مجلة المرفأ الأخير الثقافية الألكترونية
العدد الثامن لسنة 2018
أدباء منسيون من بلادي ج 2
الشاعر عبدالرزاق البدري 8
تقديم / علاء الأديب
التقديم :
...........
أكثر مالفت انتباهي ودعاني الى البحث عن سيرة وحياة شاعرنا المرحوم
عبد الرزاق البدري هو كتابه الدي تناول فيه سيرة الأمام علي الهادي شاعرا .فقد سلط
فيه الرجل الضوء على جانب مهم من جوانب تلك الشخصية التي ارتبط اسمها بأل بيت
الرسول ومآثرهم فكادت الصبغة الدينية هي الصبغة التي تطغى على كل منهم بما فيهم
الأمام علي الهادي . إلا إن هذا الكتاب قد أضاف بالفعل الشيء الكثير للسيرة العطرة
لتك الشخصية الأسلامية وفتحت أمام الدارسين والباحثين أفاق جديدة بإمكانهم بالفعل
أن يتخدوا منها ساحة للبحث والتفكر في جوانب أهملتها على مدى قرون سطوة جوانب اخرى
عرفت بها مثل تلك الشخصيات العظيمة التي لم تمر بالتاريخ مرور الكرام.
هذا من جانب ..ومن جانب آخر تولع الشاعر المرحوم بالقومية العربية
وشخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الدي يعتبر الرمز الأول لها في العصر الحديث
على الرغم من كون شاعرنا قد تربى وترعرع تربية اسلامية ملتزمة إن لم نقل متعصبة
بعض الشيء وعلى الرغم من الخلاف المزمن بين الأسلاميين وعبد الناصر اثناء تلك
الفترة من تاريخ الأمة .
إلا إن الرجل على مايبدو قد آثر أن يكون بصف الدعاة الى القومية
والوحدة العربية على ماكان ناشبا من خلافات بين رمزها والأخوان المسلمين الدين كان
لهم التأثير الكبير على الرأي عند شريحة واسعة من الشعب العربي انداك.
رحم الله شاعرنا واسكنه فسيد جنانه
نأمل أن نعيد شيئا من الذكرى إلى الأذهان عنه
والسلام عليكم
علاء الأديب
سيرة الشاعر
...............
عبدالرزاق بن شاكر البدري السامرائي.
ولد في مدينة سامراء (شمالي بغداد)عام 1918
وتوفي فيها عام 1982
قضى حياته في العراق.
وهو شاعر وناثر مصنِّف.
تعليمه وعمله :
.................
قرأ القرآن الكريم على يد الملا محمد حسين
السعود،
وأتم دراسته الابتدائية في مدينة سامراء،
والتحق بالمدرسة العلمية الدينية فنال شهادتها،
ولازم شيخه عبدالوهاب البدري،
ثم انتسب لدورة دار المعلمين الابتدائية
عام 1938 فاجتازها
عين معلمًا في وزارة المعارف بالتعليم الابتدائي
- ثم فصل لمناصرته ثورة العراق التحررية (ثورة رشيد عالي الكيلاني: 1941)،
وأعيد إلى وظيفته عام 1947
وبقى معلمًا حتى عام 1957، ثم عين أمينًا
لمكتبة سامراء العامة، مما أتاح له العمل بالتصنيف حتى وفاته.
الإنتاج الشعري
...................
- له قصائد نشرت في كتاب: «شعراء سامراء»،
وقصائد في كتاب: «شعراء العراق في القرن العشرين»،
ونشرت له قصائد في صحف عصره منها:
«شكوى دجلة في سامراء»: جريدة «الحرية» بغداد
1/1/1956،
وقصائد في مجلة «الغري» - النجفية - 1964،
وقصائد متفرقة في مجلة «السياحة» العراقية 1966،
بالإضافة إلى «تحية الجيش العراقي» مجلة صوت الإسلام
1967،
و«أعراس ومآتم» (مطولة شعرية) - مجلة الإخاء البغدادية
- نادي الإخاء التركماني – كركوك.
الأعمال الأخرى
....................
«سيرة الإمام الشاعر
علي الهادي» - (ط 1) النجف 1962، (ط 2) - دار القادسية بغداد 1985 (ترجم للفارسية ونشر
في إيران)،
و«الصنعة الإلهية»: صناعة الكيمياء والذهب
والفضة في نظر عباقرة المسلمين، بغداد 1968،
و«نساء من بلدي» - الاتحاد العام
لنساء العراق - بغداد 1978،
و«شعراء وأدباء العصر العباسي في
سامراء (212هـ - 274هـ)» مطبعة القادسية - بغداد 1986، و«شخصية يوسف عزالدين الأدبية»
- القاهرة 1989،
وله عدة أبحاث حول أدب القرآن الكريم
وتربية الضمير نشرت في مجلة «الرسالة الإسلامية» البغدادية.
تحتفي قصائده بالمناسبات والمدائح، وتكشف
عن نزعته الدينية، واتجاهه المحافظ على موسيقا الشعر العربي، يغلب عليها نظام المقطوعات
فتأتي معظمها قليلة العدد.
من قصائده
...............
في مدح الرسول
الـيـومَ تبـزغُ حكـمةُ الإشــــــــــــراقِ
فـي مـولـدِ الهـادي عـلى الآفـــــــــاقِ
هـي لـيلة الـتـاريـخ فـي أحداثهـــــــا
وبـهـا تبـاهَى خـالقُ الأطبــــــــــــاق
هـي مشـرقُ الآمـال هَدْيٌ للــــــــــــورى
هـي قُرَّةٌ للعـيــــــــــــــــن والأحداق
هـي مهـبط الأبطـال فـاقصدْ سُوحَهــــــــا
عـند النضـال مشمِّرًا عـن ســـــــــــــاق
هـي بَلْسَم الآلام بُرْءٌ ذكرُهــــــــــــــا
للـمُبْتلـيـن بعـلَّةِ الإخـفـــــــــــــاق
هـي لـيلةٌ فـيـهـا الـحـيـاةُ تبـدَّلـــــتْ
وبـهـا تجلَّى الخـير بــــــــــــالإغداق
هـي لـيلةُ العُرْب الـذيـن تفرّقـــــــــوا
فتجـمَّعـوا فـي نـورهــــــــــــا الخلاّق
هـي لـيلة العُرْب الـذيـن بِنُورِهـــــــــا
شـادوا الصُّروح قـويّةَ الأطــــــــــــواق
فلقـد أتى بـالهَدْي أعـظـمُ مــــــــــرشدٍ
«طه» الرسـول شفـاؤُهـا والـواقـــــــــي
فـي مبـدأٍ سـامـي الـمقـام مقــــــــالُه
إنـي الـمُتِمُّ مكــــــــــــــارِمَ
الأخلاق
هـو مبـدأٌ للخلْق فـيـه سعــــــــــــادةٌ
وبـه تدوم مبـاهجُ الأشـــــــــــــــواق
فتألَّفتْ كلُّ القـلـوب وأصــــــــــــــبحتْ
كـالجسم يشعـر فـي شعـــــــــــــورٍ راق
لكـنَّمـا سِرْنـا بنهجٍ شــــــــــــــــائكٍ
بـالـحقـد بـالـتفريـق بـالإقــــــــلاق
أيـن الـتكـاتفُ والـتّآلف بـيـننــــــــا
يكفـي الـذي نلقـاه فـي إزعـــــــــــاق
أيـن الصـيـامُ مع الصلاة وحثُّنــــــــــا
للأمـر بـالـمعـــــــــــــــروف للخلاّق
إيـهٍ أبـا «الزهـراء» إنـا هـا هـنـــــا
متـمَلْمِلـون ومـا لنـا مــــــــــــن
راق
فـانشـرْ عـلـيـنـا نفحةً قـدســــــــــيَّةً
لـتزيلَ أغلالاً مـن الأعـنـــــــــــــاق
صلّى عـلـيك الله عـدَّ نجــــــــــــــومِه
يـا سـامـيَ الأخلاق والأعــــــــــــراق
شكوى دجلة في سامراء
أتـانـي دجلةُ الـمحـبـوبُ يبكـــــــــــي
ويشـرقُ بـالكلام مـن الـبكــــــــــــاءِ
فقـلـتُ له أراك الـيـومَ تشكــــــــــــو
وتذرفُ للـدمـوعِ بـلا حـيــــــــــــــاء
ــــــــــــــــــوعهدي أنك الصَّوّال
د
إذا نكصَ الشجـاعُ عـن اللقـــــــــــــاء
تُدمِّر كلَّ شـيءٍ لا تبـالـــــــــــــــــي
وتجعـل كلَّ شـيءٍ للفـنـــــــــــــــــاء
فـنـادانـي بأن الــــــــــــــدار أضحتْ
خرابًا خـالـيًا مـن كلِّ مـــــــــــــــاء
فشـادوا سَدَّةَ الثرثـارِ فـوقـــــــــــــي
وشـادوا جِسْرَهُ عـند انحنـائـــــــــــــي
لقـد قطعـوا طريـقـي دون ذنــــــــــــبٍ
فأصـبحتُ الشـريـدَ بذا الفضــــــــــــاء
تطلُّ الشمسُ فـوقـي بـاحـمـــــــــــــرارٍ
فتعكـسُ نـورَهـا نـورَ الصـفــــــــــــاء
هـنـالك يرسل الإشعـاعُ سحـــــــــــــرًا
حـلالاً فـي الضفـاف عـلى ردائــــــــــي
فكـم نـاسٍ رويـتُ وكـم حقــــــــــــــولٍ
سقـيـتُ بـدون أجـــــــــــــــرٍ أو جزاء
فـيـزهـو الــــــــــــــوردُ عبّاقًا
شَذِيّاً
ويذبـلُ إن صَدَفْتُ عـــــــــــــــن
الرواء
سموتُ بفكري
سَمـوتُ بفكري نحـــــــــــــــو أمة يَعْرُبِ
وحـبُّ بنـي عـدنـانَ نهجـي ومذهـبــــــــي
ورحتُ بـهـذا الـحـبِّ أسمقُ عـالـــــــــيًا
وأقسمتُ أن العُرْبَ أنـبـلُ مطلــــــــــــب
فإن ذكروا معـنى السمـوِّ تـرفَّعـــــــــوا
وقـالـوا بنـا تسمـو الـحـيـاةُ لــــيَعْرب
وإن ذكروا معـنى الجهـاد تسـابقـــــــوا
وســـــــــــــــاروا بعزمٍ لا يُفَلُّ
بأ
وإن صـفـاتِ العـرْب شمسٌ يـديرهــــــــــا
«جـمـالٌ» إذا عُدَّ الرجـال لـمـنصــــــــب
ففـي الـوحدة الكبرى تجلَّى جـمـالُهــــــا
عـلى أمة العَرْبـاء كـالـبـازِ أشهـــــــب
يلـمـلـمُ شَمْلَ العـرب بعـد شـتـاتِهــــــم
ويحـمـي حـمـى الإسلام مـن كل مُذنــــــب
نشـرتَ لنـا فخرًا يعـــــــــــــيشُ حديثُهُ
ويُخلِق عـمـرَ الـدهـر فـي كل مطلــــــــب
فبـغدادُ طلقٌ وجهُهــــــــــــــــا متبسِّمٌ
شبـيــــــــــــهُ الفتى العذريِّ مَرَّ
بِر
.................................................
مصادر الدراسة
.....................
معجم البابطين.
كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في
القرنين التاسع عشر والعشرين - مطبعة الإرشاد - بغداد 1969.
- يوسف عزالدين: شعراء العراق في القرن العشرين -
مطبعة أسعد - بغداد 1969.
يونس إبراهيم السامرائي: تاريخ شعراء سامراء
من تأسيسها حتى اليوم - مطبعة دار البصري - بغداد 1970.
رحم الله شاعرنا
وإلى حلقة قادمة من
أدباء منسيون من بلادي
أستودعكم الله
علاء الأديب
بغداد
22-2-2018