بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد الثامن لسنة 2019 النرجسية داء العصر بقلم : رئيس التحرير


 مجلة المرفأ الأخير 

العدد الثامن لسنة 2019

النرجسية داء العصر

 بقلم : رئيس التحرير

 





.............................
النرجسية حالة مرضية مهلكة خاصة عند النساء لأنهن اكثر تعرضا للإصابة فيها.وهي متأتية عن عوامل كثيرة أهمها عامل الثقة بالنفس .فكلما قلت الثقة بالنفس ازدادت أعراض النرجسية أضعافا مضاعفة سعيا لتحقيق شيء من الإتزان النفسي وإن كان ذلك الإتزان وهما وليس له أساس من الصحة عكس مايعتقده البعض بأن النرجسية نتيجة من نتائج الثقة بالنفس.لهذا تجد بأن النرجسبة وخاصة عند النساء تستفحل بشكل سريع التواتر عندما تصل المرأة سن اليأس وتشعر بأن كل ماتملكه من جمال وانوثة مههدين بالزوال .ويظهر على المراة حينها نوع من الإضطراب النفسي والسلوكي فتجدها تبحث تارة عن الظهور والشهرة وتارة عن المال والسطوة وتارة عن الحب والهدوء والركون الى عالم خاص بها وتارة الى ممارسة السلطة والقسوة وأحيانا الى التطلع لتكوين علاقات جانبية غير متكافئة لتعويض نقص ما ..وقد اصبحت النرجسية بالفعل مرضا من امراض المجتمع للجنسين ولا يستثنى الرجل من ذات الاعراض إلا انها اخف قليلا بحكم انه لايصل الى ماتصل له المرأة لما يسمى بسن اليأس ولايؤمن به.
قد تتسبب النرجسية الأنثوية غير المسيطر عليها في عواقب وخيمة في الحياة الشخصية للمراة وقد تمتد تلك العواقب الى الأسرة لتدمرها بالكامل .حيث القرارات غير المدروسة والتصرفات غير اللائقة والتحولات الفجئية في السلوكيات اليومية.كل هذا لم يعد خافيا على متختصي علم الاجتماع وعلى الأطباء النغسيبن فأخذوا بدراسته وتحلبله .واغلبهم توصلوا بالفعل الى ان النرجسية مرض من الأمراض النفسية التي تبدأ جذورها منذ الطفولة عند الانسان رجلا كان ام امراة واسبابها الاولى تعود الى الفقد او الحرمان او الكبت النفسي الذي تخلقه اجواء العائلة عند الطفل.وربما الى فشله في تحقيق نجاح ما كان ينتظره في مدرسته.وفي مرحلة الصبا والشباب فان السبب الرئيس يعود الى الفشل الذريع في قصة حب او علاقة زوجية فاشلة تنتهي نهاية مدمرة .وتأثير هذا يكون قاسيا على النساء عندما تكون خيانة الزوج للزوجة مع من هي اقل منها جمالا ومستوى.
او ادراك المراة بانها قد اختارت لنغسها من هو ادنى مما كانت تتمناه لنفسها من جوانب متعددة تراها هي.
تفعل النرجسية فعلها بالانسان دون ان يشعر بها مرضا بل يشعر وكأنها تقة مفرطة بالنفس وشتان بين الامرين.
تراه إذ تستفحل عنده يميل الى معاداة كل ماهو أجمل او اكثر ويحاول دائما الظهور مع من هم ادنى منه جمالا ومستوى حتى في الصور التي يلتقطها مع الآخرين فهو لن يتصور مع من هو اكثر منه اناقة او وسامة .والمراة النرجسيية هنا أكثر من الرجل النرجسي حرصا على هذا الأمر.
تزداد معدلات الغيرة من الآخرين عند المصابين بالنرجسية حتى تصل الى العداء ويتحول فيها النرجسي الى شخص شرير واحيانا الى الى شخص هجومي بمجرد ان يستفز .ولايشعر المصاب بالنرجسية بألام الآخرين فو يعتقد بأنهم قد خلقوا ليعذبوا. وأن كل مايقيمه النرجسي من العلاقات يكون على اساس النفاق الإجتماعي حتى يصل ذلك الى علاقاته الأسرية مع افراد اسرته.
ومن الجدير بالذكر بأن النرجسية لها جذور جينية ايضا فهي من الموروثات التكوينية وتنتقل بالوراثة من الاب او الام الى الابناء والبنات علاوة على ماذكرنا من اسباب وضعية.
قد يتغافل المجتمع عن هذا الداء الخطر كما يتغافل عن العديد من الامراض النفسية المستشرية ولكن النتائج عن هذا التغافل لايمكن ان يكون اقل خطرا من التغافل عن اي وباء فايروسي في نتائجه.
ومن أهم مايمكن ان يتم به التخفيف من اعراض المصاب المدرك بانه مريض لجوئه الى التدين او ممارسة الصلاة او محاولة الهاء النغس عن هواجسها وخوفها من الشيخوخة ومايمكن ان تؤول به .
وهنا ندرك يقينا بان اكثر من يصابون بالنرجسية هم من قليلي القناعة والايمان .فلو ادرك كل منهم بان الانسان لن ياخذ من دنياه الا مايستحق في ميزان عدل عادل لما وصلت بهم الاحوال الى مالاتحمد عواقبه من نتائج وخيمة .
نسال الله تعالى العفو والعافية وحسن الختام
وأن يجعلنا من القانعين المؤمنين بقضائه وقدره
وممن لايقسون على انفسهم بطلب مالا طاقة لهم إليه.
والسلام
علاء الاديب
تونس /نابل
26/8/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق