بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 19 نوفمبر 2016

العدد 8 لسنة 2016 " أستيعاب " نيسان سليم رأفت



العدد 8 لسنة 2016
  
" أستيعاب "

نيسان سليم رأفت 




يوقظني حلمٌ
على عربةِ المقعدين
تجرني أذيالُ خيبة
الذينَ ماتوا في الحروبِ
لأجل لا شيء
٠
٠
٠
الساعةُ السادسة والنصف
توقيتٌ بمارش ٍعسكري
أمدُ يدي نحوَ منضدة السريرِ
أتناولُ السيجارةَ الاخيرة المتبقية
لأقتلَ الإستيقاظَ المتوحشَ
لطالما أنهكني ،
بتكرارِ المشهدِ الذي واكبَتهُ أيامي
أحمل أطرافي بتخاذلٍ مشلولٍ .
الصمتُ المرتبكُ
يعمُ أجواءَ ممرات ِالغرفِ
عصاه تصرخ باسمي
............. .......
- متنكرة بمسوح القديسين
الذين اسقط الله اوراق أشجارهم
في خريف تهجدهم الكاذب
أغصاني الخضراء ترتفع
الى السماء كلما حدثتني بالغيث
ردت عليها ارتعاشات
تضرعي ....
لوحدها السماء تدرك كنهَ النسغ
وانت تبحث عن وجهك
في مرآتي دون جدوى
بلا ملامح تبقى ..
رويك فلا تغضب أخشى عليك ..
مادامت الساعة السادسة والنصف
ترسم شكل عصاك المتهرئة ِ إلا من الفراغ
الذي حفر التآكلِ فيك
ورعشة تسخر من قبضتك ،
كما سخرت الكيلوغرامات التي
اكتسبها جسدك الميتُ وهو يرددُ
تعويذةَ الوصايةِ الركيكةِ
كانَ بودي صنعَ ذكرياتٍ جديدةٍ
- كيف ؟
وأنا أعاقرُ نفسَ الوجوهِ
التي تعلمتُ منها
أغلاقَ الابواب قبلَ أن يأتي المساءُ
وإسدالَ الستائر
في الليالي المقمرةِ
..... .....
جلستُ أمام مرآتي
فتحتُ ازرارَ قميصي
أتمعنُ بما أخفت ْ
كمن يرى أحشائه من خلفِ الزجاجِ
كثوبٍ أبيضَ على نباتِ الصبّارِ
يوغزُها الوجعُ بكلِ المساماتِ
أحاورُني
لمْ أكبر وكأن السنينَ تعاندُ
ليلهُ المدلهم ....
خطوةٌ واحدةٌ في العمر
بوسعِها تحويل الأسودَ
إلى الأبيضَ لو استطعتُ
الرحيل إليهِ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق