بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 26 مايو 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد الثلث لسنة 2019 رتابة فوضويّة علاء الدين الحمداني



 مجلة المرفأ الأخير

العدد الثلث لسنة 2019

رتابة فوضويّة 

علاء الدين الحمداني





قليلٌ من الرتابةِ الفوضويه .. وأشياءٌ أخرى .. بابٌ لا مزلاجَ له ..رفٌ ينوءُ بدونِ أَحّمال . مصباحٌ كان آخرَ ضوءٍ لهُ ..منذ ولادةِ أولِ أنزلاقي على باحةِ الدارِ .هذا ما قالتهُ لي جدتي لأمي .. هنا وهناك ..تحتَ وسادتي يرقدُ وبأوراقهِ الصفراء الشاحبةِ .فرانز كافكا .. يوقظني أحياناً ..تعمدتُ ذلك .. وسادتي غيرُ محشوةٍ .. غداً سأرفعُها قليلا .. دسمٌ جداً تولستوي .. يفي بالغرض ..
متدليٌ ذلك البالي على الجدارِ تهالكهُ بردُ الشتاءِ بلونهِ الاسودِ اللامع ..قد أَبّلَّتهُ المكواةُ ... أرتديهِ مُكْرَهاً .. تُقلقني جداً رتابةُ القطراتِ المتساقطةِ من ذلك الصنبورِ النحاسي العتيد .. منذُ سنواتٍ قررتُ أن أستبدلَهُ .. أو ربما أحشو أُذُناي ..
تركتُ له بعضاً من بقايا العشاء .. يجيدُ دفعَ البابِ ذو الراسِ الكبير .. هرّي المشاكسُ .
كَمْ هوَ ماجنٌ . أسّتَلبَ طُهر أَقِطَة الشوارعِ دونَ حياءٍ .
الفجرُ يمدُّ شعاعَهُ من كوةِ الجدارِ يلامسُ روحي في إنتشاء . مزعج هريرهُ الماجنِ يتوسدُ فردةً من حذائي القديم .. يَحلمُ بقطعةِ لَحمٍ ..أو رُبَما بِفأرٍ نافقٍ ..
الصباحُ آتٍ .. أصيخُ السمّعَ لِوقع خطواتِها .. كما تَعودْتها ترمُقني شَزراً .. البابُ مواربٌ وهيَ تَنوءُ بِخطواتها المُكتَنِزةِ ..بَعدَ لَيلةٍ ماجنةٍ طويلةٍ
كَعادَتها تَمضي بأزدِراءٍ وهي مُثقلةٍ بِذلكَ الحملِ المُكتَنزِ .
آخر الليلِ شجونٌ وَلمْ يَزلْ يَباتُ في صدري جُرّأةُ الحالمِ اليقظ .
سَنوات ..لَمْ تَنتَفِضْ نَوازعي
..كَمْ أنتَ شُجاعٌ هرِّي الأشهبُ العجوزُ ليتَني أَنتَ .. لَمَلأت الأزقةَ بالمواءِ .. وتَرَصّدتُ للمارِقاتِ في مساءاتٍ حمراء
آخرَ الليلِ تُرهات ... هلوسات رجل في طريقهِ للنفوقِ
سأرتبُّ أشيائي المبعثرةَ ..
سأشتري بِنطالاً جديداً ..سأنامُ مبكراً .. وأطردُ ذلكَ الأشهبَ العجوز ..
هذا ما حَلمتُ به .. وأنا أَعّي ذلكَ مُتَيَقظاً رَغْمَ تَصلّفي.
جَدَتي وكافكا ..لَهُما نفسُ الإبتسامةِ .. لا زلتُ أشمُّ حَنو جَدَتي .. و وِشاحَها العاطرِ بالمسكِ .. وأفكاري المَحشوَةِ بالرتابةِ والهراءِ .. غداً سأقتني لُعبة .. وعلى الأَغلبِ
قطة بفروٍ وثيرٍ دون مواء
........
علاء الدين الحمداني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق