بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 29 يوليو 2017

العدد 4 لسنة 2017 ... هِستيريا .... للشاعر محمد حاج اسماعيل


العدد 4 لسنة 2017

هِستيريا

للشاعر محمد حاج اسماعيل



.
قتلُوا الرَّبيعَ وزهرُهُ يتنفَّسُ
والبانُ بانَ بغُصنِهِ يتفرَّسُ
.
يبكي ويشهقُ من مرارةِ ما جرى
والطيرُ من هَولِ المُصيبةِ أخرَسُ
.
ماتَ الرَّبيعُ فهل تعيشُ بدونِهِ
باقي الفصولِ وقلبُها لا ينبسُ
.
أتُراهُ صارَ كما الدّياجي عمرُنا
أم بتُّ أعمى أم أنا أتوجَّسُ
.
أم أ نَّ كُلَّ الكون حقًّا أسودٌ
والبدر أكبرُ كذبةٍ قد درَّسُوا؟!
.
خلتُ النّجومَ منارةً وضّاءةً
فإذا بها عينٌ لهم تتجسّسُ
.
حتّى الشجيراتُ التي كانَت لنا
ظلّاً ظليلاً والشقائقَ تحرسُ
.
باتَت تُخبّئُ خلفها قتَّالها
لم تدرِ أنّهُ بالجريمةِ يغطسُ
.
باتَت كما شجرِ اليهودِ بقُدسنا
تُخفي وراء جُذوعها من أفلسوا
.
والنّهرُ ما عادَت مياهُهُ عذبةً
فالموتُ في جَرَيانِهِ يتمترَسُ
.
في الشّرقِ صقرٌ صارَ طُعْمَ أرانبٍ
والقطّ مطلبُ فأرةٍ تتحسّسُ
.
وسناجبُ الغابات صارَت لبوةً
وضراغمٌ باتَت بجُحرٍ تأنسُ
.
خَلَلٌ بِجِيناتِ الطّبيعةِ مُرعبٌ
وتشوُّهٌ في خَلقها يتأسّسُ
.
هذيانُ هذا الكون داءٌ مُعضلٌ
والكلُّ في بحر الجُنون مُهوَّسُ
.
والموجُ أسرَج نارَهُ فترمّدوا
ما عاد فيهم مُخبِرٌ أو مُغلِسُ
.
والأرضُ غصّت بالعظام فأوشكت
من كثرةِ الموتى تموتُ وتخنسُ
.
عَمَدَت إلى دَمنا لتُنقذَ حَلقها
فَدَمُ الشهادةِ للثّرى مُتنَفَّسُ
.
كلُّ الطبيعةِ غيّرَت ناموسَها
فالقتلُ في قاموسِها يترأسُ
.
إلّاكِ يا شمسًا أبَتْ تكويرَها
في ليلةٍ تحتَ الظلام تعسعسُ
.
شرفُ الشُّموسِ سطوعُها في أمّةٍ
شهدَت بأنّ الشمسَ حقٌّ يُقبَسُ
.
وبأنّها مهما توارى نورُها
ستعودُ يومًا للحياة وتُشمسُ
.
محمد حاج إسماعيل
سورية 2017 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق