بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 5 أكتوبر 2017

العدد الثامن لسنة 2017 .. أيام الورد .. للشاعر علاء الدين الحمداني


العدد الثامن لسنة 2017
 
.. أيام الورد ..

 للشاعر علاء الدين الحمداني





أختارتْ لي ما أرتديه
سابقا كان ذلك ..
تأنقت ..
بدلة (بيج).. أثار الكي لا تُغادرها
حتى بدت لامعة
منديل أبيض ..
بلون قلب صاحبي ذو السحنة السمراء
والصلعة البراقة..
طالما وددت لو أُقبلها
لَبَست ربطة عنق زرقاء
مع خطوط دقيقة بيضاء
القميص بياقته الطويله
كأنها اذنا كلب نافق
في جيبي مسبحة
وعلكة واحدة ( أبو السهم)
فيه كل مدخراتي
قلم .. أظنه باندان
لا حبر فيه
مكانه في الصدر .. ( للوجاهة )
مشط صغير جدا
بطاقة مصلحة نقل الركاب
نافذة لنهاية الاسبوع
قصاصة ورق كُتِبَ فيها
كيلو طماطة .. بكرة خيط أسود
أكَدَتْ بين قوسين أسود
كيلو باذنجان .. حرمل .. كيلو بصل أخضر .. بطل ماء ورد ..
مقدور عليها هذه الطلبات المتواضعه
كما تركتها ليلة أمس .. بعض الدراهم تكفيني لليوم ... لربما لِما بعده
أرغب الجلوس في أخر الحافلة عادة
رغم الزحام .. ولأنني نحيف ..
أنسللت كالزئبق..
عدا شق الكم من جهة الأبط
سمعت صوت الفتق ..
كما عادتي أدعيت إن زوجتي تنتظر
حَجَزْتُ مقعدا بجانبي ..
مكتظة مساحة الحافلة
أختلطتْ الانفاس
برائحة دخان المحرك
أخترتُ من يستحق الجلوس ..
أمرأة تجاوزت عقدها الخامس...
لم تكترث لي
حتى بكلمة شكرا
أو رحم الله والديك ...
لا يهم ..
الرجل المتشبث بعمود الحافلة
سقطت سدارته ...
تلقفها احدهم ..أعادها
الى رأسه...
ألتَفَتَ اليه بوقار ...
شاكرا له .. بانحنائة من رأسه ..
بالكاد ..شققت الزحام
ترجلت ...
تنفست الصعداء ..
انتبهت .. لم تكن وجهتي
كان ترجلي أمام نادي المصلحة
لا أعلم
كم منعتها قدمي...
كي لا تقودني الى مبتغاي
أخذت مجلسي بين المنتشين
وجوه واجمة بابتسامة ثقلى
يشيعها ترف مصطنع متعب
أستاذي الكريم .. ما تحب
كان النادل نشيطا جداً
نَزَلَ لي طلبي ..
نشوة أثقلتني ..
يبدو الوقت سرقني ..
حل الليل ..
لم أفيق إلا على صوت احدهم
( دمبلة )...
تكفي لأن انتفض
خرجت ..
والملوكية تتلبسني ..ولو لبعض الوقت
الطلبات وخصوصا البصل .. وماء الورد !
أكدت عليه زوجتي
نَفقْتها الدراهم ..
سأجد عذرا ما
نعم ... هو سائق الحافلة
من أراد بي السوء ...
ساشكره كثيرا
لطالما ...
شكرته كل شهر مرتين
وربما أكثر...
أساسا أنا
لا أحب البصل ..
لا أُحب زوجتي ...
أُحب ماء الورد ..
فيما مضى .. كان ذلك
أيام الورد .
.............
.. علاء الدين الحمداني ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق