بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 27 يونيو 2015

العدد السابع لسنة 2015 ... القصّة قصيرة ... بقلم : مجيد الزبيدي – العراق






العدد السابع لسنة 2015



القصّة قصيرة


بقلم : مجيد الزبيدي – العراق








* الخَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروفُ 

هما على النقيض دائما ، هي شابة تكاد تصل عتبة الخامسة والثلاثين، هو تجاوز عقده الخامس بخمسة أعوام ، هي متعلمة تعليما ثانويا معززا بثقافة نهلتها من مكتبتها المتواضعة ، هو أميٌّ وغبيي كما تصفه لمن يكتم سرّها، هي شابة رشيقة لا تهتم بطعامها أبدا ،هو بدين أكول حد الشراهة في فطوره وغدائه ،هي ربة بيت لاتكاد تفارق بيتها الا لقضاء لوازم الأسرة الضرورية ،هو سائق تاكسي يقضي سحابة نهاره وجزءا كبيرا من الليل في البحث عن لقمة عياله ، لايحضر الا وقت الغداء وأخذ قسط قصير من الراحة ليعود الى عمله في شوارع المدينة بعد العصرحتى بعد منتصف الليل. القاسم المشترك بينهما أولادهما الأربعة ،


*( الزوجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة )

فرضت العادات العائليةعليها زواجها ، هو ابن عمها ، زُفّت اليه خوفا على حياة والدها المهددة إن امتنع عن تزويجها له . مضت حياتها معه رتيبة ومملّة لحد لا يكاد يطاق،خاصة بعد شعورها بأبتعادبعضها عن الآخر من مدة طويلة ،الى أن همست في أذنها إحدى صديقات أيام دراستهاالثانوية في واحدة من زياراتها المتكررة لها حتى بعد زواجها .
- مالك ومال هذه القعدة الوحشة في هذا البيت؟! ..لديك وقت فراغ قاتل تقضينه في النوم ،وانتظار الزوج أليس كذلك؟
نصحتها بشراء جوّال والإشتراك بخدمة الأنترنيت لتتواصل معها ومع باقي صديقاتها عبر الفيسبوك .وراحت تريها كيف تتصل مع صديقاتهما بكل يسر. أدهشتها الفكرة الجميلة.
في الزيارة التالية ،كان الجوّال وموقعها على صفحة الفيس جاهزين . تعلّمت ماتحتاجه بسهولة، أخفته عن زوجها ، وراحت في غياب الزوج ،تقضي نهارها وجزءا من الليل مع قائمة من الأصدقاء ، صارت طويلة بمرور الأيام ، تحّول بعضهم الى عشاق فيسبوكييين لا غنى عنهم أبدا تبادلهم أرق المشاعر والصور الشخصية .


( الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزوج )

اعتاد أن يختم آخر شوط من أشواط عمله الليلي ، بشراء قنينته المعتاد من الخمرة البلدية واختيار ضيفته لهذا المساء مع وجبتي عشاء لهما في شقته الرخيصة التي استأجرها لهذا الغرض . وبعد منتصف الليل يعود الى داره وهو يكاد لايستطيع قيادة سيارته من شدة السكر ، ليجد دائما زوجته مستلقية على كنبتها تنتظر إشارته المعتادة بعدم حاجته للعشاء لتذهب عندذاك لسريرها.


(الفصــــــــل الأخــــــــــــــــــــــــــــير )

في آخر مشهد من مسرحيتهما ، كان الزوج وكما اعتاد كل ليلة قد اختار ضيفته . بدت له بعمر زوجته . بمضي الوقت كان كلاهما قد عبّ من كأسي الخمر واللذة المحرّمة حتى الثمالة. قبل أن يهمّا بمغادرة المكان ، سقط جوال الضيفة ،فجأة انفجرت ضحكتها بقوة ، وهي تتفحص جوالها . سأل عن السبب ،وضعت جوالها أمام عينيه وراحت تقلب الصور النسائية أمامه. لم يفقه من الأمر شيئا، انطلقت منها ضحكة مدوية.
- أنظر... أليس هذه زوجتك المصون ؟
ياللهول هي بعينها !! تكاد تكون عارية !! ... صور أخرى ...
صرخ فيها مزبدا وهو لا تكاد تسعفه ساقاه في الوقوف:
- من الذي جاء بصورها عندك ؟؟
- إسألها هي...إسأل منهم عشاقها على الفيسبوك؟
لم يفهم شيئا ....
- فيسبوك ؟؟ من هذا الكلب ؟
دخل داره يترنح وعيناه يتطاير منهما الشرر . سألها فورا وهو يهز أمامها مفكّاً كبيراً
- أريد أن أفهم من هو هذا فيسبوك الكلب الذي وضع صوركِ عنده؟؟
بحدس المرأة الفطنة، استطاعت من ادراك أن هناك من أوصلت له ما كانت تكتمه عنه.إفترَّ ثغرها عن ابتسامة عريضة مخادعة ، قالت وهي تضع شفتيها على صفحة خدّه الساخنة المتعرقةمن شدة السكر:
- حبيبي ابن عمي ، هل تظن بي؟ هل تصدّق الحاسدات الخائبات، اللاتي فشلن ان يجدن زوجا وحبيبا وينشئن أسرة مثلي ؟؟ كيف تصدق ..كيف؟؟ ربما هناك من تشبهني . أنا حبيسة الدار مذ تزوجتك ، أليس كذلك ابن عمي العزيز؟.
رمي المفك من يده،وأجهش باكيا.قادته مثل خروف وهي تضحك و تدلق لسانها من دون أن ينتبه لذلك... قادته الى مخدعها بغنج لم يألفه منها طوال عمر زواجهما.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق