مجلة المرفأ الأخير ..العدد السابع لسنة 2018
عَلَى المَدَى !
محمد الرفاعي
مِنْ سَالفٍ قَضَّ المَنامَ وأَوْجَعا
أو حاضِرٍ أدْمَى العُيونَ فأدْمَعا
أوْ قادِمٍ يَنْأى بِأحْمالِ العَنَا
حَسْبِي عَليْهِ تَصَبُّراً وتَضَرُّعا
هاجَتْ منَ الظُّلْمِ الرَّهيبِ مَواجِعٌ
والعَدْلُ أمْسَى في الوَرَى مُتَصَدِّعا
واللّيلُ أرْخَى في النَّهارِ سُدُولَهُ
والفَجْرُ أعْياهُ الدُّجَى أنْ يَطْلَعا
والدَّارُ تَشْكُو مِنْ غَريبٍ جاسَها
والقَلْبُ قدْ تَرَكَ الدِّيارَ مُوَدِّعا
كَمْ منْ عَزيزِ نُكِّسَتْ أعْلامُهُ
لمْ يَرْتَضِي ذُلًّا فَلاقَى مَصْرَعا
يادارُ أرْسَلْتُ الهَوى مُتشوِّقاً
والشَّوْقُ سَهْمٌ قدْ أصابَ الأضْلُعا
تِلكَ الدِّيارُ حَدائِقٌ كانَتْ إذا
حَلَّ الرَّبيعُ بِأَرْضِها وتَرَبَّعا
نادَيْتُ حَتَّى الصَّوْتُ قَدْ سَئِمَ الصَّدَى
وأَجابَنِي رَجْعُ المَدَى لَنْ أسْمَعا
لا حاضِراً يَبْدُو بِأفْضَلَ منْ غَدٍ
والماضِياتُ فَلَنْ تَعودَ وتَرْجِعَا
فَاقْرأْ عَليْكَ منَ الظُّنونِ تَمائماً
واخْلَعْ عَليْكَ منَ الهُمومِ تَجَرًّعا
وَارْحَلْ وَحِيداً واهْجُرِ الحُلُمَ الّذي
في غَفْلةٍ سَرَقَ الصِّبا وتَمَنَّعا
وَانْأَى بنفْسِكَ عَنْ زَمانٍ جائرٍ
يَكْفيكَ عَدْلٌ في السَّما أنْ يَصْدَعا
وَاتْرُكْ صُرُوفَ الدَّهرِ تَقْضي ماتَرى
ماشاءَ ربُّكَ أنْ يَجُودَ ويَمْنَعا
وَادْعُ الإلَهَ فَلا إلَهٌ غيْرُهُ
أرْجوكَ رَبِّي أنْ تَمُنَّ وتَشْفَعا
مُحمّد الرّفاعي
5/10/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق