بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 11 يونيو 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد الرابع لسنة 2019 بوحُ امرأة عبد الجبار الفيّاض



مجلة المرفأ الأخير 

العدد الرابع لسنة 2019


بوحُ امرأة

عبد الجبار الفيّاض 




قالتْ
ربَما
تمثلتُ سميرَ أميس
استنشقتُ عُرفَ جنائنِها المُعلّقة . . .
ربَما
أبحرتُ في سفنِ طروادة
كنتُ هيلينا . . .
ربَما
علِقتُ بهوى نبيّ
نكّروا لي عرشي قبلَ ارتدادِ طَرف . . .
ربَما
امتشقتُ سيفَ الزّباءِ على ناصيةِ تدمُر . . .
كُلُّ هذهِ (الرّبمات )
لا شئَ سوى إغفاةِ دلٍّ على كتفِ ذاكَ السّومريّ . . .
وقتَ احتسائِنا كوبَ شايٍ ساخنٍ مع كسرةِ خُبز
جادَ بها تنّورٌ عجوز
يشهدُ أنّ دخانَهُ
كانَ وشاحَ عشقٍ أبيض . . .
. . . . .
ويْ لقلبٍ
تدخلُهُ كُلُّ جميلاتِ سومر . . .
لكنّ عشتارَ قالتْ
لا تعمرُهُ إلآ واحدة . . .
فكنتُ أنا !
ما أُصبتُ بخيلاءِ البَسوس . . .
غرورِ ساندريلا . . .
ما أرادتْ لهُ دليلةُ أنْ يكون . . .
فأنا امرأةٌ عاشقةٌ من أوروك
لها حبيبٌ
تعانقُهُ تحتَ ظلالِ باسقاتِ التّمر . . .
تشربُ ظفائرُها عَرقَ زنديْهِ رعشةَ التصاق
لا تكتملُ صورتُها إلآ به . . .
إيّاهُ
سلّمتْ قلعتَها من غيرِ حرب !
. . . . .
غنيتُهُ بسَكرةِ عشقٍ
لم يكنْ بينَها وبينَ العُتهِ من حجاب . . .
أعطيتُهُ ما سَأَلَا . . . ١
مداكِ ما لا يُحصرُ . . . ٢
يا نائحَ الطّلح . . . ٣
نشوةً في كأسِ الضّليل
تسطّحتْ في شرابِ النّواسي . . .
رأيتُهُ في قلبي
شغفَ امرأةِ العزيزِ لفتاها
وَلَهَ الأحنفِ في فوزِه . . .
دمعةً عصيّةً في عينِ الحمداني . . .
العشّاقُ
يروْنَ ما لا يراهُ غيرُهم . . .
العيونُ أحجارٌ
إنْ لم يمسسْها من عشقٍ مَسّ !
. . . . .
أيُّها اللّيل
إدنُ
لأسكُبَ في كؤوسِكَ سلافةَ روحٍ
تأخذُني بعيداً
حيثُ فضاءاتٍ
لا يَعرفُ مساربَها غيري . . .
ليسَ لها ألوانُ هذهِ الدنيا
نسائمُ فجرِها . . .
بشمسٍ وقمرٍ
يجريانِ في مسارٍ
يفيضُ زمناً
لا سلطانَ يَحكمُه
إلآ ما هفتْ لهُ من النّاسِ قلوب . . .
أرايتَ فيما رأيتَ امرأةً
حملتْ هوىً
يتّقدُ عندَ سفوحهِ الجّليد ؟
. . . . .
دعْ عنكَ
أنْ تكونَ بساطاً لإخوةِ كأس
يُقلّبون الدّنيا
تقلّبُهم
يقولون ما لا يُريدُ الصّحوُ أنْ يسمعَه . . .
سُكارى العشقِ تحتَ خيمتِكَ أولى
هاكَ بعضي
فكُلّي مرهونٌ عندَ صاحبِه
لا أملكُ منهُ سوى ما يصلُني بهِ من نبضٍ في قلب . . .
يَتلُّني إنْ أشتقتُ إليهِ اشتهاء . . .
نتماسّ أنفاساً
يُقطّعُها بوحٌ جُذاذاتِ صَمت
لوحةً مُتمرّدةً لا أسمَ لها . . .
ما لا يُسمى
تعرفُهُ شهرزادُ في غيرِ المُباح !
. . . . .
خلِّ بيني وبينَ ساعةٍ
يُمسكُ بها زمنٌ عقاربَ دورانِه
بما لا لونَ له . . .
بأوراقٍ ذابلة
يسقطُها خريفٌ بخيبةِ مهزومٍ في عُقرِه . . .
بنشوةِ مَنْ آنسَ دفئاً
يحرقُها الشتاء . . .
ضوءٌ
تسمعُهُ الأشياءُ ترتيلةً في حفيفِ . . .
خريرِ عيْن . . .
في لغةِ ما لم يرَهُ بينهم سليمانُ النّبيّ !
احتواءٌ
تُشرقُ الشّمسُ
تغربُ
بمسافةِ قُبْلةٍ
تُطفئُ ظمأَ جَدْبٍ
فطمتْهُ أثداءُ السّماء . . .
ربَما تكونُ الثّانية
لا خصفَ . . .
لا خروجَ من جنّةٍ
عرضُها حضنُ عاشق !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
19/12/ 2018
١_ ابن عبد ربه الاندلسي
٢ _ محمد سعيد الحبوبي
٣ _ احمد شوقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق