مجلة المرفأ الأخير
العدد السابع لسنة 2019
الكمان
للشاعر عبد الجبار الفياض
يقولُ الكمان
أنَّ ظمأً
في بقعةٍ غيرِ ذاتِ عُقم
اعتصرَ أثداءَ الغيمِ بلهفةِ حنينِ ناقة . . .
تركَ شفتيْهِ
تلعقُ سبخَ الأرضِ
بعدما عقدوا شريانَ نهرٍ
ما أمسكَ يوماً يديهِ عن رفد . . .
ليسَ حُرّاً لهُ
أنْ يغادرَ منبعَه
فوهبَ مجراهُ مُرغماً للمطر . . .
كانَ الجّدبُ عبداً مُطيعاً لسيدِه . . .
. . . . .
لا غزلَ
والشّمسُ مرهونةٌ عند مُرابٍ
بخزائنَ
لا يُشبعُها ما فاضَ قارونُ من مُلْكِه . . .
لحمٌ بشريّ
بسعرِ الماشيةِ المُتردّية
إنْ لم يكنْ هو أدنى . . .
تمضغُهُ ذاتُ فكٍّ سائبٍ بلذّةِ صائمٍ لطعامِه . . .
الكهنةُ
يباركون ما يُنحرُ على عتبةِ معبدِهم
وإنْ كانَ مما تدمعُ لهُ من الملائكةِ عيون !
. . . . .
لا غزلَ
وليلٌ
تعصرُهُ جواريه
نشوةً في كؤوسِ لصوصٍ
يقتسمون النّاسَ كيلاً بكيل . . .
إنَّهم يقتنصون لحظاتِ الفرحِ زُغباً في عُش . . .
يشنقون الرّيحَ إنْ مرّتْ بقبرِ ثائرٍ
تخطّى شفيرَ قبرِه . . .
يلجُ مضاجعَ القَتَلة
يسلبُ نوماً من عيونٍ
شهدتْ صورةَ أنفاسهِ الأخيرة . . .
إنّهُ خيرُ مَنْ يُطاردُ فريسةً
كانتْ ذاتَ يومٍ صيّاداً
تُحنى لهُ على الأبوابِ رقاب . . .
. . . . .
ليالٍ
فوقَ ما قصتْهُ في مُباحِها شهرزاد . . .
نزعتْ أوراقَ التّوت
تحرسُها بنادقُ
يخرجُ منها الموتُ صامتاً . . .
تعبرُها قوافلُ الإيلافِ بما حملتْ بسلام . . .
دونَها
ما صرعتْهُ على شبقٍ غوانيه . . .
ليسَ لابنِ هانيء
أنْ يداويها بصفراءِ دائِه . . .
لِيذهبْ ابنُ الورد
يحتسِ ماءَهُ القراحَ بينَ ثُلّةٍ من صعاليكِ مكّة . . .
فهنا
يُولدُ الزّمنُ مسوّماً بختمِ مَنْ فُتحتْ لهُ أبوابُ الفارهات . . .
. . . . .
تحت أقدامِ الوالي
ذيولٌ مقطوعة . . .
تستبقُ بنصبِ فِخاخٍ في أيّامِ مكرٍ مفتوحةٍ إلى نهايةِ ما يتمنّاهُ لصّ . . .
تدخلُ جماجمَ
بمثلِها
صنعَ عجلَهُ السّامريّ . . .
مخصيّون
يستعرضون رجولتَهم من قَفا . . .
لكنَّ الظّلامَ إلى رحيل . . .
لا تُكتبُ نهايتُهُ بحبرٍ ملكيّ كما في أقبيةِ ما سَلف . . .
. . . . .
يقولُ الكمان
أنّ ملكَ الموتِ أخبرَهم
أنْ يختاروا الرّجمَ لا الحجارة . . .
لا جدلَ أمامَ صوتٍ
هدرَ بعدَ صمْت . . .
على لسانِه جروحٌ
نطقتْ بكُلِّ مُفرداتِ القتلِ البارد . . .
أبوابٌ
مُغادراً غيرَ عائدٍ
بكتْ . . .
طُرقاتٌ
أُغتصبتْ على قارعتِها أفراحُ الأهلّة . . .
. . . . .
يقولُ الكمان
هنا زمنُ الأنيابِ الصّفر . . .
الخوفِ المُندسِّ في مخدّاتِ التّعساء . . .
زمنٌ صُرِع
قبلَ أنْ يتركَ وصيةً لغدِه . . .
شُدّتْ عقاربُهُ إلى غيبوبةِ انكسارٍ
حلزنَتْ حروفَ رضاعتِهِ رصاصاً
تقاسمتْهُ أيادٍ من بني نهبِ الدّار
لم تفقدْ أصابعُها بعدُ عالقَ دسومتِه . . .
. . . . .
أُحيطَ بثمرهِ من جهاتٍ أربع . . .
ما كانَ لقريبٍ
شُقَّ من لَبن . . .
لبعيدٍ
أتى بثيابِ جودو . . .
أنْ يتردّدَ عن طعناتٍ
تبرّأَ منها على خستِهِ بروتس . . .
سيفٌ
تجاهلَ غمدَهُ من ثقيف . . .
باغٍ ما تركَ لبغدادَ من حُسْن . . .
أضدادٌ تآلفتْ
لترسمَ خريطةَ رمادٍ لجنتِه . . .
إنّهم لا يُريدون للموتِ أنْ يموتَ لواحدة . . .
للجوعِ أنْ يغادرَ بيوتَ الطّين . . .
ما كادوا وقع
على أسوأِ ما دهرٌ شَهِد . . .
. . . . .
تُلَّ للذّبح
كيفَ لا يُفدّى بكُلِّ ما بقيَ تحتَ جلدهِ يتنفّس؟
خطوبٌ في مخاض . . .
ماذا يُسمّى مَنْ وِلِد ؟
غشيتْ عينيْهِ العَتمة
أبصرَ بعدَ رَمَد . . .
نهضَ برئةٍ مثقوبة
نزعَ خوفَهُ المفتولَ قيوداً من خَدَر الوعّاظ . . .
إنّهُ
يستعيدُ سفنَهُ من قراصنةِ البرّ . . .
مسلتَهُ . . .
حرفَهُ الأوّل . . .
بغدادَهُ وما حفِظَتْ لها من مفاتنِها الأزمنة !
. . . . .
فاكهينَ رجعوا
بعدَ ما أجهضوا حُبلى نخيلِه . . .
لكنَّ الشيطانَ
استعادَ ثيابَهُ المُعارة
فبدتْ سوءاتُهم لكُلِّ عين . . .
ما تراكمَ من شحمٍ
نبتَ في سُحت . . .
إنّهم هم . . .
وإنْ أُستحضرتْ علبُ المكياجِ من صالوناتِ العرّابين . . .
أفرغَ الماكيرُ نهاياتِ فنّهِ بحذاقةِ أصابعِه . . .
انّهُ يعرفُهم جميعاً
بما قبلَ نعوتِهم الصّدفيّة . . .
بألوانِ الأقنعة . . .
بخوارِهم لكُلَّ شيءٍ
أضاعوه لجنونِ رغبة . . .
بهتوا
أيُبعثُ هذا من رمادٍ بعدَ موت؟
أجلْ . . .
هو ذاك المُتجرّد . . .
لهُ البقاء
ولكم ما على نفسِهِ جناهُ يهوذا !
. . . . .
أنَّ ظمأً
في بقعةٍ غيرِ ذاتِ عُقم
اعتصرَ أثداءَ الغيمِ بلهفةِ حنينِ ناقة . . .
تركَ شفتيْهِ
تلعقُ سبخَ الأرضِ
بعدما عقدوا شريانَ نهرٍ
ما أمسكَ يوماً يديهِ عن رفد . . .
ليسَ حُرّاً لهُ
أنْ يغادرَ منبعَه
فوهبَ مجراهُ مُرغماً للمطر . . .
كانَ الجّدبُ عبداً مُطيعاً لسيدِه . . .
. . . . .
لا غزلَ
والشّمسُ مرهونةٌ عند مُرابٍ
بخزائنَ
لا يُشبعُها ما فاضَ قارونُ من مُلْكِه . . .
لحمٌ بشريّ
بسعرِ الماشيةِ المُتردّية
إنْ لم يكنْ هو أدنى . . .
تمضغُهُ ذاتُ فكٍّ سائبٍ بلذّةِ صائمٍ لطعامِه . . .
الكهنةُ
يباركون ما يُنحرُ على عتبةِ معبدِهم
وإنْ كانَ مما تدمعُ لهُ من الملائكةِ عيون !
. . . . .
لا غزلَ
وليلٌ
تعصرُهُ جواريه
نشوةً في كؤوسِ لصوصٍ
يقتسمون النّاسَ كيلاً بكيل . . .
إنَّهم يقتنصون لحظاتِ الفرحِ زُغباً في عُش . . .
يشنقون الرّيحَ إنْ مرّتْ بقبرِ ثائرٍ
تخطّى شفيرَ قبرِه . . .
يلجُ مضاجعَ القَتَلة
يسلبُ نوماً من عيونٍ
شهدتْ صورةَ أنفاسهِ الأخيرة . . .
إنّهُ خيرُ مَنْ يُطاردُ فريسةً
كانتْ ذاتَ يومٍ صيّاداً
تُحنى لهُ على الأبوابِ رقاب . . .
. . . . .
ليالٍ
فوقَ ما قصتْهُ في مُباحِها شهرزاد . . .
نزعتْ أوراقَ التّوت
تحرسُها بنادقُ
يخرجُ منها الموتُ صامتاً . . .
تعبرُها قوافلُ الإيلافِ بما حملتْ بسلام . . .
دونَها
ما صرعتْهُ على شبقٍ غوانيه . . .
ليسَ لابنِ هانيء
أنْ يداويها بصفراءِ دائِه . . .
لِيذهبْ ابنُ الورد
يحتسِ ماءَهُ القراحَ بينَ ثُلّةٍ من صعاليكِ مكّة . . .
فهنا
يُولدُ الزّمنُ مسوّماً بختمِ مَنْ فُتحتْ لهُ أبوابُ الفارهات . . .
. . . . .
تحت أقدامِ الوالي
ذيولٌ مقطوعة . . .
تستبقُ بنصبِ فِخاخٍ في أيّامِ مكرٍ مفتوحةٍ إلى نهايةِ ما يتمنّاهُ لصّ . . .
تدخلُ جماجمَ
بمثلِها
صنعَ عجلَهُ السّامريّ . . .
مخصيّون
يستعرضون رجولتَهم من قَفا . . .
لكنَّ الظّلامَ إلى رحيل . . .
لا تُكتبُ نهايتُهُ بحبرٍ ملكيّ كما في أقبيةِ ما سَلف . . .
. . . . .
يقولُ الكمان
أنّ ملكَ الموتِ أخبرَهم
أنْ يختاروا الرّجمَ لا الحجارة . . .
لا جدلَ أمامَ صوتٍ
هدرَ بعدَ صمْت . . .
على لسانِه جروحٌ
نطقتْ بكُلِّ مُفرداتِ القتلِ البارد . . .
أبوابٌ
مُغادراً غيرَ عائدٍ
بكتْ . . .
طُرقاتٌ
أُغتصبتْ على قارعتِها أفراحُ الأهلّة . . .
. . . . .
يقولُ الكمان
هنا زمنُ الأنيابِ الصّفر . . .
الخوفِ المُندسِّ في مخدّاتِ التّعساء . . .
زمنٌ صُرِع
قبلَ أنْ يتركَ وصيةً لغدِه . . .
شُدّتْ عقاربُهُ إلى غيبوبةِ انكسارٍ
حلزنَتْ حروفَ رضاعتِهِ رصاصاً
تقاسمتْهُ أيادٍ من بني نهبِ الدّار
لم تفقدْ أصابعُها بعدُ عالقَ دسومتِه . . .
. . . . .
أُحيطَ بثمرهِ من جهاتٍ أربع . . .
ما كانَ لقريبٍ
شُقَّ من لَبن . . .
لبعيدٍ
أتى بثيابِ جودو . . .
أنْ يتردّدَ عن طعناتٍ
تبرّأَ منها على خستِهِ بروتس . . .
سيفٌ
تجاهلَ غمدَهُ من ثقيف . . .
باغٍ ما تركَ لبغدادَ من حُسْن . . .
أضدادٌ تآلفتْ
لترسمَ خريطةَ رمادٍ لجنتِه . . .
إنّهم لا يُريدون للموتِ أنْ يموتَ لواحدة . . .
للجوعِ أنْ يغادرَ بيوتَ الطّين . . .
ما كادوا وقع
على أسوأِ ما دهرٌ شَهِد . . .
. . . . .
تُلَّ للذّبح
كيفَ لا يُفدّى بكُلِّ ما بقيَ تحتَ جلدهِ يتنفّس؟
خطوبٌ في مخاض . . .
ماذا يُسمّى مَنْ وِلِد ؟
غشيتْ عينيْهِ العَتمة
أبصرَ بعدَ رَمَد . . .
نهضَ برئةٍ مثقوبة
نزعَ خوفَهُ المفتولَ قيوداً من خَدَر الوعّاظ . . .
إنّهُ
يستعيدُ سفنَهُ من قراصنةِ البرّ . . .
مسلتَهُ . . .
حرفَهُ الأوّل . . .
بغدادَهُ وما حفِظَتْ لها من مفاتنِها الأزمنة !
. . . . .
فاكهينَ رجعوا
بعدَ ما أجهضوا حُبلى نخيلِه . . .
لكنَّ الشيطانَ
استعادَ ثيابَهُ المُعارة
فبدتْ سوءاتُهم لكُلِّ عين . . .
ما تراكمَ من شحمٍ
نبتَ في سُحت . . .
إنّهم هم . . .
وإنْ أُستحضرتْ علبُ المكياجِ من صالوناتِ العرّابين . . .
أفرغَ الماكيرُ نهاياتِ فنّهِ بحذاقةِ أصابعِه . . .
انّهُ يعرفُهم جميعاً
بما قبلَ نعوتِهم الصّدفيّة . . .
بألوانِ الأقنعة . . .
بخوارِهم لكُلَّ شيءٍ
أضاعوه لجنونِ رغبة . . .
بهتوا
أيُبعثُ هذا من رمادٍ بعدَ موت؟
أجلْ . . .
هو ذاك المُتجرّد . . .
لهُ البقاء
ولكم ما على نفسِهِ جناهُ يهوذا !
. . . . .
عبد الجبار الفيّاض
آب / 2019
آب / 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق