بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 4 ديسمبر 2014

العدد الثالث لسنة 2014 .... المقال .... آفة التقليد \ قصيدة الهايكو الشكلية ضد الومضة العميقة .... انور غني الموسوي




العدد الثالث لسنة 2014

المقال

آفة التقليد \ قصيدة الهايكو الشكلية ضد الومضة العميقة
 
انور غني الموسوي








ان عدم بلوغ حقيقة الجمالية اللغوية عند البعض ، ادى الى استساغة التقليد لنتاجات شكلية لا يمكن قبولها كانجاز تطوري في ضوء ما وصلته الشعرية المعاصرة ، فبعد نجاح قصيدة النثر في تحطيم عنصري الزمان و المكان و بعد نجاح النص المفتوح في اسقاط الاجناس الادبية في ادب ما بعد الحداثة و منه قصيدة الومضة المتربعة لعرش الشعرية المعاصرة بجدارة واحقية ، و بعد تجلي العبور للفنون في فكرة التجلي و فنون ما بعد العولمة ، بعد كل هذا الانجاز نجد تقليدا غير مبرر لا ينتج الا عن عدم استيعاب للجماليات و تراجع معرفي وانجازي ما كان ليحدث لولا فقدان النقد علميته ، و معياريته , لقد بات واضحا ان كثيرا من الابتعادات العملية و التنظيرية عن جوهر المعرفة الجمالية و حقائقها كان سببه فقدان النقد الفني العلمي . و مثال ذلك قصيدة الهايكو ، طبعا اذا اريد بها معناها و يكفيك شعورا بالحزن ان هذه القصيدة كانت تكتب في القرن السابع عشر فتصور الشكلانية الظاهرة في هكذا شعر ، نعم كانت هناك محاولة لكتابة قصيدة الومضة بشكل هايكو ، الا اننا كلنا نعرف ان ذلك خلاف السر العظيم في قصيدة النثر و الومضة و هو نمطية اللانمطية .
يقول نزار سرطاوي :
قصيدة الهايكو نشأت وتطورت في اليابان في النصف الثاني للقرن السابع عشر تحت مسمّى “هُوكّو” على يد الشاعر ماتسوو باشو (1644 – 1694). لكن الهوكّو لم تكن تستعمل للإشارة إلى نص شعري مستقل وحسب، بل أيضاً إلى نص شعري يستعمل كافتتاحية لقصيدة مطولة، وكذلك إلى لون آخر يجمع بين الشعر والنثر. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أطلق الشاعر ماساوكا شيكي (1867 – 1902) إسم هايكو على نصوص الهوكو المستقلة. قصيدة الهايكو، التي هي أقرب إلى قصيدة الومضة من حيث التكثيف، تتألف عادةً من ثلاثة أسطر لا تشترك في قافية، وتحتوي على صورتين أو فكرتين متجاورتين، تضاف إليهما كلمة او عبارة قصيرة تحدد لحظة الانفصال، وفي نفس الوقت تشير إلى العلاقة بينهما. والعبارة التي تقدم الصورة في قصيدة الهايكو لا تكون جملة مفيدة في أغلب الأحيان، بل كلمة أو شبه جملة. تتألف قصيدة الهايكو اليابانية من 17 وحدة صوتية. والوحدة الصوتية هي أقرب ما تكون إلى المقطع في اللغتين العربية والإنجليزية وسواهما. ففي علم العروض، الذي يهتم بأوزان الشعر العربي، هناك نوعان من المقاطع: المقطع القصير والمقطع الطويل. ويقابلهما في الانجليزية المقطع المشدد والمقطع غير المشدد (stressed syllable & unstressed syllable). وتتوزع المقاطع الصوتية في قصيدة الهايكو اليابانية هكذا 5-7-5، أي خمسة مقاطع للسطر الأول وسبعة للثاني وخمسة للثالث. وهذا ما حاول أن يفعله الكثيرون من شعراء العالم الذين أدخلوا الهايكو إلى لغاتهم.
اقول بعد هذا الوصف يكون من غير الجائز تبني انجازتجاوزته الشعرية الحديثة ليس لشيء سوى لانه اسم جديد و غير مالوف ، و لو استمر الحال هكذا فاننا سنجد انفسنا كل يوم امام تجديد مدعى هو عبارة عن اسماء غير مالوف لنتاجات انسانية قديمة ربما تكون قد انتجت في زمن ما قبل التاريخ ، و نحن نتبناها ليس لشيء الا لان اسمها غير مالوف عندنا . ان ما يناسب قصيدة الهايكو هو تناولها كترات عالمي تاريخي من ادب انقرض ليس الا لا تقليده و اعتباره تجديدا شعريا .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق