مجلة المرفأ الأخير
العدد الثاني 2021
قصيدة العدد..
في ذِمَّةِ الماضي اِنطَوَت..
الياس أبو شبكة
في ذِمَّةِ الماضي اِنطَوَت ساعاتُ أَحلامي العِذاب
أَيّامَ لا هَمٌّ سِوى هَمِّ المعلِّمِ وَالكِتاب
أَيّامَ كانَ أَبي الشَبابَ وَكنتُ نوراً لِلشَّباب
أَيّامَ حُلمي لَم يَكُن إِلّا شُعاعاً من شِهاب
إِن أُنسَ لا أَنسَ الهِضابَ وَما عَلى تِلكَ الهِضاب
وَالشَمسُ توشِكُ أَن تَغيبَ وَيعلنَ الجَرسُ الغِياب
وَأَبي عَلى صَخرٍ يُحَدِّقُ في عَشِيَّةِ صيفِ آب
فيما تُراهُ كانَ يفكُرُ وَهو يَنظُرُ في الضَباب
لَم أَنسَ أَترابي الأولى كانوا وَكنتُ لَهُم مداما
إِن جِئتُهُم مُتَبَسِّماً أَلقَ اِرتِياحاً وَاِبتِساما
وَإِذا غَضبتُ تشاوَروا فيما يُعيدُ ليَ السَلاما
عَبث الشَبابُ بِهِم فَغَيَّرَ خُلقَهُم عاماً فَعاما
إِن الشَباب ملاعِبُ الأَيّامِ فَاِحذَر أَن تُضاما
في ذِمَّةِ القَصيّ حُشاشَةٌ ذابَت هِياما
خَفَّت إِلَيها في التُرا بِ يَتيمَةٌ بَينَ اليَتامى
هيَ نَفسيَ الثَكلى وَقَد صَلّى العَذابُ لَها وَصاما
أُمي وَقد وَجَدَ الضَنى في مُقلَتَيها مُدخَلة
تَرثي الحَياةَ كَأَنَّها مِن نِصفِ شَهرٍ أَرمَلَه
كَم مَرَّةٍ نَظَرَت إِلَيَّ فَتَمتَمَت ما أَجمَلَه
لَو كُنتُ أَقرَأُ من خِلالِ عُيونِهِ مُستَقبَلَه
أَنا في سَبيلِ لا أَكادُ اليَومَ أُدرِكُ أَوَّلَه
يا أُمِ رِفقاً وَاِصبِري لا بُدَّ لي أَن أُكمِلَه
أَنجَزتُ مَرحَلَةَ الشَقا وَعَلَيَّ أَيضاً مَرحَلَه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق