بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 14 ديسمبر 2014

العدد الرابع لسنة 2014 ... القصيدة ... دَجتِ الخطوبُ ... للشاعر : خلف دلف الحديثي






العدد الرابع لسنة 2014

القصيدة 

دَجتِ الخطوبُ

للشاعر : خلف دلف الحديثي





دَجتِ الخطوبُ فلا تبالي
واشدُدْ خيولَكَ للقتالِِ

واحْزمْ فإنّ الله ينصرُ
مَنْ سيبذلُ كلّ غالي

وأثِرْ عَجاجَ الرّامياتِ
وسُدَّ أفقكَ بالنّبالِ

دجتِ الخطوبُ وأطبقتْ
سُبلُ الوَبالِ على الوَبالِ

وتفحّمَتْ بجحيمِها
مُدنُ الجمالِ على الجمالِ

مَنْ خاسرٌ غيري أنا
وابنُ العراقِ بذي الصِّيالِ

فنذيرُ عاصفةٍ يشبُّ
على الفراتِ مع النّكالِِ

قامَتْ قيامةُ هولِها
واستُنْفِرَتْ بيضُ الصّقالِ

وَِعلا فحيحُ الشؤمِ
يُرْعدُ بين هاتيكَ المَجالي

وتكسّرَتْ بيضُ النّصالِ
لدَى الصّدامِ على النّصالِ

لنُ يُطفِئوا نورَ النّضالِ
ولنْ يموتَ هوى النّضالِ

مُذْ أطلقَتْ أرْسانَها
تسْعى إلى رَبّ الجَلالِِ

فالموتُ من أجلِ العقيدةِ
غايةٌ فوقَ المِثالِ

هي ثورةُ التاريخِ يحملُ
نَشْرَها أرجُ الأَوالي

فشمَمْتُ رائحةَ الخيانةِ
عندَ مَنقوصِ الخِلالِِ

فبِهِِمْ علَتْ أوزارُها
وسبَتْ لأولادِ السِّفالِ

لا نشْتكي لكنّما
النارُ تؤذنُ باشتعالِ

ستدوسُنا وتدوسُهم
فنؤوبُ مِنْ حالٍ لحَالِ

مَنْ في الصّراعِ سينتهي
غيْري وغيرُكَ يا مُمَالي

هي جعْجعَتْ وتطاولََتْ
هذي العَوالي بالعَوالي

هذي دماءُ الأبرياءِ
تسيلُ كالماءِ الزّلالِِ

تُومي غوائلُها إلى
قيعانِها وعلى التوالي

اللهَ يا عطشَ السّماءِ
إلى ملاحِمِنا الخوالي

اللهَ يا خيلَ الجهادِ
تصيحُ أذِّنْ يا بلالي

وارْكبْ ظهورَ مُهورِها
واجْدعْ إلى الدّاءِ العُضَال

نحنُ ابتكارُ الموْتِ ما
هجعَتْ بنا روحُ الوِصال

هيَ وحْدَها الأنبارُ صاحَتْ
بالخطوبِ ألا تَعالي

هيَ وحْدَها ترِدُ المنونَ
وتستعدُّ إلى النّزالِ

وقفَتْ تقاتلُ باليمينِ
عَنِ العروبةِ والشّمالِ

وتذودُ عن عرِضٍ يُهانُ
لخيرِ ربّاتِ الحِجالِ

قلَّ النّصيرُ فلا نصيرَ
وصارَ خالي غيرَ خالي

وتجمّعَتْ حولي سيوفُ
الأقربينَ منَ الغوالي

واسْتسعَرَتْ بفحيحِها
سودُ الصِّلالِ مع الصّلالِ

فخَلا المكانُ من المكانِ
وصارَ بيتُ الحبِّ خالي

فالأرضُ نحنُ دحاتُها
عهداً ستَعْصِفُ بالضَّلال

والعرْضُ عرْضُ الأُمّهاتِ
يظلُّ موفورَ الدَّلالِ

هي ثورةُ العشرينِِ عادَتْ
كي تُؤدِّبَ مَنْ يُغَالي

فلِهَوْلِهَا تلدُ النّساءَ
وللخطوبْ مَضتْ تُلالي

مَنْ مثلُ خنساءِ العراقِ
تشدّ عُصْبَتُها انْفعالي

مَنْ مثلُها قد هَلْهَلَتْ
لشهيدِها جمِّ الفِعالِ

أمُّ العِراقيينَ صاحَتْ
للبدارِ بلا كَلالِ

صُولي بعزْمِ اللهِ
واعْتصبي بحْبلِ الإتِّكالِ

صُولي مُوفَّقةً ودُوسي
جمْرَ عاقبةِ المآلِ

مَنْ ذا سواكَ بطولةً
ويصيحُ للجُلّى نَزَالِ؟

فلنا البطولاتُ التي
قد سُطّرَتْ بدمِ الرّجالِ

ولنا مسيلُ الدمِّ
يسْقي نزفُهُ أرضَ المُحالِ

ولنا قرابينُ النّدى
للضيْفِ في حُلكِ الليالي

ولنا الدِّلالُ وَهالُها
سيظلُّ يعبَقُ بالدّلالِ

فاقدحْ زنادَ حُتوفِها
واقْضُمْ لعُبَّادِ الرّيالِ

دَنتِ النهايةُ وابْتدا
الطّوفانُ يَغمرُ بالأَعَالِي

هيَ صوْلةٌ ونصولُها
ونعدُّ زهَوَ الكرْنفالِ

يا أيّها المتخاذلونَ
فمَنْ يُجيبُ على سُؤالي؟

فغداً إذا كتبَ الزّمانُ
وخطَّ سِفْرَ الإنخذالِ

ماذا تقولُ ألسْتَ تدْري
ما يرومُ مِنِ احْتلالي؟

صرْتمْ أدِلاءَ الدّخيلِ
وَدسْتُمُ شَرَفَ العِقالِ

أوَ ليْسَتِ الأنبارُ مَنْ
شَدّتْ لزَنْدِكَ بالطّوَالِ

قدْ أرْضَعَتكَ رَصاصَها
وسَقتكَ رشّاتِ الدَّوالي

ربَّتكَ دِرْءاً للحتوفِ
تصُدُّ غائلةَ الثِّقالِ

وَتُقيلُ عَثْرتَها إذا
عثرَتْ بساحِ الإقتتالِ

فنكرْتَ نسْبَتَها إليكَ
ودُسْتَها مثلَ النِّمالِ

فارْبأ زمانكَ لنْ يطولَ
فكلُّنا بيدِ الزّوالِ

فارجَعْ وَراكَ القهْقرى
واحْذرْ جنونَ الإبْتذالِ

فيمَ التفرُّقُ والتخاصمُ
واعْتلاءُ الإنْحِلالِ

صبراً على وجَعِ الجراحِ
المُوغراتِ منَ الهُزالِ

صبراً رجولةُ فالشّهامةُ
طبْعُ أبنائي وَآلي

صبراً لتصْريفِ الزّمانِ
وكلّ مَعقودِ المَنالِ

فلنا المَراجلُ في الوَغى
ولنا مَهيباتُ الخِصالِ

سنصُدُّها لو أوْغرَتْ
ونصدُّ حلْفَ أبي رُغالِ

ضاقتْ بنا أو أطْبقَتْ
سنظلُّ ساريةَ المَعالي

ونُعلِّمُ الأجيالَ كيفَ
تَجودُ في أغلى الغوالي

هُنا الأنبارُ منها
سوْفَ يُؤذَنُ بالزّيالِ

قدَحَتْ زنادَ رُجومِها
وَعَلتْ على قِممِ الجبالِِ

يا سيِّدي أنتَ العراقُ
إذا دَجتْ لالا تُبالي

***
22/1/2014










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق