مجلة المرفأ الأخير
العدد الثاني لسنة 2019
مجاراة قصيدة المتنبي (( وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ ))
أقاح الورد
الأديب ضمد كاظم وسمي
*
أرْنو لعيْنكَ حتّى راشني السّهَمُ
أفْديكَ نفْسي بِما نفْسي لهُ سَلَمُ
*
ربّاهُ آهٍ على مَنْ بعْدهُ نَصَبٌ
ومَنْ بقلْبي وقرْبي عنْدهُ عدَمُ
*
إنّي أكابدُ شوْقاً قدْ جرى بدمي
يوماً سيفْضحني إنْ سطّرَ القلَمُ
*
كمْ ظلّ يُنْعشنا عطْرٌ بروْضتهِ
في خاطريْ كأُقاح الْورْدِ يرْتسَمُ
*
قدْ عدْتُهُ ودموْعُ الْعيْنِ باردةٌ
وقدْ لثمْتُ لَماهُ والدّموعُ دَمُ
*
فكانَ أجْملَ ثغْرِ الْورْدِ ميْسمُهُ
وصارَ أجْملَ ما في الْميْسمِ الْوشَمُ
*
قلْبُ الخليِّ الّذي ترجو مودّتَهُ
في بعْدهِ وجَعٌ في قرْبهِ ألمُ
*
أسْكنْتَ قلْبَكَ داراً ليْسَ يأْلفهُ
إذْ لا يُلامِسهُ كفٌّ ولا قدَمُ
*
أكلّما ذقْتَ وجْداً فانْجلى فشلاً
تنفّستْ بكَ في رعْشاتهِ الرمَمُ
*
تصْبوا الى ظبْيةٍ تلْتاثُ مِنْ شَبَحٍ
كيف الْوصالُ وأنْتَ اللّيثُ يبْتَسمُ
*
تُريدُ ودّهمُ في كلّ سانحةٍ
وما أرادوا بكمْ وصْلاً إذا قدموا
*
هلّا تحاكمَ دهْراً كنْتَ تُشْجبهُ
وتحْتمي مِنْ هوىً يرْتادهُ السّقمُ
*
لاتحْسبنّ اللّيالي إنْ بكتْ كتمتْ
سرّا إذا رنّ في أوتارها النغمُ
*
بالْفجْرِ بانتْ سماءٌ عانقتْ قمراً
يضيءُ درْباً بهِ الْأقْدارُ تخْتصمُ
*
فاخْترْ لدنْياك مِنْ أيّامِها وَسَطاً
واسْلكْ سبيلاً مداهُ ليسَ ينْقَسمُ
*
كيْ لا تجدّدَ كأْساً قدْ سقى أجلاً
ولا يُميتَ أوارَ الرغْبةِ الندمُ
*
الاديب ضمد كاظم الوسمي
العراق