بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 10 أغسطس 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد السابع لسنة 2019 لمحات تاريخية عن الفن المسرحي في تونس. بقلم / علاء الأديب



مجلة المرفأ الأخير 

العدد السابع لسنة 2019

لمحات تاريخية عن الفن المسرحي في تونس.

بقلم / علاء الأديب




يعتبر المسرح من أهم الدلالات التي تشير إلى حضارة البلدان وتحضّر شعوبها في أيّ مكان من هذا العام .
ولكوني مهتم بالشأن التونسي باعتبار هذا البلد هو بلدي الثاني الذي اخترته للإقامة فيه والتعايش مع أهله فقد وجدت من الضرورة أن أبحث في مايمكن أن أستدل به على عمق حضارته وامتداد أصالته الفكرية والأدبيّة والفنيّة .فوجدت إن البدء في البحث عن تأريخ المسرح هو من أولويات البحث لما يمثله المسرح كما أسلفت من دلالة على التحضّر.
ليست من دلالة تشير إلى معرفة التونسيين بالفن المسرحي في شكله ونمطه الحديث المتعارف عليه قبل الإحتلال الفرنسي .وبالخصوص الفترة التي سبقت توافد الفرق المسرحية الفرنسية والإيطالية . عليه.وقبل توافد الفرق المشرقية منذ عام 1904
ومن الجدير بالذكر بأن أول الفرق المسرحية المشرقية التي وفدت الى تونس آنذاك كانت فرقة {كشكش أفندي وزوز}.وقد قدمت تلك الفرقة العديد من المسرحيات التي جلبت انتباه وإعجاب الجمهور التونسي على الرغم من أنها قد قّمت مسرحياتها على مسارح ثانوية في البلاد.
كان ذلك أول حافز للتونسيين في أن يوجدوا مسرحا في بلادهم .
فما كان ذلك إلا على أساس ما شاهدوه من تلك الفرقة التي وفدت إليهم من الشرق وما سبق لهم أم شاهدوه من الفرق الفرنسية والإيطالية .
فكانت حصيلة هذا الحافز تأسيس فرقة {النجمة} التي قام بتأسيسها مايمكن أن يطلق عليه بالفعل الرعيل الأول والذي اعتبر صاحب الفضل الأكبر على الفن المسرحي في تونس .
وبد زيارة فرقة {سليمان قرداحي } الى تونس وما قدمته هذه الفرقة من مسرحيات جذبت الجمهور التونسي إليها حيث كان ولوعا وشغوفا باللغة العربية التي حرم منها إلا في دروس جامع الزيتونة أو في المساجد وخطب الجمعة .
أزداد حب التونسيون للفن المسرحي وإزداد مع هذا الحب الإصرار على خلق فن مسرحي في تونس وقد ساعدهم على ذلك انحلال فرقة {جورج قرداحي} الذي مات في تونس ودفن فيها.حيث قام مجموعة من التونسيين المهتمين بالمسرح بشراء أثاث هذه الفرقة وملابس ممثليها .وهنا سعت فرقة {النجمة} الى ضم من تبقى من ممثلي تلك الفرقة الذين لم يعودوا الى مصر ليكونوا معهم فرقة جديدة وهي فرقة {الجوق المصري التونسي}.وهنا ومن خلال تلك الفرقة وعروضها ظهر وللمرة الأولى ممثلون تونسيون على الركح أمام الجمهور في سنة 1909
ومن المؤسف بأنّ هذه الفرقة لم تعمّر طويلا . فقد انحلت وذهب المصريون إلى بلادهم . أما بقيّة الممثلين التونسيين أصروا على الإستمرار وعدم الإستسلام .فكونوا فرقتين مسرحيتين جديدتين بعد أن كونوا فرقة واحدة إنشطرت على نفسها بسبب نشوب خلافات بين أعضائها.فتمخضّ هذا الإنشطار عن فرقة {الشهامة العربيّة } وفرقة { الأداب} .
لم تتمكن هاتان الفرقتان من تقديم ماهو تونسي متكامل من مسرحيات من حيث التأليف والإخراج والأمور الأخرى التي تتطلبها تكاملية العمل المسرحي . وكان ذلك بطبيعة الحال أمرا طبيعيا بالنسبة للفترة الوجيزة التي تعرّف بها التونسيون إلى الفن المسرحي.
لذا فإنّ هاتين الفرقتين أعادتا تمثيل ماشاهدوه من أعمال فرقة {سليمان قرداحي} وبعض من مسرحيات عربية أخرى أتت إلى تونس من المشرق العربي كمسرحية {أل نقاش} أو مسرحية {إسكندر فرج} أو{ الشيخ نجيب الحداد} الى غير ذلك من المسرحيات التي كانت منهلا لهاتين الفرقتين وقد إترت هاتان الفرقتان على تقديم تلك المسرحيات .
وعلى الرغم من أنّ تلك المسرحيات حقا لم تكن بالمستوى المطلوب لأن المشرقيون ذاتهم في ذلك الوقت لم يكن لديهم تأريخهم في الفن المسرحي حيث كانوا في أول عهدهم به .
وليس هناك مايميّز أمال المشارقة المسرحيّة انذاك إلا كونها عربية بعض النظر عن جودتها.
فضلا عمّا كانوا يترجمونه ترجمة حرفية عن المسرحيات الأجنبية .
لقد أخذ الكثير من المؤلفين المشارقة الكتابة عن التاريخ العربي وقدموه للمسرح إضافة الى اقتباسهم عن المسرحيات الأوربيية التي كسوها بكل فطنة ودقة كسوة عربية تاريخية كما في مسرحية { أبو الحسن المغفل} التي كانت السبب في منع التمثيل في سوريا . وكما في مسرحيّة { أنس الجليس} التي ألفها الشيخ القباني .
ومنها مسرحيات عديدة نهلت مواضيعها من التراث العربي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق