العدد الثامن
لسنة 2015
القصيدة
تراتيل قرويّة
للشاعر : جبار
هادي الطائي
قدْ كنتُ أُداعبُ
صمتَ الكلماتِ
على جدرانِ فمي
إذْ أزرعُ ورداً
قرويّاً
في أنهارِ دمي
قدْ كنتُ أُرتِّقُ
جرحي ب( العاقولِ )
و أغسلُ قلبي
في شطِّ اللهفةِ
خجلاً
قدْ كنتُ أُغازلُ
خيطَ الفجرِ طويلاً
و أمشطُ شعرَ جدائلَ
ليلي
مثلَ جميعِ المحرومينْ
وَ أدوسُ على قلبٍ
أوهنَ من دميةِ
طينْ
أُخيطُ لهذا الحزنِ
ثياباً
وَ أعلِّقُ فوقَ
شجيراتِ العمرِ
فوانيسَ الذّكرى
أرسمُ آمالي في
ريشةِ طيرٍ
أبحرُ .....
لكني في لحظةِ
طيشٍ
ألضمُ فجري في
سم خياطٍ
يتناسلُ ليلي أرغفةً
مُرَّهْ
لكني ....
أزعمُ أنَّ الغبشَ
المخنوقَ
سيبزغُ ثانيةً
من فجوةِ صخرهْ
قدْ كنتُ أذوبُ
هنا ساعاتٍ
تحتَ الشّمسِ ك(
تمثالٍ ) شمعيٍّ
أتوَسَّدُ قارعةَ
النَّهرِ خشوعاً
هل ترغب أنْ نعبرَ
هذا الجسرِ
إذَنْ
_________
فلْنزرع ورداً
قرويَّاً
و لنسقيهِ معاً
لا تغضب إنْ كانَ
سيورقُ صبّيراً
فصحارى عمري واسعةٌ
وَ دمي نهرٌ
....
لا ريبَ سيطلعُ
من هذا الفجرُ هنا
من سعفِ النَّخلِ
،
و من ورقِ الصَّفصافِ
وَ من دمعةِ شحرورٍ
لا يبرح طوقَ العزلَةِ
لا ترحل من أول
وهلَهْ
و لنمكث فوقَ الجسرِ
قليلاً
سيمرُّ هنا الشّعراءْ
و سيشرب كلٌ منهم
جرعةَ ماءْ
فلنزرع ورداً قرويَّاً
و لنسقيهِ معاً
و لننقش فوقَ الوردِ
الأبيضِ
كلَّ الأسماءْ