مجلة المرفأ الأخير ..
العدد الثاني 2021
القيثارة ..
للشاعر الدكتور عزت الخطيب
قِيثَارَةٌ في سماء الروح شَادِيةٌ
ليست من الطير بلْ إنْسِيَّةَ المُقَلِ
.
لها عيونٌ لها أيَّانَ أُبْصِرِهُا
سرٌّ يُكَتَّمُ في الآبادِ والأزَلِ
.
في طَرْفَةِ العينِ آلافٌ مُؤَلَّفَةٌ...
من الرسائل تُوري ثورةَ الغَزَلِ
.
يستلهِمُ الشعرُ منها ما يؤجِّجُهُ...
ويشعلُ الشوقَ في الوجدانِ والجُمَلِ
.
سِحْرُ ابتسامةِ عينيها إذا رَضِيَتْ
يُغني الصَّبَابَةَ عن مَوَّارَةِ القُبَلِ
.
وصمْتُهَا لُغَةٌ للغِيدِ منْطِقُهَا..
رَمْزٌ تَمَرَّسَ بالإعرابِ بالخَجَل
.
إن قلتُ ما اسْمُكِ يا قِيثَارَتِي وَجِلَتْ
كما تخافُ المَهَا الآسادَ في الدَّغَلِ
.
أليس يكفيك ما أُبْدِيهِ من لَقَبٍ
يا مَنْ يُؤاخِذُني والخوفُ مُعْتَقَلي
.
إنِّي لَمِنْ أُمَّةٍ تدري طبائِعَها
وجَهْوَرِيُّ الهوى فيها مِنَ الزَّلَلِ
.
وإن سألتَ عن العنوان..أين أنا
فالقلبُ والرُّوحُ والوجدانُ هُمْ نُزُلي
.
واسمي إذا شِئْتَ حَوَّاءُ التي ظُلِمَتْ
لأنها اتُّهِمَتْ بالدَلِّ والكَحَلِ
.
بغدادُ مَشْتَايَ إن شَرَّقْتَ مُصْطَلِيًا
وفي المصائفِ للبيضاءِ مُنْتَقَلِي
.
وفي الربيع لنا في مصرَ مُنتجعٌ
في ساحة الهرمِ العملاقِ كالظُّلَلِ
.
وقد أتيتُ إلى عَمَّانَ زائرةً...
والشامُ مُسْتَقْبِلاً بالوردِ لَوَّحَ لِي
اخترْ لِيَ اسمًا جديداً لم يكنْ عَلَمًا...
في نَسْلِ عدنانَ أو قحطانَ مُذْ وُجِدَا
.
ولا تَغَنَّى به الأعـشـى وزُمْـرَتُــهُ..
ولا تَـذَكَّـرهُ الـعَـبْـسِـيُّ مُـفْـتِـقَـدا
.
ولا سُعَادَ التي بَانَتْ وعاتبها
كعبٌ على هجرها حين اشتكى وشدا
.
اخترْ ليَ اسمًا جميلاً ليس يعرفه
أحدٌ سوانا ولا تخبرْ به أحدا
.
واجعله بين سطور الشعر مختفيًا
واجعلْ له القلبَ قبلَ الشِّعْرِ مُلْتَحَدَا
.
وإن أتاك رسولي حين مَسْغَبَةٍ
من اشتياقي فلا تسمعْ له أبدا
.
فإن ألحَّ مُبينًا عن رسالته
فَقُلْ لهُ مُنْكِراً هذا الكلامُ سُدى
.
أخطأتَ يا صاحبي العنوانَ..لستُ أنا
من تبتغيه ولا تَبْسُطْ إليه يَدَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق