بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 30 يونيو 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد الخامس لسنة 2019 الطفل والبحيرة قصة قصيرة موجهة للأطفال عبد الحفيظ الهبطي


 مجلة المرفأ الأخير

العدد الخامس لسنة 2019

الطفل والبحيرة

قصة قصيرة موجهة للأطفال 

 عبد الحفيظ الهبطي







أسامة طفل نشيط في حياته يحب تربية الحيوانات الأليفة ويعتني بكل ما تحتاجه. يلازمها كل يوم بعد عودته من المدرسة. يتفقدها كما يتفقد اصدقائه الأعزاء في المدرسة.
على خطى جده أحمد يتقفى أثره ويهوى النشاط الفلاحي. يزرع ويغرس
حتى قرر يوما أن يغرس مجموعة من الأشجار ثم يحيطها بسياج من حديد حتى لا تقتحمه أغنام جاره سليمان.
شرع في تنفيد وتدبير ما خطط إليه مسبقا. ساعده في ذلك جده الذي لم يبخل عليه بكل ما علمته الحياة.
اشتد حر الشمس ويبس تراب الأرض بعد غيث خفيف. تحسر على جنانه الذي كادت تموت أشجاره. فكر وقدر فلم يجد بدا من بحيرة كانت بجانب الغابة؛ فمد اليها قناة جلب بها كل ما بالبحيرة من ماء وروى بها ضمأ حقله.
بعد نفاد كل ما فيه جاء يزيل القناة، عندها وجد ما لم يكن في الحسبان.
خرج كل الكائنات التي كانت تعيش في البحيرة تحتج على هذا الطفل وتطالبه بان يرد الماء الذي كان في البحيرة. وانضم إليهم بعض حيوانات الغابة لأن البحيرة كانت مصدر عيشهم.
دخل في حوار مع البحيرة لم تطق فراق سكانها.
قالت البحيرة: كم أنت مصلحي ايها الطفل.لقد حمدنا لك صنعك في المحافظة على الغطاء النباتي بغرسك للأشجار ولكن ان تترك النهر الجاري وتطمع في البحيرة ذات الماء النزر.
قال الطفل: سامحون جميعا فخوف على حقلي جعلني لا أفكر في شيء غير انقاده باية طريقة.
قالت له الكائنات البرمائية: لا تكن أنانيا؛فكما خفت على حقلك وفكرت فيه فكر في غيرك. ألم يلقنك معلمك في المدرسة حديثا شريفة يقول في الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) اولسنا مثل إخوانك نحب الحياة كما انت؟
قال الطفل أسامة: بلى علمت هذا ولكنني لم أتذكره عندما أقدمت على هذا الفعل.
قالت له البحيرة: كان عليك أن تجعله نصب عينيك قبل فوات الأوان. فمن يرد لي مائي حتى لا تموت هذه الكائنات؟ اما علمت قبل كل هذا الماء مصدر الحياة،ولعل استاذك شرح لكم قول الله تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي) فكيف ستبقى على قيد الحيات هذا الكائنات بعد جفافي؟

_رق قلب الطفل وأحس بالضمير يؤنبه. فأخذ يعتذر ويعتذر لكل الكائنات والحيوانات معترفا لهم بخطئه وواعدا إياهم بإعادة الماء الذي كان فيها وبكمية أكثر.
_قبلوا اعتاذاره مع شروط الزموه بها وهي:أن يحضر الماء في أقرب وقت وإلا فقدت البحيرة نقيق ضفاديعها وهاجرت باقي الكائنات إلى ضفة واد ما او يكون مصيرها الموت..او يرفعون القضية إلى ملك الغابة.
-قبل بالشروط. فلم تمض سوى بضع سويعات حتى مد القناة من نهر جار إلى أن صبت فيها حتى وامتلأت وفاض الماء على جنباتها ،وعادت الحياة للبحيرة وعادت معها كل الكائنات.
-شكرته البحيرة ومن فيها ودعوا له ببركة جنانه بأن تررعر أشجاره وتثمر.

ومضى إلى حال سبيله بعد أن سمع رضى الجميع وهو لا يزال يردد سامحوني أرجوكم.
عبد الحفيظ الهبطي/المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق