مجلة المرفأ الأخير ...العدد السابع لسنة 2018
دراسة نقدية
باسم عبد الكريم الفضلي
ـ ( المسكوتُ عنه في مجموعة / حتى ترضى ) للشاعرة السورية زين خضور ـ
البحث عن معنى كينونة ( الأنثى ) في زمننا العربي ( الذكوري ) هو جوهر المضمون العام لديوان شاعرتنا ، لكن .. أية كينونة ، وأية أنثى ..؟؟ ، أهي كينونةٌ تابعةٌ لمتبوع ( آخر ) غائبٍ ، لاتتحدد ملامحها ، ألا بحضوره ؟ ، وهذا ما توحي به ( حتى ) في عنوان الديوان . فحتى حرف إنتهائي القصد ، فمعناها اللغوي ( إلى أن ) ، أم هي تلك الأنثى المؤجِلةُ معناها ( الوجودي / قيمتها الاانسانية ) ، الى أن يتحقق ( رضا ذالك الآخر ) عنها ..؟؟ ، ولكن بأي قدرٍ من التضحيات والتنازلات عن معاني كرامتها واعتباراتها الأخلاقية كإنسانة حرة، مستقلةٍ الشخصية ..؟؟؟ ، هذا ماتوحي به المفردة أو الجملة ( المسكوت عنها ) قبل ( حتى ترضى ) ، فماهو المسكوت عنه هنا ..؟؟ ، ما الذي عليها ( اعني الشاعرة ) ، أن تقدمه كقربان له ( ألآخر ) حتى يرضى عنها ..؟؟ ، وعلامّ يرضى ..؟؟ ، وهل أغضبتْهُ لكي ترجوَ رضاه ..؟؟ ، ولمَ أغضبته أصلاً ..؟؟ ، ثم من هو ..؟؟ كي ترهنَ معنى وجودها بين حدود غضبهِ ورضاه ..؟؟ ، والأهم أهو ( اعني ذلك الآخر ) محض حبيب ، أم قيمة إنسانية عليا بالنسبة لها ؟؟ ، أم تُراه ( مُخَلِّصٌ / ومن مرادفاته اللغوية : المُحَرِّر ، المُنقذ ) الذي طال انتظارُها إياه ..؟؟ ، كي يخرجها من حالة اللامعنى الوجودية الى .. معنى الوجود ؟؟ ، سأختار نصاً للشاعرة لأبحث فيه عن بعض إجابات لأسئلتي هذه وبشكلٍ موضوعي
والنص الذي اخترته / بدون مقدمات .. ، ومطلعه :
من قلب الكلمات
تخرج حيرتي
مشرَّدةً ..
فالحيرة هنا ، حيرة وجودية ، كونها تخرج مما يترجم الوجود والحياة ، ويمنطق معانيهما فكرياً ( الكلمات ) ، فالكلمة أداة الوعي ، والميكانيكية التي يعمل بموجبها التفكير ، وهي حيرة ( مشردّة ) .... ـ لمَ ياتُرى !!؟ ، وتسترسل الشاعرة فتوردَ هذه المفردات والعبارات : لاتتمرد / لاتبالي / بها غربةٌ تكسّرتْ في ظل عصفور ، .... ثم / غربتي هي الفاعلة ـ فاعلةٌ ماذا ؟ أو فيمَ !!؟ .
أما لمَ هي ( مشردة ) ، فلأنها بلا عنوان سوى ( ظل عصفور ) ، والعصفور لاكاد يُعرَفُ له ظلٌّ ، فهو دائم الدوران ( والدوران من سمات الحيرة ، وعدم وضوح السبيل للغاية ) ، وإذا كان العصفور ( يدور / حائر ) من اجل هدف بسيط ( حبة قمح مثلاً / ما يديم به حياته ) ، فإن غربة الشاعرة ( فاعلة ) ، وفاعلة تعني اتخاذ قرار ، لابد أن يكون ذا أثرٍ ، ( اي أن له موقفاً من الأشياء / إعتراض / رفض / تمرد ..الخ ) ، وهذا القرار / الموقف ، لابد أن يكون متضمناً معنى ( الرفض ) لسلطةٍ ما ، و إلا لما حاكمها عليه ( الجناة )
فهي تقول بحق غربتها الفاعلة :
فليقبضْ عليها الجناة
وليحاكموها
هنا ترسم الشاعرة صورةً لواقعٍ ( مقلوب القيم ) ، تعيشه بمرارةٍ صامتة ( إعتراض غير مباشر ) ، إذاً نحن هنا امام حيرة وجودية ، لكنها منكفئة ، فاعلة وفي اعماقه تستشعر الخيبة ، من واقع يحكمه الجناة ، ولا ظلَّ ( وجود ) لها فيه ، إلا مايخلّفه جناح عصفورٍ .
ثم تقول :
أتركوا
أزقتكم وحنايا زواياكم
تغيّبوا عن مواعيد عشقكم
......
وقلّموا أحلامكم الوردية
هنا دعوة لآخرين ، ربما هم حيارى مثلها ، للصحوة ، من عدمية معناهم ، وأحلامهم الوردية / وهي ضد الاحلام الواقعية اليقظوية ، فهل سيصغون لدعوتها ؟؟ ، هي قد أدت واجبها ( اجده أنا أنه ثوريٌّ هنا ) ، وذلك بحثِّ الحيارى ، المتغربين في دواخلهم ( حنايا زواياكم ) ، على التمرد رغم أنها ( الشاعرة ) إكتفت بمجرد دعوةٍ ، دون تحديد الكيفية ، وكل ماتريده بالمقابل / العودة لطفولتها ( زمن ماضوي برئ ) ، تعبيراً عن رغبتها في الإنسحاب من الواقع ، وقد إستشعرت إستحالة أن يسمح لها ( اولئك الحكام الجناة ) ، بتحقيق مرادها ، على بساطته وبراءته ، فهم يمنعون نقيضهم و ( يحاكمونه ) ، لذا أجّلت رغبتها ( تأجيل الذات ) ، على أمل أن يتحقق في زمن ( غير مقلوب القيم ) ، فختمت نصها بقولها :
ولو بعد حين ..
أذاً الشاعرة تنتظر مُخلّصاً ، يأخذها الى مرابع البراءة ( الانعتاق من زيف المكان بكل معانيه ) ، وهي ستبقى تنتظره ، لإنها متيقنة من قدومع / ولو بعد حين ، لكن ماعليها ان تعمل لكي تكون جديرة به ..؟
المسكوت عنه في عنوان الديوان ، هو ما سيجيبنا ، فلو استعرضنا عناوين أهم نصوص الديوان ومكافئها المعنوي ( من وجهة نظري ) لوجدناها كالتالي :
أيها الأبيض / وهو مكافئ للنقاء / الامل ) ، عبور ، تذكرة عبور ( مكافئان لتجاوز الحدود معنوية او مادية ) ، مالك الحزين ( مكافئ العُلُو رغم خداع الاسم ) ، عِبر الدروب ( مكافئ البحث والتقصي ) ، ولك أعود ( مكافئ الوفاء والإنتماء ) ، وقتها أكون ( مكافئ الكينونة المشروطة بفعل إرادي ) ، حتى لو ( مكافئ التحدي ) ، صديقي والأفق ( مكافئ المعنى الانساني المنعتق من حدود الواقع ) ، ديجور حناجر ( مكافئ الإعتراض المحرّم ) ، من .. هنا يصل ( مكافئ الإيمان بقدوم من ننتظر )
اقول لو استعرضنا تلك العنوان ومكافئاتها المعنوية السابقة لإستطعنا إستخلاص معنى شاملاً يجمع هذه العناوين هو { الكينونة الحرة } ، وهو افضل ما يفضح المسكوت عنه ، وبعد تعديل بسيط يصبح { سأكون حرةً حتى ترضى }
........................
باسم عبد الكريم الفضلي ــ العراقي
البحث عن معنى كينونة ( الأنثى ) في زمننا العربي ( الذكوري ) هو جوهر المضمون العام لديوان شاعرتنا ، لكن .. أية كينونة ، وأية أنثى ..؟؟ ، أهي كينونةٌ تابعةٌ لمتبوع ( آخر ) غائبٍ ، لاتتحدد ملامحها ، ألا بحضوره ؟ ، وهذا ما توحي به ( حتى ) في عنوان الديوان . فحتى حرف إنتهائي القصد ، فمعناها اللغوي ( إلى أن ) ، أم هي تلك الأنثى المؤجِلةُ معناها ( الوجودي / قيمتها الاانسانية ) ، الى أن يتحقق ( رضا ذالك الآخر ) عنها ..؟؟ ، ولكن بأي قدرٍ من التضحيات والتنازلات عن معاني كرامتها واعتباراتها الأخلاقية كإنسانة حرة، مستقلةٍ الشخصية ..؟؟؟ ، هذا ماتوحي به المفردة أو الجملة ( المسكوت عنها ) قبل ( حتى ترضى ) ، فماهو المسكوت عنه هنا ..؟؟ ، ما الذي عليها ( اعني الشاعرة ) ، أن تقدمه كقربان له ( ألآخر ) حتى يرضى عنها ..؟؟ ، وعلامّ يرضى ..؟؟ ، وهل أغضبتْهُ لكي ترجوَ رضاه ..؟؟ ، ولمَ أغضبته أصلاً ..؟؟ ، ثم من هو ..؟؟ كي ترهنَ معنى وجودها بين حدود غضبهِ ورضاه ..؟؟ ، والأهم أهو ( اعني ذلك الآخر ) محض حبيب ، أم قيمة إنسانية عليا بالنسبة لها ؟؟ ، أم تُراه ( مُخَلِّصٌ / ومن مرادفاته اللغوية : المُحَرِّر ، المُنقذ ) الذي طال انتظارُها إياه ..؟؟ ، كي يخرجها من حالة اللامعنى الوجودية الى .. معنى الوجود ؟؟ ، سأختار نصاً للشاعرة لأبحث فيه عن بعض إجابات لأسئلتي هذه وبشكلٍ موضوعي
والنص الذي اخترته / بدون مقدمات .. ، ومطلعه :
من قلب الكلمات
تخرج حيرتي
مشرَّدةً ..
فالحيرة هنا ، حيرة وجودية ، كونها تخرج مما يترجم الوجود والحياة ، ويمنطق معانيهما فكرياً ( الكلمات ) ، فالكلمة أداة الوعي ، والميكانيكية التي يعمل بموجبها التفكير ، وهي حيرة ( مشردّة ) .... ـ لمَ ياتُرى !!؟ ، وتسترسل الشاعرة فتوردَ هذه المفردات والعبارات : لاتتمرد / لاتبالي / بها غربةٌ تكسّرتْ في ظل عصفور ، .... ثم / غربتي هي الفاعلة ـ فاعلةٌ ماذا ؟ أو فيمَ !!؟ .
أما لمَ هي ( مشردة ) ، فلأنها بلا عنوان سوى ( ظل عصفور ) ، والعصفور لاكاد يُعرَفُ له ظلٌّ ، فهو دائم الدوران ( والدوران من سمات الحيرة ، وعدم وضوح السبيل للغاية ) ، وإذا كان العصفور ( يدور / حائر ) من اجل هدف بسيط ( حبة قمح مثلاً / ما يديم به حياته ) ، فإن غربة الشاعرة ( فاعلة ) ، وفاعلة تعني اتخاذ قرار ، لابد أن يكون ذا أثرٍ ، ( اي أن له موقفاً من الأشياء / إعتراض / رفض / تمرد ..الخ ) ، وهذا القرار / الموقف ، لابد أن يكون متضمناً معنى ( الرفض ) لسلطةٍ ما ، و إلا لما حاكمها عليه ( الجناة )
فهي تقول بحق غربتها الفاعلة :
فليقبضْ عليها الجناة
وليحاكموها
هنا ترسم الشاعرة صورةً لواقعٍ ( مقلوب القيم ) ، تعيشه بمرارةٍ صامتة ( إعتراض غير مباشر ) ، إذاً نحن هنا امام حيرة وجودية ، لكنها منكفئة ، فاعلة وفي اعماقه تستشعر الخيبة ، من واقع يحكمه الجناة ، ولا ظلَّ ( وجود ) لها فيه ، إلا مايخلّفه جناح عصفورٍ .
ثم تقول :
أتركوا
أزقتكم وحنايا زواياكم
تغيّبوا عن مواعيد عشقكم
......
وقلّموا أحلامكم الوردية
هنا دعوة لآخرين ، ربما هم حيارى مثلها ، للصحوة ، من عدمية معناهم ، وأحلامهم الوردية / وهي ضد الاحلام الواقعية اليقظوية ، فهل سيصغون لدعوتها ؟؟ ، هي قد أدت واجبها ( اجده أنا أنه ثوريٌّ هنا ) ، وذلك بحثِّ الحيارى ، المتغربين في دواخلهم ( حنايا زواياكم ) ، على التمرد رغم أنها ( الشاعرة ) إكتفت بمجرد دعوةٍ ، دون تحديد الكيفية ، وكل ماتريده بالمقابل / العودة لطفولتها ( زمن ماضوي برئ ) ، تعبيراً عن رغبتها في الإنسحاب من الواقع ، وقد إستشعرت إستحالة أن يسمح لها ( اولئك الحكام الجناة ) ، بتحقيق مرادها ، على بساطته وبراءته ، فهم يمنعون نقيضهم و ( يحاكمونه ) ، لذا أجّلت رغبتها ( تأجيل الذات ) ، على أمل أن يتحقق في زمن ( غير مقلوب القيم ) ، فختمت نصها بقولها :
ولو بعد حين ..
أذاً الشاعرة تنتظر مُخلّصاً ، يأخذها الى مرابع البراءة ( الانعتاق من زيف المكان بكل معانيه ) ، وهي ستبقى تنتظره ، لإنها متيقنة من قدومع / ولو بعد حين ، لكن ماعليها ان تعمل لكي تكون جديرة به ..؟
المسكوت عنه في عنوان الديوان ، هو ما سيجيبنا ، فلو استعرضنا عناوين أهم نصوص الديوان ومكافئها المعنوي ( من وجهة نظري ) لوجدناها كالتالي :
أيها الأبيض / وهو مكافئ للنقاء / الامل ) ، عبور ، تذكرة عبور ( مكافئان لتجاوز الحدود معنوية او مادية ) ، مالك الحزين ( مكافئ العُلُو رغم خداع الاسم ) ، عِبر الدروب ( مكافئ البحث والتقصي ) ، ولك أعود ( مكافئ الوفاء والإنتماء ) ، وقتها أكون ( مكافئ الكينونة المشروطة بفعل إرادي ) ، حتى لو ( مكافئ التحدي ) ، صديقي والأفق ( مكافئ المعنى الانساني المنعتق من حدود الواقع ) ، ديجور حناجر ( مكافئ الإعتراض المحرّم ) ، من .. هنا يصل ( مكافئ الإيمان بقدوم من ننتظر )
اقول لو استعرضنا تلك العنوان ومكافئاتها المعنوية السابقة لإستطعنا إستخلاص معنى شاملاً يجمع هذه العناوين هو { الكينونة الحرة } ، وهو افضل ما يفضح المسكوت عنه ، وبعد تعديل بسيط يصبح { سأكون حرةً حتى ترضى }
........................
باسم عبد الكريم الفضلي ــ العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق