بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 أكتوبر 2015

العدد التاسع لسنة 2015 ... القصة ... لعنة الحرب .... بقلم : رفاه زاير






العدد التاسع لسنة 2015

القصة

لعنة الحرب

بقلم : رفاه زاير






تاخذها احلام اليقظة صوب وجودها الحياتي تتذكر ايامها.. تجتاز المسافات سابحة في عالم مترامي الاطراف مليء بالمتناقضات وثلاثة اطفال لا احد لهم سوى اب اختطفته يد المنون وهو يجوب الطرقات تاركا طعم المرارة في فمي لما تبقى من العمر لضيق السبل في داخلي وقهر العذاب يتزاحم على جبيني فيرسم سمرة مهمومة على وجهي مع نحول جسدي يسرقه الهم اليومي ورحلة تقاطع الطرقات تحت حرارة شمس محرقة وبرودة قارصة واهانات بشرية لاتنتهي..

سكون كئيب يلف وجه المدينة المتعبة.. فواجهات المحلات الصامتة يحتضنها الظلام بأذرعه الأخطبوطية.. ام قلقة داعية بدموعها المنسابة بهدوء على تأخره الغير معتاد مرددة: تأخرت كثيرا يااحمد..أين أنت ؟ فالحرب تعلن عن نفسها.. والغربان تخترق الأجواء.. والطائر الأسود يحوم حول المدينة.. بيد أن صوت احمد يعلن عن نفسه.. حينها ترد..(الله يساعدك اشو تأخرت) فيرد : (ماكو سيارات) لان الجميع يتهيأ لاستقبال نهايته.. أنها الحرب اللعينة..الحرب يا امي وما علينا إلا أن نهيء لشيء يحمينا.. وليكن نومنا تحت الآسرة هذه الليلة..فتفرشها وما هي إلا ساعات فيعلن القصف الضوئي الملعون عن نفسه.. فيهز الأرض بعشوائيته المرعبة.. فيصطاد السقوف والجدران.. ويلتهم أزهار الحدائق والأشجار.. حتى أعشاش العصافير لم تسلم منه.. باستثناء بعض الصبية الذين تحاشتهم الشظايا.. لأنهم احتضنوا الجدران وانبسطوا أرضا متوسلين الرحمة.. فكانت نهايتهم التشرد من بيوت التهمتها نار الحرب وذويهم.. ومدارس كانت تجمعهم كنهر الحياة أصابها الجفاف والتدمير والخراب معانقة البيوت والجثث التي لم تجد لها من يدفنها إلا بعض من نجا بقدرة قادر..إذ هال عليها التراب وارتحل... ومع دوران عقارب الزمن الذي اخترق الأيام والشــــهور والسنين كــانــت لقاءات غير موعودة بين صبيه المدرسة الأولى تجمعهم لعنة الحرب التي جعلت كلا منهم متفردا بذاته.. وأغلقت كل الأبواب أمامهم إلا بابا واحدا جمعهم جميعا.. كانت تعــلوه يافــطة كتب عليها (القتل.. السرقة.. اللعنة على الاحتلال الذي هدانا لهذا أو ما كنا لنهتدي والآخرون...)





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق