بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 26 مايو 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد الثالث لسنة 2019 أدباء منسيون من بلادي الجزء الثالث الحلقة الخامسة الشاعر عبد الكريم العلاّف .. تقديم / علاء الأديب

مجلة المرفأ الأخير 

العدد الثالث لسنة 2019

أدباء منسيون من بلادي
 
الجزء الثالث
 
الحلقة الخامسة
 
الشاعر عبد الكريم العلاّف

 تقديم / علاء الأديب





التقديم /
.............
كثيرة هي الأغاني التي تثير فضول الباحثين عن كاتبها لروعتها ولخلودها في أذهان الناس ولكثرة المطربين المشهورين الذين قاموا بأدائها .علاوة على احياء العديد منها من قبل المطربين الشباب لديمومة تأثيرها على الذوق العام في العراق وفي الدول العربية الأخرى .
ومن هذه الأغاني أغنية كلبك صخر جلمود ..ويانبعة الريحان ..ويايمه ثاري هواي...وما أكدر أكول ..
وسليمة ياسليمة ...ومنك يا الأسمر ...هذا مو انصاف منك ..ويلي شمصيبة ...خدري الجاي خدري.
وغيرهن من أكثر من ثلاثمائة أغنية عراقية شهيرة .جميها كان يعلن عنها على انها من الكلام القديم حتى شاءت الأقدار أن يعلن عن مؤلفها الحقيقي فكان الشاعر المرحوم عبد الكريم العلاف الذي اثرى بجميع تلك الأغاني الساحة الفنية العراقية بأجمل الكلام الذي أيدته الألحان الرائعة وسندته الأصوات البديعة لعدد كبير من أكبر مطربي العراق ك .. محمد القبانجي وومنيرة الهوزوز وزكية جورج وعفيفة أسكندر و سليمة مراد وغيرهم من الكثير من نجوم الطرب العراقي.
هذا وغيره دفعني أن أجمع أهم ماكتب عن هذا الشاعر الكبير علّني أوفق بإعادة شيء من الذاكرة لتك الشخصية التي تركت آثارها شاخصة في سماء بلد امتلأت بالنجوم فكانت لكل نجمة من تلك النجوم لونها وشكلها المتمييز .
رحم الله الشاعر الكبير عبد الكريم العلاف وأحسن مثواه.
علاء الأديب.




الولادة :
...........
عبد الكريم مصطفى العلاف شاعر وكاتب معروف نظم الشعر بالفصحى والعامية وله اهتمام بالتراث الشعبي الغنائي، ولد في بغداد - منطقة الفضل عام 1894 ونشأ في احضان عشيرة العزة بمحلة الفضل بعد أن تعلم القراءة والكتابة درس على يد العلامة الشيخ عبد الوهاب النائب في جامع الفضل ولازمه ملازمة الظل حتى وفاته . وعندما اندلعت نيران الثورة العراقية الكبرى كان في مقدمة شعرائها ، فقد ألقى القصائد الحماسية في جامع الحيدر خانة مما أدت الى سجنه.



حي الفضل / لمحة تأريخية
.................................
يعتبر من احياء بغداد القديمة، ويقع في جانب (الرصافة) الذي انشأه أبو جعفر المنصور في الجانب الشرقي من دجلة، وأوكل أمره إلى ابنه المهدي، وشيد فيه جامع الرصافة وهو من أكبر مساجد بغداد في عهد الدولة العباسية، بعد جامع المنصور في الجانب الغربي. وقد زال جامع المنصور تماما حتى لا يعرف أحد موقعه الصحيح. اما جامع الرصافة، فانه قد نال حظه الكامل من التدمير، ولكن بقيت منه بقايا هي اليوم (جامع الفضل) الذي لا يزال يحتل موقعه في وسط الرصافة، ويؤدي دوره ليس بيتا للعبادة فحسب، بل ومدرسة دينية للتعليم، وداراً للندوة لأهل الحي. وقد شيدت حول صحنهِ غرف كثيرة لايواء طلبة العلوم الدينية، ويحتل ركناً من أركانه مرقد الامام محمد الفضل، ويقال أيضاً أنه ضريح الأمير (الفضل بن عبد الملك الهاشمي العباسي) الذي كان من أكابر أعيان بني العباس، والذي كان يشغل منصب أمير الحج في موسم الحج، وقد حج بالناس، نيابة عن الخليفة بصفته اميراً للحج، ثم توفي في بغداد سنة 307هـ/919م ودفن في هذا الجامع الذي كان يشغل منصب الإمامة فيه .
وقد كان هذا الجامع موضع العناية دوماً حتي أجريت إليهِ قناة من ماء نهر دجلة (ويبعد عنه النهر مسافة كيلو مترين)، وتنتهي القناة في بركة تجاوره مسقوفة بقبة قائمة إلى عهد قريب ثم هدمت



أحمد رامي العراق :
......................
نظم مئات الاغاني الشعبية التي قدمت بأصوات أشهر المغنين والمغنيات في العراق حتى قارنه البعض بالشاعر الكبير احمد رامي ..
• يعتبر أحد الرواد الباحثين وكتاب الاغنية والقصيدة في مدرسة الأدب والتراث الشعبي العراقي الاصيل، قدم للفن والتراث والغناء البغدادي ارثا خالدا من تاريخ وتراث واغان ما زالت لها حضورها المتميز في الاغنية البغدادية .



العلاف وأكثر من ثلاثمائة أغنية :
.........................................
ألف عبد الكريم العلاف أكثر من ثلاثمائة أغنية تقريباً ..رددها المطربون والمطربات في زمانه ..وبعد وفاته أيضاً ،أغلبها لم تأتي الأشارة الي أسم المؤلف..ونقرأ ( الكلمات واللحن قديم ) .المهم من كلمات أغانيه والتي رددها ..محمد القبانجي وومنيرة الهوزوز وزكية جورج وعفيفة أسكندر و سليمة مراد وغيرهم.



العلاف وسليمة مراد :
............................
ألف للمطربة سليمة مراد خلال أعوام 1930 ولغاية 1960 حوالي ( 60) أغنية ، وهي من أكثر المطربات التي غنت بصوتها الصداح أجمل الأغاني والتي مازالت باقية في الذاكرة العراقية ، من أشهرها ( گلبك صخر جلمود / ياويلي رگد حيلي / ويلي أشمصيبة .. أعله الدرب يهواي يربن أعيوني/ هو البلاني ..راح وخلاني.. ومذهبها ..كل ساعة أكَول اهواي هسه يجيني .. من نغمة البيات وغنتها في غضون السبعينيات المطربة أنوار عبد الوهاب / ما أكَدر أكَولن آه / ذوب وتفطر..يا اسليمه / يانبعة الريحان / يايمه ثاري هواي هوايه / منك يالأسمر / هيانه ..هيانه / يحبابي / ياروحي / أسكت / بيه الأمر صار / هذا موأنصاف منك / حكم العشگك / ياساعة / داء الهوى / الصورك ونشاك / حفلة عرس / يالمنحدر وياك أخذني) وأغنية ..خدري الچاي وغنتها المطربة سليمة مراد .



العلاف والصحافة :
..........................
لم يقف الرجل المعطاء والاصيل عند حدود القصيدة والشعر الغنائي بل كان له باع طويل في الكتابة الصحفية فاصدر مجلة اسماها (فنون) التي كانت تصدر اسبوعيا وصدر لها 26 عدداً وبالضبط صدر عددها الأول في 18-شباط-1934 مجلة ثقافية فنية خاصة بأخبار الفنانين والسينما والافراح والغناء البغدادي واستمر بصدورها عاما كاملاً.



العلاف مؤلفا :
....................
انصرف في اواخر حياته إلى التاليف فاصدر بعض الكتب في الأدب والتراث والاغاني منها
الطرب عند العرب (بغداد . ط 1 ـ 1945 ط 2 ـ 1963
بغداد القديمة عام 1960
قيان بغداد في العصر العباسي والعثماني والاخير عام 1969
ايام بغداد عام 1960
الموال البغدادي عام 1964
الاغاني والمغنيات عام 1933
موجز الاغاني العراقية عام 1930
وله مقالات كلها شعبية في مجلات وجرائد مختلفة ومن اثاره مجاميع من الأدب الشعبي صدرت باسم (الموال البغدادي) و(موجز الاغاني العراقية) ومجموعة الاغاني والمغنيات .



مخطوطات العلاف :
............................
قطف الثمار في الأخبار والاشعار
المواهب في ذكرى عبد الوهاب النائب
نيل المرام في قاموس الانغام
مذكراتي الصحفية .



العلاف مؤرخا
....................
أرّخ العديد من الحوادث التي وقعت ببغداد ... فقد أخذ يكتب :
ســعيد اللي كظه عمره بلا داي
أو عايش دون خلك الله بلا داي
الغريب أصبح يزاحمني بلا داي
الأهل أهلي أو بلادي شح عليه
هذا ما كتبه (العلاف) وغناه صديقه مطرب العراق الأول محمد القابنجي بنغم اللامي .
• بالأضافة الى كتاباته ومؤلفاته ..فقد أرخ أيضاً للأحداث في زمانه ،من خلال الأبوذيات وأشعاره الشعبية ( الزهيري) والتي كانت تلهب عواطفه الوطنية ضد المحتل والمستعمر البريطاني في أعادة أحتلاله للعراق في فترة حركة مايس 1941 ، وفي التظاهرات الشعبية عقب معاهدة بورتسموث في كانون الثاني عام 1948 وكتب الأبيات (7) الآتيه من الشعر الزهيري
بغداد ماتنسِكن والكَرم منههَ شال
من شاف بيهه النَذل يبرم ولابس شال
والمَرِد لابس خلك وثوبه بيده شال
يادهر بسك مع الأمجاد تمشي عكس
تضرب كل ضربتك تجي عالعكس
أتراعي البخيل الذي يگلون عنه عكسِ
هاي المروّة تسود اليوم بينَه أو شال .



العلاف شاعر الفصحى يرثي الإمام الحسين :
.......................................................
أي رزء بكت عليه السماء
ومصاب قد دام فيه العزاء
ذاك رزء وذاك خطب عظيم
فقدت ابنها به الزهراء
فقدته بكربلا وهي اليوم
عليه حزينة ثكلاء
فقدته بالطف يوم أتته
آل حرب وهم له أعداء
جمعوا رأيهم الى الحرب لما
لعبت في عقولهم صهباء
قابلوه بأوجه وقلوب
شأنها الغدر ملؤها البغضاء
والتقتهم من آل هاشم شوس
حين غصت بخيلها الهيجاء
فتية في الوغى بهم كل ليث
طلق الوجه واضح وضاء
ملؤا واسع الفضا بزئير
منه دكت لهولها الارجاء
بذلوا النفس والنفيس بعزم
فلتلك النفوس نفسي الفداء
وقضوا واجب الدفاع الى أن
نفذ الحكم فيهم والقضاء
ظهروا أنجما وغابوا بدورا
بينهم طلعة الحسين ذكاء
ظل ملقى له التراب فراش
وطريحا له القتام غطاء
يرمق الطرف ما له من معين
غير أطفاله وهم ضعفاء
وعلي السجاد أضحى عليلا
ومريضا أعياه ذاك الداء
ان شر الافعال فعل طغاة
ببني المصطفى البشير أساءوا
ما رعوا ذمة بكشف نقاب
من نساء قد ضمهن الخباء
نسوة للشام سيقت سبايا
ومن العار أن تساق النساء
صرخت زينب بصوت وقالت
ويلكم هكذا يكون الجزاء
فلماذا منعتم الماء عنا
وأبونا لديه ثم الماء
لهف قلبي على أسود عرين
ورجال أعضاؤهم أشلاء
لهف قلبي على بنات خدور
زانهن العفاف ثم الحياء
لهف قلبي على خيام تداعت
حول استارها اريقت دماء
لهف قلببي على بدور أضاءت
ثم غابت فطاب فيها الرثاء
بعد رزء الحسين بالله قل لي
أي رزء بكت عليه السماء.



آل النائب ودورهم في حياة العلاف :
...........................................
أعانه آل النائب على تحمل اعباء الحياة ومواصلة الدراسة. وعندما اندلعت نيران الثورة العراقية الكبرى كان في مقدمة شعرائها ، فقد ألقى القصائد الحماسية في جامع الحيدر خانة مما أدت الى سجنه ، وعين بعد تشكيل الحكومة العراقية كاتبا لمالية الكاظمية ثم تركها وآثر الاشتغال في المهن الحرة حتى أصيب بالشلل فاضطر الى مواصلة الحياة بكتابة العرائض. وبعدها بفترة عينه الاستاذ أحمد حامد الصراف في احدى وظائف الاذاعة ، ولم يمض طويل وقت حتى عاد الى كتابة العرائض ثانية حتى وافاه الاجل .



 العلاف يحكي عن تجربته الشعرية :
.............................................
كنت مولعا بالشعر الفصيح وبدأت أنظمه قبل اربعين عاما ، ولكني رغبت بأن أنظم الشعر الشعبي لروعته وأسلوبه منذ ثلاثين عاما ، قال : ونظمت أغنية
يا نبعة الريحان
حني على الولهان
وكنت طريح الفراش في المستشفى عام ١٩٣٦ بعد أن دهستني احدى السيارات. ونظمت اغنية : خدري الجاي خدري للمطربة الهوزوز بمناسبة اخرى كما نظمت أغنية : كلبك صخر جلمود ما حن عليه
غنتها كوكب الشرق أم كلثوم عام ١٩٣٢ عندما زارت بغداد وقد أعجبت بها على ملأ من الناس في الحفلات التي أقيمت آنذاك تكريما لها.



العلاف يتحدث عن سقوط بغداد على يد الأنجليز :
........................................................
فوجئنا بخبر السقوط على أيدي الجيوش الانكليزية فوقع وقوع الصاعقة علينا وبعد ساعات ظهرت طيارات في سماء سامراء ورمت القنابل على المنطقة ومن فزعنا لذنا في ضريحي الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما‌السلام ، وذهبت انا ولذت بمقام الامام المهدي عليه‌السلام ووقفت وقلت والدموع تذرف من عيني :
فقم لها يا امام المسلمين فقد
آن الاوان وخذ في كفك العلما
واصرخ على الشرك واعلن بالجهاد وقل
وا أحمداه ترى الغبرا تفيض دما .
وبعد احتلال بغداد اخذت الجيوش العثمانية تنسحب من مدينة سامراء ووجهتها مدينة الموصل غير ملتفة الى جنودها ابناء العرب فصارت لاتعبأ بهم وصاروا يفرّون من ساحة القتال ومن مدينة سامراء، أما أنا فلم يطب لي الالتحاق بهم وفضّلت العودة الى بغداد ودخلتها يوم 16 أذار سنة 1917م ولما شاهدت وضع الاحتلال فيها قلت: ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً. انتهى حديث المؤرخ والأديب الكبير عبد الكريم العلاف! وبودنا أن نقول هنا، إن بغداد ستبقى برغم مامرت به من فترات الاحتلالات المظلمة الصعبة، عامرة وعصية على الاعداء وشامخة بتاريخها المجيد وشعبها الصابر الأصيل، خرجت بغداد الحبيبة من كل محن الاحتلالات الغاشمة التي أرادت النيل منها، كما يخرج الطائر العنقاء من الرماد... وسيبقى العراقيون والعرب يتغنون باسمها وبتاريخها وبرجالها الوطنيين الأبطال كما تتغنّى السيدة كوكب الشرق أم كلثوم بأغنيتها الشهيرة (بغداد يا قلعة الأسود يا كعبة المجد والخلود




وفاة والدة العلاف:
...........................
نشرت صحيفة الزمان في عدد يوم الثلاثاء 6/ أيار/ 1945 نبأ وفاة المرحومة أم عبد الكريم العلاف، فراح يتلقى المراثي من اصدقائه الشعراء، حيث كان لوفاتها أثر حزين في نفسه، فظل يذكرها الى آخر أيامه رحمها الله. بعد سنة من وفاة والدته تزوج من سيدة فاضلة من أهالي (طويريج) اشتهرت بـ (العلوية) وقد عاشت معه حيث سكن في محلة (عزات طوالات) وفي محلة (العزة) من وراء دار الشيخ عبد الكريم القادر يحيي الدين الشيخ قمر، وبعد وفاته عادت الى أهلها. وقد هنأه بهذا الزواج صديقه الشاعر عبد الرحمن البناء كما نصّت ذلك جريدة الزمان في عدد يوم ٥ ٢ / أيار 1946، ولكن الشاعر حُرم من ذرية البنين والبنات، وسرى الشلل الى إحدى يديه فراح يكتب بالأخرى وكان يأمل في أن تقوم احدى دور النشر بطبع مخطوطاته وهي كثيرة اهدى بعضها الى قريبه الوجيه المعروف المرحوم (عبد الجبار مهدي صالح العزاوي) وقد رأيتها في مكتبته.




العلاف والملا منفي
........................
عبد الكريم العلاف شاعر بغدادي معروف كانت له علاقة بمغنيات بغداد منذ أواخر العشرينات من القرن الماضي.. وكان ينظم لهن الأغاني وما كان يسمّى بـ"البستات"التي يلحنها بعض من عازفي الأجواق الموسيقية.. يقول الأستاذ فاضل مهدي في مقالة نشرها في جريدة الاتحاد (البغدادية)، وفي العدد الصادر في (18 كانون الأول 1988) إن شاعرية العلاف لم تكن من النسق العالي المتين. وصادف أن نافسه شاعر من أهل الكفل جاء بغداد وأسمه (الملا منفي الشيخ عبد العباس) وكان شاعراً جنوبياً فذاً.. وكثيراً ما أتهم العلاف بأنه يسرق أفكاره حتى أنه ألف كراساً بعنوان :"الفراتيات"ضمنه بعض ما أخذه العلاف من شعره ونسبه لنفسه ونشر قصيدة في الكراس يهجو بها العلاف، فما كان من العلاف، إلاً أن أقام دعوى قذف ضد الشاعر الملا منفي لعلّه ينسحب من ميدان المنافسة... حكايات من الزمن الماضي ما أعذبها



مع الرصافي وحبزبوز
.............................
بينما كان الصحافي والناقد الساخر نوري ثابت (حبزبوز) صاحب الجريدة اللاذعة الموسومة بـ (حبزبوز)
يسير برفقة صديقه الحميم الشاعر المعروف والمغمور بنفس الوقت عبد الكريم العلاف في زقاق محلة (الحيدر خانة) وكما هو معروف عن غالبية تلك المحلات بأزقتها الحلزونية ودرابينها الضيقة، فإذا بهما يصادفان أمامهما مجموعة من (الحمير) تسير بعكس اتجاه سيرهما ولما كان الشاعر العلاف يسير ببطء بعكازه متقدماً صديقه نوري ثابت فقد تجاوز بسلام الاصطدام والاحتكاك بتلك الحمير بينما أصابت (حبزبوز) بـ(دعجة) قوية عندها لم يستطع الأخير السكوت على هذه (الدعجة) من دون إن يشملها بإحدى تعليقاته اللاذعة لذلك قال لصديقه العلاف وكان في تلك الحقبة يعمل (أي العلاف) ببيع التبن والعلف في محلة خام لاوند:
(مولانة.... هسه أفتهمنه الزمايل تعرفك أتبيع أشعير وتبن أو مدعجتك هسه مواني صديقك أو جان ألخاطرك ما دعجني) وخلال حديثهما هذا كانا قد وصلا مقهى (حسن عجمي) حيث كان يجلس فيها الشاعر الكبير معروف الرصافي، فما إن سمع ما حدث لهما مع تلك (الحمير) حتى قال موجهاً كلامه إلى (حبزبوز) :
(شوف أبو ثابت أنت لازم تفتح (دورة لتدريس الحمير) طريقة السير بالشارع ابنزاكة حتى تتخلص من الدعجات).
فضحك الجميع لهذا التعليق.



وفاة العلاف ..
....................
توفي العلاف في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني عام الف وتسعمئة وتسعة وستين.

رحم الله أديب العراق عبد الكريم العلاف وأحسن مثواه
وإلى لقاء متجدد مع أديب منسي آخر من بلادي
والسلام عليكم
علاء الأديب
تونس / نابل



المصادر
.........
÷ ويكبيديا الموسوعة الحرة
÷ كاظم السيد علي
÷ صحيفة أيام زمان
÷ المذكرات الصحفية للعلاف
÷ مؤسسة السبطين العالمية
÷ سماعي نت
÷ صحيفة المدى
÷ مدونة ابراهيم العلاف
÷ صحيفة الكاردينيا
÷ ملاحق صحيفة المدى
.........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق