة لا ممات يحط بها..
فمن صنع لها زهوها يعد لها بابهى صورة يومها وللقدوم من مسار يعبد
وعلى صروح مجدها وعزه..تتوالد الخوالد
مادام حي قادر على ان يعيد ماهدم
باجمل واجود مما يكن قد عرف مما اتت في سابق اجياله .. وانجزوا ..
فالى جهنم تستقم لهموا خسة عرفوا بها تستقبل بمهل يشوي وجوههم وتهلل
والفائز كما عرف من يضحك بآخر .. ولننظر اي بآخر تضحك له سنه
ويرجع ماقد سلب ..ممن اراقوا وزوروا ..
لينعم فقراء ارضي اولا.
ثم نقتسم من بعدهم ..
ماقد قسم من نعمة نستاهل .

العدد الخامس لسنة2018 ايها الراكبون للشاعر استيفات الوالي

العدد الخامس لسنة2018

ايها الراكبون
 
للشاعر استيفات الوالي




ايها الراكبون
تمهلوا
هناك شيخ لازال يحبوا
تمهلوا
لنسمع ماتقول جدتي عن جدتها
وهي تحكي هويتنا
تحاصر اشباح الماضي
على كفيها
تحذر من هذا الطفل
هذا الطفل الذي يسكن داخلي
تحذر من قوله انطلقوا
انطلقوا دعوه وحده
لا عليكم فاانا منكم
وهذا الطفل الذي يعاديني منكم
نعم منكم
تمهلوا ايها الراكبون
تمهلوا
لنسمع قصة
من كان يخبؤنا بين الرغيف
يراوغ الريح
ينشد المطر خوفا من تبللنا
ولاشيء يخيفه
جاء يحملنا من وراء هذه الارض
قالت جدتي
وهي تحكي قصة جدتها
وصوت المسرعين
يقلق قصتها
تمهلوا ايها الراكبون
تمهلوا
لكي لاتنكسرو
امام الضباب
امام الزحام
تمهلوا
لستم منسيون
ولستم بالضرورة امام النسيان
فلا تلتمسو لي عذرا
فاانا احمل غدي انبوبة زجاج
احطاط عليها من الريح القادم
فلا تهتمو
فقط -----فقط
تمهلوا
لسماع هذا الشيخ
وتلك العجوز
وذاك الرضيع الذي ينتظركم على الطريق
لسماع من كانت تحمل قرابها
لتسقينا نسيما
من كانت تصنع الدفئ لكم
وهذا الشيخ الذي يحرس تلك القافلة
وهذه الخيام التي تهددها الريح
وحروف التاريخ التي بين ايديكم
ام انكم اليوم للجرائد تدمنون
وفي غير الجرائد تنامون
لازالت جدتي تحكي عن جدتها
تمهلوا ايها الراكبون
تمهلوا
دعوا خيولكم تشتري بعض الهواء
دعوا خيولكم تشتري بعض الهواء
تمهلوا
وبصمت نسمع العجوز
نسير على خطاها
الركب طويل
والدرب شائك
هاكذا تقول العجوز
يابني
يابني لاتنسى من انت
وحين يموت غيرك
لاتنسى هذه القبيلة
وحين يؤذن فيك ذاك النداء الخفي
ذاك النداء الخفي
فابحث
عنك انت
وعنه
وعني
حاصر الكلمات كما تريد
ولا تلتفت الي
افعل ماتريد واحرص
احرص على هدفك الواحد
على هدفك الواحد
ان تكون هذه القبيلة
سنكبر يابني
سنكبر كما لا يريدون
حكمتنا هاكذا
في كنف الصعود ولدنا
نجافي الالم عن وجوهنا
زغرودة القتها تلك العجوز
خفيفة على وجوهنا
ونحن مختلفون
مختلفون
على كل شيء
على السكر
على الدقيق وعلى الزيت
حتى على الدماء مختلفون
ما لنا إلا ان نكون
ونحن نحاول ان نكون
قد ينتهي كل شيء
ولا ننتبه الى ما سيكون
نقف عنده
بلاجمالية
والزغاريد تحاصرنا
ونحن من كتبنا تلك الزغاريد بين قواميسينا
نحن من نعزي التاريخ فينا
ونحن احفاد لذاك الشيخ
وزماننا لم ينتهي
فولو قبل ان تحاصرنا الايام
ولو
نحن دائما هم نحن
اشلائنا هي اسمائنا
فلنكن او لانكون
/////////////////////////////
الشاعر استيفات الوالي 29/04/2016

الأحد، 8 يوليو 2018

العدد الخامس لسنة 2018 على اهبة انتظار ليندا الرحال


 العدد الخامس لسنة 2018

على اهبة انتظار

ليندا الرحال


 


 على اهبة انتظار
عند رشفة انكسار
تطوف عيون نضب
منها ماؤها وتهدلت
اجفانها تعبا تبحث
خيوط تنسج رجاء
تهادن بعض ضياء
يروي ظمأ العطاش
يفك.غلال الجفاف
يلعن ساعة الانهزام
يرمي على مركب الايام
اشرعة تتلاعب بها ارجوحة
الامواج
تتقاذفها الى شاطىء
عجتت رماله خميرة
الرعب تطعم التوارس
قمح خوف .تختبىء
في اوكار الظلام

مخضبة صفحات السنين
بماء العتفوان
ارضعت من ثدي الصبر الزمان
علت رايتها خفاقة حصنها مصان

هيعات منا الزله نمت كراما بئس نهان
نعتلي جياد العزة نفاخر ان غدا واليوم وما كان

نقارع وسيوفنا شواهد
لنا العلا وبدونه لا نجاهد
بيض ايادينا ان صافحت
مخضبة بالدماء قلوبنا ان غضبت

العدد الخامس لسنة 2018 أسَـفي عـليك للشاعر بشير عبد الماجد بشير


العدد الخامس لسنة 2018

أسَـفي عـليك
 
للشاعر بشير عبد الماجد بشير



 

أَسَـفِي عَليكِ ولا عَليكِ فما الَّذي
يُـرجَى لَديـكِ وقـد رَمَـيْتِ نِـبَالا
وأَصَـبْـتِ قلباً لا يُصـيـبُكِ نَـبلُهُ
مَهْـمَا رَمَيْتِ وذاقَ مِـنكِ نَـكَـالا

قَلْباً تَـغَـنَّى بـالمَحَبَّةِ نَـبْـضُـهُ
وسَـقَاكِ من نَـبْـعِ الغَرامِ زُلالا

أَسَفِي على الحُلُمِ الجَميلِ وَأَدْتِهِ
ظـلْمـاً وكان مُـرَفْـرِفـاً مُخْـتَالا

أسَفِي على الحُبِّ الَّذي
قد هانَ في عينيكِ
حينَ هَجَرْتِ منهُ ظِلالا

أَسَـفي على الدَّمـعِ الَّذي
قـد فاضَ من عَيْنَيَّ
دَهْراً في هَواكِ وسالا

أَسَفي على الـشَّـوقِ الَّذي
قـد هَدَّني و أَذابَني وَجْـداً
وصَالَ وجَالا

أَسَـفي على الشِّـعْـرِ الَّذي
ذوَّبـتُ فـيـهِ مَــشــاعِـري
وَلَـهَاً فَـتَـاهَ جَـمَالا

أَسَـفِي على ذِكـراكِ
مـا عــادت تُــغَــرِّدُ
أَو تُـؤَرِّقُ أَو تُـثيـرُ خَـيـالا

أَسَـفي وما أَسَفي عليكِ بِنافِعي
يـا مَنْ لَـقيتُ بِـدربِـها الأَهــوالا

عَـذَّبْتِني وظَلَمْتِني وأَضَـعتِ حُـبَّاً
كـان ظَــنِّـي أَنْ يَـضـيعَ مُـحـالا .

***
بشير عبد الماجد بشير
السّودان
من ديوان ( أ ميرة )

العدد الخامس لسنة 2018 مرّ العيد للشاعر حسن ماكني


العدد الخامس لسنة 2018

مرّ العيد

للشاعر حسن ماكني 




أو ربّما هو يعدّ حقائب السّفر
الآن
ليس مهمّا
فإنّي قد تعوّدت الرّحيل
لن أقول وداعا
ولن أسهب في العويل
إلى أن نلتقي
أقول: شكرا على كلّ شيء
شكرا على الحلوى
شكرا على الألوان
إلى أن نلتقي
لى رجاء عليل
وأنت تمضي
خذ معك جراح المدينة
وما ترسّب في القلوب
من أحزان...
*
*حسن مااكني : 2018/06/16

العدد الخامس لسنة 2018 الدلالات المعنوية للبنية الصوتية النصية على مستوى الحرف الشعوري دراسة تأويلية سيميائية عن نص" فِلْقَةُ الروح" للشاعرة السورية رشا السيد احمد




 العدد الخامس لسنة 2018

 الدلالات المعنوية للبنية الصوتية النصية على مستوى الحرف الشعوري
 
دراسة تأويلية سيميائية عن نص" فِلْقَةُ الروح" للشاعرة السورية رشا السيد احمد
 




النص
*****
ايا ايها العرفاتي الوسيم
متى كان اصطياد المحار من عينيك يفسد الصوم
و كيف أصوم عن عينيك وكل ما فيها محار يدعوني للغرق ؟؟!
نعم يا فلقة الروح كتبت لك أكثر مما كتبه أبو هريرة *
لأنك روح من روحي تباثقت وأذبتها بروحي كما يذاب في كأس الماء الخفيف السكر
لأنك أبديتي المشتهاة التي بروحها أطلت بوشوشاتها الحارقة تفور بدمي رؤى علوية
و فتحت لكَ كتبي العميقة لتعرش بعشبك وزهرك فوق حدائق نبضي , وتجليّتُ كلي نفس تستمع هسيس الحروف الصوفية على اشتهاء القبل تتصعد آيات عشق
وأشرعت سماوتي البعيدة تلتقط من أنفاسك قصص النون , لتتوهج في الوتين حياة
فالعشق مذاهب تفتح لنا أبواب العبور , لفضاء المطلق إن احتل الروح
معلقة عيناك في عيني قناديل تسكب ضيائها في أوردتي على مهل شديد كبهاء نجمة الفجر السعيدة
كالقمر الذي يتراقص فوق سماء " نهر الألبا "** منشغلا بأثواب النور
بينما أنا هنا أرقب خلخالي العالق في عينيك المنشغلة بالعاصفة التي تجتاح الوطن وأطالع طوقي اللؤلؤي المنفرط فوق حقولك بشغب طفلة مولعة
فيما قلبي يواري وجعه لأخبار الحرب في شامنا منذ سبع سنين عجاف وحتى الرماد
ما زلت أعد حروف قصائدك المرسومة في قلبي نار تناهت بعد تسعر زمن أنتظار , وأشم عطر زهورك تتصعد من حدائقي قواريرا فرنسية المزاج
وفي وجهك أقرأ قصص باذخة الأسرار
تحدثني عن العشق والملكوت الأعلى بينما أغرق في لجتك حد التصوف
فيما فراشة قلبي تقرأ خطيئتنا بسكرة حلم
فتميد بصلصالي نورا يبزغ في كل خلية مني لتنهض العنقاء من اعماقي البعيدة تحلق رهام ضوء معكَ لأبعد سماء ومعك تمضي .
رشا السيد أحمد
درزدن . ألمانيا
6 . 6 . 2018
*كتبت لك أكثر مما كتب ابي هريرة : هي رسالة موجهة و مشفرة وليست تشبيها
**نهر الألبا : نهركبير جدا يمر من شرقي ألمانية حتى البحر غربا
...............................................
الدراسة
******
توطئة :
بنية اللغة الشعرية الحداثوية ، بتحررها من ثنائية ( الشكل / المضمون ) ، غدت مولِّدةً للدلالات او موحية بها ، والمجال الاشتغالي لدراستي هذه ، سيكون احدى بُنى تلك اللغة ، وهي البنية الايقاعية ، على مستوى حروفها الطاغية اصواتها على الخطاب النصي ، وهي بنية مولِّدة للدلالات الموحية بانفعالات الذات الشعورية الداخلية سلباً ( توترات عاطفية ، قلق ، هم ، حزن ... الخ ) ، او ايجاباً ( مشاعر مقابلة لما مر ذكره ) ، وتوليد تلك الدلالات تكون وفق الالية الجدلية الاتية :
لفظ ( محسوس) / معنى شعوري ( ذهني ) ، بمعنى ان صوت الحرف ، و معناه الشعوريٍّ ، بينهما تعالق استيحائي يحدد المتعاطي معه ( كاتب / قارئ ) دلالته المعنوية ، كما يلي :
ــ المتعاطي : الشاعر
الدلالة : استدعاء فونيم / فونيمات ( الفونيم اصغر بنية صوتية / صوت الحرف ، ومنها النبر ) متعالقة مع معانيه الشعورية ، وتنوب عنها في سياق اشاراته النصية
ــ المتعاطي : قارئ
الدلالة : استدعاء معانٍ شعورية من الخزين الذاكراتي ، تتعالق مع فونيمات الاشارات النصية
هذه التوطئة .. تلخص الغرض من دراستي ، وآلية اشتغالها التأويلي للبنية الايقاعية للنص ، على مستوى
صوت الحرف ، وأثره في استدعاء المعاني الشعورية المتعالقة معها ، وصولاً لتحديد المعنى النصي
الدراسة :
تفكيك عتبة العنوان ( فلقة الروح ) :
ـ البنية الصوتية للحروف
أ ـ تتوزع فونيماتها بين :
* حروف مهموسة : الفاء ، القاف ، التاء والحاء
* حروف مجهورة : اللام (الاولى فقط ) ، الراء / كونها قمرية الغت صوت اللام قبلها ، كما الواو بعدها حرف مد اي انه من حروف الخفاء
ب ـ استيحاء معناها من اصواتها :
سأكتفي بمعاني اصوات المهموسة الشعورية دون المجهورة ، ليهمنة اصواتها على فضاء العتبة الايقاعي بنسبة ( 4 : 2 )
* الفاء : صدى صوتها يثير معنى الوهن والضعف
* القاف : يُلغى كونه ليس شعورياً ( لا يثير اي معنى شعوري )
* التاء : الحزن ويوحي بالاعياء
* الحاء : الحزن ، الالم والتعب
المقاربة الدلالية : هيمنة الهمس رغم ما تثيره فونيماته من مشاعر الحزن والوهن والالم ،على دواخل الشاعرة ، وتراجع الجهر و التصريح
ـ البنية النحوية :
عدم التصريح يتأكد هنا ، بوجود تلك الازاحة التركيبية / حذف المبتدأ ، وترك امر تقديره للقارئ ، وتقديم الخبر ( فِلقة ) المخصص باضافته ( للروح) ، جوازا ( اختياراً اي دون وجود ما يفرض الحذف والتقديم )
ـ البنية الدلالية :
الاشارة فِلْقَة : المعنى اللغوي / القطعة من الشئ
وباضافتها الى ( الروح ) يكون معناها : قطعة الروح / باضمار حرف الجر لتكثيف الدلالة
تكون المقاربة المعنوية للمسكوت عنه ( المحمول عليه / المبتدأ ) : الحبيب ( بسائر معانيه ) فهو وحده من نخبر عنه ( الخبر يُخبر عن المبتدأ ) بأنه بتلك المنزلة من الروح
بذا يكون تركيب جملة العنوان : الحبيب فلقة الروح / اي قطعة منها
باعادة تجميع الدلالات التفكيكية ومقارباتها اعلاه نحصل على التأويل التالي :
سكوت الشاعرة عن الجهر بهوية الحبيب والاشارة اليه همساً ، رغم مايعنيه هذا من بعث للمشاعر المؤلمة الحزينة ، وعدم الابتداء به مع مايحتله من منزلة روحية سامية لدى الشاعرة ، كان اما لغاية داخلية ( اسباب ذاتية ) ، او لوجود موانع خارجية ( محظورات آخروية / واقعية )
بذا تكون العتبة العنوانية مشفرة ، كأنها هي النص وماعلينا سوى البحث في المتن عن قصدية الهمس والحذف ، الحاضرين بقوة في سياق بنيتها اللغوية ، هل هي رغبتها يعدم اثارة انتباه احد لحبها اياه ( قد يكون حبيباً معنوياً كالوطن مثلاً ) ، او حرصاً منها على حمايته من خطر خارجي يتهدده ؟
العتبة هنا تحولت من كونها مفتاحاً الى شيقرة متعددة الدلالات .
سأتعاطى الان مع متن النص بقراءةٍ نوتيَّةٍ ( نسبة الى النوتة الموسيقية ) :
اصوات الحروف الشعورية لها اصداء في نفوسنا ، تثير فينا شتى المشاعر ، فلكل صوت منها معنى كما اسلفت ، وبالعكس ، فنحن حين نشرع بالكتابة نكون تحت تأثير هواجس او انفعالات ما ، نقوم شعورياً او لاشعورياَ ، بالاسقاط النفسي لهذه المشاعر على ما نستدعيه من مفردات تتناغم اصوات حروفها ( فونيماتها ) او بعضها ، مع مشاعرنا تلك ، وفق جدلية منقلبة عما ذكرته اعلاه فبدلاً من ان يكون الفونيم الباعث للشعور في روعنا ، يختار شعورنا الداخلي الفونيمات المتناغمة معه للايحاء به للاخر / القارئ . تحاشياً للتصريح به ، لسبب موضوعي او ذاتي كما مر بنا . قراءتي الموسيقية للنص ، اظهرت ان الشاعرة وظفت تلك الفونيمات لتؤلف لنا نصاً ( اوبرالي ) نابت فيها اصوات الحروف مناب الراقصين ، لتلعب دور التعبير الايحائي ، عن معنى نصها التحتاني ، لذا ساقوم بتفكيك بنية تلك الفونيمات الشعورية للتعرف على بنية الذات الداخلية للشاعرة التي اختارتها كترجمانٍ لمشاعرها المسكوت عنها / المستوره في اعماقها :
بدءاً ساستبعد الحروف ادناه عن اشتغالي التفكيكي للاسباب المبينة ازاء كل حرف :
ـ لام (أل) التعريف الداخلة على حرف شمسي / لاتلفظ
ـ اللام عموما / صوتها يعتمد على ماقبلها او بعدها من حروف
ـ الراء / السبب السابق
ـ الهمزة ،الدال ، الزاي ،الخاء ، الصاد ،الضاد، القاف ،الواو ،الياء / ليست شعورية ( صوتها غير باعث لمعنى شعوري)
ـ الثاء ، الظاء ، الطاء ، الجيم ، الغين / قلة تكرارها لدرجة عدم تاثير اصواتها في فضاء النص ، وكما يلي ث / 4 مرات ، ظ / مرة واحدة ،ط / 11 مرة ،ج / 10 مرات ، غ / 5 مرات )
ـ حروف المد / يتبدد صوتها بصوت الحروف التي تمدها
الحروف المهيمنة بفونيماتها على فضاء النص خسب الجدول التالي :
الحـــرف | مرات تكرارها | معنى صوتها
* التــــــاء | 82 مــــــــرة | الحزن ، الاعياء / مهموس
* الحـــــاء | 29 مـــــــــرة | الالم ، التعب ، الحزن ، الشوق ، الحب / مهموس
* الهــــــاء | 23 مـــــــــرة | التعب ، الالم ، اليأس ، الحزن ، / مهموس
* الفـــــــاء | 37 مـــــــــرة | الوهن ، الضعف / مهموس
*الســـــــين | 21 مـــــــــرة | القلق ، الحُرقة ، رقة / مهموس
*الصـــــــاد | 16 مـــــــــرة | مفخمة لصوت السين ، يوحي بالقوة ، النقاء ، الصفاء / مهموس
* الشــــــين | 17 مـــــــــرة | التشتت ، البعثرة ، الاضطراب / مهموس
* المـــــــيم | 58 مــــــــــرة | الالم ، الحزن ، المعاناة / الوهن / مجهور
* النــــــون | 51 مــــــــــرة | ذات المعاني السابقة / مجهور
*البـــــــــاء | 44 مــــــــــرة | يوحي بالحيوية والانبثاق / مجهور
* العــــــين | 42 مـــــــــــرة | السمو ، الفعالية والاشراق / مجهور
* الكـــــاف | 35 مـــــــــــرة | الخشونة ، القوة والفعالية / مجهور
الملاحظ :
ـ عدد مرات تكرار الحروف الشعورية المتعالقة صوتياً مع معاني ( الحزن ،الالم ،القلق ، النقاء
الحب و الشوق ) = 334 مرة { تكرر الهمس بها 225 مرة + الجهر بها 109 مرة )
ـ تكرار الحروف المقابلة لها ( ب / 44 + ع / 42 + ك/ 35 ) = 121 مرة ( 86 جهر+ 35 همس )
الجدول اعلاه مع ما لوحظ عليه تحول الى مفتاحٍ دلالي ، يمكننا من سبر اغوار اعماق معاني النص التحتانية ، مفتاح تولد من اعادة تركيب الدلالات ومقارباتها الناتجة من تفكيكنا اعلاه وكما يلي :
حزن + الم نفسي + شوق + حنين + قلق + تشتت + معاناة + حب = اغتراب نفسي عن حبيب مفتقد
وهذا المفتاح / الاغتراب يتكئ على ثلاث ركائز دلالية :
الاولى ـ ركيزة الوطن باشاراتها : عاصفة ، تجتاح ، الوطن ، اخبار ،الحرب ، شآم ، سبع سنين ، عجاف
الدلالة المعنوية : الحرب المستعرة في سوريا منذ 7 سنوات
الثانية ـ ركيزة الحبيب المفتقد باشاراتها : الملكوت الاعلى ، تحلق معك ، ابعد سماء ، تمضي
الدلالة التأويلية : فقد الحبيب باستشهاده
الثالثة ـ ركيزة الغربة : بتقابل سيرة الشاعرة الذاتية ( ماحوليات النص ) مع العتبتين الزمانية والمكانية للنص الموازي .
باستدعاء تلك السيرة نتعرف ان موطن الشاعر هي سوريا
عتبة النص الزمانية ( تاريخ كتابته ) : 6 / 6 / 2018
عتبته المكانية ( مكان كتابته ) : درزدن ، المانيا / الاشارة المعززة للعتبة المكانية : نهر الألبا
باحالة هذا التاريخ داخليا على الركيزة الاولى اعلاه / سبع سنين : يتوضح ان هذا الوقت مزامنٌ لسني الحرب .
وبمقابلة سوريا ( مكان الشاعرة الاصلي ) / المانيا ( مكان الشاعرة الحالي ) = هجرة / تهجير / نزوح
بتركيب هذه الدلالات :
شاعرة سورية + زمن الحرب السورية + مكان التواجد بعيد عن سوريا = غربة عن الوطن
وباستدعاء الاغتراب السابق ازاء هذه الغربة :
الاغتراب النفسي عن حبيب مفتقد ( بالاستشهاد / بالاحالة على الركيزة الثانية )= غربة عن الوطن
بحذف الاشارات المتشابهة :
الحبيب المفتقد = الوطن
وهو حبيب قلما تجهر بألمها وحزنها لبعدها عنه ( ينظر عدد مرات الجهر اسفل جدول الحروف اعلاه )
باسم عبد الكريم الفضلي ـ العراق

السبت، 7 يوليو 2018

العدد الخامس لسنة 2018 الى متغطرسه للشاعر سالم ابراهيم حسن


العدد الخامس لسنة 2018

الى متغطرسه

للشاعر سالم ابراهيم حسن



 
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

أُداري القلبَ عن صدِّكْ أُداري
والقى من جَريرتهِ أساري


أُناورُ بينَ أنْ القاكِ غيّاً
وأنْ أَحفظْ لقلبي ماءَ كاري


أُشطِّبُ في مَلفّاتي غروبي
وشرق الروحِ يرثيني نَزاري


أُفاوضُ فيكِ روحي وهْي ندٌّ
لما آلتْ إليهِ من عِثارِ


أُحاولُ لا أُثيركِ خوفَ قلبي
فيشقيني على نأيٍ حصاري


يَباتُ السُّهدُ في عيني طويلاً
ويَحملني التصبُّرُ لإحتضارِ


وينسابُ حنيني غير مُجدٍ
بعينِكِ ما أعاني من دمارِ


أَماتتْ قلبكِ العرقوبَ ريحٌ
وصفراءٌ هبوبٌ في سعارِ


سَهى قلب أرْتشافكِ عن نميري
بأعْذب ممّا دارَ في جِراري


لأَكتشفَ المرارةَ في رضابي
كجمرٍ صُبَّ من وَهَجٍ وَقَارِ


فمَن مثلي تصدّع في هواهُ
لتغرقني سفيني في بحاري


كفيتكِ شرَّ آهاتي وليلي
ولمْ أَحنثْ بوعدي أو أُماري


ومن حُسنِ التحلّي كانَ قصدي
ثقيلٌ جدُّ من صنفٍ عياري


حضاريٌّ أنا في كلِّ شيءٍ
وحتّى حرفَ أشعاري حَضاري


أُمسّدُ رأفتي وأُجافي صبري
وطَيري أَبيضٌ أَلِفٌ نَضاري


أُجانبُ فيكِ ما تهواهُ روحي
وأجْعلُ ذنبَ أَحلامي سِتاري


أَمولاتي ومُذْ مَلّكتُ قلبي
رأيتكِ في الهوى شَوكاً ونارِ


وكانَ الشّكُّ يبني خلفَ قلبي
ولكنّي حفظتكِ من قراري


رسمتكِ مثلما شاءتْ ظنوني
قراءتكِ لمْ أجدْ منكِ أعْتذاري


كأنّ الشّوقَ لمْ يألفهُ قلبي
وأنّ الوجدَ لمْ تأويهِ داري


فما جدوى القرابة من عقيمٍ
لهُ وجهٌ كمرآةٍ يُماري


ولولا الليلُ يَخفيها شجوني
لأضحى المسُّ في وضحِ النهارِ


فلا والحبّ ماحمّلتُ شوقاً
ولا مالَ الفؤادُ لإنتظارِ


ولا برحتْ مكاني أُمنياتي
ولا أَهديكِ بعدُ جُلّناري


ولا ورداً بعثتُ غداً بِعيدٍ
سيعلو روضَ أَزهاري وقاري


ولا أَرضاكِ مهما جُدتِ نَذراً
أُخالفُ فيكِ ما يتلو ذِماري


سأزكو القلبَ من جرحٍ وحزنٍ
والقي حبّكِ الدامي إحْتقاري


وأَشْربُ نخبَ آهاتي وحزني
ولا عَوْدٌ هنالكَ بأخْتصارِ


وأَبني ( مثلما للصينِ ) سوري
لكي لا تعبرينَ الى دياري


وإنْ بدتِ المودّةُ في نزاعي
تَخَذْتُ لِصَدِّها حِمَمَ أنْكساري

؛؛؛؛؛
سالم ابراهيم حسن

العدد الخامس لسنة 2018 طائرُ الغُروب للشاعر عادل قاسم


العدد الخامس لسنة 2018

طائرُ الغُروب

للشاعر عادل قاسم





لم يعُدْ قادراً الا انْ
يتشبَّثَ بآخر ما تبقى لديهِ
ِ من يقِظةٍ
بعدما فقدَ الإحساسَ بمحيطهِ
الذي يترنحُ به كارجوحة
ٍ تعبَثُ بها الرياحُ والغبارُ
وهو يتكئُ
على حافةِ الجَزعِ
********
يُحلقُ طائرُ الغروبِ
مُتشظياً بمراياه الحَجر ية
المُرتقة بالذكرياتِ
التي تنزفُ الغُبارَ
مُتعثراً فيُ الغيظََِ واللعناتِ
وماتيسرَ من ركامِ الحياة

العدد الخامس لسنة 2018 الخطيئة للشاعر أحمد الكناني


 العدد الخامس لسنة 2018

الخطيئة

للشاعر أحمد الكناني 



أَيُّ خَطِيْئَةٍ تَتَغَنَّجُ فِي رُبُوْعِ يَقِينِي
كَتِلْكَ الّتِي رَمَتْ بِنِبَالِ وَصْلِهَا
هَشِيمَ قَافِيَتِي ,
هَيْفاءُ تَتَزَأبَقُ خَجَلًا
تُدَحْرِجُ رُجُولَتِي فِي لُبِّ زَوْبَعَةٍ
تُرَاقِصُنِي عَلَى نَغْمَةِ القُبُوْلِ ,
أَعْرَاسُ الجِّنِّ غَبْطَةُ خَائِبٍ
مُتَبَطِّنٍ بِعِفَّة الإدْرَاكِ
وَهَذَا السَّعِيْرُ يُجَرْجِرُ أَخْيِلَتِي
يَشْتُمُ صَقِيْعَ الطُّرُقَاتِ ,
أُرَبِّتُ عَلَى كَتِفِ الأَنَامِلِ
بِقُبَّعَةِ قَلَمٍ
نَفُدَتْ أَحْبَارَهُ قَيْءَ أَشْعَارِي ,
الدُّرُوْبُ عَطْشَى !
مَسَالِكٌ تَسْتَغْفِلُ البَيَاضَ
بِشَفَّافِيَّةٍ عَرْمَاءَ
أَقْدَامُ المَارَّةِ تَقْرَعُ طُبُوْلَ الحَرْبِ
وَتَحْرُقُ بِمَسِيْرِهَا عُوَذَ النِّسَاءِ !
تَغْرِيْدُ العَنَادِلِ أُمْنِيَاتٌ مُمَوْسَقَةٌ
بِنُوْتَةِ الآهِ ,
يَتَمَايَلُ البَدْرُ عَلَى جُدْبِ وُعُوْدِ اللَّيَالِي البَائِسَةِ
فَيَدُبُّ الخَرَسُ بَعْدَهَا
فِي جَوْفِ الصَّبَاحَاتِ ,
إِللّاكِ وَقَهْرِي !
نَبِيْذٌ يَنْسَالُ فَوْقَ لِحَى الفَجْرِ
يُدَغْدِغُ شُعَيْرَاتِ طَاوِلَتِي
كَأَيِّ سِكِّيْرٍ يَتَحَسَّسُ أَنْفَ نَادِلَةٍ سَمْرَاءَ ,
لَا شَيْءَ يَتْبَعُنِي
غَيْرَ صَرِيْرَأَبْوَابِ الحَانَاتِ
وَضَرْبَ كُؤُوْسِ الأَيَادِي المُرْتَعِشَةِ
عَطَشٌ يَتَدَثَّرُ زَمْجَرَةَ الحَنَاجِرِ
يُكَبِّلُ أَحْلامَ القَصِيْدَةِ
إِنْزِيَاحَاتٌ تُعَرِّي وُجُوْهَ المَرَايَا
تَشْحَذُ مَنَاجِلَ الحَصَادِ
بِوَهْنِ التَّبْجِيْلِ
رِهَانٌ جَمْعِيٌّ لِصَيِّبِ مِنَ السَّمَاءِ
لَمْ نَجْنِ إِلّا عَفَنَ مَنٍ ّ
وَدَعْوَةً كَانَتْ تَتَقَافَزُ عَلَى خَطِّ الإسْتِيَاءِ !
عُرُوْجُ بُرَاقٍ تَرَكَ نَبِيّ
يَتَنَدَّى زُرْقَةَ الفضَاءَاتِ المُلْتَاعَةِ
قَسْرًا
وَيَحْمِلُ دُعَاءً مَرْهُوْنًا بالخَسَارَاتِ ,
هَا أَنَا أَتَصَبَّبُ القَوَافِي
حَرْفًا بَعْدَ حَرْفٍ
وَنِبالُ وَصْلُكِ المُلْقَاةُ عَلَى مَدِّ شَهْقَتِي
سَأَنْتزعُهَا عَمْدًا
فِي يَوْمِ العِيْدِ................

نِبالُ الوصلِ / أحمد الكناني / العراق

العدد الخامس لسنة 2018 فأنا المصلوب من غير صليب علاء الاديب


العدد الخامس لسنة 2018

فأنا المصلوب من غير صليب

علاء الاديب





ما ليلي لم يعد ليل سبات
ونهاري لم تعد فيه الحياة
..................
مالساعاتي طويلات كدرب
فيه ضيّعت جميل الأمنيات
.....
اتراني قد بلغت اليأس فيها
فحياتي ليس الا ذكريات
...........
تائه يجترّ ماضيه ليحيا
والغد المقبل في عينيه مات
....... ..
يومه داء ..شرود ..وانكسار
وضياع في دروب ضائعات
..............
من ترى الاقرب منّي لست أدري
وأنا المسلوب من عمر وذات
..............
وأنا المصلوب من غير صليب
وانا المقتول من غير رفات
...............
لا الوم الدهر يوما في ضياعي
خلف وهمي قد سبقت الخطوات
...............
لاتقيموا مأتمي لو متّ يوما
فلمثلي رحمة يوم الممات.
..................................

الجمعة، 6 يوليو 2018

العدد الخامس لسنة 2018 الى من فارقت في وطني علاء الأديب



العدد الخامس لسنة 2018

الى من فارقت في وطني

علاء الأديب



من لي بعيديَ بعدكم اتأملُ
ما ظلّ إلا هاجسٌ متطفِلُ
 
إنّي سأبقى شاردا بمتاهتي
مالي على وجه البسيطة منزلُ
 
لابيت لا اهلون لا فرح له
أشدو كغيري واغترابي معولُ
 
ماهمّني ان كان عيدي مقبلا
او مدبرا..بكليهما لا أحفلُ
 
من كان ناصبه الزمانُ عداءَه
لايرتجي عدل الأنام ويسألُ
 
هذا قضائي في الحياة وشيمتي
انّي بحكمك يا إلهيَ اقبلُ
 
فلربّما فرج يؤون أوانه
ويعود للوطن الحبيب مؤملُ
 
وهناك تبتسم المنى في غبطة
والعيد يفرح بالعراق ويحفلُ


العدد الخامس لسنة 2018 همسات علاء الأديب


العدد الخامس لسنة 2018

همسات علاء الأديب
 







قبليني
ودعيني من شفاه الورد أمتصّ الرحيق
أنظم الشعر حروفا من عسل
قبليني عندما تغرب شمسي
كي أقضّي الليل في دفء الأمل.




 حبّكِ مأساة المأساةِ وبداية كلّ نهاياتي
وطريق تهت بأوله ضيّعتُ الحاضر والآتِ






 ابتسم لا تتعكر
كلّ يوم حين يمضي
ابدا لا يتكرر
لاتبالِ لو رفيق قد تخلّى
أو مكان قد تغيّر
هذه الدنيا كدولاب كبير
فتصوّر.





 من مكان لمكان
يحمل الاوجاع قلبي
وبقايا ذكرياتي
رحلة عمري
وترحال حياتي
ووحيدا دائما قلبي يسافر