بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 12 مايو 2021

مجلة المرفأ الأخير .. العدد الرابع 2021 .. قصيدة العدد .. للشاعر التونسي محمد جلال الدين النقاش

 

 مجلة المرفأ الأخير

العدد الرابع 2021

 قصيدة العدد

للشاعر التونسي محمد جلال الدين النقاش

 


 


 

محمد جلال الدين النقاش

ولد في تونس (العاصمة)، وتوفي فيها .

عاش في تونس .

نشأ في أسرة أدبية علمية، وكان والده من علماء جامع الزيتونة، فألحقه بالكتّاب، ثم بجامع الزيتونة (1923)، وواصل دراسته فيه حتى حصل على شهادة التطويع 1932

عمل موظفًا بجمعية الأوقاف (1934)، ثم في وزارة التربية القومية، ثم في وزارة العدل إلى أن أحيل على المعاش، ثم انتدبته الدار العربية للكتاب مستشارًا لها .

كان عضوًا في نادي قدماء الصادقية، وعضوًا في جمعية التمثيل العربي، وجمعية الكتاب والمؤلفين، والجمعية الراشدية .

 

الإنتاج الشعري :

- له قصائد في كتاب: «رواد الشعر الغنائي في تونس»، وله قصائد نشرتها صحف ومجلات عصره، منها: «شاعر الصراحة» - مجلة الثريا - ع4، س3 - تونس - أبريل 1964، ومجلة الإذاعة والتلفزة - ع709 - تونس - 4 من يونيو 1989، وله ديوان مخطوط.

 

الأعمال الأخرى .

- له عدد من المؤلفات، منها: عدد من الأغاني والموشحات التي لحنها وأداها فنانو تونس، ورواية بعنوان: «المعز بن باديس»، ورواية بعنوان: «عصر المأمون»، وعدد من قصص الأطفال، ومسرحية: سقوط قرطاج .

نظم في معظم الأغراض الشعرية التي كانت سائدة في عصره، وعبر عن القضايا الاجتماعية التي عاشها، ورسم صورًا للحياة والطبيعة والمرأة، وعبر عن مشاعره الوطنية والسياسية. في شعره اهتمام بالتاريخ والمكان على وجه الخصوص، خاصة القيروان وقرطاج، وامتداح العلم والعلماء فيهما. له أناشيد وأغان تغنى بها الطلبة

والمغنون في الإذاعة التونسية، تغلب عليها روح البساطة والحماسة في آن، وله قصائد عبر فيها عن مشاعره الخاصة وأحزانه وعواطفه .

حصل على عدة جوائز شعرية في مسابقات متنوعة، وحصل على الصنف الرابع من وسام الجمهورية .

أقامت له وزارة الثقافة والإعلام أربعينية - تونس 16 من يونيو  1989

 

 

 

 

من قصيدة: وقفة على أطلال قرطاجنة 

 

قفـوا بـيـن أيـدي الـبـلى خـاشعـيـــــنْ

 

وطـوفـوا هـنـا وهـنـا سـائلـيـــــــــنْ

 

أهـاتـيك أشلاء مـاضـي العصـــــــــــورِ

تبعثرهـا خطـوات السنـيـــــــــــــــن؟

 

أم الـبـالـيـاتُ الـدوارس قــــــــــامت

تعـيـد إلى أعـيـن النـاظريــــــــــــن

 

مديـنة قـرطـاج ذات السـيـــــــــــــاد

ةِ أمّ الـتجـارة أمّ السّفـيـــــــــــــن؟

 

مـن استعبـدت فـي الثرى والـبحـار الــــ

ـشعـوبَ وأخضعتِ العـالـمـيــــــــــــــن

 

ومـن خضدت شـوكة الفـاتحـيـــــــــــــنَ

فجـاؤوا لسلطـانهـا صـاغريــــــــــــن؟

 

هـنـا وهـنـا الجُدُران الـبـوالـــــــــي

تداعت كـمـا يـتداعى الأمــــــــــــــلْ

 

وشمّ الهـيـاكل قــــــــــــــــــد ركعت

 

مـن الـذعـر والـمـوت عـنهـــــــــا أطل

 

وأعـمدةٌ فـي الثرى حطّمتهـــــــــــــــا

فؤوسُ الفـنـاء بأيــــــــــــــدي الأجل

 

يؤمّ بـهـا كلّ قــــــــــــــــــاصٍ ودانٍ

سبـيل العـظات ووادي الـمـــــــــــــثل

 

ويغشى نـواحـيـهـا معجــــــــــــــــبًا

مُديـمَ الـوقــــــــــــــــــوف بكلّ طلل

 

فـيفتـنه مـن جلال الـمبـانــــــــــــي

بـديعُ النّظام وحسن العـمـــــــــــــــل

 

مشـاهد مـنهـا تحـار العقـــــــــــــول

وتصغر فـيـهـا كبـارُ النفـــــــــــــوس

 

وتـمـلـي عـلى الـدهـر أسطـار فــــــــنٍّ

وآيـات مـجـــــــــــــــــدٍ تذلّ الرؤوس

 

وتستـوقف الـبـاحثـيـن حـيـــــــــــارى

خشـوعًا كـوقفتهـم فـي الرّمــــــــــــوس

 

كأنّي بأهل الـتـواريــــــــــــــخ ولّوا

قصـورًا عـلى فهـم تلك الــــــــــــدروس

 

تعـاصى الـيراعُ وجفَّ الــــــــــــــمدادُ

وضـاقت عـلـيـهـم رحـــــــــــابُ الطروس

 

إذا حدّثـوا عـن حـيـاةِ العـــــــــــظام

فأنَّى لهـم بحـيـاةِ الشمـــــــــــــــوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق