بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

العدد الثالث لسنة 2015 >>> اللغة الرمزية في الشعر التونسي المعاصر>>> د انور غني الموسوي






العدد الثالث لسنة 2015

اللغة الرمزية في الشعر التونسي المعاصر

د انور غني الموسوي





التعبير الرمزي قديم عند الانسان ، و تقوم عليه كثير من انظمة الفكر و التعاملات الحياتية المهمة ، و برز في الأدب بشكله الناضج في نهاية القرن التاسع عشر ، مما يعطي انطباعا بان بوادره اقدم من ذلك . و على كل حال الرمزية في الأدب اتخذت شكلين مهمين الاول هو الرمزية الوصفية باعتماد الرمز الخارجي ، بالتعبير عن شيء بشيء ، لأسباب سياسية و اجتماعية فلم تكن عن فكرة جمالية بالأصل ، الا انها اصبحت فنية و جمالية بالتوظيف فيما بعد ، و الشكل الثاني وهو الأهم و الذي كانت له اسباب فنية و جمالية هو الرمزية التعبيرية ، باعتماد الشعور الداخلي و التصور الداخلي عن الاشياء و خلق الرمزي و صناعته، فلم يكن تعبيرا عن الشيء بالشيء و انما كان تعبيرا عن الاشياء بالصورة التي في الدواخل العميقة و بالرؤى.

قد ذكرت للرمزية كحركة ادبية ملامح نمطية مميزة و اهمها تراسل الحواس و الغموض ، الا ان ذلك لا يبدو الا مجرد مظاهر تعبيرية فلا تكون شرطا و لا نمطا متأصّلا في الرمزية ، انما الحقيقة المميزة للغة الرمزية عن غيرها هو ذلك التعبير المتجاوز للمحاكات و الوصفية ، بالاتجاه نحو التصور العميق و الحس الداخلي و الفهم النقي للأشياء ، و بهذا الوصف فان من الواضح كون الرمزية شكلا من اشكال اللغة التعبيرية حيث انها تشتمل على الاعتراض بالاستعمال اللغوي المغاير للمألوف .
لقد اصبحت الرمزية كما التعبيرية من ملامح الشعر العربي المعاصر ، بحيث لا تجد كتابة حديثة تتجاوز الوصفية و الانطباعية الا و فيها مظاهر بارزة من الرمزية ، متخذة اشكالا متعددة فمنها التوظيف للرمز و منها الرمزية التعبيرية باعطاء دفقة شعورية داخلية رمزية اضافية للمعاني و المسميات و منها الرمزية التجريدية الى تنفتح الى قراءات متعددة ، و هنا سنشير الى مظاهر مميزة و واضحة من اللغة الرمزية في الشعر التونسي المعاصر .



الرمزية التوظيفية

تعتمد الرمزية التوظيفية على توظيف ما له مرجعية تاريخية في الخارج و ابعاد رمزية و دلالية معهودة ، فتوفر طاقة تعبيرية اختزالية وهذا من الفنية الشعرية العالية .
في لوحة معبرة عن الفقدان و الألم تحضر النخلة في شعر شكري مسعي ببعدها الرمزي يلتف بها الوجع و الحزن ، حيث الحمام قد غادر المكان اذ يقول :
(ماذا أقول لنخلة تبكي و تمعن في السؤال \ و جريدها الموجوع أدماه صهيل الوقت في شفة الظلام \ طار الحمام \ و نأى بعيدا ينشر مزق الهديل )
و يحضر القمر و المطر بابعادهما المعنوية و الشعورية في لغة عفاف السمعلي اذ تقول :
(كلما نطقتك شفتاي \ي عندك شرفةُ القمر \ ومطر ,مطر يعاودني \بغيث القبلات )
و في مقطع بوحي شفيف تحضر عشتار و يوظف اسم لامرتين في مقطع رقيق لعفاف السمعلي تقول فيه :
( لامرتين ارسم عشتارَ بلون التبر \ ما عاد في العمر الكثير لأسكبه وأجرب. )
و من المناسب الاشارة هنا الى المزج الموفق بين الايحاء الرومانسي ، و في لوحة شعرية رائعة تعبيرية بامتياز تقول عفاف السمعلي :
(مد يديك نحطم \صخور الخيبات \ ونرحل لعالم تحكمه العصافير\ انه العالم الذي تحكمه العصافير بما لها من معنى انساني عميق . )
و تحضر مريم و النخلة في لوحة لماجدة الظاهري تقول فيها :
(تُؤَرِّقُني الحِكايَةُ \نَخْلَةً كانَتْ \تُرَبّي سَعْفَها أنْ يَطالَ السَّماء \كانَتْ لِمَرْيَمَ ظِلاًّ ظَليلاً \صارَتْ لي عُذوقُها حُمَّى السَّعير )
و يجعل عماد النفزي في خزائن الوشم ، عنوانا يجعل للوشم رمزية ، فيخاطب ذات الوشم العزيزة عليه ببوح شفيف راجيا عدم رحيلها لأنها خزائن و كنوز و لأنها معان و وجود لا يمكن لغيرها سدّه فيقول:
(حبيبتي يا صاحبة الوشم العتيق \ماحان و الله وقت السَّفر )
و تحضر الشمس و تانيت و عشتار وبابل في لوحة رائعة للعامرية سعدالله تقول فيها :
(يا شمسنا لا تغربي \ وإن غربت فأشرقي \تانيت جاعتْ \ وما قبلت كعشتار قرابين \وما افترشتْ من جرار بابل شوفان .)
و في لغة فنية عالية توظف الاقمار و عصى موسى في لوحة للعامرية سعدالله فتقول :
(يا كل الأقمار \ شقِّي طريقي \ بين اللجج. \ كوني عصا موسى\ تفتح آفاقي \ تُنبتني شمسا في غدي \كوني صرحا\ كوني سيفا يُعيد المجد )
و في لوحة لفاطمة سعدالله يحضر الربيع و الصيف في جو بهيج اذ تقول :
( سمائي اليوم تعزف سمفونية السكينة ... \ وبسمة الربيع ..\وسنابل الصيف.. )
و يحضر ايضا النخيل و الربيع موظفا بطاقات تعبيرية عالية لفاطمة سعدالله تقول فيها :
(وعلى سرير الأماني … \ وبين الحلم والحلم .. \ أجدني ..أستبشر بالربيع .. \ و أهز جدائل النخيل هازئة بصقيع \تمازجت فيه الفصول والفواصل …)
و يطل علينا في ليل فاطمة سعدالله القمر المتواطئ في لغة رمزية بوحية تقول فيها:
(آهٍ أيها الليل ..لِــمَ ابتلعت النجوم ..؟ \ وأنت أيها القمر المتواطىء..أكمل المسير …\ نحو دورتك المحتومة.. \ازرع الظلام ..ان شئتَ.. \ والتهم الكلام..ان قدرتَ.. \ فأنا..لن أخشى العتمة الجاثية على صدرك \ أنا ..أطرّز النجوم .. \ وأنسج الغيوم .. \ليولد المطر …)
و في قصيدة عنونتها فاطمة سعدالله ب( ترميز) مملؤة بالرموز و التعبيرات و الايحاءات نصها :
(… ……. صمتك..ترميز مقصود…والأمكنة\ . والأزمنة..\ شيفرات مطلسمة..\مليئة برفيف الأرواح.. \والأسرار العُلْوية..\ لِمَ تغرق في الإبحار..؟ \ لِمَ تدعوني إلى فكّ مشابك المتاهات..؟؟ \ أحتاج الى ..إلى ستة أيام من الخليقة ..\ لأقرأ العهود الستة..\ أحتاج ..إلى الأسفار العتيقة.. \ إلى لطف نبوخذ نصّر..\ إلى حكمة دانيال..\ لأفسّر الحلم..\ لأفكّ طلاسم النور ..في عيْنيْك.. )
محققة نموذجا فذا للشعر الرمزي التوظيفي . وتحضر في لوحة رمزية عميقة لسنية مدروي بتوظيف للاحصنة و الصحارى و النخيل و المزن اذ تقول :
(وَتَأْتِي القَصِيدَةُ، \رِيحٌ تُجَهِّزُ أَحْصِنَةً للرَّحِيلِ، \ تُدَاعِبُ رَمْلَ الصَّحَارَى،\
وتُحْبِلُ كُلَّ النَّخِيلِ العَقِيمِ،\ بِمُزْنٍ مَطِيرْ)
و في مقطوعة لسليمى سرايري تحضر الصلوات مفقودة صامتة حيث تقول :
( انا من علمتني الفراغات أن أطفو من دهشتي \ في أقاصي الجنون \ لم يعد لي الآن ما يمكن مني \ صمت كصلوات مفقودة ...\ تتكدس فيه كل جهات الأرض ........)




الرمزية التعبيرية

اللغة الرمزية التعبيرية تبنع من الداخل برؤية داخلية عميق لاشياء فتطلق المعاني التي نعرفها ملونة بلون الداخل العميق للشاعر ملبسا اياها دلالات و ابعاد غير مالوفة ، فتتشكل في انظمة تركيبية مجازية غير مألوفة و في انظمة معنوية و مفاهيمية جديدة .
في لوحة فذّة يصف لنا شكري مسعي مفاخر حبيبه المفقود بلغة رمزية معبرة اذ يقول :
( مازال عطر كلامك الزهريّ شهدا من زلال \ إنّي أراك تكبر كلّ يوم و توزّع الحنّاء \ من كفّ الجمال )
ان هنا توظيفا فذا للمفردات و معانيها في ( عطر الكلام ، الزهري شهدا ) انها لوحة رمزية متكاملة و نموذج مدرسي لا ريب انه ناتج من خلفية جمالية للشاعر الناقد شكري مسعي حيث يختلط المعنوي بالمادي و الزمني بالمكاني و البصري بالسمعي ،وهذا هو تراسل الحواس الذي ابدعه الرمزيون .
وحينما يضيع الغروب و يتمزق الحلم على ثغر الاصيل يخق لنا شكري مسعي لوحة رمزية فذة بالتصورات و المشاعر العميقة حيث يقول :
( ضاع الغروب \ و تمزّق الحلم على ثغر الأصيل )
و في لغة عفاف السمعلي يكون للوطن معنى اخر و للحبيب معنى اخر اذ تقول :
(بحثت عن وطن \يجعلني أرتقي لحدود الشمس \ وطن استثنيه عن كلّ الأوطان \ فكنت حبيبي\ الوطن, الرّوح )
و في لوحة عميقة بتصور شعوري للرؤيا و اللغة تقول عفاف السمعلي :
(يلوكني المجازُ فأستديرُ بلغتي \ حيث زوايا المدى أثخنتها الدروبُ \ توسلا )
و في قصيدة محاكاة لشعر للامرتين تعطي للسّان معنى و مفهوما جديدا اذ تقول :
(على ضفاف فلسفتي \ رمقني نهر السان بنظرة غرق )
و من الواضح الشعرية العالية في االبناءات المجازية في هذه العبارة وهي من خصائص الرمزية ايضا كما هو معلوم .
و يكون للامرتين وجود اخر خاص المعنى اذ تقول:
(تنهد لامرتين \ \ وسكب السؤال تلو \ السؤال \\ أين انا منك يا طفلتي؟ \\ أزهر حبه زهر لوز \ فتوردت وجنتاي \\ لي عندك أحلام \\ ودماء تثور )
في هذا المقطع عالي التقنية تمتزج بساطة المشاعر مع عمق المعاني فيتحقق عالم شعري عالي المستوى فعلا . و من اشكال اللغة الرمزية الفريدة هو استعمال المؤلف اسمه ليجعله رمزا و يضفي عليه المعنى الذي يراه تقول عفاف السمعلي :
( حين قررتُ أن أستعيد "عفاف \ نهبتُ ذاكرتي البالية \ وأمطرتها زهر لوز \يستحم بروح امراة اغتالت لغة العجز.)


من الواضح انها حكاية تكون فيها عفاف بما لها من معنى تنتقل بتاريخ نصي من الزمن الماضي الى الحاضر الى التطلع نحو المستقبل ، كتبت بلغة مكثفة وامضة ، تأبى التجنيس تتنقل بحرية بين الشعر و السرد .
و في لوحة عالية المستوى تكشف العامرية سعدالله عن رمزية الضمائر و الحروف اذ تقول:
( وقفتُ موقف الدهشة \ بين الهاء و النون \ برزخٌ أبديٌّ \ فالهاءُ هراءٌ... \ سرابٌ ليستُ أدركه
يسطّر القلمُ \ يكتبُ عهدًا \ مدادهُ البحر \ ...وبين المدّ والجزر \ تسقطُ نقطةَ النونِ \ فترتَدّ قمرا
تدفع ليلي \ ينقضي عهد \ يولد فجرٌ \ النونُ نورٌ كمشكاةٍ بها زيتٌ \ ينير الدرب \يرسمه )
و في لوحة موغلة في التعبير حيث تتميز مواطن الشعور و الاحاسيس تصل حد تعدد الذات فتصير ذاتين عند العامرية سعدالله حيث تقول :
(هل اختزلك يا زمن \ أم اختزل نفسي فيك ؟؟ \ حتى أنشطر ذاتين ،\ ذات تسرقني منك \تنثرني على عتبات الأروقة \ تذريني \ تصلبني جرسا\ يُدَّقُ على كنائس الجسد \وذات تسبح غيمة \ تعزف سنفونية الخلق ..\ أصغي إلى ذاتي التائهة\ فاسمع لحني يملأ الشمس \يفتحني صحفا .\ يعزفني لحنا\ ينثرني وردا \ في حدائق الوجد )
و في مقطوعة رائعة مفعمة بالبوح العميق تنقلنا فاطمة سعدالله الى عالمها الفرح فتقول :
( هذا الصباح ...ترصعت السماء بالطيور ... \ انفلتت من شبكة الهجرة ...\ وعادت تترشّفُ رحيق الأرض و عطر الحضور ...\تنقر حبات النغم\ .. تستحم بنور تلك النجمات المتغانجة وتنعم بالعودة ..الى دفئك أيها الحضن .. .. )
اننا نشعر و نحس انها روح محتفلة في فضاءات السرور ، من ثم تصرح الشاعرة ( هذا الصباح ..تنتظم الاحتفالية ..) هذا الصباح بتاريخه النصي سيكون رمزا للانتصار على العدم اذ تقول فاطمة سعدالله:
(هذا الصباح يولدُ من جديد ..\ ما أجمل هزيمة العدم ..)
و في لوحة فنية تعبيرية فذة بتراكيب مجازية عالية و طاقات تعبيرية كبيرة تقول فاطمة سعدالله (تتأرجح مناديل الأيام ..مبلّلة بالشوق .. \ معطرة بالتوق ..\ لتضخّ على حوافّ نافذتي ..نبضات الضياع..\ وترقص شراشيف الوداع ..\ على مذبح ..يحترق في مجامره الأمل .. )

و في اطلالة تعبيرية اخرى عميقة تقول فاطمة سعد الله :
(بلا جسد .. \ يقف الترقب على جسر التمني ..\ بلا قدميْن .. \ تقف الحكايا مكبلة ..\ بجليد قطبي \ . \بلا توقّف ..\ يمتدّ المدى كأفعوان مرقّط.. \على يمين الجسر تبتسم هوّة المعجزات.. \ويرتطم السراب ..شمالا.. \على صخور النسيان..\ على حافة الجسر الشارد..تتكدّس المداءات. وتغرق الآهات...)
انه جسر التمني ، حيث الحكايات مكبلة بجليد قطي ، حيث افعوان مرقط و سراب و صخور نسيان . و في حورايّة عميقة ببوح تعبيري تقول جميلة عطوي :
(أوجاعك جمة أيها الطين ..\ وأنت أيتها الروح الشفافة\نورك باهر ..عبير من نقاء ..\ يا غدي المأمول ..يا أرجوحة السحر \ عانق الشرفات..\ افتح نوافذ الفجر ..\ املأ الكون بهاء .)
و في قصيدتها ( و تأتي القصيدة ) تبوح سنية مدروري بلوحة تعبيرية عالية التقنية تقول فيها :
(وتَأْتِي القَصِيدَةُ، \ أُمٌّ تعِدُّ حَقَائِبَ زَوْجٍ مُسَافِرْ، \ وتُقنِعُ بُلبُلَ رَغْبَتِهَا بِلِقَاءٍ حَمِيمٍ
عَلَى رِيشِ طَائِرْ \ وتَعْرِفُ، في عُمْقِ \أَحْشَائِهَا، كَمْ تُقَامِرْ\ تُصَدِّقُ قَلْبًا كَسِيرْ \و في لوحة تعبيرية عميقة يقول شكري سمعي (صهيل البحر أرّقني .. و لم يدر\ بأنّ الحزن يملأني\ و حين أمدّ أشرعتي\ تردّ الرّيح أغنيتي )
و في بوح تعبيري عميق تتلون لوحة لسليمى سرايري اذ تقول :
(كأني البلاد تمتحن شوارعها بعد موت العابرين \ و أطفال يعودون من خصر يتناوب عليه الغزاة \ الآن أفتح الساحات الخالية \ و أروقة الخيول المنبهرة بالفراغ\ أفصح عن موتي بمعنى لا يفهمه الماكثون في الضوء )



الرمزية التجريدية

لاجل عدم امكانية بلوغ الكتابة العناصر الاساسية كما هو الحال في الفن التشكيلي اذ يسهل استعمل العناصر الاساسية من الالوان و الاشكال الاساسية ، فان اللغة لا يمكن الوصول بها الى هذا الحد من التجريد لذلك فان الشكل الممكن للتجريدية هو المجازات العالية جد ، النص المفتوح بلغة تثير قراءات متعددة لدى المتلقي ، كشكل من التعبير انقى و اعمق . في لوحة تجريدية فذة متعددة المعاني تقول عفاف السمعلي :
( أدوارٌ يشد لجامَ الغضب ؟ \ \لتسقط زغاريدي في فوهة الهشيم \\ أفتح وترَ مدينتي الظمأى لحقول القمح \ \ لنهود أقلام شيبَها الرحيل \ ما أصعب السديمَ حين يعصف في الروح \\ أخبريني يا قسماتِ وجهي \\ كيف أجعل الذاكرةَ تمجّ طلاء ملحها \ \ فوق الشفاه..؟ \\ سنونوة \ \ ويسرقني ازدحامي... \ \\ لأغرق في خاصرة الوجع ... \ \ سنونوةً أهرقها بكر الفجائع... \ \\ أتوسلُ صلابتي الموشومةَ بالذكرى \ \\ لتنثالَ نتوءاتُ الهزائم على المنحدر)



هذا النص عنونته عفاف السمعلي بعنوان ( ذاكرة ) ، و النفس القصصي واضح للشاعرة الروائية ، و معطيات البوح كثيرة ، الا ان اللاألفة عالية بين المفردات و التراكيب ، و الايحاءات كثيرة ، فيتحقق لدينا لغة رمزية تعبيرية ، لغة عالية المجاز و الانزياح بنفس بوحي و تعبيري ، محققة لغة رمزية تجريدية بامتياز .تعطي لكل مفردة و لكل تركيب رمزية و طاقة تعبيرية عالية في تعدد للدلالات رفيع .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق