العدد3 لسنة 2017
"نِعَمُ الحُبّ"
للشاعر حسن عيسى
ما لِقَلْبٍ أَضَرَّهُ مَنْ كَفاهُ
بِحَنايا الحُبِّ الفَظيعِ غَواهُ
وَكَفاهُ الفِنونَ مِنْ كُلِّ حُسنٍ
وَبِظَرفِ النَّدِيمِ كانَت مَداهُ
جاءَ بالظَّرفِ وَالجَمالِ امتِزاجاً
يُدهِشُ الرَّائِي بِالحِجا ما أَراهُ
جَمَعَ الكُلَّ مَشهَداً مِنْ عَيانٍ
وَلَهُ الأَمرُ مِنْ عَظيمٍ عَداهُ
وَلَهُ ما استَّتَرَّ في شأْنِ سِترٍ
بِخَبايا الجَمالِ حُسناً كَساهُ
عَطِرٌ مِنْ غَيرِ العِطورِ ضَواعٌ
يَنشُرُ الطِّيبَ عَرفُهُ وَشَذاهُ
وَبَيانٌ قَد أَبطَلَ السِّحرَ إِلّا
لِخِطابٍ لَهُ وَما قَد رَواهُ
وَلَهُ في العَيانِ ما لَيسَ لِلْغَي
رِ بِجَمعِ الفِتونِ ممَّا حَوَاهُ
فَجَمالُ العِيونِ ما لِبحارٍ
وَلِطَرفِ الحَبيبِ بَحراً طَوَاهُ
في بُحورٍ دَليلُها مَحضُ تَيهٍ
كيفَ كانَ الرَّشَادُ فِيما هَدَاهُ
إِن يَكُن سَعيٌ في العِيونِ نِزالاً
فَسِلاحي على العِيونِ هَوَاهُ
لِتَرى الحُبِّ في البَرايا جَوازاً
لا مَغالِيقَ في الهَوى ما سَعاهُ
ما تَجوبُ العُشَّاقُ مِنْ سَعي حُبٍّ
ذلِكَ السَّعيُ مَنسَكٌ ما حَبَاهُ
كُلُّ حُبٍّ تَلا على صَفوِ وِدٍّ
كانَ عِشقُ الجَمالِ فِيما تَلاهُ
وَالَّذي يَعشِقُ الجَمالَ صَفَاءً
عَرَفَ الحُبَّ شاكِراً ما بَلاهُ
فَعَذابُ المُحِبِّ فيهِ جَمالٌ
لَذَّةٌ في العَذابِ حِينَ شَكَاهُ
وَبِقربٍ يَخافُ مِنهُ ارتِحالاً
لكِنِ الشَّوْقُ في البِعادِ كَوَاهُ
لَيسَ كُلُّ القَريبِ كانَ هَناءً
رُبَّ مُرِّ القَريبِ ما قَد جَناهُ
مِنْ صِدودٍ أَذابَ قَلباً مُعَنّى
يُستَطابُ الزُّعافُ حينَ جَفاهُ
ما حَياةٌ بِغَيرِ حُبٍّ حَقيقٍ
غيرُ مَوتِ القُلوبِ في ما أَتاهُ
إِنَّما الحُبُّ نِعمَةٌ لِنَعيمٍ
أُمُّ كلِّ الآلاءِ ما قَد رَجاهُ
تَصلُحُ الدُّنيا في حَبيبٍ وَفَنٍّ
وَأَساسُ الجَمالِ حُبٌّ بَرَاهُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق