بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 فبراير 2015

العدد الثالث لسنة 2015 ... تجليات مفاهيم الأدب المقارن في قصائد الشاعرة عفاف السمعلي / الجزء الثاني ... بقلم : علاء الأديب




العدد الثالث لسنة 2015


تجليات مفاهيم الأدب المقارن في قصائد الشاعرة عفاف السمعلي



بقلم : علاء الأديب





تجليات مفاهيم الأدب المقارن في قصائد الشاعرة عفاف السمعلي
الجزء الثاني
المفهوم الثاني:

يذهب أصحاب هذا المفهوم للدفاع عن الأدب المقارن من الذين يدعون بأنه مشابه للأدب العالمي ومطابق له من حيث المزايا والخواص.
فهم لا يجدون لوجوده مبرّرا على هذا الأساس.
لذا فإن أصحاب هذا المفهوم دافعوا عن وجود الأدب المقارن وضرورة ديمومته من خلال بيّانهم وتركيزهم على الفروق الأساسيّة والجوهريّة بينه وبين الأدب العالمي. وبينه وبين الأدب العام بصورة عامة.
ومن أهم النقاط الجوهريّة التي يختلف بها الأدب المقارن عن الأدب العالمي والأدب العام ..هي ما يتميّز به الأدب المقارن في البحث عن العلاقات المشتركة ومدى التأثير والتأثر بهذه العلاقات في الثقافات المختلفة وكذلك مدى تطور هذه التأثيرات وإسهامها إسهاما فاعلا في بناء فكر عالمي جديد .

ومن هنا نجد أنّ العديد من نصوص الشاعرة التونسيّة عفاف السمعلي موضوعة البحث تعتمدّ هذا المفهوم من خلال استثمار الشاعرة لدلائل المقارنة للوصول إلى حالتي التأثر والتأثير بثقافات أخرى.
فهنا في هذا النص المقتطع من قصيدة (شهرزاد)
نص:


شهريارُ مصلوبٌ
على خشبة التردّ د
على مرمى ليل قَمِيءٍ
تحت جناح رمشٍ أرّقه السّهاد
يراقصني "التانغو" و  يضيع فيّ



نلاحظ جليّا ماذهبت اليه الشاعرة بحرفنة عاليّة ودقّة متناهية باختيار قرينين مختلفين زمانيّا ومكانيّا وقامت بصهرهما ببوتقة جديدة لتصنع منهما صورة مغايرة لصورتيهما  تحت إطار المفهوم الثاني من مفاهيم الأدب المقارن.صورة للفكر الجديد.
شهريار (الملك العادل الذي يكره النساء ) والذي وردت قصصه بحكايات (ألف ليلة وليلة)
والتانغو (رقصة الطبقات الفقيرة في بوينس أيرس)
والصورة تتحدث عن نفسها في هذا المقتطع من القصيدة .
فلا الملك العادل كاره النساء بقيَ على ما وصفته به  الحكايا .
ولا رقصة التانغو  بفيّت رقصة لطبقة المعدمين. فشهريار ضاع بحبيبته وهو  يراقصها التانغو .
وارتقت الرقصة لبلاط الملك .وكلّ هذا في إطار إنساني جديد جمعت الشاعرة فيه  صوره من حقائق مغايرة  لحقيقة ماورد الناس من أخبار عنهما.
وفي مقتطع آخر من قصيدة (هيجو) من مجموعتها موسم البنفسج
نص:


هيجو" مازال حيّا
يهديني كلّ عيد لهفتـه
ويمدّ يديه إلى مطر الرّوح
حيث اللّغة تلد
مشاتل حمام
وعيون الصّباح
أفرغت ذات أنثى
في الدّروب المسافرة..
إلى شقر النّجوم
هجعة ارتواء



نرى بأنّ دلائل التأثر والتأثير بشخوص الأدب الفرنسي قد حطّّت رحالها في هذا المقتطع من القصيدة
لتأخذنا للتفّكر بأبعاد هذا التأثير والتأثر . فنجد إنّ العلاقة البعيدة التي تربط بين تونس وفرنسا قد فرضت سطوتها على شاعرتنا فضلا عمّا يتصف به هيجو  الشاعر الفرنسي من سمات ادبيّة وفكريّة سامية الدرجات رفيعة المستوى.
فقد ترجمت قصائده لأغلب اللغات المنطوقة فضلا عن إمكانيّة الشاعرة من اللغة الفرنسيّة وهذا ما أتاح لها أن تتذوق من نصوص هيجو مالم يتذوقه القارئ له من نصوص  مترجمة لأن الترجمة بكلّ الظروف تقلل من حلاوة النص الأصلي.
وأكثر ما دعا الشاعرة لتناول هيجو قرينة  في قصيدتها حسب اعتقادي  بأنه كان يري في نفسه صاحب رسالة، كقائد للجماهير، قائد لا بالسيف أو المدفع وانما بالكلمة والفكرة. فهو أقرب إلى زعيم روحي للنفس البشرية أو صاحب رسالة إنسانية . وهنا تحديدا أقف على نقطة من نقاط الشبه بين المقارن والقرين . بين الشاعرة والشاعر.
وفي هذا المقتطع الآخر من نفس القصيدة نرى الشاعرة تتحدث عن نفسها منطلقة من نقطة الأقتران التي تمثل الروحانيّة في التعبير عن حمل الرسالة والقياديّة التي تعتمد الكلمة والفكرة بأنسانيّة الأنسان وتعبير الشاعر فتقول:
نص :


أقسمتُ أنّني سأعود
حين يرتجف طفل الحبّ
بلا سابق إعلان..
سأعود أحمل خارطةَ وطن
غير الوطن


وعلى هذه الشاكلة من النصوص وزعت عفاف السمعلي أدوار قصائدها على كافة مفاهيم الأدب المقارن دون أن ينتبه لهذا الدور الفائق في المسؤوليّة أحدٌ إلاّ من  كان قارئا متفحّصا لكلّ ما وراء الحرف . ومن هنا نجدها قد عبرت حدود المألوف في الوقت الراهن على الأقل بمنحها قصيدة النثر سمات إضافيّة لسماتها المعهودة قد تجاوزت بكثير حدود الاختزال والتكثيف  المعتاد وعناصر المفاجئة وخلق الإيقاعات الداخليّة . فذهبت بالقصيدة مذهبا جديدا لتقحمها عالم الأدب المقارن رغما عنها لأسباب ِتأثرها بثقافاتٍ متعددِةٍ لأسباب عُرِف بعضها وبقي بعض منها في طور بحثنا  .

وتستمر الرحلة  في تجليّات الأدب المقارن في قصائد الشاعرة التونسيّة عفاف السّمعلي
ولنا مع المحور الثالث لقاءآخر  في الجزء الثالث إن شاء الله.

علاء الأديب

بغداد 2015


الثلاثاء، 24 فبراير 2015

العدد الثالث لسنة 2015 ... تجليّات مفاهيم الأدب المقارن في نصوص الشاعرة التونسيّة عفاف السمعلي. .. بقلم : علاء الأديب





العدد الثالث لسنة 2015


تجليّات مفاهيم الأدب المقارن في نصوص الشاعرة التونسيّة عفاف السمعلي.


بقلم : علاء الأديب







تجليّات مفاهيم الأدب المقارن في نصوص الشاعرة التونسيّة عفاف السمعلي.

الجزء الأول ...

***المفهوم الأول :

الأدب الشفوي والحكايات.
للأدب المقارن العديد من  مفاهيم متعارف عليها لدارسيه والباحثين فيه.
أمّا المفهوم الأول له فهو المفهوم الذي ساد في أوربا الشّماليّة والذي لم يعمّر طويلا .
والذي اعتمد دراسة الأدب الشفوي ولاسيما موضوع الحكايات الشعبيّة .وكيفية تطويرها وتسخيرها وإدخالها مجال  الأدب الفني والرسمي.
وكان الهدف من ذلك البحث عن أصول الأداب الأنسانيّة لبيئة ما أو شعب  ما وربطها بمتشابهات لبيئات وشعوب أخرى.
والتعرف على خصوصيّة ما ليس له شبيه عند الأخرين.
ولو أمعنا النظر في عدد من نصوص الشاعرة عفاف السمعلي لوجدنا فيها الكثير من تسخير الحكايات الشعبيّة والموروث الشعبي قد أدخلتها  ضمن إطار هذا المفهوم تارة بالمقارنة مع مشابهاتها .وتارة أخرى بالأعلان عن خصوصيّتها .
نص :


أبولو سنابل القمح تتوحم
والفرات فاض به الحنين
فأسقط كل الهزائم
عليسة تنفث رحيق النشوة في  الكلم
تختزل ما ضاع من السنين
يمّمتْ الروح
حين طاف بشطآن خصرها
وكان الموعد مع نيسان

جمعت الشاعرة هنا بين إبلولو إله الشمس إله الحرث عند  الأغريق الذي يوصف بالجمال والرجولة الخالدتين .
وفرات العراق الذي كان يسمى عبر التاريخ بالنهر الكبير .والذي يعتبر المهد الأول للزراعة  والخصب والنماء.
وجاءت عليسة ملكة قرطاج ومؤسستها هنا لتمثل حاجة المرأة للنهر والرجولة برغم كلّ ما عرف عنها من الذكاء والدهاء  والبطولة وصلابة المواقف.
فعليسة (التي تنفث رحيق النشوة بالكلم ) استطاعت بمساحة جلد ثور من أرض منحها لها ملك الأمازيغ  أن تقيم مدينتها التي صارت مملكة فيما بعد.
أمام دهشة الجميع قامت عليسة بتقطيع جلد الثور إلى أشرطة رفيعة وحددت لها ماشاءت من الأرض فما كان على ملك الأمازيغ إلاّ أن يرضخ ويمنحها ماحددت من الأرض.
بمقارنات قد تكون شائكة بعض الشيء في مدلولاتها استطاعت عفاف السمعلي أن تجمع بين ثلاثة عناصر تهدف الى تكامل من نوع منشود للديمومة والأستمرار.
الشمس والحرث الرجولة عند أبولو  - الخصب والنماء عند الفرات – الذكاء والدهاء والجمال والأنوثة عند عليسة.
ومن هنا نلاحظ أنّ النص المقتطع هذا من قصيدة (مجازفة ) من ديوان موسم البنفسج.
يشير إلى إنّ الشاعرة لم تجنح إلى ماظهر من المتشابه  البسيط المرئي بين عناصرها الثلاث ، بل ذهبت إلى ماوراء ما تُلمِح اليه من ظاهرِ المتشابه للغير.

وفي نص آخر من نصوصها اعتمدت الشاعرة إظهار خصوصيّة بيئتها وومحيطها من خلال الموروث والحكايات الشعبيّة دون اللجوء الى مقارنة تذكر .
نص:

أريد أن أهديك من أشواقي
عربات ياسمين
ورسالة من وطني
على ورق أخضر
بلون قلوب العاشقين


في هذا المقطع من قصيدة (أريج عابر للقارات ) من ديوان زخات مطر لجأت الشاعرة إلى تسخير طبيعة بيئتها الخضراء المليئة بزهور الياسمين لتشير بوضوح إلى خصوصيّة هذه البيئة وما تزخر به من ظواهر الأبداع في الخلق وماترتب على ذلك من حكايات العشق التي لطالما ذهبت إلى هذه الظواهر.

ومن المفهوم الأول للأدب المقارن  في هذا الجزء نمضي إلى المفهوم الثاني في الجزء القادم للأشارة إلى تجليات هذه المفاهيم في أشعار الشاعرة التونسيّة عفاف السمعلي.


علاء الأديب
بغداد

2015

العدد الثالث لسنة ...2015 قصيدة عش بقلبي .... للشاعر علاء الأديب ..... ترجمة وإلقاء : الشاعرة عفاف السمعلي





العدد الثالث لسنة 2015

قصيدة عش بقلبي 

للشاعر علاء الأديب 

ترجمة وإلقاء : الشاعرة عفاف السمعلي








من خلال التعاون المشترك بين كلّ من الشاعر والناقد العراقي 

علاء حسين الأديب والشاعرة والروائية التونسية عفاف محمد 

السمعلي.ضمن نشاطات المجموعة الأدبيّة (المرفأ الأخير ) 

لعام 2012.

فقد تمّت ترجمة قصيدة الشاعر علاء الأديب (عش بقلبي) الى اللغة 

الفرنسيّة من قبل الشاعرة عفاف السمعلي.ومن ثم ّ ألقاءها 

بصوتها .وقد وضع لها الشاعر الأديب موسيقاها وقام بأخراجها على 

شكل يوتيوب بعد جهد جهيد مشترك بين الأثنين استغرق أكثر من 

شهر.

اليكم نص القصيدة باللغتين الفرنسيّة والعربيّة مع اليوتيوب الخاص 

بها باللغة الفرنسية وكذلك باللغة العربيّة.





Vis dans mon cœur
INTRONE l’orgueil 
Peut être c’est toi
Ou c’est le temps…
Qui voudra mon départ. 
Pourtant…monsieur 
Tu te t’érniseras.
Matin et soir. 


Comment t’oublie-je ? et dans mon âme une passion de la vie 
Comment t’oublie-je ?
et Mon cœur te réclame 
Depuis son enfance
Je ne serai pas t’oublier
Décide ce que tu voudras .


Parcours le globe..
De l’est à l’ouest
Du nord au sud
Pars de l’aube au crépuscule
Je me contre fou
Au seuil de mon cœur
Tous les chemins se terminent
Je suis la plus belle des femmes .


Vis dans mon cœur
C’est ton seul refuge
Un port qui refuse
Tout nouveau marin
Combien d’année se sont écoulées
Je garderai toujours ma promesse
Combien tu as déjoué mon amour
Tu m’as nié
Et moi une fleuve de tendresse 

Qui prendra soin de toi ? 
Qui avant moi
T’a donné ce que tu voudras ? 
Peut être tu seras flatté
Par de belles paroles..
Ou par la couleur de ses yeux…
Peut être son fin corps…
Mais c’est une pure illusion
Sa longue chevelure
N’est qu’une perruque
Son corps..
Mélangé avec la souillure
Son cœur
Un bordel
Fréquenté par des maudits
Par des aberrants,des maudits…
Alors pourquoi chercheras-tu
Un amour sans valeur ?
Pourquoi tu te sacrifieras
Pour un cœur plein de mensonges ? 
Et mon cœur sincére
une fleuve débordée d'amour 
tu restera sur la trône d'orgeuil
souvenir éternel jour et nuit 





Il me suffira 
Une promesse
Que tu reviendras
Je ne te pleurerai pas
Les larmes ne serviront à rien
Pars où tu voudras.. 
Tu resteras entre mes côtes
Tu as voulu
L’appel s’est achevé sur ma bouche
Alors tu as décidé
Fasses ce que tu voudras. 


Quand tu écriras
Tes poèmes pour une autre
Rappelle-toi
Je serai le plus beau poème
Qui a précédé toutes les naissances
Mon cœur
T’as couronné d’orgueil 
Mon amour
T’as permis la gloire des poètes …
Tu resteras éternel
Jours et nuits…
Je ne t’oublierai jamais
Alors fasse ce que tu 
Voudras …


ADIB ALAA





عش بقلبي

عش بقلبي ..
وتربَعْ فوقَ عرش الكبرياءْ
رُبّما شئتَ فراقي
رُبّما الدهرُ يشاءْ
رُغم هذا ..
سيدي.. أنت سَتبقى
خالدَ الذكرِ صباحاً ومساءْ


كيف أنساك ..وفي روحي شوق للحياة
كيف أنساك َوقلبي ..
لكَ يهفو منذُ أيام صِباه
لستُ أدري ..
كيف أسلوك..فقرر ما تَشاءْ


جُب بلادَ الأرضِ شرقاً ..
ثم غرباً ..وشمالاً ..وجنوب
سِرْ من الفجرِ وحتى ..
ترتمي الشمسُ بأحضانِ الغروب ..
لن أُبالي ..
عند قلبي تنتهي كلُّ الدروبْ
فأنا أحلى النساءْ



عش بقلبي ..
فهْو َمأواك الوحيدْ
مرفأ يرفضُ بحاراً جَديدْ




كَم منَ الأعوامِ مرّت..
وأنا أحفظُ عَهدي ؟
كم تلاعبتَ بحُبي؟
وتنكرتَ لودّي.. وأنا نَهرُ حنانٍ ووفاءْ ؟




من ترى ترعاكَ مثلي؟
من ترى ..
أعطتكَ قبلي ما تشاءْ

رُبّما يُغريكَ من غيريَ مَعسولُ الكلامْ
ربّما يُغريكَ لونُ العينِ منها
ربّما هَيفُ القَوامْ..
كلّ ما تلقاهُ فيها ليسَ أِلا مَحضُ وهمٍ وافتراءْ


شَعرُها المسدولُ..شَعرٌ مستعارْ
قًَدّها الممشوقُ..
مَعجُونٌ بِعارْ..
قلبها مرتعُ شُذّاذ الدّيارْ
والملاعينِ وطلابِ البغاءْ


فلماذا تَبتَغي ..
حبّاً رخيصاً تشتريه ؟
ولماذا تَبتَغي..
قلباً كذوباً تفتديه ؟ً



وفؤادي صادقٌ قد فاضَ فيه
نهرُ حبٍ ووفاءْ
وستبقى ..فوقَ عرشِ الكبرياءْ
خالدَ الذكرِ صباحاً ومساءْ



أكتفي منكَ بعهدٍ..
أو بوعدٍ للرجوعْ ..
أنا لن أبكيكَ ..
لن تجدي الدموعْ




أينَّما شئتَ رَحيلاً..
فستبقى بينَ طيّاتِ الضلوعْ
فلقد شِئتَ ..
وقد ماتَ على فيهي النداءْ
ولقد قررتَ ..
فافعَلْ ما تَشاءْ


وتذكر..
عندما تكتبُ أشعاراً لغيري
إنّني أحلى قصيده
إنّني بِكرُ الولاداتِ الجديدة

وفؤادي..
هوَ مَن أعلاكَ عرشَ الكبرياءْ
وغرامي..
هو من أرقاكَ مجدَ الشعراءْ

وستبقى ..
خالدَ الذكرِ صباحاً ومساءْ
لستُ أسلوكَ فقرر ما تشاءْ


القصيدة باللغة الفرنسيّة






القصيدة باللغة العربيّة