مجلة المرفأ الأخير
العدد الرابع 2021
ثلاث روايات لحدث
الرواية الأولى
طارق الصاوي خلف
نقلت أسلاك الهاتف لرئيس المصلحة ما تفوه به مدير الموقع فى حقه، ركص للموقع و وجهه كتلة من جمر، ركل الباب بقدمه، امسك ياقة قميص الجالس على المقعد خلف المكتب، جذبه بعيدا، جلس مكانه وقف الرجل مطأطأ الرأس، تلقى وابلا من التوبيخ وكلما هم بالرد ألقمته نظرات مدير المصلحة جبلا من الحجارة، صك د فمه، مادت الأرض تحت أقدام مدير الموقع اصطدم فى الأثاث قبل أن يتهاوى محتضننا ساق مكتبه، سقته زوجته- التى جاءت تتعثر فى جلبابها عند سماعها للشجار- ماءا محلى بالسكر، بكى على صدرها كطفل، رجاها أن تعود للسكن الادارى الملاصق للموقع، دلف إلى غرفة العامل، أشعل الموقد لإعداد شاى يعدل به مزاجه تمدد على السرير، عاودته نوبة الصرع، تخبط فى جدران الغرفة الضيقة الموصدة.
الرواية الثانية
رفع العاملون فى الفرع عريضة لرئيس المصلحة، سعى للتحقق بنفسه من وقائعها. انحنى مدير الموقع لرئيسه وهو يصافحه، اخلى مكتبه ليجلس عليه كبيره، وقف أمامه كتلميذ مقصر فى حضرة ولى أمره، وضع أصبعه فى أذنه هربا من سيل الأكاذيب التى قرأها رئيس المصلحة من عريضة بين يديه، ضرب كفا بكف تحرك فى الغرفة ليهدئ من انفعالاته، ركل الحائط بقدمه ردا على سئل لوم سقط فوق رأسه الأصلع، انفجر صائحا فى وجهوهم بعد أن فاض كيل التحمل، و الرجل يتوعده بالنقل و سحب السكن الادارى الذى يأوي أولاده، صرخ فى وجه من اجتمعوا للشماتة به : آه يأولاد ..
اقتحمت زوجته الغرفة، وضعت يدها على فمه، توسلت بدموعها للرجل الكبير أن يعفو عنه لمرضه، صفعها رجلها المطعون فى كرامته، استدعى مدير الموقع موظفيه بعد أن سكنت العاصفة، طلب منهم أن يقسموا على المصحف أنه سبهم، لم يجبه الإ الرجل الأشيب ذا الشارب الأحمر: لم يعد لك مكان بيننا بعد اليوم .
انفضوا من حوله، جرى إلى غرفة العامل، دفع صاحبها خارجها، حمل الموقد المشتعل سكب منه على ملابسه الوقود. الرواية الثالثة
ذهب الرجل الأشيب ذا الشارب الأحمر لرئيس المصلحة، اصطحبه إلى الموقع فوجئ ممدير الموقع بهما أقعده الذهول عن الترحيب بضيفه دفعته يد الكبير عن مقعده ،أحس بالمهانة تطوقه، علا صوته مدافعا عن كرامته، تبادلا االسبا، تدخل الموظفون لمنع الاشتباك بالا يدى، انانتبه لوقوف زوجته خلفه صرخ فيها و كفه يهبط على خدها المتورد: أشار لك .
ردت عليه : عيب.. صفعها للمرة الثانية، استدارت وسبابه يطاردها، لحقها الرجل الأشيب ربت على كتفها، طيب خاطرها بهمساته، مسحت دموعها و ابتسمت، استند مدير الموقع على ساعد العامل دخل إلى غرفته تمدد على سريره، دخل العامل وخرج، دخل وخرج، صمت صوت الموقد المشتعل، سرت بين المكاتب رائحة شواء، حوقل الرجل الأشيب ، رفع سماعة الهاتف مطيرا الخبر لرئيس المصلحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق