مجلة المرفأ الأخير
العدد الأول لسنة 2019
شعب الفَورة .. يحلمُ بـ ثورة
للصحفي محمد لطيف
غالباً ما نتذمر من الاداء الحكومي المخزي
و اقصى ما نُقدم على فعلهِ أمّا أن نرفع أيدينا و بصوتٍ باكٍ نشكوا سوء حالنا لله و
نقولُ بنبرة ذليلةٍ ( اللهم ارفع هذه الغمة عن هذه الأمة ) ، أو أن ترتفع اصواتنا بالشتم
و السُباب .
و نسينا ( إذا الشعب يوماً ارادَ الحياة
.. فلا بُدَ أن يستجيب القدر )
نعم ، شعبي لا يُريد الحياة كيف لا و نحن
شعب الكلام و الشعارات و الهتافات و لو سقطت علينا قشة لتكسر قشرنا و بانَ جلمود الصخر
صلداً ، مشاعرنا الوطنية ( كأعواد الكبريت .. نُشعلها دقائق و نرميها عند الإنتهاء ) منذُ بضعة ايام زارَ الرئيس
الأمريكي ترامب قاعدتهُ العسكرية بدون أي تصريح رسمي و بشكل غير قانوني و كإنهُ مراهقٌ
زارَ معشوقتهِ في منتصف الليل مباغتاً الأب و الاخوة . فهبّت ثورة عارمة تخللتها اصوات
النخوة الوطنية المباركة و تعالت حناجرٌ ملتهبة مطالبةً بإحترام سيادة الوطن و عدم
المس بكرامته ، و لم تلبث ايام حتى حل السكون و عادَ الشعب لوضعه الطبيعي يقابلُ الإساءة
بالتملق للقائد العام للقوات الأمريكية و الوفد المرافق له في جولةٍ دعائيٍ بدأت من
شوارع الثقافة المصطنعة و تهافتت عليهم القلوب الثورية لإلتقاط الصور التذكارية
و يبقى السؤال ، اين اصوات مُدّعي
الوطنية و متّهِمي الاخر بالعمالة و التذيُل ،اين ذهبوا المتظاهرين و المعتصمين على
انتهاكات ابو غريب ، أين استنكار الجماهير للتعدي على سيادة العراق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق