مجلة المرفأ الأخير ..
العدد الأول 2021..
وتمضي ليال..
للشاعر د. عزت الخطيب
وتمضي ليالٍ كُنَّ قبلُ لَيَاليًا
وفيهنَّ بدرٌ لم يَعُدْ بعدُ يطلعُ
.
وأَبْقَيْنَنِي في حَوْزَةِ الشَّكِّ عالقًا
ولا تَعْرِفُ الأيامُ أيَّانَ يرجعُ
.
غيومٌ على الآفاق تحجبُ رؤيتي
ودمعٌ من الآماق في العين يلمعُ
.
وأكمامُ زَهْرٍ لا تجودُ بزهرها
فيبقى رهينًا زهْرُها لا يُشَعْشِعُ
.
فُصولٌ كأشباه الربيع فلا ترى
سوى الشوك في أغصانها يتربَّعُ
.
وماءٌ أجاجٌ حين تأتيه صاديًا
تغصُّ به يا صاحبي حين تَجْرَعُ
.
وحظٌّ على أبوابه ظَلْتُ واقفًا
كأن به وَقْراً فما عادَ يسمعُ
.
وداليةٌ أعْنَابُها في مَدَى يَدي
إذا مُدَّتْ الأيدي إليها ستُقْطَعُ
.
فأيُّ طريقٍ غيرِ هذا يُجيرُنُا
وهل ثَمَّ بابٌ حين آتيه مُشْرَعُ
.
نعوذُ بأحلامٍ تولَّى زمانُها
عجوزٍ تصابتْ غَيُّها ليس يُطْمِعُ
.
تلوح بكأسٍ مِلْؤُها الوَهْمُ والفِرَى
إذا أمْسَكَتْهَا كفُّ صَادٍ تَصَدَّعُ
.
نعوذُ بماضٍ لا يُوافي معي غدي
ويترك لي ذكراهُ تُشْقِي وتَقْمَعُ
.
أتينا ولم نعرفْ لماذا إلى هُنا
ونرجعُ لا ندري إلى أين نرجعُ
.
هُنالكَ بَوْنٌ شاسعٌ بين ما نرى
وبين الذي في عالم الغيب يَقْبَعُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق