بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 مارس 2018

العدد الثالث لسنة 2018 تعرّف على تونس الحضارات تقديم علاء الأديب 1 سيدي يحيى الحمروني حارس قابس


العدد الثالث لسنة 2018

تعرّف على تونس الحضارات سيدي يجيى الحمروني

تقديم علاء الأديب





1
سيدي يحيى الحمروني

حارس قابس
...................

وليّ من أولياء الله الصالحين الذين تعجّ بهم تونس الخضراء تونس الحضارات
له مرقده في ولاية قابس التونسيّة وله مزاره الذي يزوره أهل الولاية وغيرهم من التونسيين والسياح من خارجها . أطلقوا عليه أهل الجهة من زمن بعيد لقب حارس قابس . لما له من مكانة دينية يتحدث عنها الجميع.
واليه ينسب لقب الحمروني وعرش الحمروني المنتشر في البقاع التونسيّة وشمال افريقيا وعدد من الدول العربيّة الأخرى.


وقابس ولاية تونسية مركزها مدينة قابس. تتميز بخليج قابس الممتد على أغلب مدنها وخاصة مدينة قابس وغنوش والمطوية. والمعروف بهذه الولاية انها ولاية تجمع في نفس الوقت بين الواحة: قابس، الحامّة، غنّوش، المطويّة، وذرف والجبال: مطماطة، توجان والبحار: من الزارات جنوبا إلى المطويّة شمالا والصحاري: منزل الحبيب والحامّة.
أمّا المنطقة الصناعية بقابس، فتقع على بعد حوالي 2 كم من وسط مدينة قابس على مقربة من الميناء التجاري وهي مرتبطة بشبكة هامّة من النقل العمومي وهي لا تبعد سوى ساعة ونصف من مطاري صفاقس وقفصة، و ساعة واحدة من المنطقة السياحية بجربة. و تتميّز بوجود منشآت مختصّة في قطاع النفط والصناعة الكيميائية.
الحمروني:
............
هو يحي بن علي بن عبد الرحمان بن جابر بن حمرون تصل سلالته الى الحسن السبطي ابن علي وفاطمة الزهراء بنت الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
ولد سنة 920 هجري وتوفي سنة 1010 ، اشتهر بزهده وورعه وبركاته وكان حافظا للقرآن ومعلما له ، كان مع عشيرته نازلا بمنطقة عرّام ثم انتقل الى مارث حيث أقام قصرا لمسكنه وجامعا للصلاة وزاوية لتدريس الفقه في الدين . ونظرا لتميز تلك الفترة بتنافس القبائل وتقاتلها فقد عمل الشيخ يحي الحمروني على التقريب بين القبائل المتجاورة عبر ربط علاقات تقارب وتناسب وبادر هو بالزواج من خمس نساء من مناطق مختلفة تقع في أحواز مارث هي توجان والزارات ومطماطة والمطوية والحزم وقد أنجب الشيخ يحي الحمروني من نسائه الخمس احدى عشر ولدا تكون منهم فيما بعد عرش الحمارنة الذي تفرع عبر أجياله ليستقر أغلبهم بين مارث وقابس بينما انتشر بعضهم عبر كل جهات البلاد.
واظب أهالي مارث من عرش الحمارنة على تنظيم زيارة سنوية تكون عادة في الأيام الأولى من فصل الخريف يتم خلالها التنقل من ربوة الشرفية في مارث الى منطقة عرام وهي على بعد خمسة كيلومترات وتكون هدية الزوار ناقة بيضاء يشترك وجهاء الحمارنة في شرائها وينطلق موكب الزيارة مشيا على الأقدام رفقة الفرسان والعائلات في مظهر احتفالي خاشع . وحال وصول الموكب الى مدينة عرّام يتم الاحتفال حول المقام ثم يتم نحر الناقة ويوزع لحمها صدقة لأهالي المنطقة تعبيرا عن عمق الرابط مع هذه المنطقة التي تأوي جثامين الشيخ يحي الحمروني وأبنائه الإحدى عشر . الزيارة تطورت لتصبح منذ مطلع التسعينات تظاهرة تحمل اسم مهرجان سيدي يحي للتراث وحافظ المهرجان على الطابع الأصلي والروحاني وتواجد الناقة كجزء أساسي بينما تطورت المدة لتتحول من يوم واحد الى عدة أيام تشتمل على فقرات متنوعة من العروض الفرجوية والفروسية والحفلات الفنية.

الأربعاء، 28 مارس 2018

العدد الثالث لسنة 2018 يامظهر الإحسان شعر : علاء الأديب



العدد الثالث لسنة 2018

يامظهر الإحسان

شعر : علاء الأديب




عندما يعتمر عالم عليم في مجال الهندسة له صيته بين الأوساط العلميّة والمعرفية عقال أهله ويشاركهم محافلهم العشائرية رغم الحداثة التي ابعدت الكثيرين عن الموروث في هذا العصر الشحيح الاّ من الرداءة فهذا دليل على إنّ الأصالة والحفاظ عليها هما أساس الإرتقاء والسمو .
إلى العالم الدكتور مظهر صادق التميمي وهو يعتمر العقال العراقي تحيّة .






شرفٌ على هام الهميم عقالُهُ
وبك العقال من السموّ تشرّفا

تسعى لكلّ فضيلة وتعودُها
وعلى الفضائل وهج شمسك ما انطفا

الريح ما كسرت جناحك فانحت
ومضيت فوق خضوعها متلهفا

والدهر ارهقه إباؤك فانطوى
بل عاش منك بريبة متخوّفا

شيخٌ وأستاذ وربّ عياله
عشت الحياة مربيّا ومثقفا

أسرجت في ظلم الضمائر صحوة
وكتبت في سفر الخلود صحائفا

كم كفّ غدر قد لويت وما انثنى
عزم وما بلغ القنوط مشارفا

مازلت تهتف بالخلائق ويحكم
أين المروءة فيكمو اين الوفا

مالي أرى وجه الحقيقة غائبا
عنكم وناب مكانه وجه القفا

عودوا لثوب طهارة وحضارة
لاتلبسوا دنس الجهالة معطفا

هذا العراق بأهله متفائل
لاتخذلوه ضمائرا ومواقفا

مازلت تعتمر العقال لأنّه
رمز عفّت كلّ الأصالة ماعفا

أهلوك قد تركوا اليك شموخهم
فإذا به بلغ العلاء وما اكتفى

في كلّ يوم يرتقي في محفل
كلّ المحافل منك يرعبها الجفا

وتهاب منك حضورها وتودّه
وتراك فيها تقتفي من أسلفا

فتقرّ عينا بل تطيب بأهلها
والجمع ينعم بالمسرّة والصفا

حييت يارجل الأصالة باسقا
كنخيل دجلة ليس يدركه ال كفى

بعقالها ما أزلفت له هامة
إنّ العقال بهامه قد أزلفا

يامظهر الإحسان أنت شراعها
لو كان دهرك بالعدالة انصفا .



بغداد 18-3-2017

الأحد، 11 مارس 2018

العدد الثاني لسنة 2018 ( بـغـــــــــــد ا د ) , شعر : فالح الكيلاني .


العدد الثاني لسنة 2018

( بـغـــــــــــد ا د )
,
شعر : فالح الكيلاني



.
منْ وارِفٍ في رُؤى الأحلامِ أٌنْشِـدُهُا
في كُلِّ حينٍ وَبالأرْواحِ يَسْتَقِرُ
.
يا وَرْدَةً أزْهَرَتْ تُغْني مَفاتِنُها
في سِحْرِها أ لَـقٌ كَالغيثِ يَنْهَمِــــــــرُ

.
أهْديكِ شَمسَ الضُحى إِ شْراقـُها أمَلٌ
مُخْضَرَّةٌ في نُضْرَةِ الأغْصانِ تَزْدَهِـــــرُ

.
بَغْدادُ حا ضِرَتي قـَلْبي لَها وَمِقٌ
روحي لِروحِكِ بَحْرُ الشَّـوْقِ يَزْدَ خِرُ

.
رَيْحانَةٌ في سَماءِ الرَّوضِ ساحِرَةً
بـِنْتُ الرَّشـــــــــــــيدِ وَبالأمْجـادِ تَـفْتَخِرُ

.
يَشتَدُّ شوقي وَبالارْواحِ ِ نَرْفِدُها 

أ حْلامُها مُزِجَتْ بالطّيبِ تَنْغَمِرُ
.

إذ كُنتِ نورَ الهُدى بالعِلْمِ عامِرَةً
والفَنِّ وَالشِّــــعْرِ. كُلُّ الخَيرِ يَنْهَمِرُ

.
حُـييتِ بَغدادُ أنتِ المَجْـدُ أكْمَلُهُ
نُفْـديكِ أنْفُسَـنا كَالعَيْنِ تَبْتَـصِرُ

.
يَهـزُني ذِ كْرُها بالسَّعْـدِ يَغْمُرُني
بِفائِحٍ مِنْ أريجِ الطِّيــــــبِ يَنْتَثِـرُ

.
رِفْقاً بِقَـلْبٍ حَوى الأشْواقَ خالِصَةً
أصَداؤها نَغَـمٌ أنْـداؤها وَجَـرُ

.
كالطّفْلِ ألهو وَهذا الوَجْـدُ يَعْصِرُني
والشَّوْ قُ يُؤلِمُني وَالنا رُ تَسْتَعِرُ

.
إنَّ الفُؤادَ لَمَقْروحٌ بِهِ وَجَعٌ
تَـنْثالُ فيهِ دُموعُ الغَـمِّ تَنْسَجِرُ
.

ظُلْمٌ أصابَكِ يا بَغْـدادُ نَقْـلَعُهُ
عَزْم ُ الرِجالِ وَهذا الشّعْبُ يَنْتَصِرُ

.
عَزْمٌ عَـقَدْناهُ إنّ الظُلْمَ نَقْـلَعُهُ
عَـدْ لٌ نُشَــيّـدُهُ . وَالشَّرُ يَنْـدَثِرُ

.
ياوَرْدَةً أزهَرَتْ في القَلبِ مَنْبَتُها
تَسْمو شُموخاً وَبالأسْحارِ تَـزْدَهِرُ

.
في بَسْمَةِ الشّوقِ نُحْييها لَها أمَلاً
وَالحُبَّ نَغْرسُهُ وَالعـِزَّ نَنْـتَظِرُ


بَغدادُ يا نَبْعَـةَ الإ يمانِ يا وَطَناً
عاثَتْ بِأكنافِـهِ الأحْداثُ والغِيَرُ

.
وَفُراتُكِ العَـذْبُ لا يَنْـفَكُّ مُؤتَلِقاً
وَحُسْنُكِ الغَضُّ جَنّاتٌ لَها صُوَرُ

.
بَغدادُ تَزْهو بِكُلِّ الحُبِّ حالِمَةً
عَينُ العِراقِ وَعَينُ الشَّعـْبِ . نَنْتَـصِرُ

.
مِنّي إليـكِ سَـلامَ اللهِ أ حْمِلُـهُ
في كُلِّ حينٍ وَبالأرْواحِ يَسْتَقر

.
الشاعر
د فالح ننصيف الكيلاني
العراق- ديالى - بلــد روز
.
***************

العدد الثاني لسنة 2018 التيه بقلم / فؤاد حسن محمد


العدد الثاني لسنة 2018

التيه

بقلم / فؤاد حسن محمد




كان المكان خاليا تماما بأكمله ، تفحص ما حوله جهة تلو جهة ، مفكرا برفاقه كيف تركوه ، النوم ليس هدوء ، زقزقة للعصافير ، حفيف أوراق شجر البلوط ، ماء يرقرق فيتصاعد موسيقى من التواءات النهر سابغة الارتياح في قعر الروح، وقف أبو يحيى مضطربا بشيء من الزهو ، أنه أصبح حرا، ينظر حوله شاردا بالمدى الشاسع،يليه انتعاش يجلبه الارتياح من تدحرج الجبال على تعرج المنحنيات ، وفراغ يجعل سماعك قوقأة يمامة من شجرة قطلب منفردة،تكتشف أن الحياة ليس لها حدود ، إحساس بالغبطة لرفاقه الذين يعتقدون أنهم سعداء في هذا الوقت .

حين يتيه الإنسان في منطقة موحشة ،يتردد بين ذكريات تصبح أمنيات ، ورغائب حلزونية تصعد إذ تعلو وتكبر في رأسه أن يصبح درويشا ، تبين له الأمر خلال عذرية الغابة التي سلمت فلم تمتد إليها يد الإنسان ،يرد في ذهنه أن الغابة تمتلك الحقيقة التي لا يمكن أن تقال ،أو ستقول كما قال له جده الممر الوحيد إلى للحقيقة، أن تكفر بكل شيء أطلق عليه أسم أو صفة . مكان لا حاجة فيه للمزابل ، تستطيع أن تنام في أي نقطة منه ، تتعرى ، تأكل دون أن تشتري ،تتأمل الغيب ، تمشي ولا تحمل شكا بوحدة الوجود ، يستطيع أبو يحيى أن يقول عن نفسه أنه راض ، لكنه ينقصه شيء ، المرأة ، فلا يكتمل الكون بدون امرأة .
تغيرت ملامحه الآن فتحول من جندي إلى ناسك ، تحرك بمحاذاة مرتقيات صخرية ، فأصدر بسطاره صوت طقطقة من الحصى ، وعلى الفور رفعت عظاية رأسها وركضت بسرعة مختبئة في شجرة عليق ، وهو أيضا يجب أن يرفع رأسه ويبحث عن مخبأه ،قال :
_ يبدو أن الله بعثها لتعلمني ، والآن يجب أن أبحث عن مخبأ .
وضع يده على بندقيته ، وتحركت قدماه إلى منتصف الجبل لكنه لم يعرف السبب ، ثمة نداءات من دون كلام ، تتوسل إليه تدعوه أن يمشي في هذا الاتجاه .
أعتقد مثلما العناكب تنسج مصيدتها دون أن تعرف كيف ،شدًّ خطواته إلى الأعلى والأسفل قاصدا مأواه، لا يوجد دليل أمامه إذ بدت قدماه كأنهما تعرفان الغابة .
وقف عند عقدة مفترقات ،ثمة أصوات يسمعها تدعوه أن يسلك هذا الطريق ،هبط إلى الأسفل ،لا يوجد أي شيء ، ثمة جدار مبنى من قطع صخرية ،أمامه فسحة مربعة مرصوفة بأحجار ملساء ، إنه بأمان هنا تنثر الأزهار البرية عطرها ، مشى ببطء اتجاه الجدار ، شجرة صنوبر تسلقت عليها كرمة ، تدلت منها عناقيد عنب ناضجة ، الجمال يسلبنا كل شيء ، حتى الألم ،يتذكر أبو يحيى أنه تاه عن رفاقه ، أما الآن فقد نسى وجوههم ،حتى القدرة على الكلام تعوزه ،مد يده وقطف عنقود داكن ، تماوج صوت من وراء الجدار :
-لا تأكل ما هو زيادة أيها الجندي !!!!!!!!!!!!
التفت مثل حيوان بري إلى شيء ما خطرا عليه ، حاول أن يكون رابط الجأش ، لم يكن الصوت مخيفا بل رهيبا ، التفت إلى الجدار ، إلى ترتيب بناء أحجاره ، واختلاف ألوانه ، والمخاريق المصنوعة في أعلاه ، كل مخرق يتجه نحو نجم ، وكل نجم سدن لبيت عظيم ، كان الصوت اندفاعة ريح فوق سجادة من حرير ، أبقى رأسه منحنيا ، بينما أوراق الشجر غطت الأرض ، وانقلب الجدار إلى الداخل ، هدأت الريح ،أكل ثلاث حبات ، امتدت السجادة تدعوه للسير إلى باب ضيق مخفي وراء الجدار ، نهض متكئا على بندقيته ، لمس براحته الجدار وهو يدخل باب الهيكل ، كان باردا ، شكله مدور ، في داخله قبة مسبعة القناطر ، في أعلى القبة جوهرة ، لم يدن أحد منها على مقدار عشرة أذرع إلا خر ميتا ، إلا هو عند اقترابه اجتذب قلبه طمأنينة وسرور .
ضوء الجوهرة الفضي ، طفل مسجي على سرير من الديباج ، وعلى رأسه طوق زخرف عليه بقلم المسند القديم " احرق البخور ودر بها حولي ثلاث مرات ، رش علي الماء ثلاث مرات ، وهاهي ثلاثة ألوان اجدلها اكليلا بثلاث عقد " أحرق البخور في مبخرة صفراء علقت في سلاسلها ثلاثة جواهر بيضاء ،البخور يستطيع أن ينزل القمر إلى الأرض ، ولف حول السرير ثلاث مرات ، ورش عليه طيب الماء ثلاث رشات ، وعقد الإكليل ،وجرت على لسانه كلمات بضارب من الحركات على لسانه" سبحان من أحي الميت بصرصر قدرته " على حافة السرير وقف أبو يحيى ، كان الطفل المسجى قد بدأ يفتح عينيه ، رآه وهو ينهض ، مما جعله يرجع قدميه إلى الخلف ، إنه يناديه :
- أقترب ...حان وقت الكلام ...
من شدة ذهوله سقط الإكليل على الأرض مصدرا صوتا خفيفا ، انحنى الطفل والتقط الإكليل ، وضعه على رأس أبو يحيى ، ساد صمت وجيز ، أحس ضوء يشع من وجه الطفل يملأ الهيكل ، مد كفه الناعمة ومسد وجهه ومسح أثار الدم عن فمه ومنخريه ، أحس بالسعادة ممزوجة مع شيء آخر ، القوة ، قال له بصوت ملائكي :
- مايحدث هو مثال من الشاهد يدل على ما غاب عنكم في أفعال السماء ....وأهل الإيمان هم الأعلون ... خذ هذه الناي من القمر ... وهذا العقل من الشمس ...وهذا العلم من المشتري وستهزمون الشر .
استيقظ أبو يحيى من غيبوبته ، فوجد ثلاثة مسلحين ، وبأيديهم ثلاث سكاكين حادة الشفرات ، تأملها بعينين جاحظتين ، وبرزت حروف غريبة شكلت ثلاث كلمات" ناي ..عقل ...علم " قال له أحدهم :
-وقعت في الأيدي الخاطئة
وقال له آخر :
- وفرت علينا العناء
بينما وضع الثالث سكينه على رقبته ، فصر أبو يحيى أسنانه ، ومناجاة منه مثقلة بالإرهاق :
- أرجوك لا تذبحني
لمعة إشباع ، حز رقبته من الأذن إلى الأذن ، مع تكبيرة عالية تكافيء زمجرة وحش ، تدفق الدفء الأحمر من فمه ومنخريه ،كأنهما نافورتيين تتلاعبان في بركة مرصوفة بالزبرجد .
فؤادحسن محمد- جبلة- سوريا

العدد الثاني لسنة 2018 انكسار للشاعر عبد الجبار الفياض


العدد الثاني لسنة 2018

انكسار 

للشاعر عبد الجبار الفياض


 
(من المحيط الى الخليج )
أيُّها الميّتُ منذُ عامِ الفيل
ساعةَ ما أطبقتْ سماءٌ بطيرِها
على أرضٍ بوهادِها . . .
بيني
وبينَكَ قرونٌ من أرواح
لكنَّ الموتَ حصانٌ يمضغُ لجامَه . . .
قلّبْنا كُلَّ الصّفحاتِ الصّامتة
انتهيْنا إلى أنَّ الزّمنَ ما فتئَ نديّاً بهوامشِ حياةٍ لم تُبدلْ ثوبَها . . .
أشعرُ أنّكَ لم تزلْ محارباً يمتشقُ سيْفاً
هل كذاكَ أنت ؟
أمّا أنا
فأبحثُ في داخلي الممزّقِ عن وَطَن !
. . . . .
رحلاتٌ ما أضاعَها
حرُّ صّيْفٍ
ولا قرُّ شتاء . . .
حقائبُ حُبلى تنتظرُ النَّفاس . . .
أسلحةٌ
للدّفاعِ عن العَدوّ
لأنَّهُ السّيدُ الذي يجبُ أنْ يُطاع
بسبابتِهِ قبلَ لسانِه . . .
مُخدّراتٌ
لإطفاءِ آخرِ ومضةٍ في جماجمَ خواء
ليستْ بحاجةٍ إلى أقدسِ ما صنعتْهُ يدُ الله . . .
إنَّها قبورٌ محمولة . . .
ما يُرجعُ الشيخَ إلى صِباه
في زمنِ الإخصاءِ القسريّ . . .
حيثُ يلتفُّ النّهارُ على ساقٍ واحدة
تنحدرُ أطرافُهُ إلى آهاتٍ ليليّةٍ في صدورِ التّعساء .
ثيابُ نومٍ من صنعٍ أجنبيّ
يراكَ ولا تَراه
يسقطُ في اليَدِ خيارٌ واحدٌ فقط . . .
لم نحتجْ لحمايةِ قافلةٍ
فهي محروسةٌ بعينِ الزّرقاء
وسيفِ أبي رُغال . . . .
. . . . .
النّاسُ هُنا
على مفارقِ دروبٍ شَتات
لا تُؤدي جميعِها إلى روما
ليستْ أدرى بشعابِها . . .
مَنْ يبيعُ نفسَهُ بعملةٍ
اشترتْ من الموتِ أبشعَ صورِه
ليعودَ رِقَّاً مشروحَ الشّفتيْن . . .
مَنْ يُصلبُ
على جذعِ طقوسٍ ممنوعة
ويُدفنُ واقفاً . . .
مَنْ يسبقُ ظلَّهُ إلى وَراء
ليكونَ وجهُهُ قفاه . . .
كُلُّ شئٍ مُباحٍ
مادامَ لا يُحركُ ساكنَ مُستنقَع !
ّ . . . .
السّيرُ بلا أقدام
رجلٌ من السّلفِ الغابرِ أتى
يُعطّرُ بهُتافٍ مُستنسَخٍ عن عهودٍ خلتْ . . .
بيدهِ مفتاحُ كُلِّ مُغلَق
تستفيقُ تحتَ قدميْهِ أيامٌ
استوحشتْ أعمدةِ الأسمنت . . .
تساوى عَطنُ الروْثِ
وعبقُ الجٌوريّ
فكانَ الأمسُ جديدَ يومِه . . .
يالَتفاهةِ الأسماءِ حينَ تكونُ أصغرَ من حروفِها !
. . . . .
سُفراءٌ
يُتقنونَ فنَّ الصّفقاتِ الدّاكنة . . .
ليسَ بينَهم وبينَ رايةٍ خلفَهم صلةُ قُربى
لا فارقَ بينَ خلفٍ وسلف . . .
قادةُ الزَبَدِ الهاربِ من عينِ الشّمس
يرسمون الخُططَ بأطرافِهم السّفلى
لأنَّهم رهنوا العُليا عندَ مُرابٍ من مدنِ الفوقِ العاجيّ . . .
لم يبقَ إلآ سِلّمٌ
ترتقيهِ قرودٌ مُدرّبة . . .
ويحَ بافلوف *
كلابٌ
يسيلُ لُعابُها لعظْمٍ دونَ أنْ تراه . . .
وعّاظٌ
يسفّهونَ . . .
يُخَطّئون . . .
ليسَ لديْهم سوى فلسفةِ الضّرب
ضربَ زيدٌ عمراً
لكنَّهم
يأكلونَ السّمكةَ حتى رأسَها . . .
رعيّةٌ
ألقى سيزيفُ على ظهرِها صخرتَه
فبركتْ
ترجو مائدةً من السّماء . . .
بانتظارِ جودو
مصباحِ علاءِ الدّين
عصا موسى النّبيّ . . .
إنْ ذُكرَ الصّديقُ
اكفهرّتْ منْهم وجوهٌ
اهتزوا
جأروا
غادروا . . .
الخزائنُ بيدٍ أمينة . . .
أليسَ كذلك ؟
. . . . .
أيُّها الميّتُ منذُ عامِ الفيل
نَمْ
فلْتقرْ منكَ عيْن . . .
لم يكنْ هناكَ على البابِ عبدُ المُطّلب
الدُّعاءُ
يتعثّرُ على عتباتِ المساجد . . .
ما انْفكَ أصحابُكَ يتوارثونَ فيلَهم حتى غدا طيرَ أبابيل
ونحنُ
لا شكَّ عصفٌ مأكول !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
آذار / 2018
*إيفان بتروفيتش بافلوف وهو عالم وظائف الأعضاء روسي، حيث طور مفهومه حول الاستجابة الشرطية من خلال أبحاث المشهورة على الكلاب، وفاز بجائزة نوبل في عام 1904.(منقول) .

العدد الثاني لسنة 2018 شعراء معاصرون من بلادي 1 الشاعر ابراهيم خالد البدراني تقديم / علاء الأديب


العدد الثاني لسنة 2018

شعراء معاصرون من بلادي

1
 
الشاعر ابراهيم خالد البدراني
 
تقديم / علاء الأديب




*وُلٍدَ الشاعر السيد ابراهيم خالد سلمان البدراني في مدينة الفلوجة /محافظة الانبار/عام 1940 م .

*تخرج من مدرسة دار المعلمين الابتدائية.في الرمادي وعُيِّنَ مُعَلِّمًا عام ( 1959 م .

* إلتحقَ بالجامعة المُستنصرية في بغداد وحصلَ على شهادة ( البكالوريوس /آدآب/قسم التربية وعلم النفس عام 1967 م.

*كتبَ أول قصيدةٍ عمودِّيَّةٍ بالعربيةِ الفُصحى وهو في سِنِّ الرابعةِ والستين مِنَ العُمر

*عضو الاتحاد العام للأُدباء وَالكُتّابِ /مُلتقى الفلوجة

*عضو المَجْمَعِ الثقافي والادبي في الفلوجة.

*عضو نَقابة السادة الاشراف في العراق ورئيس فخذ آل وَيْس بن خالد بن حمد آل السيد بدران الحسيني .

*شارك في العديد من المهرجانات والمناسبات والندوات الشعرية.

*حصل على الكثير من الشهادات التقديرية والجوائز العينية.

*متزوج وله أربعة أولاد وخمس بنات

*له مخطوطة ديوان شعري بعنوان ( قوافي الشَّيْخوخَة).



من قصائد الشاعر


رَحيقُ السٍّنين

أسَعِدْتَ أمْ أشْقَتْكَ أيّامُ الصِّبا
فَلَها الحَنينُ أشاءَ قَلْبُكَ أمْ أبى

حتّى إذا قد أطعمتك مَرارةً
في عيشٍها لَتَرى الفُؤادَ لها صَبا

وَلَو اسْتَعَدْتَ غَثيثَها وَأليمَها
تَجِدِ العُيُونَ كَليلَةً عَمّا خَبا

تَحْلو على كَدَرٍ فَتَرْضاها كَما
تَرْضى أليِمَ اللَّسْعِ مِمّا يُجْتَبى

فَاِذا شَكَوْتَ فَهذهِ أًُمٌّ حَنَتْ
وَإذا تَشَوَّقْتَ الحَنانَ تَرى الأبا

أصبو لها لَهَفًا بِهِمَّةِ عاشِقٍ
وَأذوبُ وَ وَجْدًا كُلَّما هَبَّ الصَّبا

وَأَبُثُّ ما أَخْفَيْتُ بَيْنَ جوانِحي
وَأَبوحُ نَوّاحًَا كساجٍعَةِ الرُّبا


العدد الثاني لسنة 2018 نسيم الليل بقلم / ليندا الرحال

 العدد الثاني لسنة 2018

نسيم الليل

بقلم / ليندا الرحال




نسيم الليل ومطر
تهطل خيوطه عطرا
على اديم قلبك
تسقي عطشه
ويبللك عطره
هذا المطر
هذا الدمع
بعضا من اوردتي
رسمت وجهك على اوسدتي
عانقت ثريا الحلم
عزفت الصبر نغم
على اوتار الامل
وحنين افئدة
نارها متئده
يهب جمرها
في موقد الروح
كذب الايام ترمدها
كذب الايام تمحو
عطرها
يجف
مطرها

[ ما زارني العيد مذ غادرتِ أزمنتي ] لمناسبة عيد المرأة العالمي للشاعر كاظم مجبل الخطيب



[ ما زارني العيد مذ غادرتِ أزمنتي ] 

 لمناسبة عيد المرأة العالمي 

للشاعر كاظم مجبل الخطيب



.......................................
رغم المسافات عن بعدٍ أهنّيكِ
ماذا تريدين يوم العيد أهديكِ
****
هذي هدايايَ من أعوامَ أحملها
كأنّها لم تكنْ يوماً لتعنيكِ
****
أعطيتكِ العمرَ هل يرقى لهُ ثمنٌ
وليس عنديَ أغلى منهُ أعطيكِ
****
ياذكريات بيوت الطين أحسبها
كما القصور زماناً وهي تأويكِ
****
كانَّ بغداد ماكانت لنا وطناً
ولا شربتِ بها ماءً يروّيكِ
****
ولا "المراجيحُ" حين الثوبَ ترفعهُ
كانت عيوني سماواتٍ تغطّيكِ
****
وما صعدنا دواليب الهوى ترفاً
حلّقتِ حين ابتدى سرُّ الهوى فيكِ
****
حتى كبرنا فصار الحبُّ مملكةً
لم يبقَ منها سوى أ طلال ماضيكِ
****
تركتِ دنيايَ والعشرون باكيةٌ
فما استطاع هدير الدمع يبقيكِ
****
مازارني العيدُ مذْ غادرتِ أزمنتي
ظلّتْ كطيفٍ تناجيني لياليكِ
****
لم تذكريني ومرَّ العيدُ لاخبرٌ
أما رأيتِ هلالاً عنهُ ينبيكِ؟
****
انْ كان حبّكِ وهماً لاوجودَ لهُ
فأنتِ أوجدتهِ اذْ كيف أعفيكِ
****

لو عنكِ لي توبةٌ فالآنَ أعلنها
ومن حياتي قريباً سوف ألغيكِ
****
لكنّهُ قدري تبقين قاتلتي
لا باسَ بالقتل حبّاً حين يرضيكِ
****
ولو سُئلتُ فلن أشكوكِ مدّعياً
عمّا فعلتِ محالٌ أن أقاضيكِ

السبت، 10 مارس 2018

العدد الثاني لسنة 2018 بمناسبة يوم المرأة العالمي للشاعر شحده البهبهاني



العدد الثاني لسنة 2018

بمناسبة يوم المرأة العالمي

للشاعر شحده البهبهاني



 
**********
إلى زوجتي الغالية*


حباني الله في هذا الوجود
بهذا الحب من زوج ودودِ

يظلل بيتنا في الله حب
وعند الله نطمع بالمزيدِ


له النعمى فقد أعطى وأوفى
عطاءً دائما وبلا حدودِ


سعادةُ أسرتي من فضل ربي
وراحةُ بالنا في يوم عيدِ


بأربع قد حباني الله ربي
لهُ شُكْري مزيدٌ في مزيدِ


فمن "هبةٍ" عيوني ثم "بشرى"
وابني قرةِ العين ال "سعيدِ"


وزوجي في الحياة ونور عيني
وأحفادي وأصهاري النجودِ


فهم ريحانتي في كل عمري
وذخري ثم عقبي في الوجودِ


وهم بالله في الدنيا أشدي
وهم سندي وعوني في القعودِ


وهم أملي وزادي في حياتي
هم سلوى فؤادي من عقودِ


*******

ويا أمَّ السعيد فدتك نفسي
رفيقة دربنا في كل عيدِ


تقاسَمْنا الحياة بكل حال
فليس السخطُ من فعلِ المُريدِ


بحالة عسرنا كانت صبوراً
فما عصفت كعصفٍ بالرعودِ


 وتشكر ربها في كل حين
وكم جادت بثوب أو نقودِ


وما ساءت بقول أو بفعل
وتسبق بالرضا قولَ الحسودِ


تَعَلَّمَتِ الرضا من والديّها
فما اعتادتْ على طلب المزيدِ


*******
وأضحتْ ساعدي في شأن بيتي
وأمستْ مَسكني عند الهجودِ


وكم كانت تَبشُّ إذا رأتني
عبوساً ثم تشرقُ كالورودِ


وكم فاضت حناناً في ليالٍ
فما عُرِفَتْ بصدٍّ أو جُحودِ


وتفرح حين تلقاني سعيدا
ولم تعبس بوجهي في الشديدِ


تجاذبني الحديث بكل لطف
فيجري حسنها مجرى الوريدِ


إذا شاورتها يوماً بأمرٍ
تشيرُ عليَّ بالرأيِ السديدِ


*******

وكنْتِ إذا اعترتني عاصفاتٌ
بِنفسِكِ تَفْدنِي وبها تَجُودي


وقد حفظتْ لنا أهلاً ومالاً
وحفظ الدين من أَوْلَى البنودِ


أحبتْ والديَّ أبي وأمي
وكانت بلسما في يوم عيدِ


فأبقت بيتنا عشاً سعيداً
فما هي بالجحود أو الكنودِ


*******
 

وكم مرت بنا من مشكلاتٍ
تُفتِّتُ جامدَ الصخرِ الكؤودِ


فما لاقتْ سوى صبر وشك
وإيمان وعزم من حديدِ


وكنا كلما اشتدتْ أمورٌ
نلوذ من الشدائد بالسجودِ


ونهرعُ للصلاة بكلِّ حينٍ
وندعو خالقاً ربَّ الوجودِ


هو الرحمن يُذْهِبُ كلَّ همٍ
ويرزق من يشاء بلا حدودِ


********

وخير متاع أهل البيت زوج*
لِتُسعدَ زوجها وبلا صدودِ


لكِ الحسناتُ من دعواتِ خير
فخيرُ العمرِ موصولُ الجدودِ


أطال اللهُ سعدَكِ في حياتي
بكل الخير في عُمرٍ مديدِ


حَمَاكِ اللهُ يا نفسي وروحي
جُعِلْتِ رفيقتي يوم الخلودِ


فلم نَعرفْ سوى ربٍّ رحيمٍ
وكـلُّ النـاسِ يطمعُ بـالمزيدِ



*هذه القصيدة مهداة إلى كل زوج وزوجة متخذيْنِ من سيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم نبراسا لهما في حياتهما الزوجية فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا, وخيركم خيركم لنسائهم". رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة". رواه مسلم

العدد الثاني لسنة 2018 أنا كالوردِ ... للشاعر حسن الكوفحي


العدد الثاني لسنة 2018

أنا كالوردِ ... 

للشاعر حسن الكوفحي 



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
أنا كالوردِ ألواني لِباسي
 
وفي عطري جَلاءُ الْهمِّ آسِ
 
وَأشواكي كَأفكاري دَواءٌ
 
لِمُنْتَبِهٍ وَمُضْطَرِبٍ وَناسِ
 
جَميعُ الْخلْقِ تَسْحَرُهُمْ وُرودي
 
لِغَيْرِ الْحبِّ ما نَبَتَتْ غِراسي
 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / حسن علي محمود الكوفحي .. الأردن / إربد
*** السبت *** 3 / 3 / 2018 ***

العدد الثاني لسنة 2018 يامراة شعر / جاسم الدوري

العدد الثاني لسنة 2018

يامراة
 
شعر / جاسم الدوري




في لغتي
محطات قطار
اتعبها السير هباء
هي اغنية الريل
المتعب من وجع البعد
هي شجرة تخلع
في ساعة نزهتها الضوضاء
هي مرآة
لسؤال حيرني
في كلمات الخرساء
هي في لغتي
هم مفتعل يتقاطر
بين سطوري العمياء
ويعلل قتلي
ويحلل سفك دمي
في الأشهر الحرم
ويدعي اني
من قوم اعداء

العدد الثاني لسنة 2018 تراجيديا الشتات قراءة في رواية الغداء الأخير للروائي توفيق جاد بقلم – محمد فتحي المقداد/ روائي سوري


العدد الثاني لسنة 2018

تراجيديا الشتات
 
قراءة في رواية الغداء الأخير للروائي توفيق جاد
 
بقلم – محمد فتحي المقداد/ روائي سوري





الشتات الفلسطينيّ بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، جاءت مخرجاته كثيرة، عميقة الأثر في البنية الاجتماعية و الاقتصادية والسياسيّة للشعب الفلسطينيّ، الأمر الذي انعكست آثاره على المحيط العربي الحاضن، طال الانتظار والملل صار سيّد الموقف، فلا بارقة من أمل في حلّ قريب يعيد المهجرين إلى مدنهم وقراهم، وحق للعودة صار حُلُمًا بعيد المنال.
مواصلة الحياة فرضت خيار الاستقرار المؤقّت، الذي تحوّل إلى دائم لا بديل منه على الأقل في المدى المنظور، وبعد سبعين عاما على مرور هذه المأساة ازداد الوضع صعوبة، واستجدّت معطيات جديدة ساهمت في خلق واقع مفروض.
***

تعتبر رواية (الغداء الأخير) من مدرسة الأدب الواقعي بمساره التراجيدي، إذ سعى الروائي إلى رسم لوحة تفصيليّة للمأساة بعمل أدبيّ يخلد من خلاله ما حدث، واستعادة الحدث التاريخي المؤسس لها في بداية روايته، بطريقة تراجيدية عمومًا عندما استعرض الحزن و الدموع والدماء والقتل والدمار، وتسلسل بها إلى الخاتمة المحزنة بعميق مأساويّتها.
وتتجدّد الدراما التراجيديّة يعد سنوات، لتصل ذروتها في العام 1967، وما حصل من مضاعفات على الصعيد الإقليمي العربي المتاخم لفلسطين، ويأتي الشتات الثاني الأفظع والأوسع بمدى تأثيراته على مختلف الأصعدة.فيقول توفيق جاد:
" أصابني الذهول من ذلك المنظر المرعب، وأنا أقف على تلك الصخور في حارتي الجبلية، اشتعال النيران زاد من لهيب حزيران الحارق".
وبعد قليل يتابع: "عاد الحلم البغيض يسكنني ويغزوني، يأتيني شابًّا يافعًا قويًّا، أحلام الأمس .. هي حقائق اليوم"، الروائي هو من الجيل الثاني للآباء المهجرين من ديارهم، ما زالت ذكرياته تحفّ. مساربها في أعماق نفسه إلى أن استطاع تحويلها لعمل أدبي معتبر عن مرحلة سوداء انسحبت آثارها المدمرة على حياة أجيال.
***

مطالعتي لرواية (الغداء الأخير)، أعادني لرائعة (د/ وليد سيف – التغريبة الفلسطينيّة) المؤثرة بتوصيفاتها الدقيقة كما رأيناها بصيغتها الدرامية على شاشات الفضائيات.
ونتائج الشتات نسجت أحداثًا فرضتها بقوة سلطانها على المجتمع الفلسطيني، بداية من التفكك الأسري وضياع الكثير من أبنائها، وانطواء قلوب الأمهات على نار حرقت قلوبهن في الحياة، ورافقتهن إلى قبورهن.
السرد الروائي استهدف الجيل الثاني، والمصائر تخطّها الأقدار بقوّتها وعنفوانها، سائرة بالموظف صالح أن يلتقي بالبنت رشيدة، أثناء تقديمها طلب توظيف، وتنسج الرواية بينهما قصة حبٍّ تكللت بزواج ناجح، أثمر عن ثلاثة أبناء من الذكور، وربّ صدفة خير من معاد، حينما اكتشف صالح متأخّرًا أنّ أمّ أولاده لم تكن سوى أخته (فلسطين) التي ضاعت أثناء رحلة العائلة إلى الأردن.
فتتحول حياة صالح ورشيدة والعائلة إلى ضياع كامل. وفشل وانحراف للأولاد، وتعيدنا القصة إلى الزواج الآثم من المحارم، ونتائجه الوخيمة. أخيرا اتخذ ابنهما عايد الكبير قراره بإنهاء معاناة أسرته وأهله جميعا وبشهادات تثبت أنه الجاني.
***

الغداء الأخير عنوان الرواية أخذ دلالته في الصفحات الأخيرة من الرواية، قال فيها: "ذهب عايد إلى أحد المطاعم، طلب منهم احضار غداء لى منزله، كان خروفًا محشيًّا، أدخله إلى المطبخ، أغلق الباب على نفسه لدقائق قليلة".
ومتابعة السّارد: "حضرت ياسمين، دقت الباب عدّة مرّات .. لكن لم يُجب أحد، لاحظت أن الباب كان مفتوحًا، جقعته ببطءٍ شديد..، توقّفت..، أدارت ظهرها تنوي الرّجوع..، همست: أشمّ رائحة الموت، دخلت وصعقت مما رأت..، الجميع ملقى على الأرض، صرخت بأعلى صوتها، وكأن أفعى ضخمة تلاحقها".
وتنتهي الرواية بأن (عايد) كان قد اتّخذ قراره إنهاء معاناة الأسرة كلّها، فكانت دعوت للغداء الأخير.
لا بدّ من التوقف أمام الذاكرة الجمعيّة للمجتمعات التي لا تمحي منها الخطأ أو الزلل من الأفراد، لأنها تعتبره خروجًا على قوانينها المعلومة للجميع، وكان قرار الانتحار الجماعي من (عايد)، حيث تتماثل حالتهم مع ظاهرة الانتحار الجماعية التي قام أفراد مجموعة (جيم جونز) في العام 1989م، حينما أقنع (913) فردًا من أتباعه (معبد الشعب) في جنوب أمريكا، بتناول مادّة (السيانيد) السّامة ممزوجة مع عصير العنب، سعيًا لمرضاة الرب.
الغداء أوّلًا، يتبعه العشاء، وكلاهما كان الأخير، فالعشاء الأخير‏ هو الذي تناوله (المسيح - عليه السلام) مع حواريّيه في الليلة التي سبقت موته الفدائي.‏ وبما أنه كان آخر عشاء له مع أتباعه الأمناء،‏ فقد دُعي (العشاء الأخير) منذ وقت طويل.‏
ختامًا، وعلى مرّ القرون،‏ ضحّى كثيرون بحياتهم من أجل قضايا اعتبروها مهمة،‏ وقد أفادت هذه الميتات أشخاصًا مُعيَّنين فترة من الوقت،‏ ولكن لا يُعادل أيّ من هذه الميتات التي أظهرت التضحية بالذات كموت (المسيح - عليه السلام) مهما كانت جديرة بالثناء.‏

عمّان – الأردن
6\3\2018

العدد الثاني لسنة 2018 إلى..زهْرة الكوْن في يومها العالَمي شعر / محمد الزهراوي أبو نوفل


 العدد الثاني لسنة 2018

إلى..زهْرة الكوْن في يومها العالَمي

شعر / محمد الزهراوي أبو نوفل



ماذا أقولُ..
في مَلِكَةٍ غَنوج
عنْ حُفْنَة زَبيبٍ
كمْشةِ مِسْكٍ ..
زَيْزفزنَةٍ قُصْوى
وَحلْوى الزّنْجَبيلِ .
حَياؤُها الْيوسُفِيُّ
يُدْمي الْحَديدَ
وصدْرُها ذاكَ
الوَريفُ الدِّفْءِ
وطَنٌ كوْني..
فارْحَموها
ياحيتانَ الْبِحار.
إنّها اليَوْمَ..
شهْرَزادُ الْحَداثَةِ.
كُلُّها آهاتُ
اشْتِياقٍ لَنا
بِذِراعيْنِ نَحيفَتَيْنِ
فمنْ سِواها كانَ
حارِسي الّليْلِيَّ
وحْدَها مَزاميرُ
حنانٍ ومَزاريبُ
وجْدٍ وحُب..
مَن كانَ غيْرُها
مانِحي وَلا تكَلُّ.
انْظروا الّلوْعَةَ ..
أُنْظُروا إلى إِشْراقَةِ
الْقَلْبِ الْمُعَنّى..
لِلإلهَةِ المَجْهولَةِ .
ها هِيَ ..
قيْثارَةُ أشْعارٍ
بِيَدِ الرّيحِ
وفَنارَةٌ فـي
لَيْلِ الإنْسانِ..
عيْناها أصْباحُ
نَهاراتٍ خُضْر..
تُطِلُّ بِنا عَلى
غَدٍ آخَرَ خلْفَ
أُفُقٍ قَصِيٍّ
وَدونَ الأبْحُرِ.
هِيَ رَوْضَةٌ
ثَمِلَةٌ بِالْحُبِّ
تُهَلِّلُ لِـيَ..
فـي السّريرِ
اَلأرْضُ المُقَدّسَةُ
تحْتَنا وفوْقَنا..
اَلسّماءُ الْكَريمَةُ.
حضْنُها الْحَبيبُ..
دارُ نَفْيٍ إِلَيَّ
بَسَماتُها الْعِطارُ
أزْهارُ فَلاةٍ
ونَظَراتُها الْبَعيدةُ
مِياهُ نَهْـر.
هِيَ البَدَوِيّةُ
الْكُحْلِ نَرودُ أوْجاعَها
كَماعِزِ الْجِبالِ..
ننْهَشُ أحْزانَها
الكَوْكَبِيّةَ مِثْل فاكِهَةٍ
وَلَمْ نشْبَعْ
جَسَدِياً
مِن لَحْمِها الْغَضِّ.
تَثِبُ بِنا الْخَنادِقَ
صَوْبَ بَرِّ الأمانِ
وَهِي لا تَدْري.
عفْوَكِ أَيّتُها النّبِيّةُ
فـي لَيْلِنا الْمُعْتِمِ..
أنا خُدْعَةٌ
لَفّقوها فَصَدّقْتِها
وأعْتَذِرُ مِنْكِ..
عنْ شَهْرَيارٍ جَديدٍ
وَرَبٍّ قَديمٍ قَديم؟
ماذا أقولُ فـي
مدْحِ سيِّدَتي
أكْثَرَ وَهِي مُحَرِّضَتي
عَلى الْحُبِّ..
حَتّى الْبُكاءِ
والْمهْمومَةُ بِيَ
تحْت سِياطِ
الزّمانِ الْوعْرِ
وحَتّى فـي مسْتَنْقَعِ
الشّيْخوخةِ الْكَدِر.
دَعيني أُمّاهُ..
أنا فقَط أتَغَنّى
بِشِيَمِكِ السّكْرى
وعَطايا أياديكِ
الرّسولَةِ ولا أُحِبُّ
ثدْيَيْكِ وحْدَهُما
وَإِنّما أعْبُدُ..
رُكْبتَيْكِ أيْضاً
فأمْشي مُطأْطَأَ
الرّاْسِ وكاهِلي
يَنوءُ لَكِ بالدُّيونِ.
ولا أطْماعَ لـي..
إلاّ أنْ يَكونَ
لِقَوامِكِ الرّشيقِ
أنْصابٌ فـي
الْمَيادينِ وصُوَرٌ
في كُلِّ الْكُتبِ.
وأخافُ علَيْكِ..
لا أُريدُ أنْ
يقْرُبَكِ الّليْل..
لا أن يَمسّكِ الْهَواءُ
لا الْفَجْرُ لا الشّموسُ
ولا الطّيوبُ..
لِأنّني بِدونِكِ شِبْه
مَيِّتٍ أوْ كَمِثْلِ
حَلَزونٍ جَريح

محمد الزهاوي
أبو نوفل

الجمعة، 9 مارس 2018

العدد الثاني لسنة 2018 هـَـذانِ مِن آدَمٍ للشاعر معروف عمار


العدد الثاني لسنة 2018

هـَـذانِ مِن آدَمٍ

للشاعر معروف عمار

 

هــذان مِن آدَمٍ في خِـلـقَــةِ النَّسَمِ
مُذ نِيطَ حَبلُهُما السُّرِّيِّ بالرَّحِمِ
٠٠٠
حَوَّاءُ مَن حَمَلَتْ وهي التي وَضَعَتْ
مِن بين عَذرَةِ أحشاءٍ وبين دَمِ
٠٠٠
فانـحَـطَّ هــذا بجـهـلٍ راح يَـتـبَـعُـــهُ
وذاك بالعِلمِ قــد أفـضَى إلى السَّنَمِ
٠٠٠
لولا مُقـــارَنـةُ الأضــدادِ مـا عُـرِفَــتْ
مَسالِكُ الـقـَــوم مِن حُمقٍ ومِن فِهَمِ
٠٠٠
إنَّ الـقِـيـــاسَ إذا أنـصَـفـتَ بيـنـهـما
في الفَضل يـَرجـِـعُ لِلقِرطاسِ والقَلَمِ
٠٠٠
أخــو الـعـلـــوم لـــه سَمتٌ يُصاحِبُهُ
مِن المَـهــابـةِ لـم تُخـطِـئْهُ عَينُ عَمِ
٠٠٠
تـَزكُــو الـحـيـــاةُ بـعِـلـمٍ يُستَعانُ به
إنَّ الـحـيـــاةَ بدون الـعِـلـــم كالعَدَمِ
٠٠٠
هو الـسِّـبـاقُ وذا المِـضمــارُ ساحَتُهُ
وتـلـك مَدرَجَــةُ الفُرسـانِ فانـتَـظِــمِ
٠٠٠
لاتَـقـنَــعَـــنَّ بـحَــــدٍّ مِن مَـراتِــبـــهِ
فطـالِـبُ الـعِـلــمِ مَفطورٌ على النَّهَمِ
٠٠٠
وارحَلْ إلى الدَّرسِ مهما شَتَّ مَوطِنُهُ
ففي جَنا القَطفِ مايُبرِي مِن الجَّشَمِ
٠٠٠
شَـتَّـانَ بـيــن شِـهـابٍ يُستَضـاءُ بـه
وعَـتـمَــةٍ فـي دياجِي الظُّلمَةِ البُهَمِ
٠٠٠
فابــنــوا الـعـقــولَ إذا مارُمـتُـــمُ نُزُلا
عـزيــزةَ الـرُّكـنِ والـجُــدرانِ والدِّعَـمِ
٠٠٠
شِـيـدُوا المَعـاهِدَ للطُّلَّابِ فهي لهم
مَنـاهِـلُ الـفِـقــهِ والآدابِ والـقِـيَـــمِ
٠٠٠
واغـنُـوا المُعَلِّـمَ واسعَـوْا في حَوائِجه
يَعُدْ لكـم في عُقُولِ النَّشئِ بالحِكَمِ
٠٠٠
وكـم طَـوَتْ قـبـضـةُ الأيــام مِن نُجُبٍ
ولم يزل ذكــرُهم في الناس كالعَلَمِ
٠٠٠
وكم لـهـم في ربـوعِ الـدَّهـــرِ مِن أثَر
حَيٍّ وهم تـحـت أطـبـاقِ مِن الرَّجَمِ
٠٠٠
حــاكَـتْ قَـرائِـحُــهُـم لِـلـعِـــزِّ أرْدِيَــةً
مَوْشِيَّةَ النَّقشِ لا تَبلَى على القِـدَمِ
٠٠٠
رَهطٌ بـهـم تَـنـجَـلِـي الأدواءُ راغِـمَــةً
وتَـهـتَــدِي سارياتُ البحر في الظُّلَمِ
٠٠٠
مااشـتَـدَّ ســاعِـدُ قَــوْم أوْ هُـمُ غَلَبوا
إلا بما بَـلَـغُــوا في الـعِـلـمِ مِن قَدَمِ
٠٠٠
جــابُـوا بــه الـفَـلَكَ الـدَّوَّارَ واكتَشَـفوا
مالـم يَـجُـلْ بـخَـيــالٍ أوْ رُؤَى حُـلُــمِ
٠٠٠
فبادِروا الـوقـتَ إنَّ الـوقــتَ في عَجَلٍ
مِن قَـبـلِ أنْ تَرسُفُوا في رِبقَـةِ النَّدَمِ
٠٠٠
مازال قَـــوْمٌ بأصـــفـادِ الـخَـنـا هَـمَـلا
مالـم تَـنَـمْ عنهُمُ نَـدَّاهَــــةُ الـوَخَــمِ
٠٠٠
يُـقَــدِّمُ الـعِـلــمُ أقــوامـا بـلا نَـسَــبٍ
ويَطـرَحُ الـجـهــلُ أنسابا على الرَّغَمِ
٠٠٠
يُـشِـيـرُهُـم أُمَراءُ الحُـكــمِ إنْ عَجـِـزوا
ويـُــنـــدَبـــونَ إذا دارَتْ رَحـــــا الأُزُمِ
٠٠٠
فاخـتــر لـنـفـسـك صَـفًّـا أنْ تكـونَ به
صَـفٌّ مِن الـنـاس أو صَـفٌّ مِن النَّعَـمِ
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
معروف عمار

الخميس، 8 مارس 2018

العدد الثاني رلسنة 2018 فرصة وعرة .. الدكتور وليد عيسى موسى



 العدد الثاني رلسنة 2018

فرصة وعرة ..

الدكتور وليد عيسى موسى
 



شهد زورا فخلد في السفر المسطور .حجر اسود ينتج نورا غطى البحر العطش العائم في سدم المنصور .سلم الامن من معاصي القمة والسفح المسعور . طفل راح يرسم بخطوط وبلون مكسور اشكال محطمة لاحكم ان فاحت كالسرطان فلا من حد للحد المنشور . ليلة مات عزفت جوقة جلجامش عند القبر .. راح يصرخ بعويل مشهور محفوظ بالبردي المحفور بين الضفة والحور .. خلي انكيدو .. اه ياصاحبي ..اذ يؤسرك الصمت .. نئتك عن بحثي عن سر خلودي الممهور بطلاسم وتعاويذ وبخور .سوق اسمنتي .. رائج مافيه .. لا ارخص مما كان من المعروض وتراجع اسعار سجايا الفاتح .. فلا من عبرة تنفع ولا من درس ارقى من زيف النص الفائج تهاوى حياء المامور ...دار يدور والحال في فلك المقدور يدور . أمن الحشر في ظلم تعدد اللحظة بعد اللحظة فلا من يعرف ان كان الفجر سيطلع ام يكفي ان شبع نذور يدفعها بين غروب وحشي وبين همجي عند الخيط ليقيم صلاة ودعاءً بلون الدم حسبه ان يفخر شلال فيكف عن شى دون حضور . من كان يكذب ان النملة اعقل من قابيل .. بات في الصف الاول يعضض اصبعه المقهور .معلقة جناته من كان اخرس حتى الصمت يشي ان حلم به الحلم وهو الذي لاشان له لا بمتربص ولا من جوق المامور . كان سؤال الشارب في الثانية الاولى .. من سول لكناري الحب ان يعشق فيبيض .. والحال في شظف وعسور . بهت الحالم وايقن ان السائل علامة مسمار في نعش حي مقبور . فدار يدور .. حتى هواء الله يؤسر ولا في حوض النهر الا بقايا سمك نخرته ديدان وجراد .. طواحين مكتوبة وطواحين تاكل للانسان وللمعمور .. ودار في فلك غير مدار .. اخضر الجيب .. والجبهة فارقها العرق المذكور سفر كتاب ونذير توج افقا .. من حمرة طين وسواد سنابل غادرها الحمام الزاجل وهو يبكي الله عسر امور .. ودار يدور .. وحتى الساعة في فلك عدل لا معوج عرايا والعين بلا عين والحين وعد مسطور .

العدد الثاني لسنة 2018 مدينة بين الصبر والنسيان للشاعر الشاعر استيفات الوالي


العدد الثاني لسنة 2018

مدينة بين الصبر والنسيان 

للشاعر استيفات الوالي
 



وأنت تراقب
الافق
تراقب ألرؤيا
تراقب
ألإخْتفاءَ بين ألفسادِ وألبياض
وأنت تراقب
و تصرخ
لا تنامي
أيتها المدينة
لا تنامي
بيني وبين
ألنسيان
لاتنامي
أيتها ألحبيبة
فغصن ألصبر
تدنى
نحو موعد ألإنكسار
حين استبضعوك
و ألغيوم حبلى
تتدنى
نحو موعد ألإمطار
لا تنامي
أيتها المدينة
دعيني أستل من كحل عينيك
حزني وألمي
أستل طَمَاعَةً تلاحقك
بطمع
يمتص ألدماء
يتلصص زينة ألنساء
طمع
يطمع
حتى بول ألضعفاء
لا تنامي
أيتها ألمدينة
لكي لا ينام حزني
بين
قميصي
وظلي
فبينهما
قد لا تدرك
ألمعنى
أيها ألشيخ ألهرم
هنا عكازتك
وهناك
ذئاب تتربص ألقطيع
أيتها ألمرأة
ألمسكينة
بكل خطوة تتخوفين الصقيع
وأنت
تتجولين في أزقة هذه ألمدينة
قشري
رمانتهاعلى غفوتي
ياسيدتي
دع البلَّور ينكسر
على دموع
التين
وزر ألقميص لازال مفقودا
لا تنامي
ياسيدتي
وألظل يُسْلَخُ من على رؤوس ألبؤساء
أسكبي هذا ألعطش ألملوث
على ريح ألشتاء
بشموخ ألنخيل
بكبرياء ألتاريخ
دعيهم يغادرون ربيعهم
دعيهم
يجرون حرامهم
ألمباح
من براءة مرآتك
دعيهم
يتشققون على عطب ألروح
دعيهم
لا تنامي
ياسيدتي
ألماضي لك
والحاضر لك
والغد لك
إصْرَخي في وجه التاريخ
بتمهل ألقطار
فنحن راكبون
بخورنا
دخان لا محطة له
إصْرَخي في وجه التاريخ
على جماد ألواقع
اننا
نعمر هذه ألارض
ونحن من
رسمنا هذه ألبقعة
وأننا
نحمل عنك
وأننا
نحن من نقف على هاويتهم
فمنا ألسؤال
ومنا ألجواب
إصْرَخي في وجه ألتاريخ
بشموخ
قصر يَئن من سقوط حجره ألأخير
إصْرَخي في وجه ألتاريخ
بصوت رجل يعد كيله أرقاما
على ساحة تنعي مجدها ألأسير
لا تنامي
عنهم
أيتها المدينة
دعينا نتجهز
لِأنكسار ألغصن
على آخر ألخريف
لا تنامي
عنهم
أيتها الحبيبة
لا تنامي

/////////////////////////////////
الشاعراستيفات الوالي 06/03/2018

العدد الثاني لسنة 2018 الى المرأه ( الأم ، الأخت ، الزوجه ، الحبيبه ، الصديقه ) في عيدها (هَدِيَة السَّماءْ) للشاعر سالم ابراهيم حسن

 العدد الثاني لسنة 2018

الى المرأه ( الأم ، الأخت ، الزوجه ، الحبيبه ، الصديقه ) في عيدها

(هَدِيَة السَّماءْ)

للشاعر سالم ابراهيم حسن
 
 

~~~~~~~~

شَجِيَّةٌ هِيَ الحَياةْ
بِغَيْرِ حاضِنَةِ الأنوثه

يالَوحَةً عَلَوِيَةً
فُطْرِيَةً مَرْسومَهْ

في صَفْحَةِ الوجودْ
بِكَلِّ إِعْتِناءْ

شَجِيَةٌ ،، وأحتَمَلناها
صَعْبَةً لأَجْلِكِ حَواءْ

فَبِرَغْمِ مايَئِزُّ مَضْجَعي
يُؤنِسُني السَّعي
لأَنَكِ مَعي
حَيْثْ يَكْبَرُ الرَّجاءْ

يامُنْعِشَاً عَذابُكِ
وَمُقْرِفَاً غِيابُكِ
أَبْقي مَعي
لا أَقْوى على الجَّفاءْ

لأنتِ في عَقلي البتولْ
وَكُلِّ ذي الفُصولْ
رَبيعُها
خَريفُها
شِتاءُها
وَصَيْفُها المَعْسولْ
ياأَنْتِ ياكَريْمَةَ العَطاءْ

وَقَلْبي الذي مَلَّكْتُكِ
تَعْرِفيْنَ أَنْتِ سِرُّهُ
يابَعْضُهُ
أَو نِصْفُهُ
أَو كُلُّهُ
أَسْرَرْتِهِ ماعِنْدَكِ
أَنَّى يُفَكُّ سِرُّهُ
وَرَوْعَةَ اللقاءْ

يا وَحْشَتي كَيْفَ أُكْمِلُ الطَريْقْ
لَولاكِ مِنْ رَفيقْ
لَاَحْتَدَمَ الزَّفيْرُ بالشَّهيْقْ
وَيَخْتَفي البَقاءْ

مَنْ أنا لكي أكون؟
لديكِ أنتِ مَوطني
والصمت والسكونْ
بدونِكِ يعْشوشِبُ الفَناءْ

يا زَهرةً ورديةً
أَوْ رائِحَةْ زَكِيَّةً
أَعَمَّةِ الأَرْكانْ
في زَحْمَةِ الأَزْمانْ
بِكِ إِبْتِداءْ،، وَبِكِ إِنْتِهاءْ

أَنا هكَذا أَفْهَمُكِ
مُمْتَنّاً لَكِ وَلِلُطْفُكِ
أَو هكَذا أُوصِفُكِ
،، هَدِيَة السَّماءْ ،،

،،،،،
سالم إبراهيم حسن

العدد الثاني لسنة 2018 أدباء منسيون من بلادي ج2 12 الشاعر الدكتور علاء المعاضيدي تقديم / علاء الأديب




العدد الثاني لسنة 2018

أدباء منسيون من بلادي ج2

12

الشاعر الدكتور علاء المعاضيدي

تقديم / علاء الأديب




التقديم :
..........
تربطني بالعديد من الشعراء العراقيين من المعاضيد خصوصا علاقة وطيدة وكنت ومازلت استمتع بالكثير من قصائدهم التي تتميّز بالأصالة والوطنية من جانب وبالرقة والشفافية من جانب آخر وربما كانت للبيئة التي تحيط بالمعاضيد تأثيرها الأيجابي على أشعارهم أذكر منهم جهاد المعاضيدي شقيق الشاعر والناقد الدكتور علاء المعاضيدي رحمه الله .
وأولاد عمومته ومنهم الشاعر صلاح المعاضيدي الصديق الحميم رحمه الله وشقيقة الشاعر عصام المعاضيدي ورامي المعاضيدي.
جميع هؤلاء سنحت لي الفرصة بلقائهم الا الشاعر المرحوم علاء المعاضيدي الذي اتخذ من اليمن وطنا له بعد ان ضاقت به السبل في العراق.
وليس غريبا لو عرفنا عن علاء المعاضيدي بأنه كان يتمتعبشخصية أريحية تكسر كل الحواجز مع محدثها لما فيها من سلاسة وبساطة وكياسة لأنني قد خبرت المعاضيد من اهله واقربائه يتمتعون بذات ماكان يتمتع به وخاصة صديقي المقرب مني من اهله الشاعر المرحوم صلاح المعاضيدي.
ولست هنا حقيقة لطرق أبواب الذاكرة لهذا الراحل عنّا مبكرا فمازال يخلد بذاكرة الكثيرين وخاصة طلابه اليمنين الذين تفانى في تدريسهم ومحبتهم وتفانوا بالمقابل في الإخلاص له.
ولكنّي أحاول قدر الإمكان تعويض بعض مافاتني من لقاء هذا الناقد والشاعر الإنسان والذي كان القدر حائلا بينه وبيني.
أملا أن أحيط بشيء من فضاءاته الواسعة وآفاقه الشاسعة.
والله ولي التوفيق
علاء الأديب
بغداد
7-3-2018


الولادة:
...........
ولد الشاعر والناقد الدكتور علاء المعاضيدي في قضاء الفلوجة في محافظة الأنبار عام
1964

تحصيله الدراسي
....................
حاصل على شهادة الدكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي من جامعة بغداد كلية ابن رشد عام
1996

عمله ومناصبه:
....................
عمل أستاذاً مساعداً للنقد الأدبي والبلاغة في الكلية العربية الجامعية بمدينة عجمان الإماراتية وكلية التربية بجامعة الأنبار وشغل منصب رئيس قسم الدراسات العربية في كلية التربية زبيد بجامعة الحديدة في اليمن  حتى وفاته.


آثارة الأدبية :
................

قدم للساحة اليمنية العديد من الدراسات النقدية من أهمها
التناص مع الشخصية التراثية عبر آليات الحوار والاستدعاء
الإشارة في شعر البردوني
الواقعية وسؤال الالتزام في شعر عبدالله عطيه،

شارك في كتابة الاوبريت الوطني ( يمن العرب ) الذي قدمه عدد من الفنانين العرب بمناسبة العيد الوطني السادس عشر للجمهورية اليمنية بمحافظة الحديدة عام 2006م،

كما أصدرت له وزارة الثقافة ديوان شعري احتفاء بصنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م
بعنوان غيمة من رماد.

صدر له مؤخراً ديوان "مرايا عيون بلقيس" والذي أصدرة منتدى الذهني للثقافة والفنون بمناسبة تكريمة من قبل المنتدى.

الشاعر واليمن :
.................
عاش الشاعر في اليمن أكثر من ثمانية أعوام استطاع من خلالها كسب ود ومحبة الجميع بما كان يتصف به من اريحية واخلاق جذابة في التعامل مع الآخرين وخاصة طلبته الذين درّسهم في الكلية .
وتعشّق الشاعر منطقتي زبيد وتهامة في اليمن عشقا كبيرا وذكرهما بأشعاره لأنه يرى فيهما ذلك الأمتداد الحضاري لحضارة موغلة بالقدم .
فكان يقول عن زبيد بأنها مدينة تاريخية شهدت حضارات ممتدة وكانت عاصمة لأكثر من دولة .فتشعر وانت فيها وكأنك ازاء عبق تاريخي يمضي بك الى أيام الأصالة الأولى.
إضافة الى بناءها الدائري المشابه لبناء بغداد وابوابها الأربعة تجعلك تشعر بالألفة معها.



الشاعر والحضور الأدبي في اليمن
........................................
أوجد الشاعر علاء المعاضيدي لنفسه حضوراً فاعلاً في المشهد الثقافي في محافظة الحديدة من خلال قصائده الشعرية وأبحاثه الأكاديمية ومشاركاته في الفعاليات الثقافية فهو يرى أن وجوده في اليمن تواصل مع وجوده في العراق ومشاركته على الساحة الثقافية اليمنية جزء من مشاركته في الساحة الثقافية العربية .. يقول الدكتور المعاضيدي عن وجوده في اليمن : أشعر أن وجودي في اليمن هو انتقال من غرفة إلى غرفة في بيت واحد ، فاليمن ليست بعيدة عن العراق إطلاقاً ، والناس في اليمن هم الناس في العراق ، القبائل في العراق هي قبائل أغلبها من اليمن ، ربما لست محظوظاً فلست من قبيلة يمنية ولكن لا أشعر بأي فرق.

اوبريت يمن العرب
.........................
كانت استضافة الحديدة لاحتفالات الجمهورية اليمنية بالعيد الوطني السادس عشر عام 2006م محطة مهمة عرف الناس في الحديدة ـ كبيرهم وصغيرهم ـ خلالها الدكتور علاء المعاضيدي معرفة قوية إذ شارك في كتابة الأوبريت العربي الرائع ( يمن العُرب ) الذي أداه الفنانون : عبدالله رشاد و لطفي بوشناق و علي الحجار و إيهاب توفيق و أروى ورويدا رياض وفؤاد الكبسي.

وفاته:
............
توفي الشاعر علاء المعاضيدي في اليمن عن عمر ناهز السادسة والأربعين من العمر عام
2010
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.


مختارات من قصاده
.......................



يا شبه يوسف
....................
لا دارَ لـــــي .. ألــــــَدَيْــــــكَ دارُ ؟!
أمْ فــــَرَّ من يدك النــــــــــــــهارُ ؟!

يا أيّها الحــــــــــــــــــــــــــــلُمُ الذي
شفتـــــــــــــــــــــــاهُ زيتونٌ و غارُ

و يـــــــــداهُ مَحْضُ سمــــــــــــــاوةٍ
بيضاء . لوّحــــها اسمـــــــــــــــرار

مـــــا كنتَ مـــــــــــــــن زَبَـدٍ ، و لا
كنّــــا ، لتـــــقذفَنا البحــــــــــــــــارُ

( كَلـــــَكَيْــــن ) من خشبِ النّـــــوى
يتأرجحـــــــــــــــــــــــان ، ولا قَرَارُ

أتقاسَمَتْ دمَـــــكَ التَّتـــــــــــــــارُ ؟!
أم بعـــــثروكَ سُدىً و ســــاروا ؟!

قلِـــــــــــقٌ علــــــــــى قسماتِ وَجْـ
هِـــــــــكَ ، أيّها الحلـــمُ الفَنــــــــــارُ

أنا يا سمــــــيرَ العُــــــــــــــــمْرِ ، لا
سَمـــــَرٌ لـــــديَّ ، و لا حــــــــــوارُ

(مُلقـــــىً على طرقـــــاتِ مكَّـــــــــة
أستجـــــــــــــــيرُ ولا أُجـــــــــــــارُ)

يتناسلُ العـــاقـــــولُ فـــــــــــــــــــي
شفتــــــــي , ويلعقنـــــــي الغُبــــــارُ

كَـــــلأٌ لكـــــــلِّ العــــابريــــــــــــــن
أصابعـــــــــي ، ويــــــــــدي انتظارُ

لا تغـــــلبٌ مـــــــرَّتْ علــــــــــــــــى
جرحـــــــــي ، ولا وقفتْ نـــــــزارُ !

وحـــــــــدي أُقلّــــــِبُ راحـــــــــــــةً
صفــــــــــراءَ ، أرهقـــــــها الحصارُ

وأرى بيـــــــــــــادرَ قمحــــــــــــــهم
حبَّاتُهــــــــا وَجَــــــــعٌ ونـــــــــــــارُ

يتــــآمرون علـــــى دمـــــــــــــــــي
ودمـــــي على دمهــــــم يغـــــــــــارُ

يا ليـــــتهم سفــــــكوا دمــــــــــــــي
لكنَّهم جبنـــــــــوا و خـــــــــاروا !

جبنـــــــــوا ، لأنَّ سيوفَهـــــــــــــــم
خشبٌ ، وأنفسهـــــــم صَغَـــــــــــارُ

و لأنَّهم مُـــــذْ أَلَّــــــــــهــــــــــــــــوا
( هبـــلاً ) على دمهـــــــــــــم صِغارُ

فشرابُـــهمْ : كأسُ الخــــــــنــــــــــــا
و طعامـــهمْ : ذُلٌ و عـــــــــــــــارُ !

يــــــــا شِبْهَ ( يوسف ) مَنْ تُــــــرى
سيمُــــرُّ لو طلَــــــــــــــــــــع النّهارُ

و جميـــــــعُنا فــــي الجُــــــــبِّ حيـ
ثُ الذئبُ ينـــــــــهشُ و التّتــــارُ ؟!

حيثُ البــــــراءةُ : دمـــــــــــــــــــعةٌ
و الظُلــــــمُ : غانيــــــةٌ و ( بارُ ) !

يا أنتَ ، يا لـــــــــونَ النـــــــــــــدى
إذْ يستحـــــــمُّ بهِ النُّظـــــــــــــــــارُ

يـــــــا حُزنَ عصفــــورٍ يلمــــــــــلمُ
ريشَ مَـــنْ هجـــــــــروا و طاروا

لم يبقَ من لـــــــــــــــــوحٍ نفـــــــــرُّ
إليــــه ، فالمـــــطَرُ انهمــــــــــــــارُ

لبسَ النّهـــــــــارُ عبــــــــــــــاءةَ الـ
ظلمـــــــــــــاء ، وانسدلَ السِّتـــــــارُ

لا نجمةٌ تهــــــــــدي دمـــــــــــــــــــاً
يسعـــــى ، و لا سُـــــــرُجٌ تُنــــــــارُ

وحدي أكابــــــــدُ غُربــــــــــــــــــــةً
جنّاتُهـــــــــا : مُــــدُنٌ قفـــــــــــــــارُ

وحدي أَمــــــــدُّ أصابعــــــــــــــــــــاً
أطرافُـــــــــها : حُلَـــــــــــــــمٌ صِغارُ

يمتصّها حشف , نعـــــــــــــــــــــــم
حــــــــشَفٌ ، و قامــــــــــــاتٌ قصار

أحلامُـــــــــــها : شهواتُـــــــــــــــها
و حلــــــــــومُها : صَدأٌ و قـــــــَارُ

وحدي .. تعــــــــطَّلتِ الـــــــــــرؤى
و غـــــداً ستتبعُها العِــــــــــــــشَارُ

يا شبــــــهَ ( يوسفَ ) ناقـــــتـــــــي
سَئِمَتْ وأتعبــهــــا السِّفـــــــــــــــارُ




غنائية لآخر البراميل
.....................................

صغـــــار همو , أوهى من الذرِّ , أصغر               كبيــــرهم الشيطان , والله أكبــــــــــــــر

ينادون بالتشطير , أهــــلاً ومرحبـــــــاً                لقــــــد آن يا صنعا   لــهم أن يُشَطـَّروا

فمــــن يزرع السكّين في ثــــدي أمِّــــه                قليل عليه المــــوت , والقــــــــبر أستر

لمــــــــاذا دعاةَ الشر ؟! هــــذي بلادكم               وهــــذا الثـــرى فـُلٌ ومسك وعنـــــــبر

لمـــــــاذا دعاةَ الشر ؟! هــذي ربوعكم                وهــــذا المدى تِـبـْر وعِطـْـر وسكّــــر

وهــــــذا الفضاء الحـــر مجد مـــــؤثـَل                له ( تُبَعٌ ) غنّى ( وسيفٌ ) و ( حِمْيَر )

تحنّون للبرميل ؟! حنّــــوا , وربِّكـــــم                ستلوى رقـــــاب فيه منكم , وتُكــــسر

ويبقــــــى ثرى بلقيس قلـــباً موحّــــداً                ويبقى به الإيمــــان يعلــــو ويكبـــــــر

ويبقى صهيل الخيل يحـــدو ركابـــــــه                إلى أن يصيح ( الصُوْرُ ) قوموا لتُنْشَروا

لماذا سواد القلب ؟ والفـــــــل أبيـــض                لمــاذا اصفرار الروح والعشب أخضر ؟!

يمانية هـــــذي القنــــاديل كلــــــــــــها                دعوا ضوءها النعسان يغفــــــو ويسهر

دعوها , فكم (صنعاء) في الأرض؟حرّة               وكم ( عدن ) فيها , و(إبٌ)  و (مِسْوَر)؟

سلام على ( وادي بنــا )  كلّمـــا  جرى               ومرحى ( لوادي مور ) ما سال يهــدر

يمانية  هــــذي القناديــــــل كلهــــــــــا                يمانيـــــة  , ليست بـيوتاً  تؤجـــَّــــــر

يمانيــة هذي القنــــــاديــــل , زادهــــا               هوىً شعر ( وضّاح ) , وللشعر منبــــر

يمانية , ما  قُدَّ  يوماً  قميصهـــــــــــــا                ولا علّمتها  غيمة  كيف  تُمطــــــــــــر

لها قمحها , لا الجوع يلوي عنانهــــــا                ولا صبرها يفنى , ولا العزم  يفتـــــــر

سلام عليها , لا على  من يخونهــــــــا                 سلام عليها , لا على من تعنتـــــــروا

لقد قارب العشرين عـــــمر ازدهارهــا                وراحت علـــى جسر المسرّات تعــــــبر

لتصحو على أكتافــها الشمس حــــرّة                 ويندى هـــلال العمر  ضوءاَ ويقمـــــر

دعوها فقد شبّت , وصارت أميـــــــرة                من الورد والحنّاء  أبهــــــــى  وأنضر

على صوتها تصحو االصباحات عذبـة                 وفي وجنتيها  من سنا الضوء بـــــيدر

سلام على النخل الذي ظلَ  مثمــــــــراً                 وليس على الشوك  الذي ليس يثمــــر

أنيبوا إليها , واستظـــــــــــلوا بظلّــها                 لقد علّمتـــكم كيف تعفـــو وتغـــــــــــفر

أنيـــــــبوا اليـها , فهـــي أمّ كريمـــــة                عزيـــز عليها أن تخيـــــبوا وتكفـــروا

عزيز عليهــــا أن ترى الدمــع طافحاً                 على وجنتي ( غيمان) يهمي ويقطــــر

لقد صابرت حتّى غزا الشيـــب رأسها                على أيِّ ذنب – يا مساكيـن-  تصبــــر؟!

أفي كل يوم  خنجر في ضلوعهــــــا ؟!               سلام عليها , لا على من يشطّـــــــــــر

سلام على الجدران , يــا سدّ  مــــأرب                وليس على الجرذان ممــّّن  تنكّــــروا

سلام على من ينـــثر الفــــــلَّ  كلّــــما                رأى وجه  بلقيس  على الأفــــق يسفر

سلام عليــــــها وحـــــدة يعربيــــــة                ورمزاً به  نزهو ونسمو ونفخــــــــر

أنيبوا اليها , لا جـــــــــــراداً يحيلــها                 خراباً , ولا موتاً على النـاس ينـــــــثر

أنيبوا اليها , كفـــــــّروا عن ذنوبكـــم                 وطوفوا بخـــــوراً حولها  كي تُطهّروا

سئمنا أحاديـــــث الجراحـــات كلــــها                 سئمنا فــــم المذياع يهــــذي ويهــــذر

بلادي على مرأى من العــين , دمــعة                بلادي على مرأى من العين فانظــــروا

تريدونها بغداد أخرى ؟! أعيـــذهــــــا                تريدونها بيروت أخرى ؟! تذكّـــــــروا

سئـــمنا أحاديث البراميـــل , لم نعــــد                 صغاراً لنصغي للبراميل , فاكبــــــروا

خذوا ما تبقّــــى من مرايا ضميــــركم                 إذا كان فيــــــكم من ضمير يذكِّــــــــر

وعودوا الى (خضراء) أيام لم يكـــــن                 سوى الغاصب المحتل , ينهـى ويأمـر

لقد عانت المرّين  كي تبــــــــــلغ الذرا                وسالت دماً  وديانها , كي تُحـــــــرَّروا

وكي يصبح  الشطــران  قلباً موحّــــداً                 جرت فوق بركان  من الجمر  يــــزأر

سلام عليها  وهي  تحدو ركابهـــــــــا                  وتدري  بأنّ الصبر  لابدّ  يثمـــــــــــر

  سلام عليها  وهي  تسعى  مواكبـــــــاً                  إلى المجد  جذلى , والبراميل  تزفـــر
رحم الله الناقدج والشاعر الدكتور علاء المعاضيدي واسكنه فسيح جنانه.
والى حلقثة أخرى من
أدباء منسيون من بلادي
أستودعكم الله.
علاء الأديب
بغداد
9-3-2018