بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 10 يوليو 2018

العدد الخامس لسنة 2018 (( العبيد يشترون القيود )) للشاعر عبد الجبار الفيّاض


العدد الخامس لسنة 2018
 
(( العبيد يشترون القيود ))

 للشاعر عبد الجبار الفيّاض





مرايا مشروخة
لا تعكسُ ما شَوّهَ وجهَ الأرض . . .
أُحتقِنتْ أثداءُ السّماء
فما بغيرِها يندى جَدْب . . .
الفضاءُ يصغُرُ بعينِ طيرٍ في مهبِّ ريح . . .
ضيّقةٌ هنا مساحةُ الغُفران
ليسَ كما عندَ عزيزِ مُقتدر !
لا تسعُ ما طاردتْهُ لعنةُ الفَراعنة . . .
كلُّ شئٍ
يسدُّهُ دمُ الشّرايينِ المقطوعة
ألَمُ اختناقِ الطّين
زفرةُ مصدورٍ تخترقُ صمتَ القبور . . .
لاتَ حينَ إصبعٍ يُعَضّ . . .
يتمنى قابيلُ لو استبدلَ رأسَهُ برأسِ غُراب !
. . . . .
قالَ واعظٌ
سَرقَ نعتاً فَضفاضاً من عَصرٍ غابر . . .
أيُّها المَلأ :
لا تجعلوا بينَهُ وبينَكم ومضةَ ريْبٍ
ما عندَهُ مُحصّنٌ بتعويذاتٍ لا يمرقُ منها إبليسُ عارياً . . .
ماءُ البحرِ براحةِ طفل . . .
الرّيحُ بالوناتُ عيدٍ ملوّنة . . .
لا يغلبُهُ بروتوغوراس في الوقوفِ على رأسِ إبرة . . .
يَجرُّ الزّمنَ بشعرةِ معاوية . . .
ليسَ هُبلُ وحدُهُ يطوفُ العُريُ حولَه !
. . . . .
لكم ألاّ تكسروا نَعَمَاً بوجهِ هذا الرّجل
فقدْ اتبعَ الغيمُ خُطاه . . .
ألا تروْنَ في جبهتهِ الأنهارَ
حقولَ القمْح
كُلَّ ما تحملُهُ إشجارٌ من ثمار ؟
تحتَ قدميهِ ما غصّتْ بهِ سفائنُ سُندباد . . .
للأرقامِ وجوهٌ شاحبةٌ يَعرفُها
وأُخرى
يلعقُ ماعونَها خرّاص أجوف . . .
ذاك ما علّمَهُ سيدُهُ الذي لم يَرَهُ إلآ عصا !
لا يسألُ الحمارُ عَمَنْ يمتطيه . . .
. . . . .
عاصفةُ الفنجان
انتهتْ . . .
شرِبَ الغرباءُ القهوة
زبداً حيثُ لا نفعَ لفم . . .
فقدتِ الشّمسُ قرصَها بمستنقعٍ الأقزام المحروسِ بهم . . .
القمرُ بثوبِ محاقِهِ المسروق . . .
موجٌ في صحراءٍ عقيم
السّفنُ الورقيّة
تعودُ محمّلةً بعصفٍ مأكول . . .
دعاءٌ مبتور
ما خرجَ من شرخِ باب
لطّخوا كلَّ الجُدرانِ بالحنّاء . . .
إنّهم يرقّعونَ الماءَ بقِطَعٍ من فلّين !
. . . . .
النّومُ
أرخصَ القيود . . .
لا شأنَ لكم بجماجمِكم
فهي أعشاشٌ لبيضٍ فاسد . . .
اعرضوا حناجرَكم للبيْع
فهذا موسمُ الثُغاء . . .
فُتاتُ الكلماتِ السّاقطة
وجباتٌ لا تُكلّفُ عملةً سوى الإنحناء . . .
لِيعْلُ رؤسَكم غبارُ رقصةِ أرجلٍ
تعلّمتْ فنَّ التّصفيقِ المستورَدِ أيضاً . . .
اغسلوا ثيابَكم بماءِ حزيران
فمازالتْ بقعُ النّكسةٍ تتقارَبُ لتكونَ لونَ حِداد !
. . . . .
الأشباحُ لاتحرثُ الأرضَ اليَباب
ما وراءَ ما وراء ؟
وأيٌّ
ماذا لو أبصرَ أوديبُ طيبةَ من جَديد ؟
لقيَ المعرّيُ أباه ؟
جيءَ بناقةِ صالح ؟
ما تجنيهِ عيونُ الانتظار ؟
وأمامَها راياتُ السَفَهِ المَطليِّ بسخامِ الإلتواء . . .
لم تنتهِ بعدُ مسرحيّةُ التّابعِ والمتبوع . . .
لا قميصَ يردُّ بَصراً . . .
عصا تشقُّ بحراً . . .
لا زيتَ في مصباحِ علاءِ الدّين . . .
هل يفورُ التّنورُ من جديد ؟
أبوابُ الجّبالِ مُغلقة !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
عشاء سومري / حزيران / 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق