بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 30 مارس 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد الثاني لسنة 2019 مدلولات قصيدة النثر: بقلم / علاء الأديب



مجلة المرفأ الأخير

العدد الثاني لسنة 2019

مدلولات قصيدة النثر:
 
بقلم / علاء الأديب 




.............................


كتابة ماتسمى بقصيدة النثر افتراضا تتطلب ان تخضع لاسقاطات الأدب المقارن عليها للتأكد من تحديد الجنس فإن لم تكن تخضع لتلك الاسقاطات فلن تكون قصيدة نثر على الإطلاق بل نص نثري.
 

وهنا لابد من كاتب هذا النوع من القصيد ان يكون مطلعا على الأقل على الأدب المقارن ومدلولاته التي تعتبر واحدة من سمات هذا النوع من الأدب ان لم يكن دارسا له او مستغرقا فيه.
 

وللادب المقارن أبواب كثيرة يجب أن يتوفر أحدها في النص على أقل تقدير ناهيك عما يجب أن يتوفر في قصيدة النثر من مزايا أخرى كالتكثيف والاختزال ودلالات المعنى الايحائية وبلورة المضمون وعدم الاسهاب والاطناب في الوصفيات التي تبتعد بالنص عن جنسه الأدبي.
 

لم يكن الأدب المقارن إلا حاضرا في المدرستين السابقتين لمدرسة القصيد النثري اذا صح التعبير فلقد كان حاضرا في أغلب نصوص الشعراء ومن أبواب هذا الادب التي نعرفها جميعا وهو مانطلق عليه بالسهل الممتنع كأحد التبويبات المستنبطة من أحد تبويبات هذا الأدب الرئيسية .إلى غير ذلك من أبواب أخرى اعتمدت في أغلب الاحيان عن غير قصد او حتى قبل نشوء الأدب المقارن زمنيا وهنا أقصد بطبيعة الحال ما ورد في شعر الجاهلية وصدر الإسلام حتى عصرنا الحديث بلوغا لظهور شعر التفعيلة .
 

لقد كان الأدب المقارن حاضرا في المدرستين السابقتين حضور الضيف على القصيدة للاقواء.
أما حضوره في قصيد النثر فلابد أن يكون ركيزة من ركائزها لما يجمع الإثنين من الإتصاف بالحداثة من جانب ولما يحتاج له النص من أقواء مضاعف بسبب تخليه عما يتميز به نص عمود الشعر من إيقاعات ومن أوزان وألفاظ تفوق بقوتها بطبيعة الحال مميزات النص النثري.
 

ليس من السهل أن تكتب نصا نثريا لتطلق عليه قصيدة دون ان تراعي ما ذكر كجزء مما يجب مراعاته.
لذلك أساء المستسهلون كتابة القصيد النثري وشوهوا صورته بين جهل به وتعنت منهم حيث ان أكثرهم يرفضون النقد والنصيحة ومن أمر المر بأن البعض منهم يتصور بأنه قد تجاوز بما يكتب حدود الحداثة إلى مراتب أعلى وهو للأسف لم يعط الحداثة المألوفة حقها في اكتمال كينونتها.
 

لا يمكن ان يكون الشاعر شاعر عمود اذا لم يكن ملما بادواته وهي معروفة لدى الجميع. وكذلك شاعر قصيدة التفعيلة.
وأغلب شعراء هذين المدرستين ذاقوا الأمرين في الدراسة والبحث حتى تمكنوا من نيل لقلب شاعر.
فلماذا لابنهج شعراء قصيدة النثر ذات النهج في البحث عن مدلولات وأدوات مايكتبونه في الوقت الذي تحتاج فيه مدرستهم الحديثة مستلزمات الصمود امام الانتقادات .؟
 

ان واقع حال قصيدة النثر المتفشيه في وسائل التواصل الاجتماعي وعديد المنتديات لا يمكن ان يكون مبشرا بخير مادام يعتبره البعض الطريق الأسهل لنيل لقلب شاعر في غياب النقد واليد العليا التي توقف هؤلاء عند حدهم بالنصح والبرهان والدليل.
 


والله من وراء القصد.
علاء الديب
تونس/نابل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق