بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 28 يناير 2017

العدد 2 لسنة 2016 كأنثى العنكبوت٠٠٠ زكية المرموق

العدد 2 لسنة 2016

 كأنثى العنكبوت٠٠٠

زكية المرموق




التراب للماء
أنا منفاك يقول
لا عرش لك إلا هوامشي
وصداك
وما تبقى منك
زوائد فسفورية
كيف لحلزون لايرى ظلك
ان يقترف الحياة
بدون خوذة
ولا قرن؟
أمشي في الشوارع
والمسالك لزجة
لا عكاز لي إلا قوافيك
أنا العائدة من الوجع إلى الريح
ومن الريح إلى الصحو

سطر منسي أنا
اكل كل الحروف
كأنثى العنكبوت٠

ايها الموت
إن كنت ستأتي
فتعال في يوم بارد
لا يلد الشمس في النهار
تعال وحيدا
كجندي عائد من الحرب
ملطخا بك
واترك للمواقد حطبها
وللأحصنة سروجها٠

أيها الموت
إن كنت ستاتي
تعال بين السحر والفجر
جبيني صحن للغيوم
وجيبي مثقوب لا يحتفظ حتى بك
كيف أحشو ذاكرتي بالقبل؟

أيها الموت
ذلك الذي أوعز له
يمناه نبع
يسراه مصب
وقلبي يموت ويحيا بينهما
هو كتابي المفقود٠

يالله
كيف أرتل الان اغنيات الرحيل
شفتاي عاريتان
ذاك الشهد يرتعد
بين خطاي
هل أستدين من الراعي
نايه
كي أغسل من الغابة
كل هذا الضجر؟
يافانغوغ
خذ سنابلك الصفراء تلك
مصابة هي بتشمع الكبد
وشاحبة كوجه عاشقة أرقها
الانتظار٠

دعني
دعني استدين من بول غوغانpaul gauguin
فرشاته
كي امسح الضباب عن وجه الطريق
عن خريطتي
عن وسادتنا
عن ملامحك٠

زكية المرموق المغرب

العدد 2 لسنة 2017 .. زغب الحروف .. علاء الدين الحمداني


العدد 2 لسنة 2017

.. زغب الحروف ..

 علاء الدين الحمداني



كلما اشتد الغروب
ضاقت الرحاب بالجناح
يرتَّدُ الرجع في آذان الصدى..
يَنسَلُ عنوة.. كالرعود
يستبيح سكوني
تتوهج أشياعي
يتسرب النور من اصابعي
أسقي به ... شفاه الليل
يشربني الغسق
تميمة عشق
تشرئب الغفوة
بالوسن الشفيف
تضج بي الاسحار
يترنح في وجدي الحنين
أثلم الشغاف ...من نبل قلمي
علني أتوب
يتلفت قلبي اليها
يكتبها قصيدة رثاء
تُثير زغب الحروف
تضج بأشياعي
صداها لم يزل
يموج بمسمعي
تخفق نوازعي
بجناحي من هدأت السكون
فأتوسدها ...
ليلا ...
لا يحول .
********
. علاء الدين الحمداني .

العدد 2 لسنة 2017 ... ( المبادئ الهاربة ) ... رسول مهدي الحلو



 العدد 2 لسنة 2017

( المبادئ الهاربة )

رسول مهدي الحلو 





تحت تأثير الأفيون تعلّم إن الإستثناء من القاعدة يصلح لإستقطاب الصوت والصدى على تردداته  المختلفة وموجاته المتباينة طولاً وقصراً ولم يفتر لسانه بالشكر لزارع الأفيون ،
حملة تفتيش واسعة النطاق للبحث عن المبادئ الهاربة منذ إرتكابها جريمة العصر بأعطائها حق للشعوب في الرأي والاعتقاد ولازالت مبرزات الجريمة تحملها الرايات واللافتات ومكبرات الأصوات ،
تغيرت خارطة البلد بعد سنين طويلة من حفظها عن ظهر قلب ليكون الشمال تحت السهيل والجنوب يعامد الجدي مما حدا بالطيور أن تهاجر بما لاتشتهي الأجنحة إلى ضياعها الأخير .


رسول مهدي الحلو .
العراق .
2017 / 1 / 16 .

الثلاثاء، 24 يناير 2017

العدد 2 لسنة 2017 .. بعد اللقاء الأخير .. نهى عاصم



العدد 2 لسنة 2017

بعد اللقاء الأخير

نهى عاصم




بعد اللقاء الأخير
حادثها الحبيب
أنه مضطر
لسفر بعيد فيه
سيغيب ولا يعلم
متى سيعود
وودعها على
أملٍ بلقاء ..
كتمت دموعها
وحادثته بحب
وطمأنينة قائلة:
كل أمرنا
يا حبيبي مكتوب
ولعل هذا
يضرم نيران
الشوق في
قلوبنا
فيحلو لنا
بعده اللقاء..
ثم غاب عنها
وجلست تلوم
نفسها وتقول:
لو كنت بقيت
لحظات أخرى
في أحضانه؟
لو كنت احتفظت
بمنديل ورقي
عليه آثار عطره؟
لو كنت سألته
قبلة أخيرة
لربما هانت
علينا كلمة :
إلى اللقاء ..
لو كنت سألته
أن يراقصني
رقصة جنون
لهو أطفال
حكاية من
حكاياته
نكتة حتى
ولو كانت قديمة
لربما كنا
اقتنصنا هذي
الذكريات تؤانسنا
حتى يُكتب
لنا من جديد
حلو اللقاء ..

العدد 2 لسنة 2017 خَريفُ الجَنَّةِ ... مهدي سهم الربيعي

 العدد  2 لسنة 2017      

خَريفُ الجَنَّةِ
 
مهدي سهم الربيعي


=====================
عَلَامَها أُميّ..
وَجهها مُصفرٌّ كا لشَّمع
عَيناها الوَقُورَتانِ تَحبِسانِّ دَمعَتينِ مُتلَألئتَينِ
تَنتحبُ بِهدوءٍ لا يَخرقهُ سِوى ضَرباتِ قلبِها الهرمِ
بِرتابَةٍ قاتلةٍ
عَاصِفةٌ تُرابيَّةٌ.. لَا تنفَّكُ تَنفُثُ أَتربَتها لِتَملأ أَعيٌننا
وتُزكُمُ أُنوفَنَا برَوائحٍ اِعْتَدْنَاهَا
رَغَمَ اِنْعِدامِ الرُّؤيا
أَبصرَتْ أُمِّي كُلَّ الطُّيورِ العائدةِ
وَالحمَّامُ الزَّاجلِ تَصْطَفقُ أَجنحتُها
قُربَ أَعشاشِها الآمنة
الْأصدقَاءُ يَنكمشونَ على بَعضِهم
يَمنَعونَ مَلابِسهُمْ المُتَطايرةِ منَ الظُّهورِ
كَيْ لَا تَفْضحَ وَجودَنا
قلقٌ يَفْترِسُ أَعصَابَنا
الخوفُ يُعمقُ رَغبتَنا في ما نَعجزُعنهُ
أُمنِياتُنا تَرتعشُ واهِنةً في نُفوسِنا تارَةٌ
وتَقِفُ عَنيفةً تارَةٌ أُخْرى
لِتَضِجَّ بِقَلَقِ أُمِّيِّ المُبرَّرِ
لَا يزالُ القدرُ يَحُكُّ انفَهُ الطَّويلَ
مُلَوِّحاً بمُفاجَأَةٍ
ما يَجْعلُني اَحْتَرقُ حِقدا
إشاراتٌ مُهِينَةٌ تَصفعُ مَشاعري
تَنْغرِزُ كَمَساميرٍ حادَّةٍ في جَسَدي
أَشعرُ بِالدَّمِ يَغُورُ في رَأْسي
يَكَادُ يَخْنِقُني
أَشعرُ بِسقوطِ أُمِّي
لِيَسْقُطَ قَلبي على الْأَرْضِ
لَا أَملُكُ إلا..دَفنَ وَجْهي بَيْنَ يَدَيّ المُرْتَعِشَتَيْنِ العَاجِزَتَيْنِ
كأَنَّ عَصَا مَنْقوعَةً بِالماءِ المَالِحِ وَالزَّيْتِ تَضْربُني
خَرِيفٌ يُنبِّئُ بمحارقَ أَضلُعِها
أُمِّي حَطبٌ منْ شَتاتٍ
أُمِّي صَدَى أَوْجَاعٍ صامتَةٍ
صَمَّاءُ لَا تُتقنُ سِوى الإيماء
أَوْ كَشفَ رَأْسِهَا لِلسَّماءِ
أُمِّي أَيْقونَةٌ مُبارَكَةٌ.. اِنْحَدَرَتْ منَ اُرْضِ الطِّين
( العَشْرَات وَأَبو سَبع) _1_
=====================
1- منطقة تقع في اهوار العراق \ محافظة ميسان \ التي تنحدر منها أمي..
مهدي سهم الربيعي \\ العراق \\

العدد 2 لسنة 2017 تجلي عامر العيساوي

العدد 2 لسنة 2017

تجلي
 
عامر العيساوي




...........................................
.
نضبت شفاهي ،
حين أدمنت الكرى
والنور ،
أبعد عن سكون
الميت
.
شفق يلم شتاته
من أدمعي
شهق المساء ،
وما تخفت
نجمتي
.
اني حملت
من الشموس مشاعلآ
ومضيت ،
حيث النور يملأ
مقلتي
.
لا شمس تدنو
من فضاء يمامة
لا روح
تسري في قباب
القبلة
.
حواء ،
ترقص في دمي
مختالة
وظلالها
قبس يضيء
بوحدتي
.
غبش على طرقات
ظل شائخ
والبحر ،
ينقش لونه في
بهجتي
.
يا أيها الليل المدجج
بالكواكب ،
سر إلي ولا تغادر
ليلتي
.
خذني ،
الى روح الغياب
ودلني
كيف الوضوح
اذا إدلهمت
رؤيتي
.
كيف استباق الخطو
في هذا المدى
والوقت ،
يلهث بآشتباك
الخطوة
.
كيف البلوغ
الى المراقي دفعة
والروح ،
تشعل في الخرائب
مهجتي
.
لا وقت ،
يمنحني جلاء
حقيقة
لاعين تبصر ،
في خفاء
الظلمة
.
تتبدد الأشياء في
تكوينها
وتعود تسري ،
في هطول
الغيمة
.
صمتي غياب للضياء
اذا اختفى
شجر ،
بصحراء الرمال
حقيقتي
.
البعد يدنيني
اذا جف اللقا
والشمس ،
تسكن في اخضرار
الشرفة
.
شغف يداعبني
بروح سحابة ،
والشمس ،
أحلى في سماء
الزرقة
.
وعدي ،
بإني ها هنا
في جنة
من ذا يغادر
من لذائذ
جنة ؟!!!
.
...............................
شعر : عامر العيساوي

الأحد، 22 يناير 2017

العدد 2 لسنة 2017 .. منذ البداية .. إحسان الموسوي البصري

 العدد 2 لسنة 2017

منذ البداية 

إحسان الموسوي البصري





منذ البداية..
جربت
أن
أتحدث ... بصمت
أن
أحلم بروح ...... طفلة
أن
أفضفض ...... بلغة الكتمان
أتنفس..
الحياة من أعماقي
منذ
سنين ... مضت
وأنا..أطوي المسافات .. لملاقاتي..
أتوق ... لمجالستي
أن..
أستمع إلي..بشغف
أتأمل ..جمال الحقيقة على .شفتي
لم..تمنعني حواجز المستحيلات
من بلوغ.....نشوتي
هنا ..أجد السعادة الأبدية
هنا.. ينتابني شعور بالسمو ..
لأول ........................مرة
الروح ..حرة طليقة.........هنا
بدأت ..
تتحرر ...من الظلام ...القاتم
تذوب
على..
حافة الصيرورة
لقد..
بدأ ... العد العكسي
ستبدأ ....اللعبة من جديد

العدد 2 لسنة 2017 .. الشفق الذبيح .. زهير شيخ تراب


العدد 2 لسنة 2017

الشفق الذبيح

زهير شيخ تراب 




تلك الارواح المتصاعدة
وهي تتهادي تحت الشمس
بلونها القاني
ترسم في الافق
الشفق الذبيح
............... .... .....
الشفق الذبيح
اني الذبيحة
لم أزل أرمى بآلاف السهام
جسدي حرام
ودمي حرام
وفتات لحمي يرتمي نثراً
من فوق مائدة اللئام
عظمي تشظى في أباطيل الدعاة
وتناوبنتي في المدى
كل المُدى
سيف وشاة
نقفور عاد
يتحسس الضعف الذي ينتابني
من جهل أبنائي
يجري
وخلف حصانه كل الكلاب اللاهثة
جاؤوا من الأفق البعيد
ليفعلوا مالم يكن
في عهد هارون الرشيد
ولا الوليد
حتى ولا عبد الحميد
جاؤوا تتارا
أو مغولاً
أو فرنجة
من خلف أستار الظلام
من عهد أبرهة الرجيم
فتحوا صحائف قينقاع
وتمتمات الأسود العنسي
وأبي لهب
اليوم ايقظهم مسيلمة اللعين
ليكون حمال الحطب
فاستل حقدهمُ
ملايين الرماة
والى بلاد الطهر جاؤوا مسرعين
أهو اليقين
أم أن ما دفع الغزاة
إلى الجحيم
حقد دفين.
2
مازال يصعد من ينابيعي
بخار في السماء
من كل قطرات النجيع
ليلونَ الأفق الرحيب
ليشكل الشفق الجميل
ويزين الدرب الطويل
للدارجين على المعارج
يوم أن آن الرحيل.
وأنا هنا
من تحت اكداس الرماد
سأنتشي
وأسبل الخصلات
من شعري الطويل
بأشعة الشمس البهية
مثلما ترجو الصبية
على خدود أترجة
برائحة زكية
من أرض دار مشرقية
في حواري القيمرية
ومن جوار الساكنين
في قصر اموية
من روابي الصالحية
من حول سور لم يزل
يابى الدنية
سأفوح
مثل البان
ارواحاً زكية
وأعطر الأحياء من زهر البنفسج
أو ياسمينٍ
أو وردة الجوري الندية
او شقشقية
أبقى
ليبقى الكون
أو يفنى
إذا ما مس أحيائي
وابنائي
بعض من أذية

زهير شيخ تراب

الخميس، 5 يناير 2017

العدد 1 لسنة 2017 .. مقطع من رواية (حنين) .. عفاف السمعلي




 العدد 1 لسنة 2017

مقطع من رواية (حنين)

عفاف السمعلي





ما أجمل الشعر وما اشدّ قسوته حين احتاجه يهرب مني ، ينفلت من بين أصابع زمني؛ وزمني أنا..هو أن أكتب.....أن أكتب أن ألفّ جسدي بزهريات من قصائد وروايات انثرها كالياسمين. أسدلت جسدها المتعب على المقعد،وكما عهدت نفسها كل مساء أخذت أجندتها ورسمت بعض الخربشات هنا وهناك في انتظار أن تمطرها السماء سمكا من المفردات لحياكة قصيدة.
  
سبحت بنظراتها مع حبات الياسمين التي تطل عليها باحتشام شديد بعبقها الشهيّ وسحرها النديّ، الّذي يتناغم مع تدفق الدم في شرايينها. كان القلمُ مجروحا والذاكرة تدفعها لتحولها إلى فصول وأيام . تناولت فنجان القهوة ،ترشفت- مُرّة- نسيت كالعادة السكر.لكنّ طعمها المرّ دفعها للكتابة أكثر. شجرة الياسمين المطلة على شرفة غرفتها ترحل بها إلى حيث الحلم يتوسد أقباء الصمت.

شذاها يتسرب بنعومة إلى مسامها فتنتشي.شغّلت حاسوبها لتسمع أغنية (حليم )-قارئة الفنجان- الّتي كلّما استمعت إليها اصطدمت مشاعرها بجدار الحياة ..كان المساء يغتسل تحت زخات مطر صيفية ،والحديقة التي تغمرها بعطر شجر ألارنج والليمون تهز أوتار روحها. طائر الخطّاف الذي عشش في الفرندة يزيدها دفئا. بدأت الشمس تتمايل نحو الاختفاء، مبعثرة شعرها الناري على وجنتيها فتأسرها حبيبتها لحظة غروبها.
 ضاعت شمس حافية عارية كلماتها كما يشتهي حلمها خاطبت ذاتها ,قلمها ,حبرها ,أريد أن أنكتب فالقلم لا يراوغ أحرفي لا يكتبني زيفا بل يترجمني. في هذه اللحظات وهي تجادل الشرود لمحت طيفا بهيا بين بتلات الياسمين.

أغمضت عينيها وفتحتهما وأغمضتهما وفتحتهما...؟ لكنّه على خدود الورد قد رُسم ..يرمقها بنظرة لم تفهمها لكنّها أسعدتها. مسكت رأسها بين يديها مستغربة قدومه في هذا الوقت ..هذا الزمن.. وكالطفلة دسّت رأسها بين أحضان أجندتها تخفي بعضا من خجلها مع الخربشات والأوراق. تسترق النظر إليه...كانت عيناه تبتسمان لها؛ رغم مسحة الحزن التي تطفو على مقلتيه....وبين حفيف أوراق الأشجار وخشخشة أساور الكون حملت النسائم حروفها إليه: "جاثية على زجاج الغياب تنتظر غيمة ماطرة تمنحها ما سلبها الخريف عشتار يا مناهل الحب تموز وطن ضائع يحتسي العذاب تستحمين في مآقيه ليلا نهارا تعزفين على أوتار روحه انثري شذا وردك كي يولد من جديد أجمل" تسرب صوته إليها بنبرة حنونة :سيدتي :"أتسمحين أن نتجاذب بعض الحديث؟؟ أدبه ولطفه جعلاها تتجاوز ترددّها .

سألها :"ماذا تخطّ أناملك من زهر على تلك الوريقة ؟؟
قالت: محاولة.. مازلت أنتظر سمكي. ابتسمَ..داعبتها ابتسامته. تناول حروفَها ..تسللت إلى قلبه كنسمة صيف.غاص في عمق كلماتها، أعجبه بعد موجها وفلسفة الذّات .بعد أن أنهى مديح باقتها نظر إليها وقال: " القصيدة رائعة لكن لا أظن أن الشاعرة كانت تقصد ماذهبتُ إليه في تحليلي. أذهلتها جرأة جوابه .غضبت ..كظمت غضبها بين بتلات نرجسيته . سألته أتحب الشعر.؟؟ آه قال ومن لا يحب بهاء الكلمات واللغة حين تكون عروسا.؟

 والموسيقى ماذا تمثل لك؟؟                               
 الموسيقى لغة الشعوب ونغم النفوس .
والوطن ؟
قال بصوت يحمل حشرجة البكاء كلّ الأوطان أوطاني ووطني جرح في دمي القاني ".أنا من جارت الدنيا ولم يأبه .أنا من مزقت أحزانه قلبه. وما قد هان أو أذعن. فجرح القلب خلاّ صار لو أزمن" ...عادت أدراجها  ووشجت الكلمات بين شفتيها فلزمت الصمت . يا الله من يكون ؟؟ إنّهُ يغزو أفكاري ويداعب أوتاري.. إنّه يعزف قيثاري...وتزاحمت الأسئلة بداخلها تطلب الإنعتاق. همس بصوته الدافئ :شمس أنا هنا ..أين ذهبتِ ؟
واحتقنت وجنتاها. لقبّها بالشمس دون أن يعرف شكلها ولا ملامحها. وارت حياء الأنثى وراء ضحكات متتاليات تتجاوز بها هذا الغزل الأنيق.

هاي.. يا قمر ...لقبته بالقمر.
وكتبا أول سطر من وثيقة الصداقة المفعمة بالطهر ،والنبل...تبادلا الأشعار،تبادلا الأغنيات، حليم ،أم كلثوم ،كاظم... (هل عند شك إنّك أحلى وأغلى امرأة في الدنيا؟؟) .


العدد 1 لسنة 2017 غربةُ الروحِ ...قاسم سهم الربيعي

العدد 1 لسنة 2017

غربةُ الروحِ
قاسم سهم الربيعي




عامٌ اِنقضى
وأنتَ مازلتَ مُكبلاً
بقيودِ الوحدةِ وعتمةِ
السديمِ…
عامٌ اِنقضى وأنتَ
حبيسُ جدرانٍ وغرفٍ
موصدةٍ…
عامٌ اِنقضى..
لاسلوى غيرُ هموم
ودموعٍ تحتضنُكَ…
عواصفٌ تجولُ برأسِكَ..
خيوطُ ذكرياتٍ تقرعُ
طبولَها في جمجمتِكَ
الخرفةِ…
وحشةٌ تبعثرُكَ حدَ الضياعِ…
من يبددُها ؟...
بمن تلوذُ وقد اِنفضّوا عنكَ..
بمن تَتَأسى ؟..
بحروفٍ تنزفُ وجعَكَ..
أم تسبحُ في بحرٍ من السرابِ؟…
كفكفْ دموعَكَ واقصرْ
أيها الجبلُ..
معاولُهُمْ تثلمُ سفحَكَ
وماثَلَموا…
غيضَ معينِكَ ..
جفَ الضرعُ..
أقحلتْ رياضُكَ ..
ذبلتْ أزهارُكَ..
غادرَتكَ الفراشاتُ..
تحومُ حولكَ الدبابيرُ ..
أفُلَ نجمُكَ…
أتظلُ قابعاً في دياجيرِ المثاليةِ ؟..
أيُ فضيلةٍ دون رغيفِ خبزٍ يسدُ
رمقَ بطونٍ خاويةٍ ؟!..
يُفَثّيءُ لهثاتِ أفواهٍ فاغرةٍ ؟!..
ستسقطُ الفضيلةُ في براثنِ الخطايا !…
غَمْغِمْ ..غَمْغَماتُكَ لا تتعدى
حنجرَتَكَ ؟..
اَطلقْ قهقهاتِكَ الهيستيريةِ..
إصرخْ ..
إصرخْ..
إصرخْ..
ما أشدَ الغربةِ حينَ تحطمُ
جدارَ البوحِ ؟!..
وتُبيحُ الألمَ؟! ..
ياوحشةَ الروحِ؟!…
قاسم سهم الربيعي

العدد 1 لسنة 2017 *لا تصدّق* حسن ماكني



العدد 1 لسنة 2017

*لا تصدّق*

حسن ماكني



----------
لا تصدّق كلّ المرايا الّتي عاصرت وجهك
لإن لوّثها غبار السّنين
لن ترى فيك غير حزنك
……........
لا تصدق كلّ من هام بحبّك
يرحلون كغيرهم
سوى قلب أمّك
……........

لا تصدّق
لا تصدّق كلّ الأدويّة
لا تصدّق وصفة الطّبيب
لن يشفيك بعد الله
غير جرحك
…….........

لا تصدّق
لا تصدّق كلّ العلامات
فلا منير لك في الظّلمات
غير قلبك
……...........

صدّق…
صدّق بأنّك جئت
وستمضي وحدك
ففي الظّلماء تصحو على فوضى السّكون
لا صدى يرجع صوتك
ولا من يشجيه بوحك
سوى ظلّ غريب
يفتش عنك كي يستردّك
.....................

صدّق...
صدّق....
صدّق....

العدد 1 لسنة 2017 .. أدباء منسيون من بلادي (الشاعرة رباب عبد المحسن الكاظمي) .. علاء الأديب


 العدد 1 لسنة 2017

أدباء منسيون من بلادي (الشاعرة رباب عبد المحسن الكاظمي)

علاء الأديب




*التقديم:
لفتت انتباهي وأنا ابحث عن أدبائنا المنسيين صورة لفتاة تقف الى جانب شاعر العراق العراق والعرب المرحوم الشيخ عبد المحسن الكاظمي رحمه الله.
وبعد البحث وجدت انها صورة لكريمته الشاعرة المرحومة رباب عبد المحسن الكاظمي.
فأثارت تلك الصورة عندي الرغبة في البحث عن هذه الشاعرة التي قد نساها الكثير وقد لايعرفها الكثير.
وما أن بدأت البحث حتى ازداد يقيني بأن العراق منجم من الكنوز لاحصر لها ولا عد.
دعائي أن يوفقني الله في البحث عن تلك الكنوز واعادتها الى ذاكرة الجيل قدر ما استطعت ومن الله التوفيق.
علاء الأديب

الاسم والولادة
.......
هي الدكتورة رباب البنت الكبرى لشاعر العرب وشاعر الارتجال عبد المحسن الكاظمي ابن الكاظمية ببغداد. ومن أم تونسيّة.
ولدت في القاهرة في الثاني والعشرين من آب سنة 1918م . بعد لجوء والدها الى مصر هربا من تهديد الاحتلال العثماني له لمواقفه الوطنيّة والقوميّة.

نشأت الشاعرة وحيدة لأبويها بعائلة فقيرة .لكنّها تألقت بما استقت من والدها من علم وأدب .
زواجها وأولادها:
...................
تزوجت الشاعرة من قنصل العراق بالإسكندرية الدبلوماسي حكمت الجاد رجي عام 1939
وولدت منه ولدها الذي اسمته على اسم والدها الشاعر عبد المحسن وقد رزقت عام 1947 ببنت اسمتها لبنى.

دراستها :
.............
التحقت بكلية طب الاسنان في القاهرة سنة 1946
بعد ذلك انتقل زوجها من الاسكندرية الى باريس فحولت دراستها الى جامعة باريس فتخرجت طبيبة اسنان سنة 1950
صحبت زوجها الى اميركا فعملت في مستشفى جورج تاون في واشنطن وحصلت على شهادة اختصاص في امراض اسنان الاطفال واخرى من جامعة هاورد.
في شهر آب عام 1954 عادت الشاعرة الطبيبة الى بغداد حيث تعين زوجها مديراً عاماً بديوان وزارة الخارجية وعينت الشاعرة طبيبة في مستشفى الطلاب ببغداد وفي عام 1955 اصبحت رئيسة قسم طبابة شعبة الاسنان.
بعد ذلك غادرت العراق نهائياً وأقامت مع ابنتها لبنى في بريطانيا.

رباب والشعر :
.......................
بدأت رباب نظم الشعر بسن مبكرة .وكان شعرها يتسم بقوته وجزالة الفاظه وكانت اغلب قصائدها قصائد وطنيّة وقومية متأثرة بوالدها الذي كان مثلها الأعلى انسانا وشاعرا.
غير أن مايؤخذ عنها بأنها كانت مقلّة بنشر ما تنظمه من الشعر وما تكتبه من النثر.

علاقة الشاعرة بأقرانها من جيلها
....................................

تعرفت الدكتورة رباب الكاظمي على شخصيات علمية وأدبية في مصر والعالم العربي ، ففي مصر عندما استقر والدها الشاعر عبدالمحسن الكاظمي ووثقت صلته بفرسان البلاغة ( البارودي وعلي يوسف ، والرفاعي ، واحمد شوقي ) وعلى رأس فرسان الدين ( الامام محمد عبدة ) وعلى رأس السياسة ( سعد زغلول ) وغيرهم الكثير ، فقد تعرفت الدكتورة رباب على تلك الشخصيات مما جعلها تحتل مكانة علمية وأدبية ، فاتجهت لنظم الشعر على صفحات الصحافة المصرية كالأهرام ، كوكب الشرق والمساء ، وكانت الدكتورة رباب مخلصة ووفية لزوجة سعد زغلول بعد وفاة زوجها وقالت فيها شعرا ينبعث منه الصدق في الوفاء والإخلاص والمحبة
يقول فيها الناقد الشاعر صالح جودت : تأثرت رباب الكاظمي بروح أبيها لولا تلك الروح الرقيقة التي تبدو في شعرها لكن ديباجتها العربية هي من النماذج العالية للشعراء لا للشاعرات.
دواوين والدها :
....................
جمعت رباب دواوين والدها الأربعة بمجلد أنيق باللغات التي تتقنها (الإنجليزية – الفرنسية – الروسية).
والعربية طبعا ..

الإنتاج الشعري
....................
- جمع عبدالرحيم محمد علي شعرها وبعض كتاباتها النثرية - رسائل أو لقاءات - ونشرها في كتابه: «رباب الكاظمي» المطبوع في النجف (1969)، وشعرها ينبسط على نحو سبعين صفحة من الكتاب (ص49 - 126)، ويعود تاريخ القصائد إلى ما قبل وفاة والد الشاعرة (1935) وقد ألقى هذا بظلال من الشك في نسبة القصائد إليها، وأنها صوت أبيها، وثمة قصيدة وحيدة وجهتها إلى جمال عبدالناصر، لا تعطي قناعة بوجود موهبة جادت بقصائد من قبل.
تتجاوب أشعارها مع مجريات الحياة في مصر، ومناسباتها الوطنية والسياسية، وفي هذه القصائد قوة لفظ وإحكام معنى وتماسك بناء وجلالة تصوير.. وتمجيدها لسعد زغلول يختلف كثيرًا عن تمجيدها لعبدالناصر، فهل هو فعل الزمن وفروق الحالات النفسية، أم أن يدًا كانت تتدخل بالتهذيب والمراجعة؟!

وفاتها :
...............
توفيت الشاعرة في بريطانيا عام 1998.

نماذج من شعرها:
............................
أنت الهدى

عـلـمُ الجهـادِ عـلـــــــــــــــيكَ ممتدُّ

بندٌ يرفُّ بجنـبـــــــــــــــــــــهِ بندُ

وشمـوسُه فـي الكـونِ مشـــــــــــــــرقةٌ

يبـدو سنـاهـا أيـنمـا تبـــــــــــــدو

أنـتَ الهُدى إمّا دنــــــــــــــــا ونأى

أنــــــــــــــــتَ الجلالُ يروحُ أو يغد


فجـمـالُ وجهكَ مـــــــــــــــــا له شَبَهٌ


وجلالُ قـدرِكَ مـــــــــــــــــــا له حدّ

النـاسُ تستبقـي رضـاكَ لهـــــــــــــــا

والأفقُ لا برقٌ ولا رعــــــــــــــــــد

يـومَ الجهـادِ شذاكَ عـاد بــــــــــــــه

بـيـن الريــــــــــــــاضِ الغارُ والرَّنْد

مـا قـابـلـتْكَ الريحُ نــــــــــــــاديةً

إلا وفـاحَ الطــــــــــــــــــيبُ والنَّدّ

فإذا بعـدتَ فـوِردُنـــــــــــــــــا غُصصٌ

وإذا دنـوتَ فعـيشُنـــــــــــــــــا رغد

الـبعـدُ قـربٌ أنـــــــــــــــــتَ تُنشئُهُ

والقـربُ إن لـــــــــــــــــم تُنشِه بُعْد

ودّ الكريـمُ لقـــــــــــــــــاكَ مغتبطًا

وقَلى لقـاكَ الألأم الــــــــــــــــوغْد

فـنـواظرُ الأحـبـابِ شـــــــــــــــائمةٌ

وعـيـونُ أعـداءِ السنـــــــــــــــا رُمْد

ولقـد تقـابـلَ مـن هـوًى وجــــــــــــوًى

فرحُ القـلـوبِ لـديكَ والـوجـــــــــــــد

فـالنـورُ ذا بـيـنَ الــــــــــــورى قبسٌ

والنـارُ ذي بـيـن الـحشــــــــــــا وقْد

هل كـان عـندكَ يـومَ عُدْتَ لنـــــــــــــا

ذكراكَ فـيـهـا الصـــــــــــــابُ والشهد

الصـابُ قـومٌ فـيكَ قـد هـزلــــــــــــوا

والشهدُ قـومٌ فـيكَ قـد جــــــــــــــدُّوا

وجلالُ قـدرِكَ مـــــــــــــــــــا له حدّ
النـاسُ تستبقـي رضـاكَ لهـــــــــــــــا

والأفقُ لا برقٌ ولا رعــــــــــــــــــد

يـومَ الجهـادِ شذاكَ عـاد بــــــــــــــه

بـيـن الريــــــــــــــاضِ الغارُ والرَّنْد

مـا قـابـلـتْكَ الريحُ نــــــــــــــاديةً

إلا وفـاحَ الطــــــــــــــــــيبُ والنَّدّ

فإذا بعـدتَ فـوِردُنـــــــــــــــــا غُصصٌ

وإذا دنـوتَ فعـيشُنـــــــــــــــــا رغد

الـبعـدُ قـربٌ أنـــــــــــــــــتَ تُنشئُهُ

والقـربُ إن لـــــــــــــــــم تُنشِه بُعْد

ودّ الكريـمُ لقـــــــــــــــــاكَ مغتبطًا

وقَلى لقـاكَ الألأم الــــــــــــــــوغْد

فـنـواظرُ الأحـبـابِ شـــــــــــــــائمةٌ

وعـيـونُ أعـداءِ السنـــــــــــــــا رُمْد

ولقـد تقـابـلَ مـن هـوًى وجــــــــــــوًى

فرحُ القـلـوبِ لـديكَ والـوجـــــــــــــد

فـالنـورُ ذا بـيـنَ الــــــــــــورى قبسٌ

والنـارُ ذي بـيـن الـحشــــــــــــا وقْد

هل كـان عـندكَ يـومَ عُدْتَ لنـــــــــــــا

ذكراكَ فـيـهـا الصـــــــــــــابُ والشهد

الصـابُ قـومٌ فـيكَ قـد هـزلــــــــــــوا

والشهدُ قـومٌ فـيكَ قـد جــــــــــــــدُّوا

إلى الفردوس قائدها يؤول
في رثاء سعد زغلول

أبـي سعـدٌ، ومـثلُ أبـي قـلــــــــــــيلُ

وأمّي مـصرُ، فهـي بـه ثكـــــــــــــــولُ

أبـي سعـدٌ وأمـي أمُّ سعـــــــــــــــــدٍ

بنـاءٌ تستخـفُّ بـه الـحـمــــــــــــــول

يـمـيلُ هـوايَ بـي لأبـــــــــــــي وأمّي

وكلُّ هـوًى بصـاحـبـه يـمـــــــــــــــيل

ومـا فـي النـاسِ مـثلُ أبـي وأمـــــــــي

أمتُّ إلى ذراهُ وأستطـــــــــــــــــــيل

دنـا الأبـوان لـي فأبٌ تُنـــــــــــــابُ

بـه أيّامُهُ وأَبٌ عـلــــــــــــــــــــيل

مقـيـمٌ ذا عـلى ألـمٍ مضـــــــــــــــيضٍ

وذاك نجـا وقـد حـلَّ الرحــــــــــــــيل

ولـي أُمّانِ أمٌّ لـيس تفـــــــــــــــــنى

وأمٌّ غالَهـا مـن قبـــــــــــــــــلُ غُول

فـواحدةٌ تعـيش مع اللـيـالـــــــــــــي

مــــــــــــــــــــــوطّدةً وواحدةٌ تز

أعـائشُ لـو بقـيـتِ لـمــــــــــــا تبقّى

عـلى سعـدٍ لعـيشكِ مـا يُطــــــــــــــيل

أيـا أمَّ الربـابِ ثقـــــــــــــــي وقَرّي

فإن أبـا ربـابكِ بـي كفـــــــــــــــيل

وإنّ اللهَ حسبـي يـوم تَنْتـــــــــــــــا

بُنـي الجلّى ولـي نِعْمَ الـوكــــــــــــيل

فلا واللهِ لاتـنسـاكَ عـيـنـــــــــــــي

ولا يـنسـاكِ قـلـبـي والغلــــــــــــيل

لأنـتِ كلاهـمـا عـيـنـي وقـلـبـــــــــي

وللـحـالـيـن مـن لهـبـي محـــــــــــيل

يـدوم لنـا عـلى الـدنـيـا هـنــــــــاءٌ

ثكـــــــــــــــــــــــــــــــــــول

نصدّقُ والأمـانـي كـاذبــــــــــــــــاتٌ

ونلهـو والـحتـوفُ بنــــــــــــــا نزول

ألـم تـرَ كـيف نـوّحتِ الرزايــــــــــــا

وقُلّصَ ذلك الظلُّ الظلـــــــــــــــــــيل

فـمـن ذا يـوقـظُ الشــــــــــرقَ اعتزامًا
إذا مـا مضّ بـالشـرق الخمـــــــــــــول
رحم الله الشاعرة واسكنها فسيح جنانه.

علاء الأديب
تونس – نابل

الأربعاء، 4 يناير 2017

العدد 1 لسنة 2017 .. حلم في يقظة التراب .. فراس جمعة العمشاني


العدد 1 لسنة 2017

حلم في يقظة التراب 

فراس جمعة العمشاني


_________________________________
في الفراغ الأسود .. من عالم منغلق الجدران .. تضحك شهقة .. ملقاة على فهارس جامدة .. ترضع الإحتضار .. من أثداء الاشتعال .. تنبت شتلات الشقاء .. على أسيجة منامي .. أبوابي المخرّمة .. فُتحت على مقاس حلم تائة ..وتثائب يتمخض .. يأكله جراد الذكريات ..خوف متجمد .. في زوايا الدمع .. لا وجود لخيوط الضوء .. في ملحمة الظلام .. نوافذ معطوبة الأمل .. ألحقائب تتعكز على قطارات الأحتراق .. وجع لاهث الخطى .. أنهكته سلالم الصعود الى القدر .. أطرّز من الكبرياءِ .. سجادة تهجد لمحرابِ همجيتها .. أُرقِّع بقايا العمر بتعاويذ الصبر .. يخضرُّ من مراياي شيب شامخ .. تتراقص الأشياء بداخلي كالأهازيج جغرافيا اللهفة .. تمد جذورها إلى أقاصي الشفاه .. أحترقُ شُعلة في مخاضِ القبلات .. هل للرجوع معاول في يقظة التراب؟
فما أجمل البرزخ .. حين تكون جفونها
مقبــــــــرتي

____________________________________
فراس جمعه العمشاني / العراق

العدد 1 لسنة 2017 .. ( رغيف على الرصيف ) .. رسول مهدي الحلو

 العدد 1 لسنة 2017

( رغيف على الرصيف )

رسول مهدي الحلو




تناسل فقري وعوزي لينجبا جحوظ عيناي وبوماً عشش على هامتي هماً قد أسند ضلاله على أخاديد وتجاعيد سحقت نضارة الربيع لترفد الشجر ذبولاً واصفراراً ،
يمر عليَّ سيف الشروق لينحر مباهج الصباح وأغادر الغروب إلى عسوف الهوان والإرغام كأني لا أنتمي إلى مكان أو زمان في عالم الإمكان أو كأني بعُثت من رقدة اللحود بعد موت دام من السنين عقود شاهراً كفني المبضع بمرامي الإستحقار والإزدراء ، يقودني الإكراه إلى زحمة الحياة لأن البراعم لم تشتد والصلب لم يقم أنتظر الرغيف على الرصيف مستبقياً ماء الحياء وضاناً بنزر الكرامة فلم يسكن هياج القدر حتى أخذني إليه جسدا بلا رأس لأن الرصيف جذب العتاة وما يحملون من جراب الدماء بدل الرغيف .

رسول مهدي الحلو .
العراق .
2017 / 1 / 3 .

العدد 1 لسنة 2017 .. الارضيات ... اياد الخياط



العدد 1 لسنة 2017

الارضيات 

 اياد الخياط



--------------------
عشت الاحلام منحنيا
اطارد الاشباح
لقسوة الزمن
..
صراخ
يجلس على مكابح السيارة
صراخ
مستريح
الاصوات قد زقزقت النسيان
..
يداعبني كحلها
المنهمر
على قيود
منهمرة
على قيود
..
الافراح دفنت تحت الافراح
و احزان العيون
تغني اللحن الذي ساور بناء افكاري
..
على من ؟ اعتمد ؟
سرائر الدنيا
تملأ
ارضيات قاحلة
تنتظر هرمها المليار ...

العدد 1 لسنة 2017 .. الحذر الحذر ..دقّ ناقوس الخطر .. بقلم : علاء الأديب


 العدد 1 لسنة 2017

الحذر الحذر ..دقّ ناقوس الخطر
 
 بقلم : علاء الأديب




الأمة العربية برمّتها أمام خطر محدق كبير بها يفوق خطر الإحتلال والهيمنة الغربية من النواحي العسكرية والأقتصادية والسياسيّة .
إنّها أمام خطر نار فتنة طائفية كبرى قد تأتي على الأخضر واليابس فيها بسبب آخر التطورات التي تحدث في دول الشرق الأوسط العربية واتي يعزى سببها إلى ما هو معروف للجميع للأسف الشديد .
وهنا أريد أن ألفت انتباه جميع اخواتنا واخوتنا في كافة الدول العربيّة بعدم التحامل على بعضهم البعض بسبب سياسات الحكومات التي لاتمت بصلة إلى مايربط الشعوب العربية روابط الأخوة التي أوصانا بها ديننا الحنيف وأخلاقنا العربية الأصيلة والتي مازالت عالقة بنا الى يومنا هذا . فلا يقاطع احد منكم أحدا لذنب لم يقترفه . ولاتحرجوا بعضكم البعض بما يصعب عليه التصريح به من رأي قد يدفع ثمنه باهضا . وتذكروا دائما بأن كلّ الأنظمة الى زوال وتبقى الشعوب . أيها الأحبة في كل مكان من وطننا العربي الكبير . إنّ تغلغل المخطط الصهيوني أكبر من يواجه بالفرقة والتناحر . واخطر من أن ننجرف معه بتياره . انهم يتفرجون علينا وينتظرون أن نفني بعضنا بأيدينا وهذا هو النوع الجديد من الحروب الذي ابتكرته الصهيونية العالمية والأمبريالية الأميركية لنا . فخذوا حذركم مما نحن مقبلين عليه . وتذكروا بأن عروبتكم واسلامكم وقبلهما اخلاقكم لا تبيح لكم الفرقة والشتات ولو بالأنتماء .
أنا على ثقة كبيرة من أن العربي لايفرحه ابدا أن يبتلى أخاه العربي بالضيم وعلى ثقة من أن الأمر لو ترك للشعوب العربية لبقيت هذه الأمة خير امة اخرجت للناس ولكن السياسة واهلها هم الذين حادوا بها إلى منعرجات ما أودت الا للشتات والتبعثر.
ليست هذي الكلمات كلمات يائس من أمته بل كلمات متفائل بمن بقي منها على دين الحق لمحمد (صلى الله عليه وسلم) ومن بقي منها على أخلاق الصحابة الكرام وآل البيت الأطهار . ومن بقي منها على عهده لله عزّ وجل بالحفاظ على المودّة والمحبّة والسلام.
لقد خلقنا الله جميعا من طين والى طين نعود ...وجعل منّا شعوب وقبائل لنتعارف لا لنتقاتل ...لقد فاتنا الكثير فخسرنا الكثير ..واتمنى أن نعي مايخطط لنا لنخسر المزيد أو لنمحى نهائيا ..واسأل الله تعالى أن يعين اهل العقل منا على ارشاد الناس للتقوى ومنها الى المحبة والسلام قبدونهما لن يكون لنا بقاء على هذه الأرض .وسنكون أمام مسؤولية جيل كامل قادم بلا هوية.
والله من وراء القصد.
علاء الأديب
تونس -نابل
4-1-2016

العدد 1 لسنة 2017 ... قَدَر ... بلال الجميلي



العدد 1 لسنة 2017

قَدَر

بلال الجميلي


 
أقسمتُ على غضَّ البَصر
أجسادُ الضَّحايا..
عورةٌ
عندَ قارعةِ الزَّمن الأخير
أسفَلتُ الرَّصيف فَاسدٌ
والنَّهارُ..
يخشَى عَصَبيةُ الشَّمس
بدأَ الألم
حينما بَعُد الضَّياء
نَامت الحسناءُ مفتوحةَ العَينين
غَطَّتُها مُزنٌ على وشكِ الهُدنة
كي تُجهضَ المَطر المُرّ
على أرضِ بابل
وصيفاتُ العزاءِ يُتقِنَّ التنبؤ
في كلِّ مَوتٍ عن فترةِ ارتداءِ الثَوب الأسَود
ومتى تُقلب الورقة
العلمُ دفترٌ صَغير
بلا مَصدر
كاهنُ البُنِ لم يُخبرني
أنَّ صفحة من كتابِ الأمم متهرئة..
مَحت طَلاسما قد تكونُ من نَصيبي
من قالَ إنَّه الحظ
تبا لأيدي الأخطبوط
فقط .. وبينَ قَوسين
تحتَ عنوانِ السُّؤال
كم مرة تضعُ بنتُ آوى؟
بلال الجميلي / بغداد 2017

العدد 1 لسنة 2017 .. (( مجارير الوجع )) .. أحمد حسين جواد



العدد 1 لسنة 2017
(( مجارير الوجع ))
 
 أحمد حسين جواد


ضوضاء الألم
كوابيس تتناثر
وليمة ندم
فوق بالونات السراب
++++++++++++
عند الفجر
في جلبة الكون
شجرة الصفصاف
لم تصد غير ماء
منساب من ثقوب
مجارير الوجع
+++++++++++
خرافات الأبراج
مجرد أطياف
تكتب شعراً
على أجنحة فراشات مهاجرة
عند منتصف الليل

العدد 1 لسنة 2017 .. شفرة انتظار عالق .. أحمد بياض


 العدد 1 لسنة 2017

شفرة انتظار عالق

أحمد بياض



وجهك الضائع
كنخيل وجهي‚
بين عواصف الشرق‚
والنهر النائم في عينيك.......
شهيد الانتظار:
قُبلة حارقة
على قسمات شفتيك;
تتلمذ الأقدار
وتنام على الحجر....
كم وقتا مات
كم وقتا سيموت
وأنتِ الجفن
النابض
في أقطار مقلتي;
بين مطر الليل
وسفن الغمام‚
بين الجوع
ورقصة الغبار‚
بيننا
عشاء بارد على رمق الصُحون
وقهوة على السواحل
لنرى العالم
بأعين أجنبيّة
ونفرز الضحك المتوحش
من سلالة الطين
حين نهب زهرة العمر
إلى حزن الضوء
ولُجّة الإنكسار
ذ بياض أحمد/ المغرب

الثلاثاء، 3 يناير 2017

العدد 1 لسنة 2017 .. لا… لاتَجيء .. عادل قاسم


العدد 1 لسنة 2017
 
لا… لاتَجيء

عادل قاسم



لا.. لاتَجيء
ْ سيًرجمونَكَ بالحجارة
وينعتونَكَ ابشعَ أﻻَوصافِ
دَجالاً وسِمْساراً
وَكذابأً يُبشرُ بالدعارة
ولو.... جَلَبْتَ… َ
علمَ الاولين،.الآخرين
أنزلتَهُ لهمُ البشارة
وفتحتَ أبواب َالسماءِ
سَيحشِدون صفوفًهم ..
ظُلماً عليكً
(الدين هُمْ.. )
(واللهُ هم،،)ْ
وهمُ المساجد والمعابد ..
والمآذن،،،،،،،
وهمُ الغَيارى،،،
هم يعرفونَ مَصالحَ ،،
الشعبِ الفَقيرِ
.وَيعْرفون،،َ
الساجدينَ الراكعينَ ..َ
الجالسينَ على الحصيرِ
من،،،،،،
السُكارى،،،،!?
ويعرفون الاتَقياءَ الاوليأءَ،،،،
الرافعينَ اكِفَهم مُتضرعينَ،،،
في كلِّ عاشوراءَ ،،،،
لا مأوى..لهم
مُسْتبًشرين بنورِ..
سيدِنا الحسين وبالزِيارة..
هي قطرة ٌسَقَطتْ ،،،
من الساسة الحُفاة
فلاجباهٌ قَطُّ ...
تًنْفًعُها الصًلاة
ناديتَ أذْ….
ناديتَ لاأثراً ،،
َ ولاصًوتاً،،،،ً
ولابعضَ حياءٍ،،،،،،
،،،،،،، او،،،،حَياة…،
الى شهداء مدينة الصدر/2/1/12017ِ

العدد 1 لسنة 2017 .. { التّوأمُ الثالث } .. ( سرد شعري ) .. باسم الفضلي


العدد 1 لسنة 2017
 
{ التّوأمُ الثالث } .. ( سرد شعري )

باسم الفضلي



صخبُ أنخابٍ حمراءِ الرَّجْع / اعادة نحميل ، يضاجعُ الشارعَ المسلوخَ الزقورة ، ينحتُ في قشرةِ الشرودِ ، وجوهَ ثكالى الإداناتِ الدولية ، للأرصفةِ العابرةِ لقَصصِ النَّواسف / تم اكتشاف حدوث تغيير بالشبكة ، يُسَرْدِبُ* التّرقّبَ الفُسَيفِسائيِّ الزّيغ ، الصدى نزعَ ، ينزعُ صفحاتِ الإجترارِ ، أللامُفترِسِ خطُواتِ الإستحمامِ / جرُّب : التحقُّق من كابلات الشبكة ، بنَبعِ دِيسِ عَنْزِ** القُفولِ للجِلد / التحقق من المودم ، وهو .. التوأمُ الأوَّلُ ، لاخفقةً له ، إعترَفَتْ ، تعترفُ بزئبقية الغايات / اعادة الاتصال بـ Wi - Fi ، يطفو فوق نعشِهِ ، بلا طواطمَ تستببحُ امس حُلمِهِ الدفينِ الكنز / الغبارُ يرسُمُ ذبابة ، وارفةٌ اضلاعُ المغيبِ المُريبِ الفُحولة ، تضوعُ على عواتقِ كواتمِ صوتِ الحنبن ، أناشيدَ التَّوأمِ الثاني ، لتدورَ الصحونُ فارغةَ المكبّات ، على محاجرِ الضحِكاتِ العَجفاءِ المَرادي*** ، ألتبخلُ بأجنةِ عنقاواتِها / التحقق من جهاز التوجيه ، على الغُزاةِ الجُّدُدِ ، لمَضايفِ المشحوف ، تدور ، تدورر ، تدورررررر ، / الذبابةُ ترسمُ الغبار ( آخرُ مجموعةٍ شعريةٍ للتوأمِ الثالثِ لمّا تُوقَّعْ بعد)
ـــــــــــــــــــــــــ
* يُسردب : اشتقاق على وزن يُفعلل من سرداب ، بمعنى اشتقاق الفعل من الاسم ، والمعنى : تحويل الاشياء الى سرداب ( على غرار يسربل من سربال ، وبؤدلج من ايديولوجيا )
**ديس العنز : من انواع الاعناب باللهجة العراقية الدارجة
*** المرادي : جمع مُرْدِيّ وهي خشبة تدفع بها المراكب وهي اشبه بالقضيب الطويل كانت تصنع زمن السومريين من القصب / اشارة للمرادي التي استعملها ( اور ـ شنابي ) ملاح كلكامش ، في دفع المركب الذي اقلّهُ فيه في رحلة بحثه عن ثمرة الخلود
ــــــــــــــــ/ باسم الفضلي ـ العراق

العدد1 لسنة 2017 .. الدم قصيدة .. عبد الجبار فياض

العدد1 لسنة 2017
 
الدم قصيدة

 عبد الجبار فياض



الدّمُ
قصيدةٌ
لم تجفْ على صخرةِ قابيل
قميصِ يوسف
سيفِ الحجّاج . . .
على رصاصٍ
لهُ ما لا يُحصى من الأسماء . . .
ولغتْ بها كلابُ طروادة
صُلبتْ على أوتادِ الفرعون . . .
أراقَها هتلرُ دناناً على أقدامِ معبودهِ المعقوف !
. . . . .
حمراءُ
بيعتْ في أسواقِ الحروب
ميادينِ نهاياتٍ جماعيّة . . .
خرجتْ روحاً بيضاءَ من أقبيةِ قصور
مخابئٍ طُليتْ بظلامٍ
ما تلذّذَ بلحمٍ
يرسمُ صوتَهُ على الجّدارِ غيرُه . . .
. . . . .
فلتشطبْ كُلَّ الأسماء
هو . . .
هم . . .
بكُلَّ آدواتِ الفَصْل. . .
وليكتبْ واحدٌ منها فقطْ
ذاكَ يكفي . . .
لتسهلَ على الصّغار قراءتُهُ في غَدٍ . . .
. . . . .
أيُّتُها النفاياتُ المُعطّرةُ برائحةِ عملةِ ذبحٍ بارد . . .
مَنْ أباحَ سرقةَ ضفائرِ الشّمس ؟
خطْفَ القمرِ
ولصْقِ هلالِهِ على تابوتِ الفقراء ؟
سلْبَ هواءِ رئةٍ عاشقة ؟
حلْبَ ثدي الأرضِ لإسكارِ ليْلٍ أحمر ؟
ما سلمتْ بيوتُ نمل
حضائرُ حمير . . .
. . . . .
خوفُهم
أحرقَ أرواحاً
مُدناً . . .
تربّع نمرودُ على عرشِ رغباتٍ
سقيمة . . .
ولو أنَّ نارَهُ كانتْ سلاماً
ما أرادَها كذلك !
نيرونُ
ضاجعَ شهوتَهُ المجنونةَ على ألسنةِ لَهبٍ
أفاضَها مُجناً بأحضانِ عاهرة من روما . . .
وما روما ؟
شقّوا الإخدودَ لشواءِ صرخاتٍ لا يُردُّ لها صدى
دُفنوا
وما دُفنتْ صرختُهم. . .
هوريشيما
كنتِ الأبشع !
. . . . .
سادةَ الموْت
أنصافٌ أنتم
ما حفظتْ عهداً لمخلوقٍ من أجلِهِ سجدَ القمر . . . !
أنتم
لمَنْ اتسخَ الدّهرُ بأسمائِهم
خَلَفٌ
تلعنُهم عيونُ الموتى . . .
زدتُم عطنَ الآتي من رجسِ الشّيطان . . .
كُلُّ اللّعنِ سيجمعُ لكم حَطباً . . .
ليستْ الأبجديةُ امرأةَ سوءٍ
لتتعرى أمامَ زُناةٍ قذرين . . .
هي تبصقُ فقطْ !
. . . . .
اجنحةَ العشقِ
حلّقي نوارسَ
تحملينَ للزيتونِ غصوناً بلونِ الجنّة . . .
اهبطي على صدرِ الأرضِ أكاليلَ ياسمين . . .
عُرساً . . .
قُبَلاً . . .
كُلُّ الجروحِ ستغنّي !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
يناير 2017

العدد1 لسنة 2017 .. إشكاليّة مفهوم الشعر في ظلّ الحداثة .. بقلم : علاء الأديب





 العدد1 لسنة 2017

إشكاليّة مفهوم الشعر في ظلّ الحداثة
 
بقلم : علاء الأديب




لقد صار حتميا علينا أن نعيد النظر اليوم بمفهوم الشعر في ظلّ الحداثة التي دخلت على جميع مفاصل الحياة ومظاهرها والأدب من ضمنها.
على أن تكون تلك الحتميّة موضوعيّة منطقيّة تعتمد الأسس المقنعة والدلالات الشاهدة الراسخة التي لاتترك لأحد مجالا للخلاف أو الإختلاف .ولا تسمح للمتزمتين بالبقاء على تزمتهم .
ولهذا علينا أولا أن ندخل الى مفهوم الشعر أولا من الجانب اللغويّ لهذا المصطلح..
ولو عدنا لأصل كلمة الشعر فهي كلمة متأتّية من الشعور أو المشاعر (انظر ماورد في معجم تاج العروس):
معنى شعر في لسان العرب شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً الأَخيرة عن اللحياني كله عَلِمَ وحكى اللحياني عن الكسائي ما شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان وحكي عن الكسائي أَيضاً أَشْعُرُ فلاناً ما عَمِلَهُ وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله قال وهو كلام العرب ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت وليتَ شِعري من ذلك أَي ليتني شَعَرْتُ.
إذن فتعريف الشعر على أنّه الكلام الموزون المقفى ذو المعنى لايمكن أن يكون التعريف الحقيقي له فالكثير من الموزن المقفى ذي المعنى لايمكن أن يكون شعرا لفقدانه الشاعريّة المتأتية منها كلمة الشعر بحسب المعنى لغويّا.
فلايمكن اعتبار ألفيّة ابن مالك مثلا من الشعر رغم انها موزنة مقفاة لكنّها من الكلام المنظوم لأغراض تعليميّة و يمكن اعتبارها نظما فقط .
كلامنا لفظٌ مفيد كاستقم واسم وفعل ثم حرفٌ الكلم
واحده كلمــةٌ و القول عم و كلمــــة بها كلام قد يؤم
بالجــر والتنوين و النــــدا وأل ومسند للاسم تمييزٌ حصل
إضافة الى إنّ هذا التعريف للشعر قد اعتمد في زمن لم تظهر فيه معالم الحداثة وكان من الأجدر أن يعاد النظر فيه بعد ظهور حركة التجديد الأولى المتمثلة بظهور شعر التفعيلة .
فليس من العدل أن يكون مصطلح الشعر منضويا تحت راية العمود الخليلي مع اعترافنا بشعر التفعيلة .فأما أن نلتزم به وننكر اعترافنا بشعر التفعيلة وأما أن نطلق المعنى من أسره.
أما بخصوص الشعر الحرّ الذي أطلق على شعر التفعيلة فلا يمكن أن يكون حرّا ولايمكن أن تطلق عليه هذه التسمية .
حيث لايمكن أن نقول حرّا على من تخلص من قيود اليد وأبقى قيود الأقدام.
فرواد حركة شعر التفعيلة قاموا بالتخلص شطري العمود الخليلية لكنهم ابقوا على الإلتزام بالتفعيلة على الرغم من انهم كسروها او جزؤوها احيانا .
لهذا فإنّهم لم يطلقوا لحريتهم العنان للتخلص من كلّ مايتعلق بآثار الموروث.
قد يكون ذلك لأسباب تتعلق بما جابهته حركتهم من رفض ومن تصد ّ لها في وقتها أو ربّما لأنّهم ما أرادوا أن تكون الحداثة مفاجئة قدر ما أرادودوها أن تكون على شكل جرعات يمكن أن يتقبلها الناس .
لذا فإن المصطلح الأصلح للشعر الحرّ هو (شعر التفعيلية) بعيدا عن كلمة حرّ.
وإذا كان هنك من هو حرّي بمصطلح الشعر الحرّ فهو (الشعر المنثور) لأن اصحاب مدرسة الشعر المنثور هم الذين اخذوا على عاتقهم فعلا أن يحققوا الحريّة الكاملة بالتخلص من كلّ الآثار الخليليّة التي كان بعضا ليس يسيرا منها عالقا بشعر التفعيلة كالتفعيلة والقافية احيانا .لكنّ اصحاب مدرسة الشعر المنثور قد حمّلوا انفسهم أكثر مما تحمّله رواد العمود والتفعيلة من مسؤولية ثمنا لهذه الحريّة . حيث انّهم قد حمّلوا انفسهم خلق جميع الجماليات والصفات التي تخرج بنصوصهم من اطار النثر المتعارف عليه الى اطار الشعر المنثور.(الإيقاعات الداخلية - التكثيف -جمالية الصورة - الخ).
وربّ قائل يقول كيف لك ان تطلق على قصيدة النثر بالشعر المنثور مع انّ الشعر شيء والنثر شيء .
وهنا أذكر من يسأل هذا السؤال بأننا لم نعد نركن لتعريف الشعر بأنه كل كلام موزون ومقفى وله معنى كما اسلفنا في بداية مقالنا . بل على المعنى الحقيقي للشعر والذي استنبطنا منه مفهومنا الجديد له على ضوء الحداثة ومتطلباتها وهو:
(الشعر : تجسيد لغويّ مموسق جزيل المعاني قويم البيان مقروء أو مسموع يعبّر عن مشاعر الشاعر أو مايتقمصه لضرورة ما . يتميّز عن غيره من النصوص بشاعريتة وجمالية صوره الشعريّة وموسيقاه .
وليس الشعر كما قال السالفون بأنّه كلّ كلام موزون ومقفى .فليس كلّ كلام موزون ومقفى يمكن ان يكون شعرا).
ويشترك كل من العمود والتفعيلة والحرّ بمشترك واحد فقد هو شاعريّة النص.
فإذا فقد النص في أيّ نوع من هذه الأنواع شاعريته خرج عن مفهوم الشعر.
والله يحبّ المحسنين.

علاء الأديب
تونس - نابل
27-11-2016