بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 31 يناير 2021

مجلة المرفأ الأخير.. العدد الأول 2021 .. في رثاء الراحل الكبير ( حاتم علي ) رحمه الله.. شعر / حسن زكريا اليوسف.

 

مجلة المرفأ الأخير..

العدد الأول 2021 ..

في رثاء الراحل الكبير ( حاتم علي ) رحمه الله..

شعر / حسن زكريا اليوسف

 


 


خَــبَـــرٌ أراقــــتْ نــــارَهُ الــقــنـــواتُ
وتـوشَّــحــتْ بــظــلامــه الـصـفـحـاتُ
:
يـا ســيِّـدَ الإبـــداع جُــرحـكَ غـــائــرٌ
والــــدَّمـــعُ وجْـنــاتٍ لــنـا يَـــقــتــاتُ
:
عــجَّـلـتَ في شــــدِّ الـرِّحـال مُـبَـكِّـراً
وعــلـى خُـــطــاك تُـــزلــزل الآهــاتُ
:
ناحت علـيـك الـشـمـسُ ثـكـلى راعَـها
هَــولُ المُـصـاب وفــاضـتِ العَـبـراتُ
:
وتــرنَّـحـــتْ أقــلامُـنـا مَـــفـجـوعــةً
وكـســيــحــةٌ بـرثـائــكَ الــكــلــمـاتُ
:
يــا أيُّــهــا الـوَردُ المُــســجّـى وادِعـاً
تروي المـدى من عـطـرك النـفـحـاتُ
:
يا أيُّـهـا الـبـدرُ المُـسجّى استوحـشـتْ
أرواحُــنــا وتُــعــربــدُ الــظــلُــمــاتُ
:
بـردى يُـعــزّي الـيـاسـمـيـنَ مُـعـانـقـاً
ولــقــاســـــيـون تــأجــجــت آهـــاتُ
:
الـفــنُّ مِـــرآةُ الـشـعــوبِ وأنـت مَـن
ألـقـى الـضـيــاءَ فـأفـصَــحَـتْ مـِـرآةُ
:
شــيـَّـدتَ صَـرحاً شـامـخاً عِـزَّاً وفي
سِفر الخـلود اخضوضرَتْ صفـحاتُ
:
آخـيـتَ بـيـن الـشـاطـئـيـن مُــعـانـقـاً
نــبـضَ الـقـلـوب وحُــبُّـــكَ المـرساةُ
:
كــنــتَ الـــوفــيَّ لأُمَّــة ٍ مَــنـسـيَّـــة ٍ
وعـلـى يــديــكَ لمـجـدهـا صـحـواتُ
:
ألّـفــتَ بـالإبـداع أشــتـاتَ الـــورى
وبـغــيـثِ فـكـرك تُـخـمَـدُ الـنـعـراتُ
:
يـا دوحـــةً للــفـــنِّ وارفـــةَ الــظـلا
ل عـلى غـصونكَ أيـنـعـتْ ثــمـراتُ
:
الـزيرُ يـســألُ كيف أرداكَ الـردى؟!
والصَّـقـرَ عنكَ اسـتـخـبرَ الأمـواتُ
:
ورَوى صلاحُ الـدينِ سـيـرةَ مـجـدهِ
ولـه بـذكــرك راضـيــاً بَــــرَكــاتُ
:
وأمـيــرُنـا الـفـاروقُ عَــدلٌ عَــهـدهُ
ولـقـد وَفـيــتَ وأشــرقـتْ لـقـطـاتُ
:
كنتَ الأمينَ على القـضـية مُخـلصاً
بَــرَّاً بــهــا وضــمــيـرُك المَـنـجـاةُ
:
تَـغـريــبـةٌ مـازال يـهطـلُ جُـرحُـها
وحِــكـايــةٌ نــــوّاحَــةٌ وشَــــتـــاتُ
:
ومُـخـيَّـــمٌ يــروي مَـرارةَ بـؤســـهِ
وطــفـولـةٌ مـن طــيــنــه وحُـــفــاةُ
:
عــامُ الـنـوائبِ قد أبـى أن يـنـتـهـى
إلا وكــأسُ خــتــــامــهِ مَــأســـــاةُ
:
يا حـاتـمَ الأخـلاق حَـيٌّ لم تَــمُـــت
اِهــنَــأ فـمــوتُ الأنـقــيـاءِ حَــيــاةُ
:
تبكي الـسـماءُ عــليك دَمـعـاً وابــلاً
والأرضُ غَــوْرٌ جـُـرحها وفُـــراتُ
:
سـتـظـلُّ حاتـمَــنا الكريـمَ مُـبَــجَّـلاً
وبــذِكـر إرثــكَ تَـلـهـجُ الـقـنــواتُ
:
مـا أُوقـِـدتْ نـارٌ ولا غيـثٌ هَــمـى
إلا وذِكــرُك لـلــدُّعــا مِــيـــقـــاتُ
:
آثـارَ نـوركَ في المـشاهـد نقـتفـي
وتُـعـــيدُ ســيرةَ وصلنـا الحلقـاتُ
:
الـكـأسَ نُـســقـى عاجلاً أو آجـلاً
وعـلـى الـتـوالـي كُـلُّــنـا أمـواتُ
:
ووراءَنا تـبـقى الـفِـعـالُ وسـيرةٌ
بـيـن الأنــام وتـخـلـدُ الـبـصماتُ
:
لـك في الـقـلوب مَـحبـةٌ فيـَّـاضةٌ
وبـقـدْر حُـبِّـكَ ترتـقي الـدعواتُ
:
سـنظلُّ مُعـتصمـينَ بالذكرى وما
عِـشـنا سـتخجلُ دونكَ البسـماتُ
:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق