العدد السابع لسنة 2015
قصيدة
مَقَــــــامٌ عَــــــــرَاقِىٌ
مهداة الى الشاعر العراقي عبد الجبار الفياض
شعر: السيد حسن..القاهرة
سَرَى مَقَامٌ عِرَاقِىٌ،
فَأشجَانِى
يَا مَوصِلِىُّ،
مَضَى زِريَابُ
فَانكَسَرَتْ قَارُورَةُ الدَّمعِ،
فَاحَ الَّلحنُ،
أَبكَانِى
رِيحٌ مِنَ الغَربِ يَا بَغدَادُ
حَامِلَةٌ
صَوتَ ابنِ زَيدونَ
أَغشَاهُ، وَيغشَانِى
يَا دِجلَةَ الحُزنِ
دَربُ الجُرحِ مُتَّصِلٌ
مِن بُحَّةِ النِّيلِ لِلحَمرَاءِ لِلأقصَى
إِلى الرَّصَافَةِ
حَيثُ الحُورُ تَلقَانِى
عَينُ المَهَا أَقبَلَتْ
مِن حَيثُ لا أَدرِى
تُلَقِّنُ القَلبَ دَرسَ العِشقِ
تَنذُرُهُ
للأَرضِ، لِلنخلِ، لِلأَموَاجِ،
فِى آَنِ
يَا نَاظِمَ الغَزلِ
كُلُّ الحُورِ فِى خُمُرٍ
سَودَاءَ مِثلِ الأَسَى
لَكِنَّهُنَّ ضُحىً
يُعَلِّمُ النُّورَ
أَنَّ الشَّمسَ سَاكِنَةٌ
وَجهَ العِرَاقِ
وَأَنَّ المَاءَ مُنسَكِبٌ
مِن عَينِ أَحلامِهِ
يَجرِى بِحُسبَانِ
وَنَازِكُ الشِّعرِ
تَحدُوهَا مَلائِكَةٌ
تَرقَى، تُحَلِّقُ،
جَفنَاهَا جَنَاحَانِ
يَا دِجلَةَ الحُزنِ
أَيَّامِى مُفَخَّخَةٌ
إِنْ أَنجُ مِن وَاحِدٍ
هَل آَمَنُ الثَّانِى
سَيَّابُكَ الحُرُّ عِندَ الشَّطِّ
مُنفَرِدٌ
يَتلُو النَّشِيجَ عَلَى مَهلٍ،
يُرَتِّلُهُ
قَلبُ النَخِيلِ لَهُ يُصغِى
وَأدمُعُهُ لَيستْ تَسِيلُ
وَلا يَرضَى بِإذعَانِ
نَخلُ العِرَاقِ صُمُودٌ
لا انحِنَاءَ لَهُ
وَالظِّلُّ لا يَنثَنِى
فِى قَلبِ بُستَانِى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق