العدد العاشر لسنة 2017
نداء الأقصى
للشاعر زهير شيخ تراب
يا قوم هبوا ألا وليقرع الجرس
فالفجر منبلج والحق منبجس
نادى المنادي فيا قومي كفى وهناًً
الله أكبر جد الجد فاحترسوا
هبوا دفاعاً عن الأقصى وصخرته
لا خير فينا إذا ما طالها الدنس
هذا التراب الذي يُغتال واعجبي
الله طهّره وارتاده النجس
صال اللئيم به , والعقد منفرط
فاستسهل الصعب ظن الأسْدِ تُفْتَرس
تبت يداه وخاب الفأل ماصنعوا
فالطفل فينا عتيّ مقبل ضرس
تلك البقاع على أهدابها صفعت
يا حسرتاه فأين الجند والحرس
طال الرقاد بنا واستكثر الوهن
حتى استبيح هناك المسجد القدس
فالعرض منتهك والفتك مستعر
والشر منتشر وانتابنا الوجس
واستمرئ الصمت والأفواه مطبقة
والقوم في شغل والنصر محتبس
والبعض قد جنحوا للسلم فاستلبوا
والآخرون نسوا فاستضعفوا ونسوا
يا قوم هذا عدو لا أمان له
إن يظفروا فتكوا أو عاهدوا نكسوا
إن يحكموا عصفوا أو يملكوا فسقوا
أو يتركوا هدموا أو يعتلوا درسوا
من ذا يصدق أن العرب سادتهم
صاروا العبيد وللأغراب قد نخسوا
نادى المنادي فما لاقى سوى جثثاً
وقرٌ بآذانهم أفواههم خرسوا
لكن شعباً على ثغر الغزاة نما
لو يستفزُّ ففي ساح الوغى شرس
فاستنطقوا الصخر والأشجار ملحمة
لم يجبنوا أبداً فيها وما يئسوا
زفوا الشهيد بألحان وأغنية
إثر الشهيد وما لانوا ولا خنسوا
لم يشتكوا يوماً جبناً ولا وهناً
إن يطلبوا حرباً لم تعيهم فرس
أما الأشقاء لم تفزع لنجدتهم
لكنما استنفر الأشراط والعسس
واستمنع الناس من قول ومن عمل
فكأنما ناموا أو ضمهم جدس
فليرعوي خجلاً من صدّ عن سبلٍ
لا يترك الحق إلا من به مسس
إما تناموا فمن ينقذ مدينتكم
ها قد طغى السيل والأوطان تختلس
قوموا انفروا فجياد الحق مسرجةٌ
وليضرم الكون من أنواركم قبس
يا رب معتصم منكم ومنتصر
يستجلب المجد والتاريخ يقتبس
حطين ما برح الأوغاد فوق ثرى
قدس العروبة قد عاثوا به وقسوا
ياقوم قد عظمت مأساتنا فلما
هذا التشرذم حيث الكل منغمس
فيما التخاذل والأوطان مضرمة
والساح محتدم والعدل منطمس
هذا أوان به للبذل متسع
لايعذر المرء حتى يصعد النفس
23/9/2001
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق