بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 30 يناير 2016

العدد الأول لسنة 2016 ... رائية اﻷنوار .... للشاعر : عارف عاصي









العدد الأول لسنة 2016

رائية اﻷنوار

للشاعر : عارف عاصي





قِـفْ علـى الدُّنْيـا تَفَكَّـرْ و اعْتَبِـرْ

واجْتَنِ الباهي مِنَ الزَّهْـرِ النَّضِـرْ

خُـذْ مِـنَ الأيـامِ دَرْســا مُفْصِـحـا

واسـألِ الأحـداثَ تُنْبِـيـكَ الخَـبَـرْ

قَـد مضـى بالعُمْـرِ آلافُ الـورى

مِنْهُـمُ المَهْـدِيُّ مِنْهُـمْ مَـنْ كَـفَـرْ

مِنْـهُـمُ المَغْـبُـونُ فِــي أوْهَـامِـهِ

مِنْهُمُ المَرْشُودُ ذو القلـبِ البَّصِـرْ

خُذْ وصَايا قَـدْ صَفَـتْ فِـي كُنْهِهَـا

يـا دَؤُوبَ الخَيْـرِ حَــاذِرْ أيَّ شَــرْ

أولُ الـخَـيْـرَاتِ هَـــدْيٌ سَـابِــغٌ

مِنَّـةُ الوهَّـابِ يـا سَـعْـدَ الظَّـفِـرْ

أخْلِـصِ التَّوحِيـدَ إن رُمْـتَ التُّقَـى

كُــنْ عُبَـيْـدَ اللهِ لاعَـبْـدَ الـصِّـوَرْ

واتْبَعَنْ بالرُّوحِ هَـدْيَ المُصْطفـى

كُـنْ سَعِيـداً إنْ نَهَـى أوْ إنْ أَمَــرْ

لِـلْـوَلاءِ الْـحَـقِّ دَوْمــاً فَانْـتَـمِـي

مَـنْ تَولَّـى اللهَ فـي ظِـلٍ حُـشِـرْ

إنْ حَـبَــاكَ الله قَـلْـبــا واعِــيــا

سَوفَ تجْني الخير ذِكْرا قَـدْ عَمُـرْ

إنْ دفَنْتَ القلبَ في وادِي الهَـوَى

لَـنْ تَـرَى نُـوراً بشَمْـسٍ أو قَمَـرْ

سَـوْفَ تحيـا النـورَ لَيْـلاً مُطْبِـقـا

لَيْـسَ يُجْـدي فِيـهِ قَـدْحٌ للـشَّـرَرْ

خَـــلِّ غَـــاداتٍ تَـهَــادَى دَلُّـهَــا

مائسَـاتٍ فـي العَشَايـا و البُّـكَّـرْ

وَاطْمَحَنْ بالحُـورِ فـي خُلْـدٍ سَمَـا

فَـوْقَ مَـا تَهْفُـو نُـفُـوسٌ للبـشـرْ

إنَّ وَصْــلَ الغِـيـدِ حُـلْـوٌ طَعْـمُـه ُ

بَيْنَمَـا فـي صَـفْـوِهِ سِــرُّ الـكَـدَرْ

إِنْ صَفا يوما فَهَـلْ تَصْفُـو الدُّنـى

وَالدُّنَـى فـي طَبْعِهـا كُـلُّ الغِـيَـرْ

وامْلِكَـنْ طَرْفـاً غَضِِيـضـاَ ذَا حَـيـا

يَسْتَرِيـحُ القلْـبُ مِـنْ سَهْـمٍ غَـدِرْ

سَـهـمُ إبلـيـسٍ تَنَـامَـى رِيـشُــه

سَمَـمَ القَلْـبَ علـى إثْــرِ النَّـظَـرْ

فاحْـمِ قَلْبـا مــن مَـرَامِـي نَبْـلِـهِ

وادَّرِعْ مِنْ ذا بتقـوى فـي البَصَـرْ

والْتَمِسْ عُذْرا لِذِي الفَضْـلِ الـذي

إنْ كَبَـا يَـوْمـا تَعَـافَـى وانْتَـصَـرْ

إقْبَـلِ العُـذْرَ الــذي قَــدْ سَـاقَـهُ

قَلْـبُ مَحْـزُونٍ أتَـى كَـي يَعْـتَـذِرْ

وارْحَــمِ الـنَّـاسَ فَـكُـلٌ مُـذْنِــبٌ

إن شَـرَّ النـاسِ خَصْـمٌ قَـدْ فَـجَـرْ

واتْـرُكِ الــزَّلاتِ وَاسْـتُـرْ عَيْبَـهـا

مَنْ هَوَاها قَـدْ هَـوَىَ بَيْـنَ الحُفَـرْ

واسْتُـرِالـمَـجْـرُوحَ وَارْجُ بُــــرْءَهُ

كُـنْ شَفُوقـا وَيْـحَ قَلْـبٍ مَـا عَـذَرْ

رُبَّ مَسْـتُـورٍ نَـجَـا فــي سِـتْـرهِ

كــانَ رِدْءًا حَــالَ يَـرْويـكَ الأثَــرْ

كُـن عَفِيفـاً رَاحِمـاً بَـيْـنَ الــوَرَىَ

فالرَّحِيـمُ الـحَـقُّ تَـهْـوَاهُ الفِـطَـرْ

وَ انْشُرِ الْخَيْرَاتِ فِـي كُـلِّ الدُّنـى

كُـلُّ جَـانٍ سَـوْفَ يَجْنِـي مَـا بَـذَرْ

وَ انْتَـقِ مِــنْ كُــلِّ لَــوْنٍ خَـيْـرَهُ

كالفَـرَاشِ الحُلْـوِ يُغْـرِيـهِ الـزَّهَـرْ

كُـنْ هَزَارَالـرَّوْضِ لابُـومَ الـدُّجـى

إنْ أردْت النُّـورَ كُـنْ دَوْمـاً حَــذِرْ

وَ اتَّخِـذْ طُـهْـرَ الْمَعَـالـي مَرْكَـبـاً

كُـنْ نَعَيِمـاً أنْـتَ حَـيٌ قَـدْ طَـهُـرْ

وَانْصَحَـنْ بالدِّيـنِ لاتَخْشَـىَ امْـرِءً

إنَّ خَيْـرَ الدِّيـنِ نُصْـحٌ قَــدْ ظـهَـرْ

ألْـبِــسِ الـنُّـصْــحَ رِدَاءً نـاعِـمــاً

وَ احْذَرَنْ في النُّصْحِ قَوْلاً قَدْ سَخِرْ

جَمِّـلِ الأقْـوالَ فـي ثَـوْبِ التُّقَـى

إِنَّ شَـرَّ القَـوْمِ قَـوْلاً مَــنْ فَـجَـرْ

و انْبذِ الفُحْشَ الـذي مَـا إنْ فَشَـا

يَحْجُـبُ الأنْـوَارَ عَـنْ قَـلْـبٍ أغَــرْ

عِرْضُكَ الغَالـي فَبِـعْ عَنْـهُ الدُّنـى

إنْ أََضَعْـتَ العِـرْضَ يَـا ذُلَّ العُمُـرْ

كُــلُّ مَــالٍ دُونَ عِـــرْضٍ هَـيِّــنٌ

مَنْ شَرَىَ مَـالاَ بِعِـرْضٍ قَـدْ حُقِـرْ

أمَّـا عِـرْضُ النَّـاسِ فاكْـرِمْ قَـدْرَهُ

سَلِّـمِ الأعْـراضَ مِـنْ قَــوْلٍ نَـكِـرْ

دَعْــوَةَ المَظْـلُـومِ فـاحْـذَرْ إنَّـهـا

سَيْفُـهُ الْمَسْلُـولُ لا لَـنْ يَنْكَـسِـرْ

تَـرْتَـقِـي للهِ تَــرْجُــو نَـصْـرَهَــا

فَاخْـشَ بَطْـشَ اللهِ جَـلَّ المُقْتَـدِرْ

جَــارُكَ الـمـأزُومُ فَـــرِّجْ كَـرْبَــهُ

تَنْجُ يَوْمَ الـرَّوعِ مـن هَـوْلٍ عَسِـرْ

وارْحَـمِ المِسْكِيـنَ وَ اخْـطُـبْ وُدَّهُ

إنَّ للْمِسْكِـيـنِ قَـهْـرٌ قَـــدْ أُثِـــرْ

لِلْمَعَالِـي فَانْتَسِـبْ فِـي مَجْـدِهـا

ذَاكَ أصْلُ الحُـرِّ لَـوْ تُجْـدِي العِبَـرْ

أيُّ أَصْــلٍ خَـصَّـكَ المَـوْلَـى بِــهِ

وِحْدَةُ الأصْلِ تَسَاوَتْ فـي البَشَـرْ

رَبُّـنـا المَـولَـى تَعَـالَـى قَـــدْرُهُ

مِنْ تُـرَابٍ قَـدْ بَـرَىَ كُـلَّ الصِّـوَرْ

مَا افْتِخَاري فِـي حَيَـاةٍ لَيْـسَ لِـي

فَضْلُهَا ؟! فَالحُمْـقُ دَاءُ المُفْتَخِـرْ!

ذَاكَ كِبْـرُ القَلْـبِ سُـمٌ قَـدْ سَـرَىَ

فَاتِـكٌ بالـرُّوحِ بَـلْ قُــلْ ذَا أَضَــرْ

أيُّ كِبْـرٍ تَرْتَجِـي يَــا مَــنْ أَتَــىَ

مِنْ مَجَاري البَوْلِ وَهْنـاً قَـدْ عَبَـرْ

أيُّ كِـبْـرٍ فِـيِـكَ وَالنَّـتْـنُ الحَـشَـا

فَاتَّئِدْ في الكِبْـرِ يـا مَـنْ قَـدْ كَبُـرْ

خَفِّفَـنْ رَوْعـاً فَـهَـا أَنْــتَ امْــرِؤٌ

تَرْتَقـي صَعْبـاً و مَـثْـوَاكَ الْحُـفَـرْ

لَوْ مُنِعْـتَ القُـوتَ تَـذْوي تَنْطَفِـي

لَـسْـتَ ذاتِـيــاً فَتَـعْـلُـو تَفْـتَـخِـرْ

كُـن عَلَـى الدُّنْيـا خُلُـودا سَرْمَـداً

إِنْ دَعَـاكَ الْمَـوْتُ قُـمْ عَنْـهُ و فِـرْ

مَـالُـكَ المَـزْعُـومُ لا تَـرْكَـنْ لَــهُ

جَاهُكَ الْوَاهِي على سَفْحِ الخَطَـرْ

كُنْ مِـنَ الدُّنْيـا عَلَـى خَـوْفٍ فَمَـا

عَهْدُهـا عَـهْـدُ الـوَفَـاءِ الْمُسْتَـقِـرْ

خُلْفُـهَـا أصْــلٌ وَفَـاهَـا غَـدْرُهَــا

ثَوْبُـهـا عَـــارٍ قَـلِـيـلٌ إِنْ سَـتَــرْ

وَصْلُـهَـا هَـجْـرٌ عَطَـاهَـا مَنْعُـهَـا

كَـمْ قَتِيـلٍ فـي هَوَاهـا قَـدْ غُـدِرْ

ذَاتُ دَلٍ تَـسْـتَـبِــي أصْـحَـابَـهــا

ثــم تُلْقِيـهِـمْ بِـغَـدْرٍ قَــدْ مُـكِــرْ

يابَسَـومَ الثَّغْـرِ قَـدْ حُـذْتَ المُنَـى

لَيْسَ يُنْجِي الْمَرْءَ فِي خَطْـبٍ كَـدَرْ

لَـيْـسَ يُنْـجِـي الـمَــرْءَ إلا رَبُّـــهُ

رَبَّنـا فالْـطُـفْ بِـنَـا فِيـمَـا قُــدِرْ

فـاعْــرِفِ اللهَ رَخَـــاءً تَـرْتـجــي

نَصْرَهُ فـي يَـوْمِ بُـؤْسٍ ذِي عُسَـرْ

رَبِّ أخْـلِـصْ بالـهُـدَى أُنْشُـودتـي

لا تَدَعْـنـي واهِـمـاً فِيـهَـا كَـغِـرْ

واجْعَلَـنْ ربـي رَجَائـي حُظْـوَتِـي

عِنْـدَمـا أُدْعَــى لِحَـشْـر أسْتَـجِـرْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق