بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات شكري مسعي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شكري مسعي. إظهار كافة الرسائل

السبت، 5 ديسمبر 2015

العدد الحادي عشر لسنة 2015 .... من أين أبدأ سفري.... ؟ للشاعر : شكري مسعي






العدد الحادي عشر لسنة 2015


من أين أبدأ سفري ؟

للشاعر : شكري مسعي






من أين أبدأ سفري و قد تاهت بعمري كلّ أعتاب الدروب
صرت لا أدري
لماذا يكبر الحزن بعمري
لم يعد للوقت معنى
لم يعد للحبّ معنى
لم يعد للعمر معنى
صرت أستدني رحيلي
يكبر عطشى إلى ماء العدم
أشرب الأيام
أقتات الهروب
صارشوقي يقتفي شوك الطريق
مازال في عيني دموع
مازلت لم أفقد نشيجي
مازال في جرحي نزيف
مازلت أشتاق الجلوس و في دمي نبض الغروب
سرّا تسلّلت أوجاع روحي
في غيابات التمنّي
و استحال الصبر موتا
يقتفي ظلّي الغريق
يا طريقي أيّ معنى للمسير ؟
أيّ خطو بعدما مات الضمير
أنا لست بينيلوب
صبري يفقد الرّوح
و نجمي تائه أعيته أحلام البريق
يا ضياعي أيّ معنى للطّريق
يا عذابي أيّ معنى للبكاء
أيّ عمر يا أبي ملّكتنيه
أيّ سرّ في دمي يعطي لعمري
بعض نبض أو رعاف
أو ضياء
كنت طفلا أكتب الأرقام في لوحي و أضحك
كنت طفلا أحصي أشجار الطريق
أكتب بعض الحروف
أرسم نجما بكفّي
أطبق كفّي و أجري
كي يظلّ النجم نجمي
كي يظلّ الحلم حلمي
كي يظلّ السرّ سرّي
كنت طفلا يا أبي
أشتاق أن أغسل وجهي
من ينابيع حنانك
كنت طفلا
أقتفي صمت الحيارى
أجمع الأحلام من همس العذارى
يا أبي لست نبيّا
لست سيزيف الذي أبكاه صخر العمر
في يمّ الحريق
يا أبي لست إلاها أو ملاكا
كنت قد علّمتني معنى احترام الذّات
و الصّدق و أن أحيا شريفا
يوسف أصدق منّي رغم جرح العمر
و التهجير و الكيد الظلوم
يوسف ظلّ ملاكا
يوسف ظلّ نبيّا
لست أيّوب
و لا أملك للصّبر جرابا
أو يقينا أو دروب
سكّة العمر تثنّت
و التوى الإصرار فيها
يا أبي لازلت طفلا رغم خطو العمر
و الشيب الذي يجتاح قلبي
يا أبي هابيل ما خان الحقيقة
يوليس ما كان سرابا
أوديب أحياه بعمري
قصّة تشتاق حتفي
كي يكون العمر عمرا
في ابتهالات القلوب
من أين أبدأ يا أبي سفري و سكّة العمر تثنّت و التوت
هل تكفني زوّادة العمر لإكمال الطّريق
هل يمهل العمر حروفي كي تخطّ ما تبقّى من رفيف
ربّما ينبت من وريدي شوق أنفاسي إلى ماء الوجود ؟
سفري طويل يا أبي
أحتاج أن ألقاك في صمتي و في وجعي
وفي ظمئي و في نبض الدروب
أحتاج أن أبكي بحضنك يا أبي..
أحتاج أن أغفو قرير العين .. كي أحيا طويلا ...
بارك خطاي يا أبي
و امنح دروبي كلّ أشواق اليقين



الجمعة، 10 أبريل 2015

العدد السادس لسنة 2015 ... مملكة الشّعر العموديّ ... للشاعر : شكري مسعي



العدد السادس لسنة 2015

مملكة الشّعر العموديّ

للشاعر : شكري مسعي





يا شعرُ معذرة جفّت مآقينا ** و الدّمْعُ مخْتَنـِقٌ بـِالجمـْرِ يكوينا
يا شعرُ كمْ كتبوا وَهْمـًا يُراوِدهُم ** ليسوا سوَى خُشُبٍ فِي رُكْنِ نـَادِينا
و الشعرُ مَملَكةٌ تـَاجٌ و مـَفْخَرَةٌ ** ما كلُّ مَنْ وَضَـعَ التيجانَ يُغْرِيـنَا
بعضُ الغـُفَاةِ إذا ضَجّتْ قـَوافِـِلُنا ** يَنْتـَابـُهـُمْ كَدَرٌ منْ صَوْتِ حــَادِينا
ما الشّعرُ لولاَ عـَمُودُ البحْر يَسْكُنُنا ** يَسْبـِي مَسامـِعَنَا بالشّدو يحيينا
جافوا العموديَّ جهلا ليس يسعفهم ** نظم بواد الشعر أو نسج يحاكينا
ما أروع الشّعر ينساب على مهل ** نهج الخليل بسيط الدّفق يروينا
كالموج يلثم ثغر اليمّ يسكره ** لحن الطويل يعبّ من قــوافيـنا
يسبي بكامله الأرواح يسكنها ** من وافر برويّ البوح يسقينا
كم قد غلوْا و تمادوْا في تعصّبِهم ** كـَمْ أنكروا أنْجُما لاحت بِِوادينا
هذا المديد و رمل الشّعر يحملنا ** فوق المتون على الأعجاز يذرونا
يا شعر إنّك لحنٌ شفّ من ولهٍ ** بوحً خفيفً كَهمسِ الرّوحِ يطْوينا
بعضُ الذينَ أصابتْهُمْ بـَوَارِقـُنا ** غامتْ جَحافـِلُهم فِي سَفْـحِ وادِينا
لم يـَحْفـَلُوا بعمودِ الشّعرِ و اعتصموا ** بالنّظمِ يرتقُ أسمالاً مساكينا
إنّ الأصالةَ تـُعطِي الرّوحَ مـَعدنَـها ** كالفجرِ يـَغـْسِلُ وجهَ اللَّّيْلِِ تـَلْوينـًا
ما أروعَ الشّعرَ مسروجا بأرويةٍ ** منه الصّهيلُ حميمٌ في قوافينا
كلّ البحـور إذا غابت نوارسها ** يبكي المحار بدمع من مآقينا
إنّ العيون إذا جفّت منابعها ** يبقى العموديُّ يُحييها و يَروينا
و البوحُ لولا عمودُ الشّعر ِ ما نطقتْ ** منه الجوارح تشكو ثمّ تكوينا
هذا القصيد سلافات قد انسكبت ** من جدول فيه شهد الحرف يسبينا
لو أنّ منسرحا في العشق غازلــــه ** لحن المضارعِ ما جفّت سواقينا
أو أنّ رملَ جبينِ الشّعر ما لثمت ** خدّيه شوقا شفاهُ الموج تلحينا
قل للمضارعِ لا تبخلْ بموعظةٍ ** للنّـاظمين و لا تأسرْ موازينا
بيت القصيدِ إذا خفّتْ دعائـمـُهُ ** أسرتْ بهِ شُهُبٌ هوجاءُ تُـدمـينا
و الشعر لولا رفيف القلب ما همست ** منه الأهازيج دفقا من أغانينا
هذا سريــع له نــجم يسامـــرنا ** في ليل غربتنا يزهو و يغرينا
هل جار عنتر أو قيس و من كتبوا ** فيض العموديّ مجتثّا يحاكينا
أو أنّ خنساء روح الشّعر قد ظلمت ** لمّا بكت و رثت صخر الهوى فينا
ما بين منسرحٍ يسري و مقتَضبٍ ** تسمو القصيدة أنوارا و ريحانا

لي في العموديّ نخل طال منتصبا ** يسمو و يشمخ أعذاقا عراجينا