العدد الرابع لسنة 2014
القصة القصيرة
قيل .. و .. قال :
بقلم : محمد فتحي المقداد
أمي على مدار أيامٍ من ولادتي وهي
تُوَلْوِلُ على حالة صمتي المُتَرافِقة مع ولادتي و كَوْنِي كنتُ مُصِرّاُ
على مَوْقِفي، فقد أصبحتُ حديث
القرية كلها نسائها ورجالها و
تَنَدُّراتِهِمْ، وفي بعض جوانبها تصل حدَّ الوقاحةِ، و مصدر قلق جديد لهم،
وموضوع الساعة الذي أشغلهم
بتشغيل أدمغتهم بالتحليل و التركيب و
الاستنتاج، وكأنني أول مولود في تاريخهم.. أو أن النساء لم تلدْ من قَبْلِي
.. إلى هنا يبدو أن الأمر
طبيعي، لكنه حرّك أقلام مخبري قريتنا الأشاوس.. و
سَرَتْ الحرارةُ فيها، ولمسابقة الحدث
فقد فسّروا صمتي على أنه احتجاج ضد
الدولة.. إلى أن بدأت الدراسات الأمنية
التحّري واستجواب الناس.. ولما سمعتُ جارتَنا تهمسُ لأمي.. أيقنتُ أنّ
للحيطانِ أذان .. ومن
يومها ..!!.. ضربتْ أمي على رأسها وقالت ": يا ويلي
يعني .. وغمغمتْ بكلام لم أفهم أكثره !! ". هزّت الجارةُ رأسها إلى تحتْ -
أي
توافق على كلام أمي - .. فجأةً انْفَجَرْتُ بضحكةٍ مدوّيةٍ قطعتْ مسارَ
الخوفِ المسيطرِ على جوِّ الغرفة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق