بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

العدد الثالث لسنة 2014 ... قرآءة بقصيدة ... قراءة في قصيدة أحفاد الأعور الدجال للشاعر العراقي ناظم ناصر ... بين الرمزية والمنظور الشاعري .... علاء الحامد / العراق





العدد الثالث لسنة 2014

قراءة بقصيدة

قراءة في قصيدة أحفاد الأعور الدجال للشاعر العراقي ناظم ناصر ...
 
بين الرمزية والمنظور الشاعري ....
 
علاء الحامد / العراق








يقف الشاعر العراقي ناظم ناصر ، برصد اللفظة الشاعرية ، كي يرسمها الينا على مدرجات قصيدته والتي أسماها ( أحفاد الأعور الدجال ) ...
حكاية الأعور الدجال ليست خرافه
فأحفاده اليوم يتحدثون بالثقافة
فهذا كاتب و هذا شاعر
غايتهم يستلغون النساء بالظرافة
فلا يغرك هندامهم و كلامهم باللطافة
فهم مشتقون من السخافة

وليس بالصدفة أن يبحر الشاعر ، منشغلا ببصيرته ، كي يعطي البعد الأوحد في القصيدة ، فالشاعر لم يتقافز ، كما هناك بين المدرجات الشعرية ، فقد اعطى للموضوع أبعاده من خلل اللفظة الشعرية التي اعتمدها ، وهو بين الذاكرة والفلاشباك ، حدد الزممكانية ، في تشخيص بعض الحالات التي تهم المجتمع ... اليوم وغدا وأمس ، وعبر السنوات التي عاشها غيره من الشعراء ، غّذوا من مثل هذه الحالات ، متخذين من الشعر العامل التغييري الّذي يقف بوجه منتفضيه ...
الوعي الجمالي الذي اعتمده الشاعر يوحي اليك بأنه يتكئ على الحداثة الشعرية والتي تزركشت في الجمال ومنطوقها الشعري ... هم مشتقون من السخافة ..
نعم هي حالات سخيفة جدا ، وما للشاعر ليس لغيره ، بينما تقف القمصان النظيفة والبدلات الزاهية ، عبر الصور التي نشاهدها مع قصيدة ركيكة لاتساوى ثمن الكتابة والحبر الجاف ، وأن يكون لمشهدها الشعري ذات دلالة آنية ، بل الخروج منها على بساط الريح الممزق ...
أن الواقع الّذي راح يتنامى فيه ، بين هذا وذاك .. جعل من الشاعر أن يتحرّك ، فالبئر فارغة من الماء .. ورأس الفجل الأحمر ، داخله أبيض ، لاتغرّك لمعان احمراره ، ومن هنا وقف الشاعر يكلّمنا ، وهو يصرخ بنا بين الآذان والحنجرة ...
2
طارئ على الحياة
على الشعر و الأدب
قلبه الخديعة
يثبت نفسه بخيوط العنكبوت
ليغتال بالوهم الحقيقة
صوره أكثر من أدبه
الشاعر ليس حبيس المحاكاة كما يعتبره الغير .. فقد نظّف كفّه كثيرا في سلسبيل الشعر كي يوحّد مبتغاه في فنّ النظم ... أنّ الحراك الشعري لدى الشاعر جعله أن يبوح بما يدور بينه وبين هذه المحاكاة التي تجلجلت وحلّت محلّها في البوح والاستمرارية ، ، ولولا ذلك ، ماتيسّر له أن ينتج رموزا ذات إيحاء مكثف ، رموزا تتكئ على بعض صفات الأشياء أو المواضيع ، مثلما تتكئ على الطبيعة النفسية والروحية للمبدع . وفي هذا نال رصيده الحداثي ، وهو لم يلتفّ على الأشياء بإحتيال تام ، بقدر ما كان سعيه نحو النهوض بالآخر ... ومن هنا أصبح لديه الحقّ بتشكيل الحدث والمثول أمامه بطاقته الجديدة ...ليخرج لنا وعلاقته بالموضوع الّذي اعتمده في سيرة حياة القصيدة ...
أحفاد الأعور الدجّال ، وقفت تناشدنا بين البطولة المخصّبة والمخلّص الأوحد من هذا الإحتلال اليومي .. فالإستلاب المنظّم كان شكلا من أشكال الخصب لدى الغير ، وولادته عفنة في أرض لها تأريخها ....
إنتفاظة شاعرية تستوجب الوقوف عندها وما يجود به الشاعر العراقي ناظم ناصر ...
قصيدة أحفاد الأعور الدجّال كاملة للشاعر العراقي ناظم ناصر :
أحفاد الأعور الدجال
1
حكاية الأعور الدجال ليست خرافه
فأحفاده اليوم يتحدثون بالثقافة
فهذا كاتب و هذا شاعر
غايتهم يستلغون النساء بالظرافة
فلا يغرك هندامهم و كلامهم باللطافة
فهم مشتقون من السخافة
2
طارئ على الحياة
على الشعر و الأدب
قلبه الخديعة
يثبت نفسه بخيوط العنكبوت
ليغتال بالوهم الحقيقة
صوره أكثر من أدبه
3
يحاولون ان يضعونا
بعلب النظريات
ونحن نهر الحياة
4
يتدلى من خيط العتمة
الذي في داخله
لا يستطيع أن يكتب إنشاء مدرسيا
يرى الجبل بالمقلوب
لذا هو في قمة الحضيض
5
على مسرح الحياة
يحاول أن يثبت
إن مسيلمة الكذاب قديس العصر
وان سجاح سفيرة النوايا الحسنة
وان هولاكو بريء ويستحق التعويض
6
يتكلم عن الحداثة
وما بعد الحداثة
وهو ما قبل التخلف بقليل
7
عندما كنا صغارا
كان يبتسم لنا القمر
ويخبرنا أن ابن آوى سيسرق
أحلامنا
فخبئناها في قلوبنا
وعندما كبرنا
ترك ابن أوى الأحلام
وسرق البلاد





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق