بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 14 أبريل 2015

العدد السادس لسنة 2015 .... هكذا رأيت المرأة التونسيّة ..... مقال (3) ....... (المرأة التونسيّة والحرب الباردة من الداخل)




العدد السادس لسنة 2015


هكذا رأيت المرأة التونسيّة

مقال (3)

(المرأة التونسيّة والحرب الباردة من الداخل)







السياسة البورقيبيّة الحكيمة التي تبنّت حريّة المرأة والتي أخذت بها إلى  سبيل الخلاص من هيمنة الفكر الذكوري .لم ترق أبدا للتيارات الدينيّة الموجودة في تونس.
وقد عورضت هذه السياسة  من قبل هذه التيارات كثيرا.واتهمت بأنّها تنأى بتونس عن الدين الإسلامي وعن شرع الله.
وكأنّ شرع الله مختزل بتعدد الزوجات وكثرة الإنجاب فقط.
فقوانين بورقيبه منعت الرجل في تونس بأن يتزوج من أكثر من زوجة واحدة حتى يتوفاها الأجل أو تنفصل عنه أو ينفصل عنها.
ويمنع من تعدد النسل لأكثر من ثلاث أطفال فرابعهم تكون الدولة في حلّ عن دعمه والصرف عليه.
ولو نظرنا نظرة متأمل لهذه القوانين وأخذنا بنظر الاعتبار الحالة الاقتصادية لتونس من حيث الموارد.  لوجدنا أن بورقيبه لم يكن يسعى للسير ضد تعاليم الإسلام ومخالفتها .
قدر ما كان سياسيا محنكا واقتصاديا عظيما في المحافظة على شيء من التوازن بين الموارد والاستهلاك.
ولو لم يسن بورقيبة هذه القوانين لكانت نفوس تونس الآن أكثر من مساحة أرضها
ولكان التونسيون يضيقون ذرعا بالحياة وصعوباتها وخاصة الاقتصادية منها.
فلو افترضنا جدلا إلغاء هذه القوانين والعودة للعمل بالقوانين الشرعيّة وتمكن كل رجل تونسي بالزواج من أكثر من امرأة
فهذا سيؤدي لا محالة إلى كثرة الولادات التي يقابلها المحدود من الوفيّات .
وأقول المحدود من الوفيات لأن الشعب التونسي شعب متحضر حتى بطبيعة غذائه وحريص على صحته وسلامته.
كما أن أجواء الطبيعة في تونس تعتبر صحيّة ومثاليّة بالنسبة لدول العالم العربي الأخرى .
هذا ناهيك عن أنها بلد مسالم بعيد عن الأزمات والحروب .والمشاكل التي من شأنها التسبب في الأمراض وكثرة الوفيّات.
 وهنا ستظهر مشكلة كارثيّة وانفجار سكاني لا يمكن لأي حكومة من الحكومات المتعاقبة أن تعضع له أيّة حلول ناجعة.
وهنا ينقسم المجتمع الذكوري في تونس على نفسه إلى قسمين.
القسم الأول : هو القسم الذي يدرك خطورة  ما يمكن أن يكون لو تنازلت تونس عن تلك القوانين.
ولكنّه يحتفظ لنفسه باطنا بالرغبة بهذا التنازل تحقيقا لشيء من طبيعة خلق الرجل الغرائزيّة.
والقسم الثاني : هو القسم الذي لا يؤمن نهائيا بهذه القوانين ويعتبر وجودها والعمل بها خروجا عن شرع الله.
فيعلن ذلك ظاهرا .
ومن كلا القسمين في هاتين الحالتين وبسبب قوة هذه القوانين وسلطتها على المجتمع التونسي, وبسبب فشل العديد من المحاولات التي ذهبت إلى رفض هذه القوانين.
وبسبب تصدي السلطات التنفيذية  لمن يريد الإضرار بها
 فقد ولدت  حالات جديدة من الرفض لم تكن السلطة التشريعية ولا التنفيذية الهدف فيها  بل كان المستفيد هو الهدف هذه المرة.وأقصد المرأة التونسيّة .
لذا فقد بدأت المرأة التونسيّة هذه المرّة تتعرض من الداخل الى انتقادات لاذعة  من البعض  ممن تبنوا سياسة التصدي لقوانين بورقيبة لكونها برأيهم المستفيدة الوحيدة منها .
ويعتقد البعض بأن تلك القوانين وغيرها من قوانين أخرى قد حوّلت المرأة في تونس إلى رجل .حسب تعبير عدد منهم .
فحقّ تطليق الرجل ..وحق العمل وإدارة المنزل والصرف عليه. . وحق الزواج دون الرجوع إلى الأهل بعد بلوغ سن الرشد . وووو.
كلّها قوانين أتاحت للمرأة أن تأخذ أدوار البطولة في الحياة الاجتماعية على حساب الرجل برأي عدد كبير من شرائح الرجال وحتى فئة ليست قليلة من المثقفين للأسف.
وهذا ما تدركه المرأة التونسيّة جيدا وتضعه دائما بحساباتها عند التصدي لمثل هذه المحاولات.
ومن هنا يتضح لمن يرقب الحال عن كثب بأن المرأة التونسية في أغلب مفاصل الحياة وفي العديد من الساحات تتعرض يوميا لحرب نفسيّة تحتملها أحيانا وأحيانا أخرى تفجّرها..
*عندما زرت تونس للمرة الأولى في حياتي . وطئتها بفكرة لم تكن ذات الفكرة التي التي غادرتها بها عن المجتمع النسوي في تونس.
فلم يكن يصلنا عن تونس الا ما تنطبق عليه الأية القرآنية
الكريمة التي قيلت بزليخة في سورة يوسف( ولقد شهد شاهد من أهلها)

    فلقد قرأنا الكثير من المقالات السيئة  واطلعنا عن الكثير التشويهات
عن المرأة التونسيّة بأقلام تونسيّة للأسف الشديد
وكانت لمثقفين متسلقين بالتأكيد على هرم الثقافة في هذا البلد . أو لسياسيين لهم مبتغاهم من وراء هذا التشويه.
أو لرجال دين قضّت مضاجعهم غرائز الجنس.
ولست أنسى أبدا قراءتي ذات يوم لخطاب رجل دين سلفي تونسي وهو يدعو الرجال من الآباء والأخوان والأزواج في عوائلهم أن يلزموا المرأة التونسيّة على ارتداء حزام العفة.
والحق أقول لكم باني لم أكن أسمع قبلا بهذا الحزام فبدأت ابحث عن معلومات عنه فوجدت العجب فيما يقول هذا الرجل على الملأ عن بنات بلده.
وكأنه يعيش ببلد لا تفكر فيه النساء الا بالفاحشة.
  وفي مكان آخر رأيت أحد من يدعون الثقافة وهو يعرض صورة لسائحة اجنبيّة
وهي ترتدي ملابس السباحة في مكان عام ينشر موضوعا عن التردّي الأخلاقي الذي اصاب النساء بسبب عدم فهم الحريّة كما يجب.
وفي مكان آخر يصرّح وزير في الدولة التونسيّة عن انحراف الكثير من الشابات التونسيّات وبيع انفسهن في سوريا لتنظيمات ارهابيّة وعودتهن الى بلادهن حواملا من العديد ممن يسمون بالمجاهدين هناك.

كلّ هذا أثار حفيظتي وبقي في بالي وأقسمت أن يكون لرحلتي إلى تونس جزءا كبيرا من البحث والتحقق عمّا ينشر ويبث عن المرأة  في هذا البلد.
وفعلا بدأت هناك بهذا الشيء .
دخلت العديد من بيوت التونسين . فوجدتها بيوتا رصينة خلقا وأدبا وحياء واعتناقا للتقاليد وتعاليم الدين الحنيف بدون أيّ مغالاة أو تكلف.
ذهبت لشواطيء السباحة على البحر فلم أجد طيلة فترة تواجدي هناك من ترتدي ملابس السباحة الفاضحة .
حتى إني وجدت اغلب التونسيات ينلزن البحر بالحجاب.
ومن لم تكن محجبه فلن تنزل الا ببنطال وقميص مستور
وسألت عن سبب كثرة الطلاقات التي يعتبرها البعض نتيجة من نتائج قوانين بورقيبة
فوجدت أنّ أكثرها كان بسبب عدم تقبل الرجل الحياة مع امرأة منحها القانون مكانة تدنو من مكانته في الأسرة والمجتمع.في أغلب الأحيان . ولست هنا أخلي ساحة المرأة من ذنوب الوقوع في المشاكل مع الرجل كأي مجتمع من المجتمعات.
 
ورأيت أن حريّة البنت التونسيّة في الزواج لن تثنيها عن أن تكون تحت جناح والدها أو والدتها
وإن الكثير من العوائل التونسيّة لن تزوج بناتها إلا بمعرفة العائلة وموافتها ومباركتها وتتم كافة المراسيم تحت اشرافهم .

أدركت حينها بأن جميع ما قرأت كان حربا ممنهجة ضد  القوانين التي وهبت المرأة التونسيّة شيئا من الحريّة . وليست كلّ الحريّة كما يزعم البعض.
فما زالت المرأة التونسيّة تتعرض في العديد من البيوت للضرب والأهانة والتعسف إلى ماغير ذلك حالها حال المرأة العربيّة في كل مكان من بلاد العرب .

ومازالت الشابة التونسية تخضع للتوجيه والتربيّة والتعليم المستمر من الأهل حتى تكون ببيت زوجها.

وما يعرض علينا أو يصل لنا ماهو إلاّ  هذيان مرضى أصابتهم الحمى.
أو ثرثرة من يريد أن يخالف ليعرف.غير آبه بما قد يقوله عنه الناس وهو يقذف حرائر بلده بسوء نسبة ضئيلة من السيئات .أو يأخذ المجتمع بجريرة الضالين منه والذين لا يمثلونه .

عدت من تونس وأنا أحمل في رأسي عنها صورة ناصعة البياض وعن أهلها في عيني بريق الشعب الكادح البسيط الذي يؤمن بأن عرق الجبين هو السبيل الوحيد للقمة العيش الطريّة.
وإنّ البلد المحدود الموارد عظيم الغنى بنفوس أهله الطيبين
وعال بهاماتهم  الشامخات

عدت منها لأحمل لوطني عنها أروع الصور فنثرت عليهم من زهورها الفل والياسمين
وحدثتهم عن أصالة من دخلت بيوتهم فتشرفت بهم  وبعوائلهم .

عدت للعراق حاملا معي عنها أحاديث أهلها التي تشابه أحاديث أهلي بالنخوة والأصالة .
ولعنت من أراد بأهلها سوء إلى يوم يبعثون.

مقالنا القادم ( التصدي لحرية المرأة في تونس( 

علاء الأديب
12-4-2015



الأحد، 12 أبريل 2015

العدد السادس لسنة 2015 ... مقال هكذا رأيت المرأة في تونس... مقال (2) علاء الأديب




العدد السادس لسنة 2015

هكذا رأيت المرأة في تونس

مقال (2)

علاء الأديب.




في صيف عام 2013 وتحديدا في شهر رمضان كنت أجوب شوارع مدينة نابل بتونس
وكانت الأحتجاجات والتظاهرات قد عمّت البلاد على النهضة بعد اغتيال الشهيد الإبراهيمي
(رحمه الله) .
وكان المكان تحديدا أمام مبنى الولاية هناك.
رأيت المرأة التونسيّة تتصدّر التظاهرات دون خوف أو وجل مطالبة الوالي بالرحيل .
والصوت النسوي يهدر كأمواج البحر الصاخب بكلمة فرنسية dégage تعني (ارحل) .
تعالت الأصوات مقتربة مني حتى صرت بين الجموع من الشابات والشباب.
وأخذتني الرغبة في أن أكتشف ما يجري .
وعادت بي الذاكرة إلى بلاد المشرق العربيّ الذي مازالت فيه المرأة تعاني من الكبت والحرمان في التعبير عن الرأي.
تساءلت في نفسي لمَ لا تخرج النساء في بلادي للتعبير عن آرائهن في كلّ القضايا ؟
هل هو تخلف المشرق؟ أم هو الخوف الذي ترعرع في قلوب النساء من خوض غمار البحث عن حريّة التعبير؟
وخلال هذا شعرت بالتدافع الذي أخذني حتى قيادة التظاهرة فإذا بي أمام شابّة تونسية يحملها شاب تونسي على كتفيه وهي تردد هتافات الرفض.وتطالب الوالي بالرحيل .
رجال البوليس ومكافحة الشغب يملأون المكان .
بعد لحظات من هذا الموقف سمعت هديرا لتظاهرة أخرى مناهضة للتظاهرة التي أتحدث عنها . إنّها تظاهرة مؤيدة للتيار السلفي .
وقف هؤلاء أمام هؤلاء وبدأوا يرددون الشعارات التي يؤمنون بها .
وبين هؤلاء وهؤلاء حاجز من رجال الأمن .
ما برحت المكان إلا بعد أن انفضّت التظاهرات .
ما لفت انتباهي في كلّ هذا شيء إلاّ تغلب المرأة عددا وحماسة على الرجل في كلا المجموعتين من المتظاهرين.
وطريقة التظاهر المتحضرّة التي تظاهروا بها .
لم تتعرض أملاك الدولة لأيّ أضرار .
ولم أسمع كلمات نابيّة تخدش الحياء
رغم الانفعال الواضح على الجميع حينها .
أناشيد وطنيّة تتغنى بتونس .
هتافات تؤجج روح الحماس والثورة
وصوت المرأة كان صوت السطوة على مسامعي ومسامع الجميع.
وأنا بطريق العودة تذكرت ما عرضه التلفزيون التونسي عن الطالبة الجامعية (خولة الرشيدي )التي تسلقت لمبنى الجامعة لتمنع أحد السلفيين من إنزال علم تونس من على الجامعة ليبدله بعلمهم . وهي توجه له الشتائم والضرب حتى تمكنت من إعادة العلم التونسي لمكانه.
وقلت في نفسي .
لو أنّ المتطاولين أدركوا المرأة التونسيّة على حقيقتها لما تطالوا عليها.
وعدت من هناك بحصيلة أخرى غيّرت الكثير من مفهومنا عن حريّة المرأة التونسيّة التي أصابها الكثيرون بسهامهم النجسة.



علاء الأديب

بغداد .

10-4-2015


مقالنا القادم( المرأة التونسيّة والحرب الباردة من الداخل).


السبت، 11 أبريل 2015

العدد السادس لسنة 2015 ... الجــــــــــــــــــــــلاء.... للشاعر : زهير شيخ تراب





العدد السادس لسنة 2015

الجــــــــــــــــــــــلاء

للشاعر : زهير شيخ تراب





سجلي   يا   شام   أمجاد    الأباة       
‍يوم  إضرام   اللظى   تحت   الغزاة

وازرعي الجوريّ في روض المعالي       
‍وانثري من  ياسمين  ٍ  في    الفلاة

وانشري الأعلام خفقى ساميات    ‍     
تدرج     الأفراح      فينا      كالفتاة

كالعروس  البكر  زفت  في     غناها   
‍مهرها   روح   الأضاحي    والحماة

كم    بلونا    في    مراميك     نبالا     
‍واستثرنا  الخيل  في  صد   الطغاة

إن  عتا  الأوغاد   ثرنا   لا   نبالي   ‍       
نفرش  الموت  الزؤام  على    العتاة

من دواع  الذل  أن  يرموا  سهاما    ‍     
صوب  من  عدّوا  بفخر  في  الرماة

جرعوا جيش  الفرنج  الهول    حتّى       
‍زلزلوا  أرض  الشأم   على   الجناة

سطروا   مجدا   بلا   حبر   ولكن   ‍       
أفرغوا  قطر  النجيع   على   الدواة

يوسف المكلوم  في  ساح  الجهاد     
‍لن  يَعيب  َالقوم  َلينٌ  في     القناة

ميسلون  ٌ   ما   كبت   فيها   جياد     
‍بل   كبا    التاريخ    تلقاء    الكماة


من  اسأل  النفس  حرٌ   سيد   ٌ   ‍      
والدما   تزهو   على   حد    الظباة