مجلة المرفأ الأخير
العدد الثالث لسنة 2019
إشكالية مفهوم (وهمّ بها لولا ان رآى برهان ربه).
علاء الأديب
يفهم الكثيرون من هذه الاية بأن يوسف الصديق قد همّ بزوجة العزيز كما همّت به.ولكن الحقيقة هي ان فعل الهم لم يقع من قبله فأصل الأية عند ازالة التقديم والتأخير لغاية الاهية هو
لولا ان رآى برهان ربه همّ بها.
ففعل الهم ماكان ليكون قبل برهان ربه وهو نبي الله.
هذا من جانب ..ومن جانب اخر فإن لولا حرف امتناع لوجود.
وهنا الوجود لبرهان ربه والامتناع فعل الهم.
فلو ان الاية كانت وهمّت به وهمّ بها ...من غير لولا التي أوجبت الوجود بعدها لما كان فعل الهم عند يوسف امتناعا.
ولقد ذهب الى ذلك التفسير شيخ الدعاة الشعراوي رحمه الله مؤكدا بذلك امرين مهمين أولهما بأن التفسير يجب ان يكون على اسس البلاغة مع اللغة .وثانيهما وهو الأهم في اعتقادي بأن على المفسرين ان يعوا بأن الأولوية للثوابت على حساب المتغيرات فلا يمكن في أي حال من الأحوال ان نفسر الاية على أساس اعتبار الامتناع وهو المتغيير لوجود وهو الثابت ركيزة عند التفسير .فعندها لايكون التفسير صحيحا وقد يتخذه الناس محملا في شؤون دينهم ودنياهم.
ونسمع الكثير عن هذه الاية من كلام الناس في تبرير بعض الامور المشابهة للحالة التي تعرض لها يوسف الصديق فيقول البعض لتبرير فعل من يهمّ بامرأة ما أما همّ ّيوسف بزوجة العزبز .وكأنهم بذلك يجدون لهؤلاء مبررا. وماكان ليوسف الصديق ان يفعل ذلك طبعا لأن برهان ربه قد منع وقوع الفعل (همّ ) .والعتب على المفسرين.
علاء الاديب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق