العدد التاسع
لسنة 2015
المقال
على ذمّة التاريخ
بقلم : نبيل محارب السكري
كنت فى الصف السادس
الإبتدائي عندما أعلنت الجرائد المصرية عن وفاة الزعيم الراحل (جمال عبد الناصر) يوم
28/9/1970 . تأثرت غزة كثيراً لفقدان الزعيم الراحل ، الذى كان له صولاته وجولاته على
الصعيد المحلي والدولي ، وبكل ما حملت من معاني وأفكار ،وللنقاد لهم أن يتصوروا كما
شاءوا . منذ ثورة 1952 ، حرب السويس 56 ، نكسة 67 . وحرب الاستنزاف بعد ذلك حتى وفاته
. كان الرجل مثالاً لطيبة المصري ووطنيته المتدفقة ، ونقاوة اليد ، بعيداً عن الترف
والبذخ . كانت غزة بالنسبة له أرض وإنسان ، أولاها مزيداً من الاهتمام ، علم أبنائها
،أغدق عليها خيرات مصر . كانت سمعة مصر الوطنية تناطح عنان السماء ولها الفخر فى ذلك.
أحب الغزيون عبد الناصر وأهل مصر لما فيهم من طيبة القلب . حتى القطار أتى اسبوعيا
محملا بالبضائع ولوازم القطاع . لم يفكرا أحداً بإيذاء مصر أو النيل منها . ولم يفكر
بحفر قناة مائية بين الرفحين ، ولا حجز الفلسطينين لساعات طويلة فى المطار ثم ترحيلهم
عبر معبر رفح ، أو إعتقالهم بأى جريرة ، أو منع وصول المواد الطبية والإغاثية أيام
المحن والازمات التى مر بها القطاع . لم أنس والدتى وهى تمسح الغبار عن صورة الزعيم
الراحل ، بل تزينت كل بيوت الغزيين بصور الزعيم الراحل والدكاكين والمحلات . كان وفياًللقضية
الفلسطينية بقامته وهامته وحديثه . كان فراقه لوعة أصابت القلب بغصة ، ابكت العين دمعة
حزينة . لذا خرجت جموع المواطنين حزينة يوم وفاته بجنازات رمزية وتوابيت ملأت الشوارع
والحارات حدادا على روح الفقيد الذى أسبغ نعمه على القطاع ... فكيف ننسى ذلك ؟ إنما
نستذكر ذلك ليتفكر أولوا الألباب وبمقارنه بسيطة تتضح الأمور ونميزالفرق الشاسع . رحمك
الله يا أبا خالد وأسكنك فسيح جناتك ..وتمسون على خير الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق