بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 18 مارس 2021

مجلة المرفأ الأخير.. العدد الثاني 2021 أدباء منسيون من بلادي الحلقة 23 الشاعرة رباب عبد المحسن الكاظمي

 

 
مجلة المرفأ الأخير..
 
العدد الثاني 2021
 
أدباء منسيون من بلادي
 
الحلقة 23
 
الشاعرة رباب عبد المحسن الكاظمي
 
 

 
 
 
*التقديم:
 
لفتت انتباهي وأنا ابحث عن أدبائنا المنسيين صورة لفتاة تقف الى جانب شاعر العراق العراق والعرب المرحوم الشيخ عبد المحسن الكاظمي رحمه الله.
وبعد البحث وجدت انها صورة لكريمته الشاعرة المرحومة رباب عبد المحسن الكاظمي.
فأثارت تلك الصورة عندي الرغبة في البحث عن هذه الشاعرة التي قد نساها الكثير وقد لايعرفها الكثير.
وما أن بدأت البحث حتى ازداد يقيني بأن العراق منجم من الكنوز لاحصر لها ولا عد.
دعائي أن يوفقني الله في البحث عن تلك الكنوز واعادتها الى ذاكرة الجيل قدر ما استطعت ومن الله التوفيق.
علاء الأديب
 
 
 
الاسم والولادة
.......
هي الدكتورة رباب البنت الكبرى لشاعر العرب وشاعر الارتجال عبد المحسن الكاظمي ابن الكاظمية ببغداد. ومن أم تونسيّة.
ولدت في القاهرة في الثاني والعشرين من آب سنة 1918م . بعد لجوء والدها الى مصر هربا من تهديد الاحتلال العثماني له لمواقفه الوطنيّة والقوميّة.
نشأت الشاعرة وحيدة لأبويها بعائلة فقيرة .لكنّها تألقت بما استقت من والدها من علم وأدب .
 
 
...................
تزوجت الشاعرة من قنصل العراق بالإسكندرية الدبلوماسي حكمت الجاد رجي عام 1939
وولدت منه ولدها الذي اسمته على اسم والدها الشاعر عبد المحسن وقد رزقت عام 1947 ببنت اسمتها لبنى.
 
 
 دراستها :
.............
التحقت بكلية طب الاسنان في القاهرة سنة 1946
بعد ذلك انتقل زوجها من الاسكندرية الى باريس فحولت دراستها الى جامعة باريس فتخرجت طبيبة اسنان سنة 1950
صحبت زوجها الى اميركا فعملت في مستشفى جورج تاون في واشنطن وحصلت على شهادة اختصاص في امراض اسنان الاطفال واخرى من جامعة هاورد.
في شهر آب عام 1954 عادت الشاعرة الطبيبة الى بغداد حيث تعين زوجها مديراً عاماً بديوان وزارة الخارجية وعينت الشاعرة طبيبة في مستشفى الطلاب ببغداد وفي عام 1955 اصبحت رئيسة قسم طبابة شعبة الاسنان.
بعد ذلك غادرت العراق نهائياً وأقامت مع ابنتها لبنى في بريطانيا.
 
 
 
رباب والشعر :
.......................
بدأت رباب نظم الشعر بسن مبكرة .وكان شعرها يتسم بقوته وجزالة الفاظه وكانت اغلب قصائدها قصائد وطنيّة وقومية متأثرة بوالدها الذي كان مثلها الأعلى انسانا وشاعرا.
غير أن مايؤخذ عنها بأنها كانت مقلّة بنشر ما تنظمه من الشعر وما تكتبه من النثر.
 
 
علاقة الشاعرة بأقرانها من جيلها
....................................
تعرفت الدكتورة رباب الكاظمي على شخصيات علمية وأدبية في مصر والعالم العربي ، ففي مصر عندما استقر والدها الشاعر عبدالمحسن الكاظمي ووثقت صلته بفرسان البلاغة ( البارودي وعلي يوسف ، والرفاعي ، واحمد شوقي ) وعلى رأس فرسان الدين ( الامام محمد عبدة ) وعلى رأس السياسة ( سعد زغلول ) وغيرهم الكثير ، فقد تعرفت الدكتورة رباب على تلك الشخصيات مما جعلها تحتل مكانة علمية وأدبية ، فاتجهت لنظم الشعر على صفحات الصحافة المصرية كالأهرام ، كوكب الشرق والمساء ، وكانت الدكتورة رباب مخلصة ووفية لزوجة سعد زغلول بعد وفاة زوجها وقالت فيها شعرا ينبعث منه الصدق في الوفاء والإخلاص والمحبة
يقول فيها الناقد الشاعر صالح جودت : تأثرت رباب الكاظمي بروح أبيها لولا تلك الروح الرقيقة التي تبدو في شعرها لكن ديباجتها العربية هي من النماذج العالية للشعراء لا للشاعرات.
 
 
دواوين والدها :
....................
جمعت رباب دواوين والدها الأربعة بمجلد أنيق باللغات التي تتقنها (الإنجليزية – الفرنسية – الروسية).
والعربية طبعا ..
 
 
الإنتاج الشعري
....................
- جمع عبدالرحيم محمد علي شعرها وبعض كتاباتها النثرية - رسائل أو لقاءات - ونشرها في كتابه: «رباب الكاظمي» المطبوع في النجف (1969)، وشعرها ينبسط على نحو سبعين صفحة من الكتاب (ص49 - 126)، ويعود تاريخ القصائد إلى ما قبل وفاة والد الشاعرة (1935) وقد ألقى هذا بظلال من الشك في نسبة القصائد إليها، وأنها صوت أبيها، وثمة قصيدة وحيدة وجهتها إلى جمال عبدالناصر، لا تعطي قناعة بوجود موهبة جادت بقصائد من قبل.
تتجاوب أشعارها مع مجريات الحياة في مصر، ومناسباتها الوطنية والسياسية، وفي هذه القصائد قوة لفظ وإحكام معنى وتماسك بناء وجلالة تصوير.. وتمجيدها لسعد زغلول يختلف كثيرًا عن تمجيدها لعبدالناصر، فهل هو فعل الزمن وفروق الحالات النفسية، أم أن يدًا كانت تتدخل بالتهذيب والمراجعة؟!
 
 
وفاتها :
...............
توفيت الشاعرة في بريطانيا عام 1998.
 
 
نماذج من شعرها:
............................
أنت الهدى
عـلـمُ الجهـادِ عـلـــــــــــــــيكَ ممتدُّ
بندٌ يرفُّ بجنـبـــــــــــــــــــــهِ بندُ
وشمـوسُه فـي الكـونِ مشـــــــــــــــرقةٌ
يبـدو سنـاهـا أيـنمـا تبـــــــــــــدو
أنـتَ الهُدى إمّا دنــــــــــــــــا ونأى
أنــــــــــــــــتَ الجلالُ يروحُ أو يغد
فجـمـالُ وجهكَ مـــــــــــــــــا له شَبَهٌ
وجلالُ قـدرِكَ مـــــــــــــــــــا له حدّ
النـاسُ تستبقـي رضـاكَ لهـــــــــــــــا
والأفقُ لا برقٌ ولا رعــــــــــــــــــد
يـومَ الجهـادِ شذاكَ عـاد بــــــــــــــه
بـيـن الريــــــــــــــاضِ الغارُ والرَّنْد
مـا قـابـلـتْكَ الريحُ نــــــــــــــاديةً
إلا وفـاحَ الطــــــــــــــــــيبُ والنَّدّ
فإذا بعـدتَ فـوِردُنـــــــــــــــــا غُصصٌ
وإذا دنـوتَ فعـيشُنـــــــــــــــــا رغد
الـبعـدُ قـربٌ أنـــــــــــــــــتَ تُنشئُهُ
والقـربُ إن لـــــــــــــــــم تُنشِه بُعْد
ودّ الكريـمُ لقـــــــــــــــــاكَ مغتبطًا
وقَلى لقـاكَ الألأم الــــــــــــــــوغْد
 
فـنـواظرُ الأحـبـابِ شـــــــــــــــائمةٌ
وعـيـونُ أعـداءِ السنـــــــــــــــا رُمْد
ولقـد تقـابـلَ مـن هـوًى وجــــــــــــوًى
فرحُ القـلـوبِ لـديكَ والـوجـــــــــــــد
فـالنـورُ ذا بـيـنَ الــــــــــــورى قبسٌ
والنـارُ ذي بـيـن الـحشــــــــــــا وقْد
هل كـان عـندكَ يـومَ عُدْتَ لنـــــــــــــا
ذكراكَ فـيـهـا الصـــــــــــــابُ والشهد
الصـابُ قـومٌ فـيكَ قـد هـزلــــــــــــوا
والشهدُ قـومٌ فـيكَ قـد جــــــــــــــدُّوا
وجلالُ قـدرِكَ مـــــــــــــــــــا له حدّ
النـاسُ تستبقـي رضـاكَ لهـــــــــــــــا
والأفقُ لا برقٌ ولا رعــــــــــــــــــد
يـومَ الجهـادِ شذاكَ عـاد بــــــــــــــه
بـيـن الريــــــــــــــاضِ الغارُ والرَّنْد
مـا قـابـلـتْكَ الريحُ نــــــــــــــاديةً
إلا وفـاحَ الطــــــــــــــــــيبُ والنَّدّ
فإذا بعـدتَ فـوِردُنـــــــــــــــــا غُصصٌ
وإذا دنـوتَ فعـيشُنـــــــــــــــــا رغد
الـبعـدُ قـربٌ أنـــــــــــــــــتَ تُنشئُهُ
والقـربُ إن لـــــــــــــــــم تُنشِه بُعْد
ودّ الكريـمُ لقـــــــــــــــــاكَ مغتبطًا
وقَلى لقـاكَ الألأم الــــــــــــــــوغْد
فـنـواظرُ الأحـبـابِ شـــــــــــــــائمةٌ
وعـيـونُ أعـداءِ السنـــــــــــــــا رُمْد
ولقـد تقـابـلَ مـن هـوًى وجــــــــــــوًى
فرحُ القـلـوبِ لـديكَ والـوجـــــــــــــد
فـالنـورُ ذا بـيـنَ الــــــــــــورى قبسٌ
والنـارُ ذي بـيـن الـحشــــــــــــا وقْد
هل كـان عـندكَ يـومَ عُدْتَ لنـــــــــــــا
ذكراكَ فـيـهـا الصـــــــــــــابُ والشهد
الصـابُ قـومٌ فـيكَ قـد هـزلــــــــــــوا
والشهدُ قـومٌ فـيكَ قـد جــــــــــــــدُّوا
إلى الفردوس قائدها يؤول
في رثاء سعد زغلول
أبـي سعـدٌ، ومـثلُ أبـي قـلــــــــــــيلُ
وأمّي مـصرُ، فهـي بـه ثكـــــــــــــــولُ
أبـي سعـدٌ وأمـي أمُّ سعـــــــــــــــــدٍ
بنـاءٌ تستخـفُّ بـه الـحـمــــــــــــــول
يـمـيلُ هـوايَ بـي لأبـــــــــــــي وأمّي
وكلُّ هـوًى بصـاحـبـه يـمـــــــــــــــيل
ومـا فـي النـاسِ مـثلُ أبـي وأمـــــــــي
أمتُّ إلى ذراهُ وأستطـــــــــــــــــــيل
دنـا الأبـوان لـي فأبٌ تُنـــــــــــــابُ
بـه أيّامُهُ وأَبٌ عـلــــــــــــــــــــيل
مقـيـمٌ ذا عـلى ألـمٍ مضـــــــــــــــيضٍ
وذاك نجـا وقـد حـلَّ الرحــــــــــــــيل
ولـي أُمّانِ أمٌّ لـيس تفـــــــــــــــــنى
وأمٌّ غالَهـا مـن قبـــــــــــــــــلُ غُول
فـواحدةٌ تعـيش مع اللـيـالـــــــــــــي
مــــــــــــــــــــــوطّدةً وواحدةٌ تز
أعـائشُ لـو بقـيـتِ لـمــــــــــــا تبقّى
عـلى سعـدٍ لعـيشكِ مـا يُطــــــــــــــيل
أيـا أمَّ الربـابِ ثقـــــــــــــــي وقَرّي
فإن أبـا ربـابكِ بـي كفـــــــــــــــيل
وإنّ اللهَ حسبـي يـوم تَنْتـــــــــــــــا
بُنـي الجلّى ولـي نِعْمَ الـوكــــــــــــيل
فلا واللهِ لاتـنسـاكَ عـيـنـــــــــــــي
ولا يـنسـاكِ قـلـبـي والغلــــــــــــيل
لأنـتِ كلاهـمـا عـيـنـي وقـلـبـــــــــي
وللـحـالـيـن مـن لهـبـي محـــــــــــيل
يـدوم لنـا عـلى الـدنـيـا هـنــــــــاءٌ
ثكـــــــــــــــــــــــــــــــــــول
نصدّقُ والأمـانـي كـاذبــــــــــــــــاتٌ
ونلهـو والـحتـوفُ بنــــــــــــــا نزول
ألـم تـرَ كـيف نـوّحتِ الرزايــــــــــــا
وقُلّصَ ذلك الظلُّ الظلـــــــــــــــــــيل
فـمـن ذا يـوقـظُ الشــــــــــرقَ اعتزامًا
إذا مـا مضّ بـالشـرق الخمـــــــــــــول
رحم الله الشاعرة واسكنها فسيح جنانه.
علاء الأديب
تونس – نابل
25-12-2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق