مجلة المرفأ الأخير..
العدد الأول 2021 ..
عشر عجاف..
للشاعر زهير شيخ تراب
لو كان فينا يوسف الصدّيق
كنّا بخيرٍ ما عنانا الضيق
ولّمَا فقدنا خبزنا ودقيقنا
والمالُ في أيدي الأنام طليقُ
بات الرغيف من الأماني غايةً
نسعى لها ويفوتنا التوفيق
ويقودنا نحو المخابز دربنا
ويضِلُنا التغريب والتشريقُ
بان السبيل وكم بعدُنا وجهة
عما نريد، فشارد وطريقُ
أعوان آمون الذين تسلقوا
سبلَ التجارة جلّهم زنديق
يبغون ربحا بالرغيف نكالة
وكأن آخر همنا التسويق
قد غرّهم جمع النقود وقد نسوا
أن المكاسب في الحرام حريق
بئس الذي أجرمتموه بحقنا
هذا لعمري سيء وصفيق
لو كان فيكم عاقل ومدبّرً
ما قلّ قمح في البلاد عريق
لكنكم اهملتمٌ وفسدتمُ
أغرتكمُ الأموال وهي بريق
إن السياسات التي جربتمٌ
أودت الى السرداب وهو عميق
لم تحسبوا أن البلاد ستبتلى
يوما بقحط والمنال غريق
كنا اذا حلّت هناك مجاعةٌ
نعطي القموح أعانة ونريق
إن الكفاية قد تحقق فعلها
وبدا في الافق ثَمَ بريق
لكننا عدنا التقهقر للورا
والبئر يهوي و الملاذ سحيقُ
قد أغلقت كل النوافذ عنوة
وأصابنا بالنائبات شقيقُ
نهبت قُرانا واستحال ربيعنا
جمرا يؤججه الغداة حريق
واليوم صرنا وحدنا بفجاجنا
نتجرع البلوى وغاب صديق
ضُرب الحصار على الشآم ولم يزل
تشتد حول حزامها التطويق
والغاية الكبرى التي قد أحكمت
حلقاتها الإضعاف والتمزيق
حتى غدونا لاهثين تعصباً
وسرى بجسم الامة التفريق
لكنما هذي الشآم ستنتشي
من زحمة الاهوال حين نفيق
تبقى على مرّ الزمان مصانة
فيها الكنوز وجوهر وعقيق