بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

العدد العاشر لسنة 2015 .... جدل التّقاسيم .... بقلم : الشاعر والناقد بشير الشيحي





العدد العاشر لسنة 2015


جدل التّقاسيم


بقلم : الشاعر والناقد بشير الشيحي






جلست تداعب ثقل عطش مرميّ فوق شفتيها يكشف لها وحيا أوسع من صداها.شراعها تخوم سفر سقاه الصّمت فاصفرّ, يتنفّس طلل الثّرى.جلست تطلب منتهى الانفلات من طرق الضّياع .اعترتها دروب سحاب فاض فيها جرس يلتهم صرير دمعة. أباريق النّبض ترتشف طللها.فاضت , أزهرت تتحرّر من عصيّ رجف إلى عصيّ ارتباك.جلست كلاما يتخيّل الاستعارة.يجرّ حنوّ مكان إلى كلام طليق كالفوضى النّابتة فيها وفاح عطر حائر حيرة الضّيق يجرفها إلى حمم تعب, إلى بكاء عجيب اندسّ فيها, بكاء كان فيها وبكاء صار منها وبكاء ربّته فاستفاق محمرّ النّبرات.قادها توحّد دمع وانتشار حنين اندسّ فيها . أهي عمر شقيّ تماهى في نبيذ التّلاقح؟ أهي برد شموس لم تجد سماء تشتهي المطر؟ أم هي طيف ملامح تتغذّى بالاطّلاع؟
********************
جلست وجها يشدّ ألحان الصّبابة. اشرأبّت إلى ذكرى, إلى تكرار حروف غطست في فراغها , صارت شهيق وحدة تتلمّس الضّباب تخال الرّتوش ترميم كلام, تلوين قميص بحبر يرتبك حين يغسل جفنها . جلست تطلب تفاّحا ينادم خصرها, يستعيد ألحان داء يكبر فيها, يلازم وجعا شريدا.
*********************
قامت وطنها صباح يشرق فتشرق به. ليل يأكل بعضه, ترقى إلى الهمس جليدا عازفا, يتمطّط كجمالها المصلوب فوق أيّام تطارد قلائدها. عبرها الصّوت فلم تقدر أن تمسك نبره, التهمها الفضول, حيّرتها أعالي الغبطة تشوي بصرها. عادت إلى اللّيل ركام جري, مطارق ركض نزّ ,فانزلق الخطو حفيف سمع لم يتبيّن توقيع السّماء, عادت إلى ظلّ غيمة خرساء, تجثو ولا تتعتّق بالسّحاب. تعثّرت شفاهها المنسيّة , تلاعب شعرها المحاصر بخيالات ترتّق الذّكرى تفجرّ جمرها , انتقت طنين عجاجة وبكت دون أن تدرك ماهية شدوها الشّريد.ضيّعها شبح أخرس, أكلها السّواد فلم تجد للزّمن أثرا . أفلتت أقراص التجمّل . صارت أروقة متآكلة .لا أثر للقطر, لا مفرّ من التأدّم بغموض يلد سبائك قشّ و خزّ طوّقتها. فرّت من وضوحها , لم تجلس واستسلمت للغط متناسل فيها . جرحها يتم متوالد فبكت تكتب أرقا وسجت ترسل حيرة. هي لم تبصر الفجر,هي تحضن علّة شمس يجلدها العويل, هم يرون انّيتها جسدا مستعارا , ماهيتها أنباء ينشرها الحبر ., تتشظّى مخاضا ولا تلد سوى نهم يعتلي الرّغبة يصير أقداح عدم تشربها.
*******************
نامت ولم تجلس . وقعت تتذكّر بصيص قبلة .همّت أن تشحذ عطر شتائها بأصابع فركت تجاويف الخفاء. هاهي السّماء بلا شمس , اللّيل بلاقلب, والنّار بلا صليل. أضاعت جسدها في محرقة المغيب وغابت يحملها عطش, يغمضها صخب, يجهدها خبر .اعترتها دقّات فجر تثاءب فأكلها , نامت طللا يبتدع حنوّ رمل واستفاقت شظايا كلام لم يتكلّم, أحرق طربا تآكل لونه في سواد جاثم فوق توقها.
عادت إلى الجلوس أرضا تنتظر أرصفة, سماء تغازل تقفية , مدينة تفركها أنسجة.

البشير الشّيحي: تونس





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق