العدد الثالث لسنة 2018
( الليل المفقود )
حيدر محمد خرنوب / العراق
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كَأنَّ اليَّومَ بِلا مساءٍ
بِلا مَدِينَةِ وَهمٍ
بِلا أَفكَارٍ
تَأخُذُنَا الى الهَاويَةِ
ابتَدِعُ مَرفَأً لِي كَيفَ ذلك ؟
أَنَا للنُّجُومِ رَفِيقُ دَربٍ مُعَتَّق
مُذ اختَفَى عن اليَاسَمِين عِطرُهُ
مُذ لَعَنَت الآلهة انكِيدُو
فَيَا سَمَاءُ كَفكِفي رِداءَكِ
لِنُبصِرَ الوَهمَ الجميل
هذا السرابُ لِي
و مَا غَابَ عن الأبصَارِ لَستُ بحَاجَتِه
مَشَيتُ ثَلَاثِينَ و نَيفٍ فَوقَ القَمَرِ
لَمْ يَبقَ إلَّا رُؤيَاي
أتَسَكَّعُ مَعَها خَلفَ الجُّنُون
و نِصفُ قَدَحِ الأحلَامِ
يُرَاقُ افتِرَاءً وطغيَانا
قُلْ قَولَك و لا تَخشَى المَطَر
و اختَبِئ بَعدَها لَو شِئت
بَينَ صُخُورِ الذِّكرَيَاتِ الوَقِحَة
أو بَينَ أفخَاذِ فَنَاجِين القَهوَة
يَمُرَّ السِّربُ و الأيَّام كَبَعضِها
و الخَوفُ أشهَى ما نَأكُل
مَتَى يُحَلِّقُ الليلُ العَاطِفيّ
يَنشرُ مَوجَاتَهُ الدَافِئة
لِمَا فَسَدَ مِن القُلُوب
صَبرَاً أيُّها المَنفِيّ
لَنْ تَنَالَ الأفق البعيد
مَا دُمتَ حَيَّا
فَمُتْ كما مَاتَ الحَنِين
و مُتْ كأورَاقِ الخَرِيف
يا أيُّها الليلُ
أمَّا أَنَا فالعَيشُ لِي
هَاتِفاً مُنَادِيا
أَنَا مَنْ ظِلّهُ الفَرَاشَات
و لَيسَ تَثملُنِي الرِّوَاية
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق